العشــــق....الــــدمــــشقي
إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب،
إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.
من على شرفتها طلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة، بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم
ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت بلاطة في جبال البرينيه.
دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة أهلي و"زملكاوي "
ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز ولا كما دبي (بر دبي وديرة)
ولن تكون كعمان فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....
دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية،
وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة
اسمعوا لطرب ... علي الطنطاوي وهو يقول :
"
نعم شامي متعصب أنا ... دمشقي حتى الجنون أنا ...
أبغض كل جرادة مرت فيك يادمشق فلم يأسرها ربيعك، بل بقِيَت جرادة شرهة تقضم سندسك الأخضر الفتان.
وأُجِلُّ كل ضيف حل فيك فحنا عليك حنواً زاد فيه على حنو بنيكِ ...
عاشق مفتون بك يادمشق أنا ... أكره كل بومة هاجرت إليك، فلم تتعلم من رقيك شيئاً بل نشرت فيك الخراب والنعيق ...
وأحالت حضارتك السامقة خرائب، وبيوتك الفواحة ياسميناً وفلاً وقرنفلاً إلى حظائر للدجاج والصيصان.
وأحني رأسي احتراماً لمن جاءك غريباً فعلم من أنت فحرص عليك فنقش على صفحات مجدك أثراً صالحاً أعلى منارة الحضارة فيكِ.
واسمعوا ....
نزار قباني يعزف منفرداً :
آه يا شام كيفَ أشرحُ مابي
وأنا فيكِ دائماً مَسكونُ
سامحيني إن لم أكاشِفكِ بالعشقِ
فأحلى مَافي الهَوى التضمينُ
نحنُ أسرَى مَعاً .. وفي قَفَصِ الحُبَّ
يُعاني السَّجَّانُ والمسجُونُ
يا إلهي جَعلتَ عِشقِيَ بَحراً
أحَرامٌ على البحَّارِ السُّكونُ
رضي اللهُ والرسولُ عن الشامِ
فنصرٌ آتٍ وفتحٌ مبينُ ..
أيا دمشق ....
من شيخ الإسلام ابن تيمية إلى سلطان العارفين محيي الدين بن عربي،
ومن الشيخ رسلان إلى الإمام ابن القيم..
ومن علامة الشام علي الطنطاوي إلى شاعر الفل والياسمين نزار قباني ...
بين كل هؤلاء ألف مدرسة ومدرسة ...
أتعلمين ما الذي يجمع بينها كلها ياحبيبتي... شيء واحدٌ .. هو حبك الذي سكن
مهجهم وعانق أرواحهم فلم يروا عنك في أرض الله بديلاً
... فبك ابتدأت الحضارة وإليك تعود وبك تنتهي ...
مهما حاولوا أن يطفئوك أو يمحوا أثر أبنائك الذين زرعوا الحضارة والرقي والمدنية في دروب الحياة
سيبقى عشقك في دمي في دقات قلبي
وهاهو نزار يخبرك عن عشق كل دمشقي وحبه لك:
ولو فتحتم شراييني بمِديتكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب، تشفي بعض من عشقوا
وما لقلبي إذا أحبَبتُ جرَّاحُ
مآذن الشام تبكي إذ تعانقني
وللمآذن كالأشجار أرواحِ
وهنا عاشق اخر ( شامي الهوى....)عشق كل ما في دمشق من سماء وماء وحجر وياسمين ونوافذ وأبواب
حين يقول:
اشتقت إليك!!!
الى مساجدك وكنائسك
الى حمائمك وطيورك
الى حاراتك الضيقة
و الدار
الى البحرة في الدار
الى بردى الهدار
إليك يا دمشق
الى قاسيونك الشامخ
الى غوطتك الخضراء
حتى الى أبوابك –يا دمشق-
وأسوارك
اشتقت لهم
إليك يا دمشق
إليك يا شآم
إليك يا حبيبتي جلق
وما أصعب الشوق
وماذا لو كان الشوق للعشق
وماذا لو كان هذا العشق لدمشق
فان قلبك سيبقى معلقا فيها
وجسدك يشتاق اليها
نعم إليها
إليك يا
شـــــآم
شامُ ... يا شام ...........
سندستي ... وريحانتي ...
وأريج عبيري ... ..
لم أعرف إلى اليوم ...
لمـاذا يعشش حب دمشق
في كل من شم هواها ..
وذاق مياهها ..
ومشى بين حاراتها ..
و بين أزقتها ...
الى دمشق.....الحبيبة
عدل سابقا من قبل اياد كرز في 23/4/2009, 17:57 عدل 1 مرات