اطروحة الحياة

يقول "هيجل" : الأشياء تلد ضدها ، حتى الهزيمة تلد ضدها !!تبدأ عمليات الاصلاح من مفهوم "إبدأ بنفسك ثم بأخيك " وعلى الانسان ان يستفيد من تجارب غيره ليرتقي بنفسه ،وفي الاسلام " أتأمرون الناس البُر وتنسون انفسكم " وكذلك جهاد النفس وقد تجلى عند الصوفيين على مبدأي " التحلي والتخلي" التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ! وفي صحاح الاحاديث القدسية يقول الخبر ان الله قال لنبيه عيسى " عظ نفسك فإن اتعظت عظ غيرك وإلا استحي مني" ومن منطلق الحكمة المكتوبة على حائط معبد دلفي "إعرف نفسك "التي اتت على لسان سقراط الحكيم لما كان له من دور ثقافي ، اجتماعي ، ثم سياسي ، وهو يدافع عن ادب الحكمة ضد المتفلسفين والسفسطائين الذين كانوا يعلمون الشباب اساليب الجدل بدل حب الحكمة ، مقابل المال !!في جلسة مكاشفة مع الذات واجهتها بصراحة آملة ان تدلني على مكان الضعف فيها ، وعلى اماكن الخير والشر والصح والخطأ ، علني أصلح ما اعوج مني أشذب الطحالب التي علقت بتلك النفس فأهلكتها ..في غمرة تأملي اكتشفت بعض الحقائق من ضدها ، والتي كانت غائبة عني ..من اعوجاج النفس استقمت ، ومن انكسارهم اعتدلت .. ومن كثرة اللغو الفارغ مارست الصمت البليغ .. من توتر الآخرين هدأت من الإفراط في الإسراف كرهت التفريط من جوع الناس شبعت .. من قلة ادب بعضهم تعلمت الادب .. من سرعة الدنيا ولهاث الناس وراءها استمتعت بالسير البطيء تحت الشمس ، وبحثت عن القمر استفسره عن سر غياب النجوم في السماء !من بخلهم عرفت الكرم ان الكريم يجر وراءه كل الصفات الحميدة ، وان البخيل بنك أسسته الطبيعة للوراثة لا تفتح أبوابه إلا بعد الموت ! من جشع البشر تعلمت القناعة .. من تفاهة الآخرين نضجت . من شكي فيهم استدللت على حقيقتي !!من اعتيادهم على ذلهم نما كبريائي .. من كثرة ما يكذبون صرت أخجل عنهم ! من كثرة ما سرقوا اشمأزت نفسي من المال .. من تهورهم ولدت لدي بذرة الحكمة .. من الافراط في الغباء عملت على عقلي أجنبه الصدأ،وامنع عنه رخاوة الترهل فأنشحذ فكري ففرحت..من انهماكي في العمل قل فضولي بالآخرين .. من الفوضى السائدة نظمت وقتي .. من المستحيل استخرجت الممكن .. من مظاهر الظلم اختارني برج الميزان لأبحث عن العدالة اينما وجدت فأروج لها .. من أرق الناس وقلقهم صفا ضميري ،نعست فنمت !كلما انتشر الجهل ازداد عطشي للمعرفة ، كلما تعولم العالم تشبثت أكثر بتراثي وأصالتي .. كلما تعرى البعض منا ارتديت عروبتي معطفاً يقيني برد التفرقة والقطرية ..كلما رطن الآخرون باللغات الأخرى تعلمتها لأزيد في ثقافتي ، وشدوت بالعربية لأتحصن بهويتي ! كلما ادمن الناس الاهانة ارتفع منسوب الكرامة لدي .. كلما تخلفوا تحضرت !كلما صدفت عبيداً غبطت نفسي على حريتي .. كلما (توسخ البشر )وقفت تحت الدش!!كلما حاصرتني وجوه الذئاب اسرع الى المرآة لأرتاح على صفحتها ذلك ان وجهي يعكس نقاء روحي ..كلما سرقوني مني أعدتني اليَ لأخلو لذاتي اجلس معها على ضفاف العمر نجمع المحصول ....كلما غصت في بحور الحياة بحثاً عن لؤلؤها اكتشفت ان النبيل لا يعرف الانتقام ، وان العاقل منا يقف على ابواب الجنون !وان الشريف في الزمن الرديء أضحى عملة نادرة !وأخيراً كلما تعمقت معرفتي بالبشر ازداد احترامي لذاتي !!يسألونني لم اعتذلت ؟أجيب بسري : لأسترد روحي ، وأنجو !كثيرون من يحسون بهذا الاحساس !ولأجل القلة التي تبحث عن ذاتها امد كلامي جسراً نعبره معاً هاربين من كل أنواع التلوث ، لنبلسم أوجاعنا!!

بارك الله فيك
هالكلام حلووو
اخي اسير الحب
بانتظار المزيد.......

ممتازة بكل كوادرك

واااااااااااوو مدهش