اسماعيل خليل
الثلاثاء 08 أيلول 2009
بانياس
بانياس
عندما كان في سنّ العاشرة كتب قصة بالرسوم الملونة أسماها "شهردار" لشدة تعلقه بشخصية "شهرزاد" الآسرة التي كانت تعرض لوحات استعراضية أيام رمضان.
من خلال حوارٍ أجراه معه "موقع طرطوس" بتاريخ 31/8/2009 في عيادته التي يمارس فيها مهنته كطبيب أسنان تحدث لنا القاص "شادي عمار" عن دوافعه للكتابة وميوله الأدبية بالإضافة إلى تجربة "أصدقاء المركز الثقافي" في "بانياس".
* لماذا تكتب القصة والشعر؟
** «لا أصدق أن أحداً يكتب من فراغ، أو بداعي الملل، أو التلهي قبيل النوم! ما يدفعني هو حالةٌ وجدانية عنوانها الغالب الألم! من موقفٍ مثير، يدفعني عدم الحياد الذي أكرهه! لأكتبه كفعلٍ نضالي».
* من أدبائنا القدماء والمعاصرين، بمن تأثّرت ولمن تقرأ؟
** «قراءاتي التراثية قليلة، وهي شعرية عموماً، ول"المتنبي" نصيبٌ وافرٌ من القراءة والإعجاب بشخصه الفذّ، "أبو تمام" الشخصية الإشكاليّة، "ابن الرومي" الساخر، و"المعرّي" الفيلسوف المحتجّ! هؤلاء بذروا فيّ الفتنة والقلق، من المعاصرين لا أستطيع المرور في بحر القصّة دون الرسوّ على البرّ الثري ل"زكريّا تامر"، أو الذهول الشفيف عند "غادة السمّان"، التشويق عند "إحسان عبد القدوس" الروائي المصري الذي لم يعطَ حقّه! وكُثُر...».
* متى كتبتَ الشعر ولماذا؟ هل كان ذلك بعد تأثّرك بإحدى القصائد؟
** «في الحقيقة، وكعربيّ... يسكنني الشعر منذ الصّغر، والقصائد الموزونة لها سحرها عند المراهق القارئ! فيحاول أن يكتب قصيدةً لا يبقي من وزنها سوى القافية في محاولاتٍ
* لماذا تكتب القصة والشعر؟
** «لا أصدق أن أحداً يكتب من فراغ، أو بداعي الملل، أو التلهي قبيل النوم! ما يدفعني هو حالةٌ وجدانية عنوانها الغالب الألم! من موقفٍ مثير، يدفعني عدم الحياد الذي أكرهه! لأكتبه كفعلٍ نضالي».
* من أدبائنا القدماء والمعاصرين، بمن تأثّرت ولمن تقرأ؟
** «قراءاتي التراثية قليلة، وهي شعرية عموماً، ول"المتنبي" نصيبٌ وافرٌ من القراءة والإعجاب بشخصه الفذّ، "أبو تمام" الشخصية الإشكاليّة، "ابن الرومي" الساخر، و"المعرّي" الفيلسوف المحتجّ! هؤلاء بذروا فيّ الفتنة والقلق، من المعاصرين لا أستطيع المرور في بحر القصّة دون الرسوّ على البرّ الثري ل"زكريّا تامر"، أو الذهول الشفيف عند "غادة السمّان"، التشويق عند "إحسان عبد القدوس" الروائي المصري الذي لم يعطَ حقّه! وكُثُر...».
* متى كتبتَ الشعر ولماذا؟ هل كان ذلك بعد تأثّرك بإحدى القصائد؟
** «في الحقيقة، وكعربيّ... يسكنني الشعر منذ الصّغر، والقصائد الموزونة لها سحرها عند المراهق القارئ! فيحاول أن يكتب قصيدةً لا يبقي من وزنها سوى القافية في محاولاتٍ
في طبيعة "القدموس" |
مضحكة! لكنّها دالّة إلى ما يمور في النفس وتتوق للإفصاح عنه، وكانت محاولاتي الأولى في الطفولة أيضاً في سنيّ الدراسة الابتدائيّة، ويعود الفضل لأمّي التي طالما شجعتني على القراءة ووفّرت لي شروطها، وشجّعتني في المسابقات الشهيرة التي تجريها منظمة طلائع البعث (الروّاد)... فكنتُ رائداً في الفصاحة والخطابة.
