السادة آل الجندي العباسيون
(منقول من كتاب اتحاف ذوي البديهة والفطن النبيهة بما في الشرق العربي من أسر وجيهة لهذا الداعي الفقير):
من أشراف حمص ومعرة النعمان العباسيين وأعيان البلاد الشامية. ينتسبون إلى محمد آغا الجندي (المدفون قرب إدلب) سليل الخلفاء العباسيين، والذي لقب بذلك لانخراطه في سلك الجندية. خرج منهم علماء وأدباء وشعراء وزعماء كثيرون، وتولى العديد منهم حكم حمص وحماة والقلاع القريبة، وتبادلوا الحكم مع أغوات حسية، آل سويدان، وأغوات تلكلخ، آل الدندشي. توارثوا لقب "الآغا" العثماني كما نجد في العدد الكبير من الوثائق العثمانية التي عليها أسماؤهم، وحصل علماؤهم على لقب "الأفندية" كما هي العادة، كما لحق لقب "السيد" و"السيد الشريف" بأسمائهم لانتمائهم لزمرة الأشراف ولقِّب أجدادهم "بالأمراء" لكونهم من سلالة خلفاء بني العباس رحمهم الله.
نسب الأسرة:
هم ينحدرون من الشريف محمد آغا بن أحمد بن ابراهيم بن ياسين بن عبدالكريم بن ابراهيم بن أحمد شهاب الدين بن عبدالله بن يوسف بن الأمير عبدالعزيز بن الأمير منصور أبي جعفر الخليفة المستنصر بالله بن محمد أبي النصر الخليفة الظاهر بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس الخليفة الناصر لدين الله بن الأمير حسين أبي محمد الخليفة المستضيء بالله بن الأمير يوسف أبي المظفر الخليفة المستنجد بالله بن الأمير محمد أبي عبدالله الخليفة المقتضي بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس الخليفة المستظهر بالله بن الأمير عبدالله الخليفة المقتدر بالله بن الأمير محمد الذخيرة الخليفة بن الأمير عبدالله الخليفة القائم بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس المعتضد بالله بن الأمير طلحة أبي أحمد الخليفة الموفق الناصر لدين الله بن الأمير جعفر أبي الفضل الخليفة المتوكل على الله بن الأمير محمد أبي اسحاق المعتصم بالله بن الأمير هارون الرشيد الخليفة الراشد بالله بن الأمير محمد أبي عبدالله المهدي الخليفة بن الأمير أبي جعفر الخليفة المنصور بن محمد الكامل بن السيد الشريف علي السجاد بن السيد الشريف عبدالله البحر أبي العباس حبر الأمة وترجمان القرآن بن العباس عم أشرف خلق الله، بن عبدالمطلب.
بطون الأسرة:
للأسرة فرعان رئيسيان أحدهما في معرة النعمان، وهؤلاء هم آل عبدالوهاب بن إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد الجندي الجد الجامع للأسرة، والفرع الثاني في مدينة حمص وهم سلالة أخي حسن بن محمد الجندي، حمود بن محمد الجندي، ونرجح أن أول من سكن حمص منهم هو عبدالرزاق بن محمد بن حمود (أحمد) بن محمد الجندي وأخوه خالد بن محمد بن حمود بن محمد الجندي. وقد خرج أعلام وعلماء عدة من البطنين، كما أن لهم بطون أخرى في دمشق وغيرها.
مشاهير الأسرة::
الشريف عبدالرزاق آغا بن محمد آغا بن حمود آغا بن محمد آغا الجندي (1150-1189=1737-1775م): زعيم حمصي وشاعر أديب. لعله أول من نزل حمص من آل الجندي، وهو قصيري الأصل معراوي النشأة. درس على عمر العنز الإدلبي وآخرين من أدباء حمص. أديب وشاعر له مساجلات شعرية مع الشيخ عثمان البصير وسعيد السويدي العباسي وتشطير لقصائد شعرية ذكرها المرادي في سلك الدرر بإطناب. تولى حكم قلعة تلبيسة التي بناها سليمان باشا العظم، والتي كانت تشرف على طريق الحج بما فيها من قوات عسكرية، كما كان يتولى متسلمية حمص وحماة في بعض الأحيان. سار مع عبدالرحيم العظم حاكم حمص في عام 1189=1775م لقتال عرب الموالي فقبض الأعراب عليهما وعذبوهما ثم قتلوا عبدالرزاق الجندي، فحمل إلى حمص ودفن في تربة خالد بن الوليد. له ترجمة في تاريخ المرادي.
