اعترافات رجل يحترم النساء
لو لم تنزل عليه تلك الجلطة الأليمة ,التي طرحته في الفراش,ثقيل الحركة ,بطيء الكلام,فاقد السيطرة على نفسه ,لما شعر بفضل بدرية كما يشعر به الآن.
وبدرية ليست جديدة عليه ,وفضلها لم يغب يوماً عن داره , انها امرأته منذ ثلاثين عاما بالتحديد.
تزوجها وهو دون العشرين ,فتى غر يتمرن على فنون البيع والشراء ,قبل أن يمارس بشكل حقيقي مهنة التجارة ,أما هي فكانت قد خرجت تواً من طور الطفولة ,لكنها مع هذا كانت امرأة في رزانتها وادراكها للأُمور وكثيراً ما أقسمت والدته أن بدرية هي بمثابة الأم الصغيرة لعلوان وتحنو عليه حنو والدة متمرسة .
كبرا معاً ,وكبرت تجارته ,وكبر أولادهما ,من دون أن يفطن علوان يوماًالى أن الانجاز لا يكمن في الأموال .التي ينفقها في سعة بيته .
بل في تدبير بدرية وسعة عقلها ,كان يظن نفسه ربان السفينة ,يبحر بها الى حيث يشاء ويرسو بها كما يحلو له لكنه لم يشعر بأن البحر كله بدرية وبأن بدرية هي البحر وهي الريح وهي الشراع .
والحقيقة أنها حرصت ,طيلة حياتهما المشتركة على ألاّ تسحب الغطاء الى جانبها , عاشت معه مثل النحلة الدؤوب .التي تعمل ليل نهار من دون ان يسمع لها أزيز.
بدرية تشرف على ادارة البيت ,وتتولى متابعة دراسة البنين والبنات,وبدرية تقوم بالواجبات الاجتماعية ,وتخطط لأعياد الميلاد ,واجازات الصيف ,وبدرية تجهز البنات عند الأعراس ,وبدرية تخطب للبنين عندما ينوون,وبدرية تحاسب الخدم ,وبدرية تخرج الزكاة ,وبدرية ....... وبدرية.
لم يُتعب نفسه يوماً بغير شؤون عمله وتجارته .يعود علوان الى بيته فلا يحتاج الى أن ينطق لكي يطلب شيئاً.
كل حاجاته قيد يديه ,حوله ,أمامه,تحت قدميه .
لأن بدرية تعرف ما يريد وتنفذ قبل أن يفتح فمه . انها تفهمه بأكثر مما تفهم أم وليدها ,وتضع احتياجاته في أول اهتماماتها ,على الرغم من أن العبء عليها ثقيل ,ومشكلات الأبناء كثيرة .
هل كان علوان كريماً معها بالقدر ذاته؟لو طرحنا السؤال على بدرية لقالت "نعم وزايد"لكن من يعرفون زوجها يدركون أنه كان كريما بالمال ,وفي ما عداه فقد أخذ كثيراً..أكثر مما أعطى .
كان يعتبر بدرية آلة تشتغل من دون أن تحتاج الى زيت أو قطع غيار . آلة صامتة ...مثل أحدث الاختراعات الالكترونية .آلة ليس من حقها أن تصيح "آخ رأسي"
لكن الذي صاح بهذه الجملة هو علوان . ضربته جلطة وهو يتأهب لركوب سيارته صباحاً .فسقط بين الباب وحاجز الحديقة ,ولم ينتبه لسقطته سوى بدرية لأنها كانت كعادتها ,وراء ستار النافذة تراقبه وهو يخرج من عمله ,وتدعو له من قلبها بالرزق والتوفيق,وبفضل صلواتها وطيبة قلبها أنقذ الله زوجها من الكارثة,أو هذا هو على الأقل ما تقوله حماتها.
صحيح أنه تجاوز مرحلة الخطر ,لكن عودته الى نشاطه والى عمله ما زالت موضوع شك .
وهاهو الرجل الجبار ,التاجر الشاطر,الزوج الآمر ,يقبع في بيته منذ ستة شهور ,تحت رحمة بدرية وعنايتها وحنانها .
ستة شهور كانت كافيه لكي يفتح عينيه على معدنها ودأبها ورحابة روحها.
انها ليست مجرد الآلة التي تدفع اليه بصينية الطعام ,ولا مجرد الجسد الذي يقترب منه في الفراش عندما يجافيه النعاس أوتلح عليه الغريزة ,وهي ليست البطن الذي ينتفخ ويتمخض ويلد دون أن يسمع صرخاته .
بدرية هي ربة هذا البيت العامر الآمن السعيد,وما علوان سوى ضيف طارئ لم يكن يدري بما يدور في بيته
ينظر اليها اليوم ,ويتلجلج لسانه المعقود,وتسيل الدموع من عينيه عرفاناًوندماً.
أما هي فتقبل يديه وتقول :لا تبك حبيبي.... ستقوم بالسلامة ان شاء الله ......