كما لا أستطيع على وجه الدقّة تحديد أيّ قصيدة قدحت شرارة الاحتراق النبيل المتضوّع شعراً، لكن ربّما لقصائد شعراء الطفولة في مناهجنا الدراسيّة الباكرة أثراً للشاعر "سليمان العيسى" و"سمير ستيتيّة"، أمّا تعلقي بقصيدة النثر وعشقي لها فالفضل الأوّل للعملاق "أدونيس"، وللنجم الحزين "محمّد الماغوط"!!».
* ماذا تطلب من كتّاب وأدباء اليوم الذين تعتبرهم أساتذة الكُتّاب الشباب؟
** «أطالبهم بالصّبر... في الاستماع لآراء الشّباب، ولإبداعاتهم، في التعامل مع أقلامهم أثناء توجّههم نحوهم، وتعرف أنّ فضيلة الصبر التواضع!».
* ماذا عن جمهور القصّة والشعر، هل أنت راضٍ عنه؟ وهل من وصفة من عيادتك لهذه المشكلة؟
** «لا تصدّق من يدّعي أن لا جمهور لظاهرةٍ ما، الجمهور هو النسغ الذي يمُدّ إبداعاتنا بالحياة، ولا أنكر انكفاء الجمهور عن الأدب في التسعينيات وبداية الألفيّة الجديدة، لكن وبعد مضيّ عقد على بداية القرن الواحد والعشرين، نلحظُ اهتماماً وتعطّشاً للكلمة من العامّة، وانكفاءً
كما لا أستطيع على وجه الدقّة تحديد أيّ قصيدة قدحت شرارة الاحتراق النبيل المتضوّع شعراً، لكن ربّما لقصائد شعراء الطفولة في مناهجنا الدراسيّة الباكرة أثراً للشاعر "سليمان العيسى" و"سمير ستيتيّة"، أمّا تعلقي بقصيدة النثر وعشقي لها فالفضل الأوّل للعملاق "أدونيس"، وللنجم الحزين "محمّد الماغوط"!!».
* ماذا تطلب من كتّاب وأدباء اليوم الذين تعتبرهم أساتذة الكُتّاب الشباب؟
** «أطالبهم بالصّبر... في الاستماع لآراء الشّباب، ولإبداعاتهم، في التعامل مع أقلامهم أثناء توجّههم نحوهم، وتعرف أنّ فضيلة الصبر التواضع!».
* ماذا عن جمهور القصّة والشعر، هل أنت راضٍ عنه؟ وهل من وصفة من عيادتك لهذه المشكلة؟
** «لا تصدّق من يدّعي أن لا جمهور لظاهرةٍ ما، الجمهور هو النسغ الذي يمُدّ إبداعاتنا بالحياة، ولا أنكر انكفاء الجمهور عن الأدب في التسعينيات وبداية الألفيّة الجديدة، لكن وبعد مضيّ عقد على بداية القرن الواحد والعشرين، نلحظُ اهتماماً وتعطّشاً للكلمة من العامّة، وانكفاءً
قرب سد "الصوراني" |
للأدباء هذه المرّة في معادلةٍ معكوسة، جمهورنا من ذهب، لكن علينا التمتّع بالقدرة والذكاء لنفض الغبار عنه!!».
* هل تعطي الكتابة حقّها من الوقت؟
** «بصراحة لا! المشكلة أن الحياة في شرقنا وعرة، والتغيير باتجاه عشق الكلمة يقتضي وقتاً وليس مستحيلاً كما يفتي البعض! وعلينا كَكُتّاب السباحة مع التيار قليلاً للتزوّد من قوّته ومعرفة مكامن ضعفه ثم ننقضّ ظافرين! وقد أتقنّا قراءة الشّرط التاريخي! طبعاً هذه المعادلة عصيّة لكن هنا تكمن اللذّة...».
* تجربة "أصدقاء المركز"، حدثنا عنها، كيف بدأت الفكرة؟ هل حقّقتِ الغاية على مستوى الأدباء ومجموعة "أصدقاء المركز"؟
** «هي حلمٌ داعب مخيّلة مفكري مدينة "بانياس" طويلاً، بدأت الفكرة/ الحلم نقاشاً طفلاً لملتقى يضمّ أصحاب الأقلام، دون أن ينال من فكرهم أو جيوبهم! وكان لعيادتي شرف احتضان الطفل الهش!
