اقسام موسيقى الميتال

إن المستمع لكلمات بعض تلك الأغاني , سيرى فيها تمجيداً لكل ما في السلوك المنحرف , بدءاً بالاغتصاب , وسفاح القربى , واللواطية , وانتهاءً بالمازوشية والسادية , والشهوات البهيمية , والشيطانية , وتمجيد الوثنية , وبكلمات تصويرية لا يمكن كتابتها هنا . فيما تحث أغنيات أخرى على احتساء الكحول , وتعاطي المخدرات , وتعظيم الموت , والثورة العنفية ضد الأهل والمدرسة والمعلمين وصولاً إلى الانتحار , وهو أقصى فعل عنفي يرتكبه المرء ضد نفسه وتنهى عنه كل الديانات السماوية .

" رؤيا المراهقين " مؤسسة في ولاية بنسلفانيا , مهمتها تقييم الموسيقى ووسائل الإعلام , وقد وجدت مواد قذرة وفاحشة , في نسبة قد تصل إلى ثلث موسيقى الروك الرائجة والتي شملها التقويم , وأظهرت ضمن دراسة لها أن المراهق الأمريكي العادي يمضي وسطياً أربع ساعات يومياً مصغياً إلى تلك الموسيقى , وبالتالي فهي ظاهرة خطيرة وليست ثانوية , كما يقول مدير المؤسسة بوب ديموس ( P.Dimos ). وقد عملت تلك المؤسسة على توجيه الأولاد أخلاقياً ومساعدتهم في اختيار ما يقبلون به وما يرفضونه , ويقول ديموس " لا يكون الأمر سهلاً بوجود دعوة إلى قبول كل شيء " .

ولكن الخبراء كانوا أكثر إمعاناً في دراسة تأثير هذه الأغاني على المراهقين منذ سن الثامنة حتى سن السادسة عشر . فهم – المراهقون – يصغون إلى أغنيات تمجد السادية والعبودية والشهوات البهيمية , وفي هذه السن الحساسة يمكن أن تسبب هذه الأفكار انحرافاً خطيراً. فالطفل الصغير والشاب القابل للاضطراب هما عرضة لتأثيرات عميقة وخطيرة . يقول جو ستوسي ( J.Stossy ) أستاذ النظرية الموسيقية في جامعة تكساس في " سان انطونيو" هناك عنصر جديد في الموسيقا هو روح حقارة متمثلة في كراهية واضحة لم تكن ظاهرة في عهود سابقة ". ويقول ديموس " يعتمد قرابة 60% من كلام أغنيات الروك الصاخب , حسب الأبحاث التي أجريناها , على معان هدامة ومحبطة وقذرة ", ويضيف العالم النفسي روبرت دمسكي ( R.Demski ) " يصعب محو ما تتعلمه من الصغر, فبالتعرض المتكرر للسخرية, والكراهية والهدم المشوش , خصوصاً في غياب التوازن الذي يحدثهما حب الوالدين وتوجيههم , تتحجر عاطفة الأولاد وتنطبع فيهم الوحشية والانحطاط الخلقي والفكري " .

إن أحد المواضيع الذي يحوز اهتمام الروك المعاصر هو الانتحار , وتشير الإحصائيات في الولايات المتحدة إلى 700 ألف محاولة انتحار بين المراهقين كل عام , وحسب تقارير الخبراء , أن عدداً كبيراً من الأربعة آلاف عملية انتحار سنوياً يرتبط بالضغط النفسي الذي تغذيه موسيقى الروك وكلماتها , وإلى العنف السادي واستعمال المخدرات إضافة إلى الانتحار نفسه . وقد وجد جون ماكولم ( J.McColm ) ( 19 ) عاماً منتحراً بطلق ناري بعد خمس ساعات من استماعه إلى موسيقى أغنية " حل الانتحار " ( Suicide Solution ) والتي تقول كلماتها " أتستطيع مساعدتي ؟ آه , أطلق النار على دماغي , نعم أنصحك بإنهاء حياتك ".

إن من اللافت جداً هو أن من كانوا رواد جيل الروك في الستينات والسبعينات يرون الآن – ومعظمهم لديه أبناء – أن لموسيقى الروك الحالية تأثيراً سيئاً على الجيل الصاعد , ويقول أحد نجوم الروك " أن ما يجري في الموسيقى اليوم فاسد حقاً فلنساعد أولادنا على قذف تلك القذارة بعيداً

بعد الاطلاع على الخطر الكبير الذي يشكله هذا النوع من الموسيقى , قامت سوزان بيكر زوجة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر (J.Baker) , بالتعاون مع زوجة نائب الرئيس الأميركي الاسبق آل غور ( A.Gore) بإنشاء " مركز الوالدين للموارد الموسيقية " , وقد أدت الدعاية التي أطلقها هذا المركز , إلى تحقيق أقامه الكونغرس بهذا الشأن , مما أدى بدوره إلى انخفاض نسبة العنف في هذا النوع من الموسيقى , وتقول مديرة المركز جينيفر نوروود ( J.Norwood ) " مع انحسار العنف , يزداد الجنس الإباحي , وغير المتحفظ , وغالياً ما يبقى العنف " , لهذا أقر القانون أن تطبع كلمات الأغنية على السي دي والأسطوانة , مع التحذير بوجوب استشارة الوالدين قبل شرائها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طبعا في حكي كتير عن موضوع تخريبها لخلايا الدماغ من الناحية الطبية ولذلك فهي موسيقا محرمة دوليا وممنوعة .