منهل الإلهام
في ثراكِ العلا وفيك الإباء = واعتلاء إلى الفضاء وارتقاءُ
وجذور إلى المدى ضارباتٌ = وجذوع نما عليها الوفاءُ
تعصف الريح والزمان فتبقى = في شموخ يميس فيه البقاءُ
ثمرٌ طيب ورزق هنيء = طاب في أصله فطاب العطاءُ
كل جزء لديك فيه انتفاع = كل حين لنا فنِعم السخاءُ
أنتِ كالمؤمن المكمل طيبا = حلّ في طيبه الغنى والهناءُ
عرف العُرب في القديم مزايا = فيك لما بدا عليك الثراءُ
كرمٌ واسع وظلٌ ظليل = واصطبار وعزة واستواءُ
وتحدًّ بوجه الضر دوماً = وصفات يقّل عنها الثناءُ
زرعوها فأطعمتهم إباءً = عَذُبَ الموتُ عنده واللقاءُ
كرهوا الذلَّ والخضوع لباساً = أو يكون للعدى منهم رجاءُ
أكرموا الضيف والضعيف ولبّوا = دعوة المستغيث نصراً وجاؤوا
فغدت نخلة الوفاء لديهم = مطعماً للعلا ومنها الغذاءُ
آه يا نخلة الإباء أطلّي = لتري عُرْبنا وكيف الإباءُ
عرب اليوم للعروبة عارٌ = صنع الذل فيهم ما يشاءُ
لطخوا وجه العروبة حتى = أخذ الخزي حظه والشقاءُ
ما تبقى من العروبة فيهم = غير رسم يطوف فيه الخواءُ
عرب يعربون الكلام ولكن = غاب الاعراب ثم حل البناءُ
سجدوا للعدى سجود خضوع = واليهم صلاتهم والدعاءُ
كم سُلبنا وكم تسيل دمانا = كم غُزينا وكم يصيح الحياءُ
كم نداءٍ شقَّ السماء دوياً = مستغيثاً فأين منا الولاءُ؟
في فلسطين والعراق رزايا = يهرم الطفل عندها والضياءُ
فَلْنُمتْها دعوى العروبة لكن = أين دين يعيش فيه الإخاءُ؟
فوداعاً نخلة الإباء فإنا = ما برئنا وفي حمانا الشفاءُ
ربما يولد الكرامُ إذا ما = رحل اللؤم قبلهم والغثاءُ
عبد الله عبده العواضي/ إب
المركز الثاني وحصل على 444 ريالا