خالد آغا بن محمد آغا بن حمود بن محمد آغا الجندي: تولى حكم قلعة تلبيسة بعد مقتل أخيه، عبدالرزاق آغا، كما تولى حكم حمص كذلك، وهو والد الشاعر أمين الجندي الآتية ترجمته.
السيد أمين بن خالد بن محمد آغا الجندي (1180-1256=1766-1840م): النابغة، شاعر الشام في عصره على الإطلاق. ولد بحمص وأخذ عن أعلامها من السادة الأتاسية الذين كانت منهم أكثر إفادته كما أخبر الحصني، ودرس على محمد الطيبي ويوسف الشمسي، ثم نزل دمشق وأخذ العلم عن أحمد العطار ومحمد الغزي وعبدالرحمن الكزبري وعمر اليافي. أتقن صناعة الشعر واشتهر به، وله نوادر شعرية تذكر. عاد إلى حمص عام 1194 (1780م) ثم ذهب إلى حماة لما اشتهر أمره وطلبه الأشراف آل الكيلاني لينالهم شيء من مديحه وشعره المشهور. وشي به إلى الحاكم أنه هجاه، فالتجأ الجندي إلى حماة ولكن حاكم حمص قبض عليه وسجنه (1246=1830م)، حتى أغار السيد سليم آغا الباكير الأتاسي برجاله من الدنادشة على حمص واستخرج الشاعر الجندي من الحبس. تقرب من ابراهيم باشا المصري لما فتح هذا الشام (1832م) لكونه ممن دعا إلى نبذ حكم الأتراك. رافق ابراهيم باشا إلى مصر وقدمه ابراهيم باشا إلى والده محمد علي وعلماء مصر فأعجب به الجميع. اصطحبه ابراهيم باشا إلى لبنان وحلوا في ضيافة الأمير بشير الشهابي، ثم رجع الجندي إلى وطنه حمص. كان له دور في إبعاد اليهود عن مناصب الدولة ومراكز الحسبة وإدارة أمور الحج وحفظ الدفاتر إذ أرسل إلى السلطان العثماني بقصيدة تعالج هذا الموضوع فحقق في ذلك السلطان وأمر بالدفاتر أن تعرّب بعد أن كانت تكتب بالعبرية. أصيب بالفالج عام 1834م فنظم قصيدته التوسلية المشهورة، ولكن المرض أتى على حياته (1840م)، فدفن بجوار مقام خالد بن الوليد. له أشعار وتشطيرات وتخميسات كثيرة، و قد راجت واشتهرت موشحاته التي أفادت منها مدينة حلب بالذات، ولعل أشهرها تلك التي تبدأ بالبيت "هيمتني، تيمتني، عن سواها أشغلتني" وترك ديوان شعر. تراجمه كثيرة في كتب التاريخ منها في كتاب البيطار حلية البشر وغيره.
حسين آغا بن عثمان بن عبدالرزاق بن محمد آغا الجندي: عين حاكماً لحمص عام 1245 (1829م)، وجرت بينه وبين السيد سليم آغا الباكير الأتاسي وأبناء عمه والدنادشة آغوات تلكلخ خصومة أفضت إلى مقتله حرقاً، وتولى بعده حكم حمص السيد سليم آغا الباكير الأتاسي مدة أشهر إلى أن فر هاربا من الدولة العثمانية لاجئا بأخواله من آل الدندشي حكام عكار.
العلامة المفتي محمد بن عبدالوهاب بن اسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد الجندي (1211-1264=1796-1848م): عالم المعرة ومدرسها ومفتيها. ولد في المعرة ودرس على علمائها وعلماء المدن المحيطة بها كالشيخ محمود المرعشي، والشريف محمد الكيلاني الأزهري، وعرابي الحموي المعروف بابن سائح، وسواهم. تولى افتاء المعرة ثم هاجر إلى حمص عام 1240 (1824م) بعد أن وشى به الواشون ولبث بها مدة سنوات ثمان ثم عاد إلى منصبه في الفتوى المعرية، ثم استدعي إلى دمشق عام 1261 (1845م) من قبل واليها للأسباب ذاتها حتى أعيد إلى منصبه في الفتوى المعرية عام 1263 (1847م)، وظل مفتياً حتى وفاته. من مصنفاته "المولد النبوي"، "الموعظة الحسنة"، "البديعية"، وتعاليق في الفقه والعربية.
