و لأن الله قدر أن أكون بين الركاب الذين اختبرهم الله بالإصابة فإنني أسمح لنفسي أن أطلعكم على بعض التفاصيل ولكم الحكم والدعاااااااااااء .
بعد حصول الحادث تبرع أحد سائقي التاكسي (جزاه الله خيرا) بتوصيلي مع مصابة أخرى إلى المشفى ، و لا أدري أعن حسن أم سوء نية أخذنا إلى مشفى الأسد الجامعي وهنا كانت الطامة الكبرى وغير المفاجئة (على الأقل بالنسبة إلي)
المهم : أدخلونا من مدخل الإسعاف (الذي لن أحدثكم عن مدى القذارة و الظلمة والسوء الذي وصل إليه) وبعد انتظار دام حوالي عشر دقائق (والدم ينزف من أنفي وفمي بغزارة ودوار فظيع يضرب رأسي الموجوع أصلاً بعد تسليم المشروع النهائي لهذه السنة الميمونة) تبرع أحد الموجودين وأعطاني من وقته الثمين دقيقة أوصلني بها إلى المصعد ثم أوصى وزيراً آخر بتوصيلي إلى الطابق السادس حيث توجد الطبيبة ( لا أدري إن كان هذا الإسم يناسبها حقاً ) .
المهم أوصلني الأخ إلى الدكتورة التي تركتني جانباً خمس دقائق أخرى ثم تعطفت علي وأذهلتني بذكائها الخارق وهي تسألني : الظاهر صاير معك حادث ومجروحة شوي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (مع أن شكلي كان يدل أنني كنت أقرأ في غرفتي )
ثم فاجأتني بالسؤال المهم الثاني : شو عم تدرسي ؟؟ (لأنو إذا كنت عمارة رح يختلف الإسعاف عن ما إذا كنت فنون جميلة أو رياضة )
وأخيراً أذهلتني مجدداً بذكائها الخارق فسألتني : واضح أنك لحالك ؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بعد هذا التحقيق الذي لم أستطع الإجابة عليه إلا بالإشارة ( نظراَ إلى الدم الذي ما زال ينزف مني ) أحضرت قطناً (تفاجأت أن مازال نظيفاً في هذه المستشفى ) وعالجت أنفي وهي تمطرني بعبارات الاستهزاء كوني عمارة وذرفت بعض دموع الألم ثم طلبت مني الرحيل دون أن تحاول حتى معرفة سبب الدم الذي ينزف من فمي قائلة : أنت بخير ويمكنك الذهاب وإذا أردت يمكنك الذهاب إلى طبيب أسنان مع أو ما فيكي شي . ثم نادت أحدهم وهي تقول : يا جماعة انطروني عالغدا أنا رايحة معكن .
فعرفت عندها سبب الاستعجال ولا يلومها أحد فالجوع غير مؤمن يا جماعة !!!!!!!!!
ثم نزلت إلى الطابق الأرضي وانتظرت حضور أصدقائي الذين نقلوني إلى مشفى الطابيات التخصصي فقام الأطباء (الذين يستحقون هذا الاسم ) بالواجب .
وأخيراً :
شكراً لجميع العاملين في مشفى الأسد الجامعي الذين ما زالوا يلتزمون فيه بأوقات الغداء في زمن عزَّ فيه الالتزام .
شكراً للموطن (س) الذي كلف نفسه عناء البحث في معمعة الحادث عن جهازي الموبايل (سامسونج الترا) ليحتفظ به لنفسه .
*** ملاحظة : ما حدا يقول لسه الدنيا بخير ... صار لازم نشوف الحقيقة