ثمّ كان الاجتماع التأسيسي في مقهى "الفوريستا" في "بانياس"، ضامّاً أربعة أفراد هم: "علي محمود" المحامي والشاعر، "علي شاويش" القاص، "أحلام مصطفى" طبيبة العصبيّة، وأنا... ليتطوّر الأمر لاحقاً بانضمام المهندسة "لميس بلال" لمجموعتنا، وتذكيرنا وجود بندٍ في النظام الداخلي للمراكز الثقافيّة يتيح عقد الملتقى بشكل رسميّ لائق، تحتَ سقف "المركز الثقافي" في "بانياس"، والذي لبّى مديره "محمّد حسن" النداء مشكوراً فوفّر لنا قاعةً من قاعاته، وبتنا نستضيف الأدباء من كافّة المحافظات، نقرأ إبداعهم من نثرٍ وشعر، ويستمعون لآرائنا من قرّاء وكتّاب "بانياس" بكل رحابة صدر وإعجابٍ بالغ بالتجربة الوليدة!! التي مازلنا ننتظر أن تؤتي أكُلها خيراً عميماً يثري الروح المتعبة من الجري وراء لقمة الخبز!».
* هل هناك نيّة لجمع كتاباتك في مجموعات ودواوين قريباً؟
* «مازلتُ_ كملتقى أصدقاء المركز الثقافي في بانياس_ في طور التجربة والخلق، أكتب، أعرضُ كتاباتي على غيري من الكتّاب والمتذوّقين للأدب، أُخضع تجربتي للنقاش والنقد، عسى يتحققّ الحلم بعد طول مكابدة...».
* هل تعطي الكتابة حقّها من الوقت؟
** «بصراحة لا! المشكلة أن الحياة في شرقنا وعرة، والتغيير باتجاه عشق الكلمة يقتضي وقتاً وليس مستحيلاً كما يفتي البعض! وعلينا كَكُتّاب السباحة مع التيار قليلاً للتزوّد من قوّته ومعرفة مكامن ضعفه ثم ننقضّ ظافرين! وقد أتقنّا قراءة الشّرط التاريخي! طبعاً هذه المعادلة عصيّة لكن هنا تكمن اللذّة...».
* تجربة "أصدقاء المركز"، حدثنا عنها، كيف بدأت الفكرة؟ هل حقّقتِ الغاية على مستوى الأدباء ومجموعة "أصدقاء المركز"؟
** «هي حلمٌ داعب مخيّلة مفكري مدينة "بانياس" طويلاً، بدأت الفكرة/ الحلم نقاشاً طفلاً لملتقى يضمّ أصحاب الأقلام، دون أن ينال من فكرهم أو جيوبهم! وكان لعيادتي شرف احتضان الطفل الهش!
ثمّ كان الاجتماع التأسيسي في مقهى "الفوريستا" في "بانياس"، ضامّاً أربعة أفراد هم: "علي محمود" المحامي والشاعر، "علي شاويش" القاص، "أحلام مصطفى" طبيبة العصبيّة، وأنا... ليتطوّر الأمر لاحقاً بانضمام المهندسة "لميس بلال" لمجموعتنا، وتذكيرنا وجود بندٍ في النظام الداخلي للمراكز الثقافيّة يتيح عقد الملتقى بشكل رسميّ لائق، تحتَ سقف "المركز الثقافي" في "بانياس"، والذي لبّى مديره "محمّد حسن" النداء مشكوراً فوفّر لنا قاعةً من قاعاته، وبتنا نستضيف الأدباء من كافّة المحافظات، نقرأ إبداعهم من نثرٍ وشعر، ويستمعون لآرائنا من قرّاء وكتّاب "بانياس" بكل رحابة صدر وإعجابٍ بالغ بالتجربة الوليدة!! التي مازلنا ننتظر أن تؤتي أكُلها خيراً عميماً يثري الروح المتعبة من الجري وراء لقمة الخبز!».
* هل هناك نيّة لجمع كتاباتك في مجموعات ودواوين قريباً؟
* «مازلتُ_ كملتقى أصدقاء المركز الثقافي في بانياس_ في طور التجربة والخلق، أكتب، أعرضُ كتاباتي على غيري من الكتّاب والمتذوّقين للأدب، أُخضع تجربتي للنقاش والنقد، عسى يتحققّ الحلم بعد طول مكابدة...».