عبدالرحمن آغا بن حسين بن عثمان الجندي (1236-1305=1820-1889م): ولد في حمص. عين حاكماً لحصن الأكراد عام 1261 للهجرة (1844)، قبقي في منصبه عامين، ثم انتخب عضواً في مجلس إدارة مدينة حمص، فرئيساً له مدة طويلة. كان كريما شهما حكيما رئيسا لأعيان حمص، محباً للعلم، إذ جمع مكتبة ضخمة آلت لابنه من بعده، مفتي حمص، العلامة السريف محمد أفندي حافظ الجندي. استطاع أن يجنب حمص ما وقع في غيرها من بلاد الشام من سفك للدماء بسبب حادثة الستين المعروفة بين النصارى والدروز، إذ حال دون نشر أخبار الحادثة وجمع أعيان حمص وطلب منهم حماية مسيحيي المدينة. دفن في مدافن أسرته بالقرب من تربة خالد بن الوليد.
العلامة الكبير السيد الشريف المفتي أمين بن محمد بن عبدالوهاب الجندي العباسي(1229-1295=1813-1879): شيخ الإسلام ومفتي الأنام، مجدد مجد الأسرة وأحد أشهر مشاهيرها. مفتي دمشق وشاعرها وعالمها وصدر أعيانها. ولد بمعرة النعمان ودرس على والده العلوم النقلية والعقلية واللغة التركية، ثم ورد حلب وتتلمذ على الشيخ محمود المرعشي والشيخ عبدالرحمن المدرس. انتقل إلى حمص مع والده اضطراراً من اضطهاد الحكام (1240-1248=1824-1832م) واجتمع بابن عم جده الشاعر أمين بن خالد الجندي سليل البطن الجندي الحمصي، ثم عاد فولي قضاء المعرة. قضي عليه بالهجرة إلى دمشق مع والده (1261-1263=1845-1847م)، ثم عاد إلى قضاء المعرة وأعيدت الفتوى إلى والده فيها. تولى إفتاء المعرة بعد وفاة والده (1264=1848م). استقدمه مشير الجيش الخامس السلطاني، محمد أمين باشا، للكتابة العربية. عين مفتياً عاماً للشام (1278-1284=1862-1868م). انتخب عضواً في مجلس الشورى بالدولة العثمانية، فعضواً في جمعية المجلة الشرعية، ونال رتبة الحرمين الشريفين والوسام المجيدي الثالث. عين قاضياً في جبل عسير فرئيساً لمجلس تشكيل ولاية اليمن وقوميسيون إصلاحها (1287=1871م). ترأس بعد ذلك ديوان التمييز في دمشق حتى فاضت روحه. من مصنفاته كتاب في فضل الشام بالتركية، كتاب في الفتاوى، ومنظومات في قصة المولد النبوي ونسبه العباسي. كان شاعراً متفوقاً قال في المديح والغزل. دفن في الدحداح ورثاه الشعراء أمثال الشيخ العلامة طاهر الجزائري وغيرهم، وله تراجم كثيرة منها في حلية البشر وزكتب أخرى لا تعد، رحمه الله.
العلامة المفتي القاضي الشريف محمد حافظ أفندي بن عبدالرحمن بن حسين الجندي العباسي: من أعيان حمص وعلمائها الكبار. تولى الفتوى الحمصية مدة عامين بعد وفاة علامة حمص ومفتيها جدنا السيد أبي الفتح محمد الثاني الأتاسي (1300-1302=1884-1886م). عين قاضياً في محكمة بداءة حمص عام 1889م، وتكرر تعيينه عام 1898م. مدحه الشريف الحصني نقيب أشراف حمص في منتخبات التواريخ وذكر أنه كان من أجلة علماء حمص، وقد كان أول من تولى افتاء حمص من خارج الأسرة الأتاسية والأسرة السباعية، ورسم بالافتاء بعده للعلامة الكبير السيد محمد خالد أفندي بن أبي الفتح محمد الأتاسي رحمهم الله.
محي الدين بن محمد حافظ بن عبدالرحمن الجندي (1297-1375=1880-1956م): أديب وشاعر حمصي. درس على علماء بلدته كوالده، مفتي حمص، والشيخ أحمد صافي، وغيرهما. درس في مدارس حمص، ثم عين مدرساً للعربية في مدرسة الاتحاد الوطني الأهلية واشتهر أمره. ترك ديواناً في الشعر.
