منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

أهلاً بكم في منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

بتسجيلكم والدخول الى حساباتكم تصبحون قادرين على المشاركة وارسال المساهمات وتبادل المعلومات والرسائل الخاصة مع باقي الأعضاء ضمن حدود الإحترام..

نرجو منكم الالتزام بالأخلاقيات العامة واحترام الآخرين وارسال المساهمات ذات القيمة المضافة وذكر مصدر أي معلومة جديدة تضيفونها الى المنتدى في مشاركاتكم تحت طائلة العقوبة..

شكراً لإهتمامكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

أهلاً بكم في منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

بتسجيلكم والدخول الى حساباتكم تصبحون قادرين على المشاركة وارسال المساهمات وتبادل المعلومات والرسائل الخاصة مع باقي الأعضاء ضمن حدود الإحترام..

نرجو منكم الالتزام بالأخلاقيات العامة واحترام الآخرين وارسال المساهمات ذات القيمة المضافة وذكر مصدر أي معلومة جديدة تضيفونها الى المنتدى في مشاركاتكم تحت طائلة العقوبة..

شكراً لإهتمامكم

منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الوضوء بماء العشق والياسمين....

    avatar
    كرز
    إبن البلد المميز
    إبن البلد المميز


    ذكر عدد الرسائل : 1078
    العمر : 36
    العمل/الترفيه : لا شيء ..
    المزاج : حسب الاخبار الدولية ..
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008

    فري زون
    ملاعب بانياس الساحل:

    الوضوء بماء العشق والياسمين.... Empty الوضوء بماء العشق والياسمين....

    مُساهمة من طرف كرز 14/5/2009, 18:56

    الوضوء بماء العشق والياسمين....

