من طرف ذات يوم من الأيام، ومن واقع لكأنه الأحلام ، أُعلنت دولة الوحدة مابين مصرَ وبين الشام، فقامت الدنيا ولم تقعدْ!
هوذا البرق آت، يمطر ويرعدْ ثم يرغي ويزبدْ، هتافا وتهليلا ، بعضه كان ملموسا والبعض الآخر تهويلا
عاش عبد الناصرْ ، ناصرا ظافرْ ، قادراً كالبحر صوته هادرْ ، حامي الحمى زين الشبابْ، خالب الألبابْ، فاتحة وخاتم الزعماءْ، الصناديد الرعاديدْ، رمز الإباء والعنفوان والكبرياءْ، أدام عزه ليل نهار
سقى الله تربة والديه، من فيض يديه ومن غياهب كاحليه زود المحيطات والانهار.
وهكذا يا سادة يا كرام ، يا خير الأنام
وهكذا ظلت الحال على هذ المنوال ، وظلت الجماهير الشعبية ، وبكل ما أوتيت من النظرية القومية ، ترشح حباً للقضية، وتأكل رزاً وكنافة بالشعيرية ، وكبة ...بالصينية!
وظلت الإرادة الجماهيرية على هذا الحال ، إلى أن رفّ بوم ثم غاب ، وإذ جاء معه في الحال الغراب ، يا سادة يا أحباب ويا أصحاب،
وإذ جاء في الحال الغراب ، يحمل خبر الانفصال ، وعليه أقبلت الجماهير أيما إقبال.........
شرُّ الوبال إذاً ، أن غراباً حطّ للوقت الرحالْ، وأن نعقه قد طال ومن حبال نعيقه قد أنضحَ الموّال.ْ
وزَفّ إعلانَ الطلاق وأمر الانفصال، للصغير وللكبير ولمن تقمط بالسرير
للنوق حتى للجمال....
خبرٌ يزعم أنه "طازج" ، عن السّراج والدبّاك ، عن الرقّاص والرفّاص والطبّال!
وإذ بالحال آلَ إلى ضروبٍ من خيالْ............................
وكان أن هرع الجمهور، وراحْ، بعد إطلاق السراحْ.....
وكان أن هرعت المجاهير كالمجانين(ملاحظة:يصح تأنيث جموع غير العاقل كأن نقول سارت الجمال وهاجت الجماهير) باللوثات ممسوسين، إلى الجدران والحيطان، ونزعوا الصور المُعززة المقززة (بالزجاج) لأنها أصبحت مُقززة-بعد الحلّ والترحال ، وبعد الانفصال- حتى أن أحدهم (ممن على قولة زياد الرحباني وقعت عليه هذه الواقعة) هو من روى لي هذه الحادثة، ولا يزال حيّاً يرزق، يزفر ويزمر ويشهق!
روى لي أنه أمسك صورة عبد الناصر زاجراً إياها بكلتا يديه! وكان بودّه لو يشده من رسغيه، لو يعضه من أذنيه، لو يلطمه على صدغيه، ثم ينزع على الملأ رئتيه،بعد أن كان يُمثّل أنه كالله لديه، مخاطباً إياه:"تفوه على شواربك يا كلب! خسئت، ثكلتك أمك!! بلاك الله بكل كرب ، بكل قحط وبكل جدب! لعنتك السماء في الدنيا وفي الآخرة لعن الكلاب! أنابني الله من لعنك، جزائي والثواب!!"
وجعل يشتمه بكل ما لذّ وطاب، من أقذع الأوصاف والألقاب!
وكسر الرجل صورة عبد الناصر، وجعل يدعس طرباً فوق حطامها في الذهاب وفي الإياب.
فدخل جاره هرعاً، وقد خُطف لونُهُ خطفاً، قائلاً:
"ولاه ، أيها الأخوت!ماذا أنت بفاعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خبر الانفصال كان كذبة، ومفعول عبد الناصر لم يزلْ سارٍ ،وفاعل!"
-ويله!!!!!!!ماذا هو فاعل، ذلك الاخوت! وقد أصبحت صورة الرجل –الناصر-هباءً تفتتْ!
فأجاب البطل المغوار، نازع صورة عبد الناصر"المنزوع و المخلوع" من صدر الدار:"يا ويلي، يا شحاري"
وتناول ما تبقى من الصورة التي صارت تنداس بالمداس، الصورة التي صارت بالمداس والغبار مغمورة،
وجعل ينفض غبار الزجاج والأقدام عنها، ويهندمها ويقبّلها-من المكان عينه الذي منه قد داسها-
وأشبع الصورة لثماً وتقبيلا ، الرجل الهبيلة،وجعل على فعلته يلعن نفسه، ويلعن شناعة فهمه الهزيلا ويداه الرزيلة!