السيد عارف بن سليمان الجندي العباسي (1860-1939): وجيه من وجهاء حمص وكريم من كرمائها، كان ذا وقار كبير ونجدة وشهامة حتى أنه كان يقصده الفقراء والمعتازون أيام الحرب العالمية وقت المجاعة التي حلت ببلاد الشام فيكرمهم ويطعمهم ويردهم مسرورين، وكان مجلسه مجتمع كبار أعيان حمص وثوارها في زمن الانتداب الفرنسي، ولما قتل بعض الحماصنة محافظ حمص فوزي المالكي الذي كان موسوما بالخيانة والتحيز للمحتلين أراد الفرنسيون تشييع جثمان محافظهم مجبرين وجوه حمص على ذلك، فتوارى هذا السيد عن الأنظار في قرية الزعفرانة حتى لا يخرج في تشييع جنازة المحافظ، فما كان من الفرنسيين إلا أن أرسلوا سيارة عسكرية خاصة لجلبه إلى حمص وإجباره على المشاركة لأنه من كبار وجوه حمص المشار إليهم بالبنان، رحمه الله. له ترجمة في تاريخ الجندي قريبه.
يتبع
تم تحريره من قبل باسل أحمد حبيب الأتاسي في 09-06-2003 عند07:12 AM
تابع أنساب وتراجم آل الجندي العباسيين
عزت بن محمد بن سليمان الجندي (1882-1915م): ولد في حمص وتلقى علومه بحمص ودمشق ودرس الطب بالأستانة، فطرد منها لمناصرته القضايا العربية فتابع دراسته في المعهد الطبي بدمشق. انضم إلى صفوف المناضلين من أجل استقلال البلاد العربية، وانتمى إلى حزب اللامركزية العربي المتأسس عام 1912م كعضو عامل، ثم ترأس لجنته التنفيذية السرية. أقام في مصر فترة معتبرة يتعاطى الطب والسياسة والنضال الوطني، وناصر في الثورة السنوسية على الإيطاليين. شكل نشاطه خطراً على السيادة التركية فنصب له جمال باشا شركاً في فندق دماسكس بالاس (قصر دمشق) واغتيل فيه، ولم يعرف مكان دفنه، فكان بذلك أول عربي دفع حياته ثمناً للقضية العربية.
أدهم بن محمد بن سليمان الجندي (و1902): مؤلف شهير. درس في حمص وانتقل إلى دمشق بعد اغتيال شقيقه عزة الحندي فدرس بدار المعلمين. ترك عدة مؤلفات أهمها أعلام الأدب والفن في جزئين، وتاريخ الثورات، وشهداء الحرب العالمية الكبرى.
أبو الخير بن محمد الجندي (1876-1939): شاعر ومؤلف وسياسي ونائب. ولد ونشأ وتعلم في حمص وعلى أعلامها، وانتسب للسلك الإداري إلى أن نفي مع أعضاء من أسرته لنشاطه المعارض للتريك. عاد إلى بلاد الشام بعد الحرب العالمية الأولى وعين متصرفاً لحوران (1920) حتى أقيل من منصبه بعد أن رماه الفرنسيون المنتدبون بالمسؤولية في قضية اغتيال علاء الدين بك الدروبي رئيس الحكومة. انتخب نائباً عن حمص في المجلس التأسيسي عام 1928م. عين متصرفاً لدير الزور والجزيرة (1929-1931). من مؤلفاته "تاريخ العترة النبوية"، و"تاريخ العباسيين"، ومصنفات بالتركية والفارسية، وله نظم وموشحات .
العلامة المفتي محمد تقي الدين بن محمد سليم الجندي: من العلماء. تولى إفتاء معرة النعمان.
