من طرف زائر 11/3/2009, 12:09الطفل " علي برو " عاش حياته البالغة أربعين يوماً متنقلاً بين مشافي اللاذقية ودمشق ، خضع لعملية جراحية " لا يحتاجها " ، أصيب بمرض السحايا أثناء وجوده في الحاضنة بالـ " العدوى " .. ومات بعد أن تم تشخيص حالته ..
بداية القصة
الأم هبة تروي لـ عكس السير قصة ابنها فتقول " تمت ولادة الطفل بطريقة طبيعية في مشفى يوسف علي في مشروع الأوقاف, وكانت الولادة سهلة ولكن لاحظت أن الطفل علي لا يرضع أبداً, فراجعت طبيبة طفلتي الكبرى الدكتورة نظلة شبظلي , والتي أوصت بإدخاله إلى مشفى النّدى مبرِّرة اختيارها للمشفى بخبرة كوادره".
وتابعت " وهُناك طلبت الطبيبة إجراء إيكو لبطن الطفل, فقامت الدكتورة ناديا شاهين اختصاصية الأشعة بإجراء التصوير وأعدّت تقريراً تم تسليمه للدكتورة نظلة , في ذلك الوقت كانت حالة الطفل الصحية تتدهور فقد بدأت مفرزات برازيّة خضراء بالخروج من أنفه وبكمية كبيرة, قامت الدكتورة نظلة بالاتصال بالدكتور عصام غميرة وهو طبيب جراح وليس اختصاصيّاً بطب الأطفال, فطلب صورة ظليلية وبالفعل أجرى صورة ظليلية من الفم و بناءً عليها ورغم مرور المادة في الأمعاء شخّص الحالة بوجود تضيُّق بالعفج والتصاقات بالأمعاء, وأكّد ضرورة الإسراع بإتمام عمل جراحي إسعافي".
وأضافت السيدة "هبة " : "و قام الدكتور عصام غميرة بإجراء الجراحة وتقاضى عليها مبلغ 10000 ليرة سورية, ولم يزُر الطفل أبداً بعد انتهاء الجراحة ولا حتى مرة واحدة, كما أنه لم يقم بوصف أي دواء بعد العملية للطفل الذي كان عمره عندها خمسة أيام, ولكن حالته بعد العملية بدأت بالتدهور أكثر وأكثر, فأصر الدكتور بعدها على استئصال العفج لكننا فضّلنا عرض الحالة على طبيب آخر في دمشق ولكننا ونظراً لخصوصية الحالة وصعوبة الوضع الصحي للطفل أدخلناه مجددا إلى مشفى الندى حيث تم وضعه في حاضنة هناك وكانت الكارثة الجديدة".
واستطردت " حيث أُدخلت طفلة مصابة بالسحايا إلى الحاضنات ووضعتها بحاضنة مكشوفة مما تسبب بانتقال العدوى إلى كل الأطفال الموجودين وعددهم أربعة ومنهم الطفلة مريم والتي كانت ولادتها باكرة وهذا أدى إلى وفاتها ".
وبعد فترة من الصمت تابعت "وفي المشفى حاولوا نفي الإصابة بالعدوى ولكن وبإشراف الدكتور نبيل برو عم الطفل تمكنّا من إثبات ذلك بالتحاليل وبدأوا بمعالجة ابني علي والأطفال البقية, مع العلم أن المشفى ملك لمدير الصحة في اللاذقية مازن السيد رصاص وهذا تسبب في إنكار الأطباء لهذه الحالة, بل حتى أنهم أنكروا أن السحايا تنتقل بالعدوى أساساّ, وهنا بدأت طلبات التحاليل المكلفة جدّاً, وكانت بعدها حالة الطفل تسوء جدا وقد بدأ بطنه بالانتفاخ الشديد فطلبنا الدكتور عصام لكنه لم يستجب مدّعياً انشغاله بحالات إسعافية ".
وتابعت "عندها كانت الدكتورة نظلة قد طالبت ب35000 ليرة لإشرافها على حالة الطفل علما بأن النقابة قد حددت مبلغ1000 ليرة للزيارة الواحدة وهي كانت قد أشرفت على الحالة لمدة ثمانية أيام وَزارَت الطفل مرتين في اليوم".
وأضافت بصوت مخنوق " فقمنا بدفع حساب المشفى البالغ 100000 ليرة وقمنا بنقل الطفل إلى مشفى الطابيات وهناك أشرف على حالته الدكتور عبد الرزاق شيخ خميس وتابع الطفل لمدة عشرة أيام حيث كان يعاني من فقر دم. وبعدها تحسنت حالة الطفل فأخرجناه إلى المنزل. وهناك بدأ بطنه بالانتفاخ بدرجة مرعبة ".
تشخيص جديد... وأخطاء كارثيّة
وتابعت السيدة " هبة " بقولها : " فقمنا بإسعافه إلى دمشق وهناك كان للدكتور حميد خالد تشخيص صدَمَنا جميعاً حيث أكد أنه بناءً على قراءة تحاليل الإيكو التي أجريناها في اليوم الأول فإن الطفل مصاب بـ عُقي بالمستقيم و تطاول بالأمعاء, وبأن العمل الجراحي الأول كان بلا داع ".
وأضافت " وعند مراجعتنا للدكتورة ناديا أكّدت أنها حاولت مع الدكتور عصام والدكتورة نظلة بعدم ضرورة العمل الجراحي ولكنهما أصرا على تشخيصهما وكنا قد حولنا علي بحالة إسعافية إلى مشفى العباسيين حيث تم وضع محلول ملحي له ولكن نظراّ لسوء حالته ووجود أورام على كل أطرافه نتيجة لعلاجاته السابقة, فتم وضع المحلول في رأسه, وخضع لعملية استئصال للجزر الخالي من الأعصاب في الكولون حيث أكد الطبيب عندها سوء نتائج العمل السابق حيث وجد التصاقات ونزيف داخلي كان هو السبب في سوء حالته وخاصة فقر الدم".
