قالوا.....
يا فتاة..لما هذا الشؤم والابتئاس.....
لماذا يا بنيتي لا تتركين التفكير والإحساس...
انظري إلى عينيك ما جرى لهما......
قد غارتا في بحرٍ من الدم والدموع.....
واحتارت بهما أقاويل الناس.....
قالت لهم تلك الفتاة ......
يا قومي ما لكم لا تنظرون......
ما لكم لا تفهمون.....
قلبي تفجّر من سخطي.....
وعُميت مني العيون......
وتورمت من حسرتي تلك الجفون....
يا قومي هذي أمتي قد أغرقتني بالظنون......
وتركت نفسي دونها بالأفكار.......
تأتي وتذهب بالآلام والأحزان والشجون.....
أمتي....آهٍ أمتي.....
تفرقت وتمزقت ولعبت بها يد صهيون......
وجالت بها جحافل ذوي القرون....
وصلت منهم اليد، للأقصى، بالعداء....
نعم..نعم وصلت....
فكل يوم في المساء......
أرسل روحي لتطوف في الفضاء....
أرسلها إليك يا أقصى يا نعمة السماء...
تدور في أروقتك....
في ساحاتك......
في مساحاتك...
ترشف وتلثم ذلك السناء....
رأت روحي مالا يُرى...
رأت أشباح وعبدة شيطان ومصاصي دماء...
رأت قروداً ومسوخاً وأطيافَ أحزان.....
وأطلقت لهدرتها العنان....
وقالت......
بني صهيون ياااااا بني صهيون.....
اضربوا في كل قطرٍ.....
بقتيلٍ وجريحٍ ومسجون....
قطعوا في كل يومٍ....
نخلاً وزيتوناً وليمون....
لكنكم.....لكنكم...
لن تبلغوا أرواحنا....
لن تبلغوا أرواحنا....
فبريــقها يُعمــي العيـــون....
.....................................................
كتبتها بقلمي المكسور
مع تحيات هــــدرة