محمد سليم بن محمد تقي الدين بن محمد سليم الجندي (1298-1375=1880-1955م): علامة بلاد الشام في اللغة العربية وآدابها. ولد في معرة النعمان، وفيها قرأ القرآن الكريم ودروس النحو والتجويد والأدب على علماء أسرته الكرام وكبار علماء بلدته. انتقل إلى دمشق مع والده عام 1319 (1901م) وتلقى العلم عن أعلم علمائها أمثال المحدث الأكبر بدر الدين الحسني، ومحمد شكري الأسطواني، ومفتي دمشق عطا الكسم. عين في ديوان الحاكم العسكري، ففي وزارة الداخلية كمميز، ثم ترأس القسم العربي في ديوان حاكم دمشق. تقلب في وظائف التدريس بادئاً بمدرسة التجهيز الأولى (1940م)، ثم عين أستاذاً للعربية في كلية الآداب، فناظراً للكلية الشرعية الثانوية بدمشق، فمديراً لها، كما انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق. نال وسام الإستحقاق (1941م) لخدماته في مجال اللغة العربية وتعليمها مدة عقود ثلاثة من حياته. له قصائد شعرية، ومؤلفات في اللغة منها "المنهل الصافي في العروض والقوافي"، "موفد المعلم ومرشد المتعلم"، "عدة الأديب"، "عمدة الأديب"، "الجامع في أخبار أبي العلاء وأخباره ودراسة شعره"، "تاريخ المعرة"، ورسائل ومصنفات أخرى. لما توفي نقلت الإذاعة السورية نعيه ورثاه الشعراء أمثال أحمد مظهر العظمة وأنور العطار، وأقامت له الجامعة السورية حفل تأبين دعي إليه الوزراء والعلماء والأعلام. ودفن في الدحداح.
السيد الوطني الكبير شكري بن محمد حافظ الجندي: من أعيان الحماصنة وكبار السياسيين والوطنيين السوريين. كان من المؤسسين لجمعية الإخاء العربي في الأستانة عام 1908م. رجع إلى بلاده فاشتغل بالمحاماة وانتخب نقيباً للمحامين، و قد كانت نقابة المحاماة أول نقابات سورية ظهوراً. شارك في النضال الوطني ضد تتريك الدولة فقبض عليه مع رهط من رجالات حمص ونفي إلى الأناضول بتهمة الانتماء للجمعية الإصلاحية المحظورة، ثم أجبر على الانخراط بالجندية في الأستانة كضابط احتياط، ولكنه استطاع الفرار والعودة إلى حمص. عين عضواً في حكومة حمص العربية المؤقتة التي أقامها وترأسها عمر بك الأتاسي في تشرين الثاني من عام 1918 بعد طرد الأتراك من المدينة، ثم ولي رئاسة محكمة البداية كحاكم منفرد عام 1919م. هجر وظيفته الرفيعة في القضاء وانضم إلى صفوف الثائرين الدنادشة في تلكلخ عام 1920م ضد الفرنسيين. اعتقل من قبل الفرنسيين ونفي إلى بيت الدين (1923م)، ثم أفرج عنه، فتولى رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية في حمص التي اتخذت من تربية الأيتام شعاراً و من دعم الثورة السورية نشاطاً سرياً. لما نفي أقطاب رجال الوطنية في البلاد السورية أمثال هاشم بك الأتاسي ومظهر أفندي الأتاسي ووصفي بك الأتاسي ومظهر بك رسلان وسعدالله الجابري وفارس الخوري إلى أرواد عام 1925م كان من عدادهم. انتمى إلى الكتلة الوطنية وانتخب نائباً عن حمص في المجلس التأسيسي النيابي عام 1928م الذي ترأسه هاشم بك الأتاسي، وكان أحد مقرري الدستور الجمهوري السوري (ثاني الدساتير السورية الحديثة). رمي في وطنيته على غير صحة واتهم بالتساهل مع شروط المحتل، فاعتزل السياسة، إلا أنه حصل على وثيقة موقعة من قبل زعماء الكتلة الوطنية كهاشم الأتاسي وفوزي الغزي وابراهيم هنانو تنفي التهمة وتؤكد إخلاص الجندي لوطنيته.
هذا وقد سبق أن نشرنا بعض وثائق نسب آل الجندي في حمص في معرض الوثائق بمنتدى المنهاج
منقول من موقع أسرة آل بَاوَزير العباسية الهاشمية
http://www.bawazir.com/al-abbas-in-alminhaj-forum.htm#al-jundi
(منقول من كتاب اتحاف ذوي البديهة والفطن النبيهة بما في الشرق العربي من أسر وجيهة لهذا الداعي الفقير):
من أشراف حمص ومعرة النعمان العباسيين وأعيان البلاد الشامية. ينتسبون إلى محمد آغا الجندي (المدفون قرب إدلب) سليل الخلفاء العباسيين، والذي لقب بذلك لانخراطه في سلك الجندية. خرج منهم علماء وأدباء وشعراء وزعماء كثيرون، وتولى العديد منهم حكم حمص وحماة والقلاع القريبة، وتبادلوا الحكم مع أغوات حسية، آل سويدان، وأغوات تلكلخ، آل الدندشي. توارثوا لقب "الآغا" العثماني كما نجد في العدد الكبير من الوثائق العثمانية التي عليها أسماؤهم، وحصل علماؤهم على لقب "الأفندية" كما هي العادة، كما لحق لقب "السيد" و"السيد الشريف" بأسمائهم لانتمائهم لزمرة الأشراف ولقِّب أجدادهم "بالأمراء" لكونهم من سلالة خلفاء بني العباس رحمهم الله.