وأكملت " بل وأكد لنا عندها الطبيب أن زمرة دم الطفل هي oإيجابي وليست bإيجابي وهو ما تم إجراء العملية على أساسه في مشفى الندى " وقطعت الدموع حديثها فصمتت.
و تابعت "بعد العمل الجراحي الثاني بدأ الطفل بالرضاعة بشكل طبيعي ولكنه بدأ بالاستفراغ والاختناق, فتم نقله إسعافياً إلى العمليات وتم فتح الجرح الأول الناتج من العملية الأولى وهناك وجد الطبيب إنتاناً وعقداً من الالتهابات ووجد أنه نتيجة الخطأ في العمل الجراحي الأول تم ثقب الكبد والمرارة مما أدى إلى انفجارها وبقي ثلاث ساعات تحت العمل الجراحي ".
وأضافت " وبعدها ازدادت حالته سوء اً. وكنت قد كلمت الدكتور عصام غميرة والذي نفى الخطأ بدايةً بل ونفى تذكره للحالة,ثم بدأ بالتبرير أن قراءة تقرير الأشعة اختصاص طبيب أطفال وهو جراح لكنه ليس اختصاصي أطفال كما أنه عرض تعويضاً مادياً وبعدها أغلق الهاتف بوجهي ولم يجب على مكالماتي ".
وختمت حديثها " وبعد يوم واحد فارق علي الحياة بعد أن عاش 40 يوم, منها 36 يوماً في المشفى ".
طبيب " الطفل خضع لعمل جراحي لاداعي له "
وأكد الدكتور عبد الرزاق الذي أشرف على حالة الطفل ما قالته والدة الطفل ، وقال في اتصال هاتفي لـ عكس السير " الطفل كان مصاب بتشوه خلقي ولادي يدعى داء هرشبرونغ وهو عبارة عن وجود تموّت في أعصاب الكولون".
وأضاف " الطفل خضع لعمل جراحي لا داعي له "، وأكد الطبيب متابعته لتقرير الوفاة الذي ورد من في مشفى العباسيين بدمشق والذي يُرجِّح وجود خطأ طبي في العمل الجراحي الأول والذي أدى إلى وفاة الطفل علي نتيجة لمضاعفات لاحقة.
ولدى سؤاله عن إصابة الطفل بالسحايا وهو في مشفى الندى أنكر الدكتور عبد الرزاق معرفته بالأمر رغم تأكيد التقارير الطبية التي بحوزة أهل الطفل لوجود هذه العدوى.
عم الطفل " الأطباء المشرفين على الحالة في دمشق أثبتوا وجود خطأ طبي "
وقال قال الدكتور نبيل برو عم الطفل لـ عكس السير " إن الأمر الأساسي الذي يجب التنويه إليه بدايةً هو ضرورة التزام كل طبيب بتخصصه فالدكتور عصام جراح عام وليس اختصاصياً في طب الأطفال وهو ما سبب ببداية المشكلة , لأن حالة طفل عمره أقل من عشرة أيام لا يمكن أن تُقاس بحالة البالِغ".
و تابع " إن الأطباء المشرفين على الحالة في دمشق أثبتوا وجود خطأ طبي في العمل الجراحي الذي أجراه الدكتور عصام غميرة , وهذا عدا عن خطأ التشخيص بدايةً, حيث أكّدوا وجود ثقب في المرارة إضافة إلى وجود ورم دموي ونزيف بالكبد وهو بالغالب نتيجة ثقب في الكبد".
وعن إصابة الطفل بالسحايا أكد الدكتور نبيل رواية والدة الطفل عن إصابة الطفل بالسحايا وهو في حاضنات المشفى وهو ما أكده بإجراء تحليلين لا تحليل واحد فقط, ولكنّه أكّد أيضاً أن عدم تأثر حالة الطفل بهذه الإصابة وتلقيه للعلاج اللازم لا ينفي خطأ وضع طفل مصاب بالسحايا في حاضنة مكشوفة.
الطبيب المسؤول " أنا مستعد للخضوع لتقويم لجنة طبية "
ومن جهته قال الدكتور عصام غميرة في اتصال هاتفي مع عكس السير " أنا مستعد للخضوع لتقويم لجنة لتأكيد الحالة حيث أن الصورة الظليلية للطفل علي أكدت وجود تضيق بواب ضخامي".
وقال " أجريت استشارات طبية مع عدد من الأطباء في اللاذقية وأكدوا ضرورة فك الالتصاقات أو إجراء مفاغرة ولكن لدى فتح البطن تأكد وجود التصاقات فقط , تم فكها وانتهى العمل الجراحي الذي حضره كل من الدكتورة نظلة والدكتور نبيل برو عم الطفل وتابعا كل خطوة منه" ، كما أكّد الطبيب أن العمل الجراحي اقتصر على فك الالتصاقات فقط.
ونفى الطبيب عرضه أي تعويض مادي على الوالد أو الوالدة, كما أكد لهما استعداده للخضوع للجنة طبية, ونفى اطلاعه على حادثة انتقال العدوى بالسحايا للطفل علي وبقية الأطفال بمشفى الندى مستشهداً برأي الدكتور مازن السيد رصاص مدير الصحة في اللاذقية وهو صاحب مشفى الندى.
واتهم الطبيب أهل الطفل بالتهجم عليه والإساءة إليه وإلى الدكتورة نظلة ودن وجه حق وبأنهم يشهرون بالأطباء لمجرد التشهير.
فرح يوسف – عكس السير - اللاذقية