    -1-
    ينطلق صوتي، هذه المرء، من دمشق
    ينطلق من بيت أمي وأبي
    في الشام. تتغير جغرافية جسدي
    تصبح كريات دمي خضراء
    وأبجديتي خضراء
    في الشام. ينبت لفمي فم جديد
    وينبت لصوتي، صوت جديد
    وتصبح أصابعي،
    قبيلةً من الأصابع
    -2-
    أعود إلى دمشق
    ممتطياً صهوة سحابه
    ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا
    حصان العشق
    وحصان الشعر..
    أعود بعد ستين عاماً
    لأبحث عن حبل مشيمتي،
    وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني،
    وعن القابلة التي رمتني في طستٍ تحت السرير
    وقبضت من أبي ليرةً ذهبية
    وخرجت من بيتنا..
    في ذلك اليوم من شهر آذار عام1923
    ويداها ملطختان بدم القصيده....
    -3-
    أدخل دمشق..
    من جهة (باب البريد)
    حاملاً معي,
    عشرة أطنانٍ من مكاتيب الهرى
    كنت قد أرسلتها في القرن الأول للهجرة
    ولكنها لم تصل إلى عنوان الحبيب
    أو فرمها مقص الرقيب..
    لذلك.. قررت أن أحمل بريدي على كتفي
    لعل التي أحببتها..
    وهي تلميذة في المدرسة الثانوية
    قبل خمسة عشر قرناً
    لا تزال ترسب في امتحاناتها
    تضامناًََََ مع ليلى العامريه
    ومريم المجدليه
    ورابعة العدوية
    وكل المعذبات في الحب.. في هذا العالم الثالث
    أو لعل الرقيب الذي كان يغتال رسائلي
    قد نقلوه إلى مصلحة تسجيل السيارات
    أو أدخلوه إلى مدرسةٍ لمحو الأمية
    أو تزوج ممن كان يقرأ لها رسائلي
    منتحلاً إسمي..
    وإمضائي..
    وجرأة قصائدي..
    -4-
    أعود إلى الرحم الذي تشكلت فيه..
    وإلى الكتاب الأول الذي قرأت فيه..
    وإلى المرأة الأولى التي علمتني
    جغرافية الحب..
    وجغرافية النساء..
    أعود..
    بعدما تناثرت أجزائي في كل القارات
    وتناثر سعالي في كل الفنادق
    فبعد شراشف أمي المعطرة بصابون الغار
    لم أجد سريراً انام عليه..
    وبعد عروسة الزيت والزعتر..
    التي كانت تلفها لي,
    لم تعد تعجبني أي عروس في الدنيا..
    وبعد مربى السفرجل الذي كانت تصنعه بيديها
    لم أعد متحمساً لإفطار الصباح
    وبعد شراب التوت الذي كانت تعصره
    لم يعد يسكرني أي نبيذ...
    -5-
    أدخل صحن الجامع الأموي
    أسلم على كل من فيه
    زاوية.. زاويه
    بلاطةً.. بلاطه
    حمامةً.. حمامه
    أتجول في بساتين الخط الكوفي
    وأقطف أزهاراً جميبةً من كلام الله...
    وأسمع بعيني صوت الفسسيفساء..
    وموسيقى مسابح العقيق..
    تأخذني حالة من التجلي والإنخطاف,
    فأصعد درجات أول مئذنةٍ تصادفني
    منادياً:
    <<حي على الياسمين>>
    <<حي على الياسمين>>
    -6-
    عائد إليكم..
    وأنا مضرج بأمطار حنيني
    عائد.. لأملأ جيوبي
    بالقضامة, والجانرك, اللوز الأخضر
    عائد إلى محارتي
    عائد إلى سرير ولادتي
    فلا نوافير فرساي
    عوضتني عن (مقهى النوفره)..
    ولاسوق الهال في باريس
    عوضتني عن (سوف الجمعه)..
    ولا قصر باكنغهام في لندن
    عوضتني عن (قصر العظم)..
    ولا حمائم ساحة (سان ماركو) في فينيسيا
    أكثر بركةً من حمائم الجامع الأموي
    ولا قبرنابوليون في الأنفاليد
    أكثر جلالاً من قبر صلاح الدين الأيوبي...
    قد يتهمني البعض..
    بانني عدت إلى السباحة في بحار الرومانسية
    إنني لا أرفض التهمة
    فكما للأسماك مياهها قليمية
    فإن للقصائد أيضاً مياهها الإقليمية
    وأنا- كأي سمكةٍ تكتب شعراً-
    لا أريد أن أموت اختناقاً....
    -7-
    أتجول في حارات دمشق الضيقة
    تستيقظ العيون العسلية, خلف الشبابيك
    وتسلم علي..
    تلبس النجوم أساورها الذهبية..
    وتسلم علي..
    تحط الحمائم من أبراجها..