نسب الأسرة:
هم ينحدرون من الشريف محمد آغا بن أحمد بن ابراهيم بن ياسين بن عبدالكريم بن ابراهيم بن أحمد شهاب الدين بن عبدالله بن يوسف بن الأمير عبدالعزيز بن الأمير منصور أبي جعفر الخليفة المستنصر بالله بن محمد أبي النصر الخليفة الظاهر بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس الخليفة الناصر لدين الله بن الأمير حسين أبي محمد الخليفة المستضيء بالله بن الأمير يوسف أبي المظفر الخليفة المستنجد بالله بن الأمير محمد أبي عبدالله الخليفة المقتضي بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس الخليفة المستظهر بالله بن الأمير عبدالله الخليفة المقتدر بالله بن الأمير محمد الذخيرة الخليفة بن الأمير عبدالله الخليفة القائم بأمر الله بن الأمير أحمد أبي العباس المعتضد بالله بن الأمير طلحة أبي أحمد الخليفة الموفق الناصر لدين الله بن الأمير جعفر أبي الفضل الخليفة المتوكل على الله بن الأمير محمد أبي اسحاق المعتصم بالله بن الأمير هارون الرشيد الخليفة الراشد بالله بن الأمير محمد أبي عبدالله المهدي الخليفة بن الأمير أبي جعفر الخليفة المنصور بن محمد الكامل بن السيد الشريف علي السجاد بن السيد الشريف عبدالله البحر أبي العباس حبر الأمة وترجمان القرآن بن العباس عم أشرف خلق الله، بن عبدالمطلب.
بطون الأسرة:
للأسرة فرعان رئيسيان أحدهما في معرة النعمان، وهؤلاء هم آل عبدالوهاب بن إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد الجندي الجد الجامع للأسرة، والفرع الثاني في مدينة حمص وهم سلالة أخي حسن بن محمد الجندي، حمود بن محمد الجندي، ونرجح أن أول من سكن حمص منهم هو عبدالرزاق بن محمد بن حمود (أحمد) بن محمد الجندي وأخوه خالد بن محمد بن حمود بن محمد الجندي. وقد خرج أعلام وعلماء عدة من البطنين، كما أن لهم بطون أخرى في دمشق وغيرها.
مشاهير الأسرة::
الشريف عبدالرزاق آغا بن محمد آغا بن حمود آغا بن محمد آغا الجندي (1150-1189=1737-1775م): زعيم حمصي وشاعر أديب. لعله أول من نزل حمص من آل الجندي، وهو قصيري الأصل معراوي النشأة. درس على عمر العنز الإدلبي وآخرين من أدباء حمص. أديب وشاعر له مساجلات شعرية مع الشيخ عثمان البصير وسعيد السويدي العباسي وتشطير لقصائد شعرية ذكرها المرادي في سلك الدرر بإطناب. تولى حكم قلعة تلبيسة التي بناها سليمان باشا العظم، والتي كانت تشرف على طريق الحج بما فيها من قوات عسكرية، كما كان يتولى متسلمية حمص وحماة في بعض الأحيان. سار مع عبدالرحيم العظم حاكم حمص في عام 1189=1775م لقتال عرب الموالي فقبض الأعراب عليهما وعذبوهما ثم قتلوا عبدالرزاق الجندي، فحمل إلى حمص ودفن في تربة خالد بن الوليد. له ترجمة في تاريخ المرادي.
خالد آغا بن محمد آغا بن حمود بن محمد آغا الجندي: تولى حكم قلعة تلبيسة بعد مقتل أخيه، عبدالرزاق آغا، كما تولى حكم حمص كذلك، وهو والد الشاعر أمين الجندي الآتية ترجمته.
