من طرف عبد الرحمن الجندي 21/3/2010, 21:55
تحية طيبة ..
موضوعك هذا مهم جداً أيتها الهادرة ونحن نتحين الفرص للمشاركة به بما لدينا من وقت .. للأهمية لا يعتبر موضوع الهجرة على هذه الدرجة من السوء بل ربما هو أحياناً مفيد للطرفين ..
الطرف الأول: البلد
وبكل بساطة لأنه لا مقياس نسبي لقدرة بلد على تحمل مسؤولياتها تجاه جميع الأبناء ولو كان ذلك حق لهم, وذلك يرجع لعدة أمور منها نسبية الموارد ونسبية القدرة على الاستفادة من هذه الموارد وهي امور تحتاج لافراد حلقات للحديث فيها.. كما أن للمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والعالمية دور في ذلك بلا شك وهو ما يحتاج ايضاً لحلقات للشرح .. وموضوع الهجرة موضوع نسبي ومتشعب جداً وليس من الضروري ان تكون الحاجة المادية فقط سبباً لهذه الهجرة سواء كانت مؤقتة او مستمرة, وفي بلاد كالولايات المتحدة الامريكية واوربا وحتى استرليا وكندا موضوع الهجرة بين الولايات وحتى بين هذه الدول منتشر بكثافة لدرجة ان فكرة الجار والقريب امور لا تعني الكثيرين وعمليات التواصل الاجتماعي شبه معدومة وهو امر يحدث عكسه تماماً في مجتمعنا, فمن الطبيعي جداً أن يهاجر مواطن من بلجيكا للدراسة في فرنسا او بريطانيا وعندما يتخرج سيكون عمله بكل بساطة في هونغ كونغ دون شعور بالاغتراب.
الطرف الثاني: المواطن
أيضاً المواطن البانياسي وغيره ليس بالضرورة قادراً على تلبية احتياجات بلده له (وهي مسؤولية متبادلة), وليس بالضرورة من النوع العاطفي المتعلق كثيراً بوطنه وبلده, وربما يكون الاختصاص الذي يحلم بدراسته مثلاً او المهنة التي يرغب بالعمل بها غير موجودة في بلده, كما قد يكون من الطامحين لتحقيق الثروات والرفاهية العالية جداً فلا بد له من البحث في مكان آخر وهي امور تحدث حتى في ارقى دول العالم, والشرح بذلك يطول كثيراً..
بخصوص مجتمعاتنا ومجتمعاتنا على وجه التحديد وبشكل أكثر خصوصية بانياس الغالية على قلوبنا جميعاً تتلخص الكثير من الأسباب في امور لم يتم تداولها ولا بد من الكلام بكل صراحة ووضوح بها للأهمية وأعتقد ان لدي كمية جيدة من المعلومات في هذا المجال رغم اني لم ابتعد عن حدود سوريا حتى اليوم وانا في العقد الثالث من عمري ولي الفخر بذلك ولا مشكلة لدي حتى في عكس ذلك.. ومن هذه الامور:
1- الهروب من الأعراف والتقاليد -وبشكل خاص البالية منها- ومن سلطة وسيطرة الدين والأهل وبشكل خاص في فترة المراهقة, حتى أن الكثيرين يفكرون بالذهاب للخدمة العسكرية للتحرر من هذه القيود اكبر فترة ممكنة.
2- الهروب من مسؤولياتهم تجاه الأهل والأقارب والهدر الذي يحدث للمدخرات من جراء ذلك ومن المصروف الشخصي له, فمن الشائع ان نسمع ممن يفكر في الهجرة كلمات من قبيل انه يستطيع في السفر توفير بعض المدخرات بينما هنا لا يستطيع توفير شيء من دخله حتى لو كان دخله كبيراً ويقابل قيمة الدخل في سفره بعد استثناء تكاليف السكن والمصروف الشخصي.
3- الهروب من مشاكل واشكاليات عائلية قد تؤدي به الى خسارة اشخاص مقربين فيما لو بقي في البلد ووجد نفسه في مواقف معينة قد يضطر بها للغلط بحق أناس يحبهم وربما بحق نفسه وهي امو قد تؤدي احياناً به الى خسارة كبية جداً, فيفضل الرحيل وشق طريقه في الحياة محاولاً التأسيس لنفسه بعيداً عن هذه المشاكل وليعود قوياً وقادراً على تقبل الخسائر لصالح من يحبهم, وكثيراً ما نسمع في هذا الاطار مقولة "الله يبعدو ويسعدو".
4- الهروب من المسؤوليات تجاه المجتمع والوطن والدين الى البلاد المتحضرة التي تقدم له الرفاهية بأقل ما يمكن من تضحية ومن التزام بالواجبات, أو الهروب من فعل مشين قام به وفضحه في البلد الى بلاد غريبة لا يعرفه بها احد ليبدأ حياة جديدة لا يحاسبه بها احد ولا ينظر اليه احد او يسمعه كلاماً لا يعجبه.
5- الطموح لتحسين حياته وحياة اهله وتعويضهم عن النقص في بعض المجالات, ومحاولة تأسيس وضع جديد لعائلته أكثر رقياً في مجتمع دقيق وشديد الملاحظة وعنصري الى حد ما كالمجتمع البانياسي الأشبه بالضيعة الكبيرة, وبهذا ربما يكون السفر وتحقيق الثروة بالاضافة الى اكتساب مواهب في مجالات معينة ومؤهلات وشهادات ثم العودة بها يجعل وضعه ووضع العائلة أفضل في هذا المجتمع.
..
.
دمتم لأهلكم وبلادكم