    وتسلم علي..
    تخرج لي القطط الشامية النظيفه
    التي ولدت معنا..
    وراهقت معنا..
    وتزوجت معنا..
    لتسلم علي...
    تضع قليلا من الماكياج على وجهها..
    شأن كل النساء..
    تصنع لي قهوة طيبه
    وتعرفني على أولادها.. وأ صهارها.. وأحفادها..
    وتخبرني أن أكبر أولادها..
    سيتخرج هذا العام, طبيباً من جامعة دمشق
    وأن أصغر بناتها تزوجت من أمير عربي
    وسافرت معه إلى الخليج..
    تكرج الدمعة في عيني..
    وأستأذن بالإنصراف..
    وأنا مطمئن على شجرة العائلة
    ومستقبل السلالات...
    -8-
    أتغلغل في (سوق البزورية)
    مبحراً في سحب البهار
    وغمائم القرنفل..
    والقرفة..
    واليانسون..
    أتوضا بماء الورد مرة
    وبماء العشق مرات..
    وأنسى- وأنا في سوق العطارين
    جميع مستحضرات (نينا ريتشي)..
    و(كوكو شانيل)...
    ماذا تفعل بي دمشق؟
    كيف تغير ثقافتي, وذوقي الجمالي؟
    فينسيني رنين طاسات (عرق السوس)
    كونشرتو البيانو لرحما نبنوف..
    كيف تغيرني بساتين الشام؟
    فأصبح أول عازفٍ في الدنيا
    يقود أوركسترا
    من شجر الصفصاف!!
    -9-
    جئتكم..
    من تاريخ الوردة الدمشقية
    التي تخصر تاريخ العطر..
    ومن ذاكرة المتنبي
    التي تخصر تاريخ الشعر..
    جئتكم..
    من أزهار النارنج..
    والأضاليا..
    والنرجس..
    و الشاب الظيف..
    التي علمتني أول الرسم....
    جئتكم..
    من ضحكة النساء الشاميات
    التي علمتني أول الموسيقى...
    وأول المراهقة..
    ومن مزاريب حارتنا
    التي علمتني أول البكاء
    ومن سجادة صلاة أمي
    التي علمتني
    أول الطريق إلى الله....
    -10-
    أفتح جواراير الذاكره
    واحداً.. وحداً..
    أتذكر أبي..
    خارجاً من معمله في (زقاق معاويه)
    كأنه غمامة من عطر الفانيليا..
    أتذكر عربات الخيل..
    وبائعي الصبارة..
    ومقاهي (الربوة)
    التي تكاد- بعد بطحة العرق الخامسة-
    أن تسقط في النهر...
    أتذكر المناشف الملونه
    وهي ترقص على باب (حمام الخياطين)
    كأنها تحتفل بعيدها القومي
    أتذكر البيوت الدمشقية
    بمقابض أبوابها الخحاسية
    وسقوفها المطرزة بالقيشاني
    وباحاتها الجوانية
    التي تذكرك بأوصاف الجنة....
    -11-
    البيت الدمشقي
    خارج على نص الفن المعماري
    هندسة البيوت عندنا..
    تقوم على أساس عاطفي
    فكل بيتٍ.. يسند خاصرة البيت الآخر
    وكل شرفة..
    تمد يدها للشرفة المقابله..
    البيوت الدمشقية بيوت عاشقة...
    فهي تسلم على بعضها صباحاً..
    وتتبادل الزيارات..
    -في السر- ليلاً....
    -12-
    عندما كنت دبلوماسياً في بريطانيا
    قبل ثلاثين عاماً
    كانت أمي ترسل لي في مطلع الربيع
    في داخل كل رسالة..
    حزمة (طرخون)...
    وعندما ارتاب الإنجليز في رسائلي
    أخذوها إلى المختبر..
    ووضعوها تحت أشعة الليزر
    وأحالوها إلى سكوتلا نديارد..
    وخبراء المتفجرات..
    وعندما تعبوا مني.. ومن (طرخوني)..
    سألوني: قل لنا بحق الله...
    ما اسم هذه العشبة السحرية التي دوختنا؟
    هل هي تعويذة؟
    أم هي دواء؟
    أم هي شفرة سرية؟
    وماذا يقابلها باللغة الإنجليزية؟...
    قلت لهم: صعب أن أشرح لكم الأمر..
    (فالطرخون)لغة تتكلمها بساتين الشام فقط..
    وهو عشبتنا المقدسة..
    وبلاغتنا المعطرة..
    ولو عرف شاعركم العظيم شكسبير (الطرخون )
    لكانت مسرحياته أفضل..
    وباختصار..
    إن أمي امرأة طيبة جداً.. وتحبني جداً..
    وعندما كانت تشتاق لي..
    كانت ترسل لي باقة (طرخون)..
    (فالطرخون)عندها، هو المعادل العاطفي
    لكلمة (يا حبيبي)...
    أولكلمة (تقبربي)..