لو لم تنزل عليه تلك الجلطة الأليمة ,التي طرحته في الفراش,ثقيل الحركة ,بطيء الكلام,فاقد السيطرة على نفسه ,لما شعر بفضل بدرية كما يشعر به الآن.
وبدرية ليست جديدة عليه ,وفضلها لم يغب يوماً عن داره , انها امرأته منذ ثلاثين عاما بالتحديد.
تزوجها وهو دون العشرين ,فتى غر يتمرن على فنون البيع والشراء ,قبل أن يمارس بشكل حقيقي مهنة التجارة ,أما هي فكانت قد خرجت تواً من طور الطفولة ,لكنها مع هذا كانت امرأة في رزانتها وادراكها للأُمور وكثيراً ما أقسمت والدته أن بدرية هي بمثابة الأم الصغيرة لعلوان وتحنو عليه حنو والدة متمرسة .
كبرا معاً ,وكبرت تجارته ,وكبر أولادهما ,من دون أن يفطن علوان يوماًالى أن الانجاز لا يكمن في الأموال .التي ينفقها في سعة بيته .
بل في تدبير بدرية وسعة عقلها ,كان يظن نفسه ربان السفينة ,يبحر بها الى حيث يشاء ويرسو بها كما يحلو له لكنه لم يشعر بأن البحر كله بدرية وبأن بدرية هي البحر وهي الريح وهي الشراع .
والحقيقة أنها حرصت ,طيلة حياتهما المشتركة على ألاّ تسحب الغطاء الى جانبها , عاشت معه مثل النحلة الدؤوب .التي تعمل ليل نهار من دون ان يسمع لها أزيز.
بدرية تشرف على ادارة البيت ,وتتولى متابعة دراسة البنين والبنات,وبدرية تقوم بالواجبات الاجتماعية ,وتخطط لأعياد الميلاد ,واجازات الصيف ,وبدرية تجهز البنات عند الأعراس ,وبدرية تخطب للبنين عندما ينوون,وبدرية تحاسب الخدم ,وبدرية تخرج الزكاة ,وبدرية ....... وبدرية.
لم يُتعب نفسه يوماً بغير شؤون عمله وتجارته .يعود علوان الى بيته فلا يحتاج الى أن ينطق لكي يطلب شيئاً.
كل حاجاته قيد يديه ,حوله ,أمامه,تحت قدميه .
لأن بدرية تعرف ما يريد وتنفذ قبل أن يفتح فمه . انها تفهمه بأكثر مما تفهم أم وليدها ,وتضع احتياجاته في أول اهتماماتها ,على الرغم من أن العبء عليها ثقيل ,ومشكلات الأبناء كثيرة .
هل كان علوان كريماً معها بالقدر ذاته؟لو طرحنا السؤال على بدرية لقالت "نعم وزايد"لكن من يعرفون زوجها يدركون أنه كان كريما بالمال ,وفي ما عداه فقد أخذ كثيراً..أكثر مما أعطى .
كان يعتبر بدرية آلة تشتغل من دون أن تحتاج الى زيت أو قطع غيار . آلة صامتة ...مثل أحدث الاختراعات الالكترونية .آلة ليس من حقها أن تصيح "آخ رأسي"
لكن الذي صاح بهذه الجملة هو علوان . ضربته جلطة وهو يتأهب لركوب سيارته صباحاً .فسقط بين الباب وحاجز الحديقة ,ولم ينتبه لسقطته سوى بدرية لأنها كانت كعادتها ,وراء ستار النافذة تراقبه وهو يخرج من عمله ,وتدعو له من قلبها بالرزق والتوفيق,وبفضل صلواتها وطيبة قلبها أنقذ الله زوجها من الكارثة,أو هذا هو على الأقل ما تقوله حماتها.
صحيح أنه تجاوز مرحلة الخطر ,لكن عودته الى نشاطه والى عمله ما زالت موضوع شك .
وهاهو الرجل الجبار ,التاجر الشاطر,الزوج الآمر ,يقبع في بيته منذ ستة شهور ,تحت رحمة بدرية وعنايتها وحنانها .
ستة شهور كانت كافيه لكي يفتح عينيه على معدنها ودأبها ورحابة روحها.
انها ليست مجرد الآلة التي تدفع اليه بصينية الطعام ,ولا مجرد الجسد الذي يقترب منه في الفراش عندما يجافيه النعاس أوتلح عليه الغريزة ,وهي ليست البطن الذي ينتفخ ويتمخض ويلد دون أن يسمع صرخاته .
بدرية هي ربة هذا البيت العامر الآمن السعيد,وما علوان سوى ضيف طارئ لم يكن يدري بما يدور في بيته
ينظر اليها اليوم ,ويتلجلج لسانه المعقود,وتسيل الدموع من عينيه عرفاناًوندماً.
أما هي فتقبل يديه وتقول :لا تبك حبيبي.... ستقوم بالسلامة ان شاء الله ......