لم تتمالك نفسها.... أمسكت قلمها وركضت الى ملجأها الاخير .. دفتر مذكراتها الذي سطرت عليه دوما فحوى خلجاتها الصارخة .. بإي شعور... ولكن اليوم كان تعبيرها مختلفا ...
كان فيه شيء من الالم الممزوج بالضعف.....
كان فيه شيء من الضياع.....
ولكن كل ما كتبته كان من أعماقها ... بدون تزييف او تصنع..بدون تستر وراء بديع العبارة وجمال الكلمة وروائع الصور البيانية... كانت مشاعر وفقط...
كتبت ودموعها لا تتوقف... وخفقاتها تدمر ضلوعها ... والصور القديمة تتالى على ذاكرتها... كتبت صفحتها هذه وكأنها تخاطبه...
كتبت :
( كيف أمسك مشاعري عن تذكرك... كيف أبتعد عنك ... كيف لا أحزن....
واسمك يلا حقني مع كل رعشة من جفوني....وصوتك يلفني كما الهواء...كيف أنساك وابتسامتك أصبحت توقظني كشمس الصباح....
أتعرف.....؟؟
لقد أصبحت أمية بعدك... فقد توقفت أصابعي عن كتابة أحرف لا توجد في اسمك.... وتوقف لساني عن تهجئة تلك الحروف أيضا...
وأصبحت حياتي مبناً خالياً عالياً يرتكز على أساس واه من الصبر فهو يا سيدي ومن دون ان آسف عليه مهدد بالانهيار....
لا تهتم انسى الامر .... ما رأيك ان نركز على ابتساماتي.....
تلك التي أصبحت مقسومة قسمين....
الاولى :هي تلك التي أظهرها للناس لأبرهن فيها قوتي وأخبئ موتي....
الثانية : هي تلك التي تظهر تلقائياً حين أتذكرك ... حين أذكر أجمل أيامي...
ولكن يا سيدي غالبا ما تتبع الابتسامة الثانية أمواج من الدموع ...وسيول من الضعف .... وكثير من الندم.....
ندمي على ضعفي....
ندمي على عدم سيطرتي على مشاعري الغبية....
ندمي على معرفتي لك....
ندمي على أنني كنت المجرمة الاولى والاخيرة بحق نفسي......
ندمي على أنني .....
لن أكتبها .... لا أستطيع ....
لأنني بعد كتابتها سأندم أكثر....
أتعرف ...؟
لقد جاء الان الى مخيلتي حلم صغير.... أشبه بالموت في منتصف الحياة...
لقد رأيت مشهد أننا في يوم ما سنلتقي ... سنمر بقرب بعضنا .... ستلتقي نظراتنا... ولكن من دون أن تعرفني.... من دون أن تميز بيني وبين إشارة المرور او حتى أي شخص من المارة....
أعرف أن حلمي هذا غبي .... وهوي شيء من خيال الاطفال.... لأن الواقع لا يمت له بصلة...
الواقع .... بأنك منذ زمن بعيد قد نسيتني وأصبحت في حياتك غبار نثرته الرياح .... صوت اختفى في أودية الزمن .... وجه شوهته الاحلام الجديدة في عينيك.....
أعرف أنني مجرد .... لون بدأ يختفي من لوحة أيامك ولم يبق منه سوى بضع خربشات....
أعرف انني يوم قصير بالزوال موعود....)
توقفت عن الكتابة.... لم تعد أصابعها الباردة تسعفها أكثر....أغلقت الدفتر ثم ركضت الى الشرفة محاولة أن تنعش قلبها المنتفض بنسيم الليل البارد ولكن جنون القلب لن يختفي ببضع نسمات......
....((((بقلمي))))....
عدل سابقا من قبل نغم في 23/2/2011, 14:22 عدل 1 مرات