    وعندما لم يفهم الإنجليز حرفاً واحداً من مرافعتي الشعرية...
    أعادوا لي (طرخوني).... وأغلقوا محضر التحقيق....
    -13-
    عائد إليكم..
    من آخر فضاءات الحرية
    وآخر فضاءات الحرية
    وآخر فضاءات الجنون
    في قلبي..
    شيءٌ من أحزان أبي فراس الحمداني
    وفي عيني..
    قبس من حرائق ديك الجن الحمصي
    مشكلتي..
    أن الشعر عندي هو برقٌ لا عقل له
    وزلزالٌ..
    لا يستعمل حاسبات (كاسيو) اليابانيه..
    ربما ركبت حصان الشعر..
    برعونةٍ.. ونزق..
    ولكنني .. لم أغير سروجي
    ولم أشتغل سائساً بالأجره..
    أو شاعراً بالأجره..
    صحيح.. أنني ربحت أكثر من سباق
    وحصلت على مدالياتٍ ذهبيةٍ كثيرة
    وصحيحٌ.. أن الشعب العربي..
    طوقني بأكاليل الغار..
    إلا أن أحزاني..
    كانت دائماً طويلةً كسنابل القمح..
    فلقد كسرت ساقي ألف مره..
    وكسرت رقبتي ألف مره..
    وكسر عمودي الفقري, مليون مره
    وإذا كنت أقف أمامكم على المنبر
    وأنا بكامل لياقتي الجسدية..
    فلانني..
    أقف على عظام كبريائي....
    -14-
    من (خان أسعد باشا)
    يخرج أبو خليل القباني
    بقنبازه الدامسكو..
    وعمامته المقصبه..
    وعينيه المسكونتين بالأسئلة..
    كعيني (هاملت)...
    يحاول أن يقدم مسرحاً طليعياً
    فيطالبونه بخيمة قره كوز..
    يحاول أن يقدم نصاً من شكسبير
    فيسألونه عن أخبار الزير...
    يحاول, أن يجد صوتاً نسائياً واحداً
    يغني معه..
    (يا مال الشام يا شامي)..
    فيخرطشون بواريدهم العثمانية
    ويطلقون النار على كل شجرة ورد..
    تحترف الغناء...
    يحاول أن يجد امرأة واحده..
    تردد وراءه:
    (يا طيره طيري يا حمامه)..
    فيستلون سكاكينهم
    ويذبحون كل سلالات الحمام..
    وكل سلالات النساء...
    بعد مئة عام...
    إعتذرت دمشق لأبي خليل القباني
    وشيدت مسرحاً جميلاً باسمه
    وصارت أغنية (يا مال الشام, يا شامي)
    نشيداً, رسمياً مقرراُ
    على كل مدارس الإناث في سوريه....
    -15-
    ألبس جبة محي الدين بن عربي
    وأهبط من قمة جبل قاسيون
    حاملاً لأطفال المدينه..
    خوخاً..
    ورماناً..
    وحلاوة سمسميه..
    ولنسائها..
    أطواق الفيروز..
    وقصائد الحب...
    أدخل..
    في نفقٍ طويلٍ من العصافير..
    والمنثور..
    والخبيزه..
    والياسمين العراتلي..
    أدخل في أسئلة العطر..
    تضيع مني حقيبتي المدرسية
    والسفرطاس النحاسي
    الذي كنت أحمل فيه طعامي..
    والخرزة الزرقاء..
    التي كانت تعلقها أمي في صدري
    فيا أهل الشام..
    من وجدني منكم.. فليردني إلى (أم المعتز
    وثوابه عند الله..
    أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشام
    فمن وجدني منكم.. فليطعمني حبة قمح..
    أنا وردتكم الدمشقية.. يا أهل الشام
    فمن وجدني منكم, فليضعني في أول مزهريه
    أنا شاعركم المجنون.. يا أهل الشام
    فمن رآني منكم.. فليلتقط لي صورةً تذكارية
    قبل أن أشفى من جنوني الجميل..
    أنا قمركم المشرد.. يا أهل الشام
    فمن رآني منكم..
    فليتبرع لي بفراشٍ.. وبطانية صوف..
    لأنني لم أنم منذ قرون...
    avatar
    كرز
    إبن البلد المميز
    إبن البلد المميز


    ذكر عدد الرسائل : 1078
    العمر : 36
    العمل/الترفيه : لا شيء ..
    المزاج : حسب الاخبار الدولية ..
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008

    فري زون
    ملاعب بانياس الساحل:

    الوضوء بماء العشق والياسمين.... Empty رد: الوضوء بماء العشق والياسمين....

    مُساهمة من طرف كرز 30/6/2009, 00:58

    Arrow

      الوقت/التاريخ الآن هو 6/5/2024, 21:29