من فنون القول : المحادثة والمحاورة والمجادلة
فن القول من أخصّ خصائص العرب.
وفن القول ليس ضرباً واحداً ، بل هو ضروب كثيرة متشعبة ، لم تلتئم إلا في أنفس العرب في عصر تنزل القرآن الكريم .
وهي سمة المحل القابل لتنزل الآيات المحكمات من لدن حكيم خبير .
ومن تلك الضروب التي بزوا بها القرون : التفنن في المحادثة والمحاورة والمجادلة .
وهذا هو الجانب العملي المفيد من فن القول .
ومما كنا في حاجة إليه في عصرنا العامّي هو هذا التفنن في ضروب القول الذي هو مزية عربية أصيلة ، على ما كان عليه الأمر في ذلك العصر .
ومما كثر الخلط فيه في عصرنا أنهم يجعلون بعض هذه الضروب في موضع بعض .
فكم من محاورة عوملت معاملة جدال ، وكم من جدال اندرج في سياق محادثة .
وعليه سنجعل هذه الفنون ثلاثة أضرب أو مستويات :
المحادثة والمحاورة فالمجادلة .
المحادثة إنشاء تبادل قولي أو نقل معلومات بين طرفين فأكثر ، ومن فنون المحادثة السؤال والجواب والإخبار عن حادثة . وقيل : لكل حادثة حديث .
وهي أيسر فنون القول وأعمها وأجداها ، وهي أقلها حظاً في سلّم أولوياتنا . يا أسفى !.
والمحاورة دوران حول قضية مخصوصة من أجل الوصول إلى اتفاق أو تفاهم أو إعذار ... ومن فنون المحاورة تفرع الأسئلة من موضوع . وهي من أوسط الفنون القولية وأكثرها سكينة وهدوءاً ووقاراً وإيجابية . ولولا أنها لا تدور حول مركز بحث في قضية لكانت محادثة .
والمجادلة مشادة كلامية بين طرفين متكافئين في فرص المحاجة والنظر والبحث . والأصل فيها المنع إلا لحاجة إظهار حق أو دفع ظلم ونحوه . وهي أوفرها حظاً في حياتنا . والمشادة لا تستلزم سوء الأدب .
وفي المجادلة إصرار على الرأي وصرح على الإفحام والغلب . وبهذا فارقت قسيميها .
والجدل قرين النقص البشري.. فكلما شعر الإنسان بنقصه جادل.. وكلما تكامل سلّم .
ولكل ضرب من هذه الضروب خصائص يتفاضل بها .
وقد تكون عملية التخاطب مزيجاً من هذه الضروب . وهذا المزج هو الذي قد يؤدي إلى سوء الفهم وارتباك النتائج وفوران النفوس قبل التوصل إلى الحق .. فلا يعلم المتكلم أهو في محادثة أم محاورة أو مجادلة .. وهذا من الضلال المذكور في قوله : "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".
وفي هذه الفنون تتجلى عناية الله تعالى في حثنا على تعلم البيان وربطه بإنسانية الإنسان (خلق الإنسان علمه البيان ) .
فن القول من أخصّ خصائص العرب.
وفن القول ليس ضرباً واحداً ، بل هو ضروب كثيرة متشعبة ، لم تلتئم إلا في أنفس العرب في عصر تنزل القرآن الكريم .
وهي سمة المحل القابل لتنزل الآيات المحكمات من لدن حكيم خبير .
ومن تلك الضروب التي بزوا بها القرون : التفنن في المحادثة والمحاورة والمجادلة .
وهذا هو الجانب العملي المفيد من فن القول .
ومما كنا في حاجة إليه في عصرنا العامّي هو هذا التفنن في ضروب القول الذي هو مزية عربية أصيلة ، على ما كان عليه الأمر في ذلك العصر .
ومما كثر الخلط فيه في عصرنا أنهم يجعلون بعض هذه الضروب في موضع بعض .
فكم من محاورة عوملت معاملة جدال ، وكم من جدال اندرج في سياق محادثة .
وعليه سنجعل هذه الفنون ثلاثة أضرب أو مستويات :
المحادثة والمحاورة فالمجادلة .
المحادثة إنشاء تبادل قولي أو نقل معلومات بين طرفين فأكثر ، ومن فنون المحادثة السؤال والجواب والإخبار عن حادثة . وقيل : لكل حادثة حديث .
وهي أيسر فنون القول وأعمها وأجداها ، وهي أقلها حظاً في سلّم أولوياتنا . يا أسفى !.
والمحاورة دوران حول قضية مخصوصة من أجل الوصول إلى اتفاق أو تفاهم أو إعذار ... ومن فنون المحاورة تفرع الأسئلة من موضوع . وهي من أوسط الفنون القولية وأكثرها سكينة وهدوءاً ووقاراً وإيجابية . ولولا أنها لا تدور حول مركز بحث في قضية لكانت محادثة .
والمجادلة مشادة كلامية بين طرفين متكافئين في فرص المحاجة والنظر والبحث . والأصل فيها المنع إلا لحاجة إظهار حق أو دفع ظلم ونحوه . وهي أوفرها حظاً في حياتنا . والمشادة لا تستلزم سوء الأدب .
وفي المجادلة إصرار على الرأي وصرح على الإفحام والغلب . وبهذا فارقت قسيميها .
والجدل قرين النقص البشري.. فكلما شعر الإنسان بنقصه جادل.. وكلما تكامل سلّم .
ولكل ضرب من هذه الضروب خصائص يتفاضل بها .
وقد تكون عملية التخاطب مزيجاً من هذه الضروب . وهذا المزج هو الذي قد يؤدي إلى سوء الفهم وارتباك النتائج وفوران النفوس قبل التوصل إلى الحق .. فلا يعلم المتكلم أهو في محادثة أم محاورة أو مجادلة .. وهذا من الضلال المذكور في قوله : "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".
وفي هذه الفنون تتجلى عناية الله تعالى في حثنا على تعلم البيان وربطه بإنسانية الإنسان (خلق الإنسان علمه البيان ) .