وخاطب-نفس الرجل- الفاقع ،الفاتح عبد الناصر:"أحلى التماسي، يا سيدي ويا سيد راسي"
وأعاد صورة عبدالناصر إلى الجدار الظافر! وشكر ربّه ألف مرة،وقد كان خير شاكر،لأن الله قد نجاه من الدسائس، ومن"شر حاقد إذا حقد"، ومن هول الوساوس التي،قد تنتقل بفعل واشٍ، أو خسيس في المجالس، إلى ذلك المكتب ما غيره ، وإلى الطابور الخامس!!!!
وفرح لأن "الكفر"بعبد الناصر، لم يسمع به أحد "العناصر" ومرّ عليه بسلام وبأقل الخسائر
"وليعش عبد الناصر، وليعش معه المشيرعبد الحكيم عامر"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد ذلك، كان أن جاءه الخبر اليقين ، مع الحلوان من موز وتين....
وجاء الخبر اليقين المنتظر، وهذه المرة أتى بالمفيد، ولم يأتِ بالمختصر
مفاد الخبر، أن العودة عن الانفصال كلّها بدعة ، وأن الانفصال واقع واقع ، جعلها الله روحة ،
بلا رجعة!
وكان أن تعلّم الرجل الدّرس، ولم ينبس ببت شفة –مجرد نبس، عسى كان في الأمر مجدداً، خطب ثم لبس
ولم يرد أن"يكمشه " أحد وهو يعود، فينُزل عبد الناصر عن العرش، ويتجاوز الحدود، في لحظة نحس
وساعة غباءٍ من غباء الطَرشْ-وناصر والعرش!، قبل أن يتاكد الخبر، ويتوضح اللبس أكثر!
إلى أن تحقق من الأمر، بالمفيد المختصر، ثم شرعت الجماهير التي انبثقت منها وعنها ، النظرية الشعبية
تأكل –احتفاءً بأفول عبد الناصر عن الأراضي السورية- وربات بقشطة، وشعيبية، ومهلبية!
(استعرض هذا الواقع بغضّ النظر، وبتحييد رأيي بعبد الناصر وبزمن "الوحدة" لأبين وجهة نظر الجماهير الخطيرة وما يريده الجمهور العددي الخطير وعلاقته بالقمح والشعير، لنتذكر ، ما الجماهير ، وما تاريخ الجماهير!!)
(منقول)
هوذا البرق آت، يمطر ويرعدْ ثم يرغي ويزبدْ، هتافا وتهليلا ، بعضه كان ملموسا والبعض الآخر تهويلا
عاش عبد الناصرْ ، ناصرا ظافرْ ، قادراً كالبحر صوته هادرْ ، حامي الحمى زين الشبابْ، خالب الألبابْ، فاتحة وخاتم الزعماءْ، الصناديد الرعاديدْ، رمز الإباء والعنفوان والكبرياءْ، أدام عزه ليل نهار
سقى الله تربة والديه، من فيض يديه ومن غياهب كاحليه زود المحيطات والانهار.
وهكذا يا سادة يا كرام ، يا خير الأنام
وهكذا ظلت الحال على هذ المنوال ، وظلت الجماهير الشعبية ، وبكل ما أوتيت من النظرية القومية ، ترشح حباً للقضية، وتأكل رزاً وكنافة بالشعيرية ، وكبة ...بالصينية!
وظلت الإرادة الجماهيرية على هذا الحال ، إلى أن رفّ بوم ثم غاب ، وإذ جاء معه في الحال الغراب ، يا سادة يا أحباب ويا أصحاب،
وإذ جاء في الحال الغراب ، يحمل خبر الانفصال ، وعليه أقبلت الجماهير أيما إقبال.........
شرُّ الوبال إذاً ، أن غراباً حطّ للوقت الرحالْ، وأن نعقه قد طال ومن حبال نعيقه قد أنضحَ الموّال.ْ
وزَفّ إعلانَ الطلاق وأمر الانفصال، للصغير وللكبير ولمن تقمط بالسرير
للنوق حتى للجمال....
خبرٌ يزعم أنه "طازج" ، عن السّراج والدبّاك ، عن الرقّاص والرفّاص والطبّال!
وإذ بالحال آلَ إلى ضروبٍ من خيالْ............................
وكان أن هرع الجمهور، وراحْ، بعد إطلاق السراحْ.....
