ظلمةٌ في قلبها أناسٌ وخوف، أطفالٌ صغارٌ يبكون، وكبارٌ حائرون لا يدرون كيف يوقفون زحف القلق!! وفي الخارج الريح صرصر... وبردٌ زمهرير. ذبالة ضوءٍ تتراقص فلا ترى سوى الأحداق تلمع، وضيقٌ وملل يستطير ويتّسع.
لقد طال الشتاء هذه السنة، وشارفتِ المؤن على النفاذ، والعائلة كبيرة، والأطفال لا يصبرون على الجوع، الليل الطويل لم تنفع معه حيل تبديده وتزجيته... فلا الرسوم ولا النوم، ولا الأعمال الصغيرة المكرورة طيلة الوقت أفادت في تخفيف وطأةِ مروره البطيء...
ما الحل..!؟ كان ثمّةَ فتىً نابهاً رأى _بمحضِ الصدفةِ_ أنّ كلاماً ما، بعيدُ عن الشكوى والإملال، يسيلُ رفيقاً كما غدران الربيع المنتظر، هو لا يحكي هموم الإنسانِ مباشرةً بل يطير حولها وبها، وقد يعذب الصّوت به فتنطلق ترانيمَ وموسيقا، تشقّ جبروت الليلِ الشتائي الطويل، وتتحلّق العائلة الكبيرة حول الفتى... تحثّه مزيداً على الإتيانِ بهذا الكلامِ الغريب، تتّسع ابتسامة الفتى، فيحكي عن الشّمسِ الفرحة!! والطرائدِ الناطقة!! وأرواحٌ لم تفارقنا بعد... مازالت تهيم في السكون اللامتناهي للمروج، التي هي حصيرٌ أخضر حاكته الآلهة...
من هنا جاءَ الشّعر يا أحبّة، عندما كان إنساننا الأوّل يقعي في الكهوف ينتظر أوبة الربيع، أو شروق الشمس، أو مرور الخطر، لم يكن يرسم فقط، لا ولا يعمل في شؤون بيته الكثيرة وقتها فقط، بل استجاب برهافة العقل لنداء روحٍ جائعة للعتقِ من استعبادِ الطبيعة... فكان الشعر _ومازال_ وسيلته للعتق، والدخول في عوالمَ أرحبَ من الأسطورة والخيال، و... الموسيقى.
الشّعر... ملجؤنا الأوّل، وترنيمتنا الأزليّة... به اتخذت كل اللغات شكل حروفها ومعناها، وعبره حافظت الأمم على تميّزها وشخصيتها المتفرّدة. ومن رحمه انبثقت أنواع الأدبِ الأخرى من قصّةٍ ورواية، وبجناحيه حلّقت الأغاني عالياً.
لاحظوا يا أحبّة... أنّ حياتنا ،في كل مرافقها، لا تخلو من الشّعر... فالأغنية شعر محلّى باللحن، وانتَ إذا أردت التأثير بمن حولك لجأتَ إلى كلامٍ متّسق، جذّاب حفل بالعديد من الصيغ الباهرة، وهذا أباه هو الشعر... وعندما تقرأ قصة، أو تكتب خاطرة..فأنتَ في أحدِ منازلِ الشعر الكثيرة...
دعونا إذاً... أحبتنا البانياسيّين، نتذوّقَ الشعر عبر صفحات موقعنا، تأخذنا روعته إلى أفقٍ لا متناه. ثم بعد أن نقرأ مزيداً، ويصلب عود لغتنا، ننبعُ شعراً... نطمح أن تكونَ صفحات موقعنا له المصبّ...
أرجو أن ترسلوا مساهماتكم واقتراحاتكم الجميلة فيما يتعلّق بالشعر وعبقريّته إلى البريد الإلكتروني
writer@baniascc.com
وإلى مزيدٍ يا أبناء مدينتي الجميلة...
لقد طال الشتاء هذه السنة، وشارفتِ المؤن على النفاذ، والعائلة كبيرة، والأطفال لا يصبرون على الجوع، الليل الطويل لم تنفع معه حيل تبديده وتزجيته... فلا الرسوم ولا النوم، ولا الأعمال الصغيرة المكرورة طيلة الوقت أفادت في تخفيف وطأةِ مروره البطيء...
ما الحل..!؟ كان ثمّةَ فتىً نابهاً رأى _بمحضِ الصدفةِ_ أنّ كلاماً ما، بعيدُ عن الشكوى والإملال، يسيلُ رفيقاً كما غدران الربيع المنتظر، هو لا يحكي هموم الإنسانِ مباشرةً بل يطير حولها وبها، وقد يعذب الصّوت به فتنطلق ترانيمَ وموسيقا، تشقّ جبروت الليلِ الشتائي الطويل، وتتحلّق العائلة الكبيرة حول الفتى... تحثّه مزيداً على الإتيانِ بهذا الكلامِ الغريب، تتّسع ابتسامة الفتى، فيحكي عن الشّمسِ الفرحة!! والطرائدِ الناطقة!! وأرواحٌ لم تفارقنا بعد... مازالت تهيم في السكون اللامتناهي للمروج، التي هي حصيرٌ أخضر حاكته الآلهة...
من هنا جاءَ الشّعر يا أحبّة، عندما كان إنساننا الأوّل يقعي في الكهوف ينتظر أوبة الربيع، أو شروق الشمس، أو مرور الخطر، لم يكن يرسم فقط، لا ولا يعمل في شؤون بيته الكثيرة وقتها فقط، بل استجاب برهافة العقل لنداء روحٍ جائعة للعتقِ من استعبادِ الطبيعة... فكان الشعر _ومازال_ وسيلته للعتق، والدخول في عوالمَ أرحبَ من الأسطورة والخيال، و... الموسيقى.
الشّعر... ملجؤنا الأوّل، وترنيمتنا الأزليّة... به اتخذت كل اللغات شكل حروفها ومعناها، وعبره حافظت الأمم على تميّزها وشخصيتها المتفرّدة. ومن رحمه انبثقت أنواع الأدبِ الأخرى من قصّةٍ ورواية، وبجناحيه حلّقت الأغاني عالياً.
لاحظوا يا أحبّة... أنّ حياتنا ،في كل مرافقها، لا تخلو من الشّعر... فالأغنية شعر محلّى باللحن، وانتَ إذا أردت التأثير بمن حولك لجأتَ إلى كلامٍ متّسق، جذّاب حفل بالعديد من الصيغ الباهرة، وهذا أباه هو الشعر... وعندما تقرأ قصة، أو تكتب خاطرة..فأنتَ في أحدِ منازلِ الشعر الكثيرة...
دعونا إذاً... أحبتنا البانياسيّين، نتذوّقَ الشعر عبر صفحات موقعنا، تأخذنا روعته إلى أفقٍ لا متناه. ثم بعد أن نقرأ مزيداً، ويصلب عود لغتنا، ننبعُ شعراً... نطمح أن تكونَ صفحات موقعنا له المصبّ...
أرجو أن ترسلوا مساهماتكم واقتراحاتكم الجميلة فيما يتعلّق بالشعر وعبقريّته إلى البريد الإلكتروني
writer@baniascc.com
وإلى مزيدٍ يا أبناء مدينتي الجميلة...