أسلوب القرآن هو منتهى نهايات الفضيلة البيانية
تحدثنا سابقاً عن قضيّة اللفظ و المعنى واليوم بإذن الله سوف نتكلم عن محورٍ آخر ؛ وهو خطاب العامّة وخطاب الخاصّة
وهاتان أيضاً غايتان أخْرَيان متباعدتان عن النّاس , فلو أنك خاطبت الأذكياء بالواضح المكشوف الّذي تخاطب به الأغبياء ؛ لنزلت بهم إلى مستوى لا يرضونه لأنفسهم في الخطاب.
ولو أنك خاطبت العامة بالإشارة التي تخاطب بها الأذكياء ؛ لجئتهم من ذلك بما لا تطيقه عقولهم فلا بدّ لك من أن تخاطب كلّ طائفة منهما بغير ما تخاطب به الأخرى , كما تخاطب الأطفال بغير ما تخاطب به الرجال .
فأمّا جملة واحدة تلقى إلى العلماء والجهلاء والأذكياء والأغبياء وإلى الملوك والبسطاء فيراها كلٌّ منهم مقدرة على مقياس عقله وعلى وفق حاجته فذلك ما لا تجده على أتمّه إلا في القرآن الكريم فهو قرآن واحد يراه البلغاء أوفى كلامٍ بلطائف التعبير , ويراه العامّة أحسن كلامٍ وأقربه إلى عقولهم لا يحتاجون فيه إلى ترجمان .
فهو متعة العامّة والخاصّة على سواء , ميسّرٌ لكل من أراد
قال تعالى ( ولقد يسّرنا القرآن للذكر مهل من مُدّكر )