لعب السَّاحلُ السُّوريُّ على مرِّ العصور دوراًعظيماً في تطوُّرِ وارتقاء الحضارة
الإنسانيَّة فما من خليج ٍ فيه إلَّا انطلقت منه المراكبُ يوماً تصلُ الشَّرقَ بالغربِ
وتنقلُ العلمَ والمعرفةَ إلى جوار البضائع ِ والرّكّاب و خليجُ الباصيَّة أحد هذه الخلجان
خليج الباصية كما يبدو من قلعة المرقب
و(الباصية) هي المنطقة التي تقع جنوبَ مدينة بانياس قبالة قلعة المرقب وتفصل
بين الجبل والبحر شاطئها خليج صغير يطلق عليه اسم (مينا الباصية) توجد حوله
منشآت من عصور مختلفة تؤكد أنّ هذا الخليج كان محط اهتمام االإنسان الذي قطن
هذه المنطقة منذ القدم إذ كان نافذة بانياس على العالم و مرفأً طبيعياً لنقل البضائع
من المنطقة وإليها و ملاذاً آمناً للمراكب التي تلجأ إليه أثناء العواصف والأنواء فيه أقدم
مربط للسفن في العالم وغيربعيد عن الخليج مدافن نحتت في الصخر تعود إلى زمن
الرومان أو الإغريق يجاورها كهف سكنه رهبان فرُّوا بدينهم واتخذوه ديراً ويبدو أن
عدد الرهبان في هذا الدير كان كبيراً قياساً لمساحته فسكن بعضهم هذه المدافن .
ومنها مدفن عائلي كبير نسبياً تقارب مساحته العشرين متراً مربعاً، بابه من الأعلى فتح
إثركسرجانبه من جهة الغرب فصار كهفاً يطلق عليه اسم (مقام الباصية) نسجت حوله
أسطورة مفادها أنّ السيدة العذراء (ع) توقفت أثناء رحلتها عنده وباتت ليلة فيه ومن هنا
جاءت التسمية (باص ) أي المرور.ولعل الصليبيين الذين عاشوا في هذه المنطقة ما يقارب
قرنين من الزمن هم من أعطى المنطقة هذا الاسم إذ إنَّ هناك رواية صليبية تزعم أن قديسة
اسمها الباصية عاشت في فترة الاضطهاد الروماني للمسيحيين في هذه المنطقة وأن من
معجزاتها منع صلاح الدين من فتح قلعة المرقب ومما يدل على هذه الرواية أن أهل المنطقة
يسمون المكان(ستنا الباصية)ويقصدون بذلك تلك الراهبة أو القديسة و جديرٌ بالذِّكرأنَّ السُّكَّانَ
المحليين يؤمنون بمعجزات تلك القدِّيسة
كهف الباصية
والشُّموع لا تنطفئ في الكهف المذكور على مدار السَّاعة وللباصية عيد سنوي في منتصف شهر
تموز من كلّ عام يحضر المؤمنون للاحتفال فيه من المناطق المجاورة سيراً على الأقدام
ويفضل بعضهم المسير حافياً وإلى زمن غير بعيد لم تكن الاحتفالات بعيد الباصية تقتصر
على المسيحيين بل كان المسلمون يشاركون فيها بكلّ طوائفهم . أمَّا اليوم فتقتصر على بعض كبار
السنّ الذين يصلون الكهف مع شروق الشمس لتأدية الصلوات والدعاء
الإنسانيَّة فما من خليج ٍ فيه إلَّا انطلقت منه المراكبُ يوماً تصلُ الشَّرقَ بالغربِ
وتنقلُ العلمَ والمعرفةَ إلى جوار البضائع ِ والرّكّاب و خليجُ الباصيَّة أحد هذه الخلجان
خليج الباصية كما يبدو من قلعة المرقب
و(الباصية) هي المنطقة التي تقع جنوبَ مدينة بانياس قبالة قلعة المرقب وتفصل
بين الجبل والبحر شاطئها خليج صغير يطلق عليه اسم (مينا الباصية) توجد حوله
منشآت من عصور مختلفة تؤكد أنّ هذا الخليج كان محط اهتمام االإنسان الذي قطن
هذه المنطقة منذ القدم إذ كان نافذة بانياس على العالم و مرفأً طبيعياً لنقل البضائع
من المنطقة وإليها و ملاذاً آمناً للمراكب التي تلجأ إليه أثناء العواصف والأنواء فيه أقدم
مربط للسفن في العالم وغيربعيد عن الخليج مدافن نحتت في الصخر تعود إلى زمن
الرومان أو الإغريق يجاورها كهف سكنه رهبان فرُّوا بدينهم واتخذوه ديراً ويبدو أن
عدد الرهبان في هذا الدير كان كبيراً قياساً لمساحته فسكن بعضهم هذه المدافن .
ومنها مدفن عائلي كبير نسبياً تقارب مساحته العشرين متراً مربعاً، بابه من الأعلى فتح
إثركسرجانبه من جهة الغرب فصار كهفاً يطلق عليه اسم (مقام الباصية) نسجت حوله
أسطورة مفادها أنّ السيدة العذراء (ع) توقفت أثناء رحلتها عنده وباتت ليلة فيه ومن هنا
جاءت التسمية (باص ) أي المرور.ولعل الصليبيين الذين عاشوا في هذه المنطقة ما يقارب
قرنين من الزمن هم من أعطى المنطقة هذا الاسم إذ إنَّ هناك رواية صليبية تزعم أن قديسة
اسمها الباصية عاشت في فترة الاضطهاد الروماني للمسيحيين في هذه المنطقة وأن من
معجزاتها منع صلاح الدين من فتح قلعة المرقب ومما يدل على هذه الرواية أن أهل المنطقة
يسمون المكان(ستنا الباصية)ويقصدون بذلك تلك الراهبة أو القديسة و جديرٌ بالذِّكرأنَّ السُّكَّانَ
المحليين يؤمنون بمعجزات تلك القدِّيسة
كهف الباصية
والشُّموع لا تنطفئ في الكهف المذكور على مدار السَّاعة وللباصية عيد سنوي في منتصف شهر
تموز من كلّ عام يحضر المؤمنون للاحتفال فيه من المناطق المجاورة سيراً على الأقدام
ويفضل بعضهم المسير حافياً وإلى زمن غير بعيد لم تكن الاحتفالات بعيد الباصية تقتصر
على المسيحيين بل كان المسلمون يشاركون فيها بكلّ طوائفهم . أمَّا اليوم فتقتصر على بعض كبار
السنّ الذين يصلون الكهف مع شروق الشمس لتأدية الصلوات والدعاء