هذه القصيدة كتبها الشاعر الكبير نزار قباني في رثاء ابنه توفيق ,,,,,,
أتوفيقُ .. ماذا أقولُ لهنَّ ؟
أشيلكَ, يا وَلدي, فوق ظهري
كمئذنة ٍ كسِرَت قطعتين.
وشَعرُكَ حقلٌ من القمح تحت المطر
ورأسُكَ في راحتي وردة ٌ
دمشقيَّة ٌ, وبقايا قمر.
سأخبركم عن أميري الجميل
سأخبركم عن أميري الجميل
عن الكانَ مثل المرايا نقاء ً
ومثلَ السنابل طولا ً
ومثلَ النخيل.
وكان صديقَ الخِراف الصغيرة,
كان صديقَ العصافير ِ ,
كان صديقَ الهديل.
سأخبركم عن بنفسج عينيه ِ
هل تعرفون زجَاجَ الكنائس ِ ؟
هل تعرفونَ دُمُوعَ الثريَّاتِ حين تسيل ؟
وهل تعرفونَ نوافيرَ روما ؟
وحزنَ المراكب ِ قبل الرحيل.
سأخبركم عنهُ ,
كان كيوسُفَ حُسنا ً,
وكنتُ أخافُ عليه من الذِئب ِ,
كنتُ أخافُ على شَعرهِ الذهَبِّي الطويل.
.. وأمس ِ أتوا يحملونَ قميصَ حبيبي
وقد صَبَغتهُ دماءُ الأصيل
فما حيلتي يا قصيدةَ عُمري
إذا كنتَ أنتَ جميلا ً
وحظي قليل؟ ..
أتوفيقُ,
لو كان للموتِ طفلٌ, لأدرك ما هو موتُ البنين.
ولو كان للموت عقلٌ,
سألناه كيف يُفسِّرُ موتَ البلابل والياسمين؟
ولو كان للموت قلبٌ, تردَّدَ في ذبح أولادنا الطيبين
أتوفيقُ, يا ملكيَّ الملامح, يا قمَريَّ الجبين
صديقاتُ بيروتَ منتظراتٌ
رُجُوعَك, يا سَيِّدَ العِشق ِ والعاشقين
فكيف سأكسرُ أحلامهنَّ
وأغرقهُنَّ ببحر الذهُول ؟
وماذا أقولُ لهنَّ, حبيبات ِ عُمر ِكَ,
ماذا أقول ؟؟
أتوفيقُ,
إن جُسُورَ الزمالكِ ترقبُ كلَّ صباح ٍ خطاك.
وإنَّ الحَمَامَ الدمشقيَّ يحملُ تحت جناحيهِ دفءَ هواك.
فيا قرَّةَ العين, كيفَ وجدتَ الحياةَ هناك؟
فهل سَتفكرُ فينا قليلا ً؟
وترجعُ في آخر الصيف حتى نراك ؟
أتوفيقُ, إني جبانٌ أمام رثائِكَ,
فارحَم أباك ....
تحية لشاعرنا نزار قباني
أتوفيقُ .. ماذا أقولُ لهنَّ ؟
أشيلكَ, يا وَلدي, فوق ظهري
كمئذنة ٍ كسِرَت قطعتين.
وشَعرُكَ حقلٌ من القمح تحت المطر
ورأسُكَ في راحتي وردة ٌ
دمشقيَّة ٌ, وبقايا قمر.
سأخبركم عن أميري الجميل
سأخبركم عن أميري الجميل
عن الكانَ مثل المرايا نقاء ً
ومثلَ السنابل طولا ً
ومثلَ النخيل.
وكان صديقَ الخِراف الصغيرة,
كان صديقَ العصافير ِ ,
كان صديقَ الهديل.
سأخبركم عن بنفسج عينيه ِ
هل تعرفون زجَاجَ الكنائس ِ ؟
هل تعرفونَ دُمُوعَ الثريَّاتِ حين تسيل ؟
وهل تعرفونَ نوافيرَ روما ؟
وحزنَ المراكب ِ قبل الرحيل.
سأخبركم عنهُ ,
كان كيوسُفَ حُسنا ً,
وكنتُ أخافُ عليه من الذِئب ِ,
كنتُ أخافُ على شَعرهِ الذهَبِّي الطويل.
.. وأمس ِ أتوا يحملونَ قميصَ حبيبي
وقد صَبَغتهُ دماءُ الأصيل
فما حيلتي يا قصيدةَ عُمري
إذا كنتَ أنتَ جميلا ً
وحظي قليل؟ ..
أتوفيقُ,
لو كان للموتِ طفلٌ, لأدرك ما هو موتُ البنين.
ولو كان للموت عقلٌ,
سألناه كيف يُفسِّرُ موتَ البلابل والياسمين؟
ولو كان للموت قلبٌ, تردَّدَ في ذبح أولادنا الطيبين
أتوفيقُ, يا ملكيَّ الملامح, يا قمَريَّ الجبين
صديقاتُ بيروتَ منتظراتٌ
رُجُوعَك, يا سَيِّدَ العِشق ِ والعاشقين
فكيف سأكسرُ أحلامهنَّ
وأغرقهُنَّ ببحر الذهُول ؟
وماذا أقولُ لهنَّ, حبيبات ِ عُمر ِكَ,
ماذا أقول ؟؟
أتوفيقُ,
إن جُسُورَ الزمالكِ ترقبُ كلَّ صباح ٍ خطاك.
وإنَّ الحَمَامَ الدمشقيَّ يحملُ تحت جناحيهِ دفءَ هواك.
فيا قرَّةَ العين, كيفَ وجدتَ الحياةَ هناك؟
فهل سَتفكرُ فينا قليلا ً؟
وترجعُ في آخر الصيف حتى نراك ؟
أتوفيقُ, إني جبانٌ أمام رثائِكَ,
فارحَم أباك ....
تحية لشاعرنا نزار قباني