السيد أمين بن خالد بن محمد آغا الجندي (1180-1256=1766-1840م): النابغة، شاعر الشام في عصره على الإطلاق. ولد بحمص وأخذ عن أعلامها من السادة الأتاسية الذين كانت منهم أكثر إفادته كما أخبر الحصني، ودرس على محمد الطيبي ويوسف الشمسي، ثم نزل دمشق وأخذ العلم عن أحمد العطار ومحمد الغزي وعبدالرحمن الكزبري وعمر اليافي. أتقن صناعة الشعر واشتهر به، وله نوادر شعرية تذكر. عاد إلى حمص عام 1194 (1780م) ثم ذهب إلى حماة لما اشتهر أمره وطلبه الأشراف آل الكيلاني لينالهم شيء من مديحه وشعره المشهور. وشي به إلى الحاكم أنه هجاه، فالتجأ الجندي إلى حماة ولكن حاكم حمص قبض عليه وسجنه (1246=1830م)، حتى أغار السيد سليم آغا الباكير الأتاسي برجاله من الدنادشة على حمص واستخرج الشاعر الجندي من الحبس. تقرب من ابراهيم باشا المصري لما فتح هذا الشام (1832م) لكونه ممن دعا إلى نبذ حكم الأتراك. رافق ابراهيم باشا إلى مصر وقدمه ابراهيم باشا إلى والده محمد علي وعلماء مصر فأعجب به الجميع. اصطحبه ابراهيم باشا إلى لبنان وحلوا في ضيافة الأمير بشير الشهابي، ثم رجع الجندي إلى وطنه حمص. كان له دور في إبعاد اليهود عن مناصب الدولة ومراكز الحسبة وإدارة أمور الحج وحفظ الدفاتر إذ أرسل إلى السلطان العثماني بقصيدة تعالج هذا الموضوع فحقق في ذلك السلطان وأمر بالدفاتر أن تعرّب بعد أن كانت تكتب بالعبرية. أصيب بالفالج عام 1834م فنظم قصيدته التوسلية المشهورة، ولكن المرض أتى على حياته (1840م)، فدفن بجوار مقام خالد بن الوليد. له أشعار وتشطيرات وتخميسات كثيرة، و قد راجت واشتهرت موشحاته التي أفادت منها مدينة حلب بالذات، ولعل أشهرها تلك التي تبدأ بالبيت "هيمتني، تيمتني، عن سواها أشغلتني" وترك ديوان شعر. تراجمه كثيرة في كتب التاريخ منها في كتاب البيطار حلية البشر وغيره.
حسين آغا بن عثمان بن عبدالرزاق بن محمد آغا الجندي: عين حاكماً لحمص عام 1245 (1829م)، وجرت بينه وبين السيد سليم آغا الباكير الأتاسي وأبناء عمه والدنادشة آغوات تلكلخ خصومة أفضت إلى مقتله حرقاً، وتولى بعده حكم حمص السيد سليم آغا الباكير الأتاسي مدة أشهر إلى أن فر هاربا من الدولة العثمانية لاجئا بأخواله من آل الدندشي حكام عكار.
العلامة المفتي محمد بن عبدالوهاب بن اسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد الجندي (1211-1264=1796-1848م): عالم المعرة ومدرسها ومفتيها. ولد في المعرة ودرس على علمائها وعلماء المدن المحيطة بها كالشيخ محمود المرعشي، والشريف محمد الكيلاني الأزهري، وعرابي الحموي المعروف بابن سائح، وسواهم. تولى افتاء المعرة ثم هاجر إلى حمص عام 1240 (1824م) بعد أن وشى به الواشون ولبث بها مدة سنوات ثمان ثم عاد إلى منصبه في الفتوى المعرية، ثم استدعي إلى دمشق عام 1261 (1845م) من قبل واليها للأسباب ذاتها حتى أعيد إلى منصبه في الفتوى المعرية عام 1263 (1847م)، وظل مفتياً حتى وفاته. من مصنفاته "المولد النبوي"، "الموعظة الحسنة"، "البديعية"، وتعاليق في الفقه والعربية.
عبدالرحمن آغا بن حسين بن عثمان الجندي (1236-1305=1820-1889م): ولد في حمص. عين حاكماً لحصن الأكراد عام 1261 للهجرة (1844)، قبقي في منصبه عامين، ثم انتخب عضواً في مجلس إدارة مدينة حمص، فرئيساً له مدة طويلة. كان كريما شهما حكيما رئيسا لأعيان حمص، محباً للعلم، إذ جمع مكتبة ضخمة آلت لابنه من بعده، مفتي حمص، العلامة السريف محمد أفندي حافظ الجندي. استطاع أن يجنب حمص ما وقع في غيرها من بلاد الشام من سفك للدماء بسبب حادثة الستين المعروفة بين النصارى والدروز، إذ حال دون نشر أخبار الحادثة وجمع أعيان حمص وطلب منهم حماية مسيحيي المدينة. دفن في مدافن أسرته بالقرب من تربة خالد بن الوليد.
