المجنون أبو علي المعتوه يأوي في المقابر:
سألوه: يا أبا علي هل لك مأوى؟ و أين هو؟ أجاب: نعم. في دار يستوي فيها الذليل و العزيز، أعني في المقابر.
قالوا: أما تستوحش في ظلمة الليل؟ أجاب: أكثر ذكر ظلمة اللحد ووحشته، فيهون علي ظلمة الليل ووحشته.
فهل ترى في المقابر شيئا تكرهه؟ فأجاب: ربما، لكن في هول الآخرة ما يشغل عن هول المقابر...
المجنون ميمون يعطي درسا في الأخلاق للحجّاج الشهير:
قال الحجاج: يا ميمون، امدحني فأحسن جائزتك!
أجاب ميمون: يا حجاج، والله ما أعرف فيك خيرا فأقوله، ولئن قلت ما أعرف فيك لذممتك، و لكني ما أذِمّ الناس، لأن في نفسي ما يشغلني عن عيب غيري.
قال له الحجاج ليغريه: قد أمرت لك بأربعة آلاف درهم!
ميمون: أما المال، فرده إلى الموضع الذي سرقته منه، ولا تكن لصا جوادا، تجود على من، إن ذمك لا يضرك، و إن مدحك لا ينفعك. فخلّ سبيلي، ونيل الله ينوب عن نوالك ونوال إضرابك!...
(هل أهتم بإصلاح عيوبي؟ أم أني أجهلها؟ و إن كنت عاجزة عن إصلاح ذاتي، كيف إذا، أحاول إصلاح غيري؟)
المجنون شقران يقول في الدنيا والآخرة:
أيها الناس:
الد نيا دار خراب، وأخرب منها قلب من يعمرها
والآخرة دار عمران، وأعمر منها قلب من يطلبها
الدنيا دار زوال وانتقال واضمحلال، والآخرة دار جلال وجمال وكمال.
( إن كنت أنشد السعادة بعطش في هذه الدنيا الزائلة، فهل نسيت بأني عابر سبيل فيها؟ و هل أتعب لتأمين السعادة الأبدية؟ )
المجنونة ريحانة تقول في الدنيا:
أرى الدنيا لمن في يديه عذابا كلما كَثرَتْ لديه
تهين المكرمين لها بصغر وتكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما أنت محتاج إليه
( ماذا تقصد هذه المجنونة؟ هل الخيرات الدنيوية أحيانا تكون مصدر عذابي؟ لماذا؟ أخوفا من التعلق بها؟ او ربما خوفا من أن أعبدها و أنسى مبدعها؟
هل تكثر همومي لكثرتها؟ على ما يبدو، أن الدنيا تزل طالبيها! إنها تكرم هامليها، لأنهم علموا بزوالها و لم يهلكوا أنفسهم بمطاردتها. و أنا ، هل آخذ منها ما أنا بحاجة إليه؟ أم أكدس ما استطعت منها؟ .. " يا جاهل اليوم تؤخذ منك روحك ..."
سألوه: يا أبا علي هل لك مأوى؟ و أين هو؟ أجاب: نعم. في دار يستوي فيها الذليل و العزيز، أعني في المقابر.
قالوا: أما تستوحش في ظلمة الليل؟ أجاب: أكثر ذكر ظلمة اللحد ووحشته، فيهون علي ظلمة الليل ووحشته.
فهل ترى في المقابر شيئا تكرهه؟ فأجاب: ربما، لكن في هول الآخرة ما يشغل عن هول المقابر...
المجنون ميمون يعطي درسا في الأخلاق للحجّاج الشهير:
قال الحجاج: يا ميمون، امدحني فأحسن جائزتك!
أجاب ميمون: يا حجاج، والله ما أعرف فيك خيرا فأقوله، ولئن قلت ما أعرف فيك لذممتك، و لكني ما أذِمّ الناس، لأن في نفسي ما يشغلني عن عيب غيري.
قال له الحجاج ليغريه: قد أمرت لك بأربعة آلاف درهم!
ميمون: أما المال، فرده إلى الموضع الذي سرقته منه، ولا تكن لصا جوادا، تجود على من، إن ذمك لا يضرك، و إن مدحك لا ينفعك. فخلّ سبيلي، ونيل الله ينوب عن نوالك ونوال إضرابك!...
(هل أهتم بإصلاح عيوبي؟ أم أني أجهلها؟ و إن كنت عاجزة عن إصلاح ذاتي، كيف إذا، أحاول إصلاح غيري؟)
المجنون شقران يقول في الدنيا والآخرة:
أيها الناس:
الد نيا دار خراب، وأخرب منها قلب من يعمرها
والآخرة دار عمران، وأعمر منها قلب من يطلبها
الدنيا دار زوال وانتقال واضمحلال، والآخرة دار جلال وجمال وكمال.
( إن كنت أنشد السعادة بعطش في هذه الدنيا الزائلة، فهل نسيت بأني عابر سبيل فيها؟ و هل أتعب لتأمين السعادة الأبدية؟ )
المجنونة ريحانة تقول في الدنيا:
أرى الدنيا لمن في يديه عذابا كلما كَثرَتْ لديه
تهين المكرمين لها بصغر وتكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما أنت محتاج إليه
( ماذا تقصد هذه المجنونة؟ هل الخيرات الدنيوية أحيانا تكون مصدر عذابي؟ لماذا؟ أخوفا من التعلق بها؟ او ربما خوفا من أن أعبدها و أنسى مبدعها؟
هل تكثر همومي لكثرتها؟ على ما يبدو، أن الدنيا تزل طالبيها! إنها تكرم هامليها، لأنهم علموا بزوالها و لم يهلكوا أنفسهم بمطاردتها. و أنا ، هل آخذ منها ما أنا بحاجة إليه؟ أم أكدس ما استطعت منها؟ .. " يا جاهل اليوم تؤخذ منك روحك ..."