وكان أن هرعت المجاهير كالمجانين(ملاحظة:يصح تأنيث جموع غير العاقل كأن نقول سارت الجمال وهاجت الجماهير) باللوثات ممسوسين، إلى الجدران والحيطان، ونزعوا الصور المُعززة المقززة (بالزجاج) لأنها أصبحت مُقززة-بعد الحلّ والترحال ، وبعد الانفصال- حتى أن أحدهم (ممن على قولة زياد الرحباني وقعت عليه هذه الواقعة) هو من روى لي هذه الحادثة، ولا يزال حيّاً يرزق، يزفر ويزمر ويشهق!
روى لي أنه أمسك صورة عبد الناصر زاجراً إياها بكلتا يديه! وكان بودّه لو يشده من رسغيه، لو يعضه من أذنيه، لو يلطمه على صدغيه، ثم ينزع على الملأ رئتيه،بعد أن كان يُمثّل أنه كالله لديه، مخاطباً إياه:"تفوه على شواربك يا كلب! خسئت، ثكلتك أمك!! بلاك الله بكل كرب ، بكل قحط وبكل جدب! لعنتك السماء في الدنيا وفي الآخرة لعن الكلاب! أنابني الله من لعنك، جزائي والثواب!!"
وجعل يشتمه بكل ما لذّ وطاب، من أقذع الأوصاف والألقاب!
وكسر الرجل صورة عبد الناصر، وجعل يدعس طرباً فوق حطامها في الذهاب وفي الإياب.
فدخل جاره هرعاً، وقد خُطف لونُهُ خطفاً، قائلاً:
"ولاه ، أيها الأخوت!ماذا أنت بفاعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خبر الانفصال كان كذبة، ومفعول عبد الناصر لم يزلْ سارٍ ،وفاعل!"
-ويله!!!!!!!ماذا هو فاعل، ذلك الاخوت! وقد أصبحت صورة الرجل –الناصر-هباءً تفتتْ!
فأجاب البطل المغوار، نازع صورة عبد الناصر"المنزوع و المخلوع" من صدر الدار:"يا ويلي، يا شحاري"
وتناول ما تبقى من الصورة التي صارت تنداس بالمداس، الصورة التي صارت بالمداس والغبار مغمورة،
وجعل ينفض غبار الزجاج والأقدام عنها، ويهندمها ويقبّلها-من المكان عينه الذي منه قد داسها-
وأشبع الصورة لثماً وتقبيلا ، الرجل الهبيلة،وجعل على فعلته يلعن نفسه، ويلعن شناعة فهمه الهزيلا ويداه الرزيلة!
وخاطب-نفس الرجل- الفاقع ،الفاتح عبد الناصر:"أحلى التماسي، يا سيدي ويا سيد راسي"
وأعاد صورة عبدالناصر إلى الجدار الظافر! وشكر ربّه ألف مرة،وقد كان خير شاكر،لأن الله قد نجاه من الدسائس، ومن"شر حاقد إذا حقد"، ومن هول الوساوس التي،قد تنتقل بفعل واشٍ، أو خسيس في المجالس، إلى ذلك المكتب ما غيره ، وإلى الطابور الخامس!!!!
وفرح لأن "الكفر"بعبد الناصر، لم يسمع به أحد "العناصر" ومرّ عليه بسلام وبأقل الخسائر
"وليعش عبد الناصر، وليعش معه المشيرعبد الحكيم عامر"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد ذلك، كان أن جاءه الخبر اليقين ، مع الحلوان من موز وتين....
وجاء الخبر اليقين المنتظر، وهذه المرة أتى بالمفيد، ولم يأتِ بالمختصر
مفاد الخبر، أن العودة عن الانفصال كلّها بدعة ، وأن الانفصال واقع واقع ، جعلها الله روحة ،
بلا رجعة!
وكان أن تعلّم الرجل الدّرس، ولم ينبس ببت شفة –مجرد نبس، عسى كان في الأمر مجدداً، خطب ثم لبس
ولم يرد أن"يكمشه " أحد وهو يعود، فينُزل عبد الناصر عن العرش، ويتجاوز الحدود، في لحظة نحس
وساعة غباءٍ من غباء الطَرشْ-وناصر والعرش!، قبل أن يتاكد الخبر، ويتوضح اللبس أكثر!
إلى أن تحقق من الأمر، بالمفيد المختصر، ثم شرعت الجماهير التي انبثقت منها وعنها ، النظرية الشعبية
تأكل –احتفاءً بأفول عبد الناصر عن الأراضي السورية- وربات بقشطة، وشعيبية، ومهلبية!
(استعرض هذا الواقع بغضّ النظر، وبتحييد رأيي بعبد الناصر وبزمن "الوحدة" لأبين وجهة نظر الجماهير الخطيرة وما يريده الجمهور العددي الخطير وعلاقته بالقمح والشعير، لنتذكر ، ما الجماهير ، وما تاريخ الجماهير!!)
(منقول)