العلامة الكبير السيد الشريف المفتي أمين بن محمد بن عبدالوهاب الجندي العباسي(1229-1295=1813-1879): شيخ الإسلام ومفتي الأنام، مجدد مجد الأسرة وأحد أشهر مشاهيرها. مفتي دمشق وشاعرها وعالمها وصدر أعيانها. ولد بمعرة النعمان ودرس على والده العلوم النقلية والعقلية واللغة التركية، ثم ورد حلب وتتلمذ على الشيخ محمود المرعشي والشيخ عبدالرحمن المدرس. انتقل إلى حمص مع والده اضطراراً من اضطهاد الحكام (1240-1248=1824-1832م) واجتمع بابن عم جده الشاعر أمين بن خالد الجندي سليل البطن الجندي الحمصي، ثم عاد فولي قضاء المعرة. قضي عليه بالهجرة إلى دمشق مع والده (1261-1263=1845-1847م)، ثم عاد إلى قضاء المعرة وأعيدت الفتوى إلى والده فيها. تولى إفتاء المعرة بعد وفاة والده (1264=1848م). استقدمه مشير الجيش الخامس السلطاني، محمد أمين باشا، للكتابة العربية. عين مفتياً عاماً للشام (1278-1284=1862-1868م). انتخب عضواً في مجلس الشورى بالدولة العثمانية، فعضواً في جمعية المجلة الشرعية، ونال رتبة الحرمين الشريفين والوسام المجيدي الثالث. عين قاضياً في جبل عسير فرئيساً لمجلس تشكيل ولاية اليمن وقوميسيون إصلاحها (1287=1871م). ترأس بعد ذلك ديوان التمييز في دمشق حتى فاضت روحه. من مصنفاته كتاب في فضل الشام بالتركية، كتاب في الفتاوى، ومنظومات في قصة المولد النبوي ونسبه العباسي. كان شاعراً متفوقاً قال في المديح والغزل. دفن في الدحداح ورثاه الشعراء أمثال الشيخ العلامة طاهر الجزائري وغيرهم، وله تراجم كثيرة منها في حلية البشر وزكتب أخرى لا تعد، رحمه الله.
العلامة المفتي القاضي الشريف محمد حافظ أفندي بن عبدالرحمن بن حسين الجندي العباسي: من أعيان حمص وعلمائها الكبار. تولى الفتوى الحمصية مدة عامين بعد وفاة علامة حمص ومفتيها جدنا السيد أبي الفتح محمد الثاني الأتاسي (1300-1302=1884-1886م). عين قاضياً في محكمة بداءة حمص عام 1889م، وتكرر تعيينه عام 1898م. مدحه الشريف الحصني نقيب أشراف حمص في منتخبات التواريخ وذكر أنه كان من أجلة علماء حمص، وقد كان أول من تولى افتاء حمص من خارج الأسرة الأتاسية والأسرة السباعية، ورسم بالافتاء بعده للعلامة الكبير السيد محمد خالد أفندي بن أبي الفتح محمد الأتاسي رحمهم الله.
محي الدين بن محمد حافظ بن عبدالرحمن الجندي (1297-1375=1880-1956م): أديب وشاعر حمصي. درس على علماء بلدته كوالده، مفتي حمص، والشيخ أحمد صافي، وغيرهما. درس في مدارس حمص، ثم عين مدرساً للعربية في مدرسة الاتحاد الوطني الأهلية واشتهر أمره. ترك ديواناً في الشعر.
السيد عارف بن سليمان الجندي العباسي (1860-1939): وجيه من وجهاء حمص وكريم من كرمائها، كان ذا وقار كبير ونجدة وشهامة حتى أنه كان يقصده الفقراء والمعتازون أيام الحرب العالمية وقت المجاعة التي حلت ببلاد الشام فيكرمهم ويطعمهم ويردهم مسرورين، وكان مجلسه مجتمع كبار أعيان حمص وثوارها في زمن الانتداب الفرنسي، ولما قتل بعض الحماصنة محافظ حمص فوزي المالكي الذي كان موسوما بالخيانة والتحيز للمحتلين أراد الفرنسيون تشييع جثمان محافظهم مجبرين وجوه حمص على ذلك، فتوارى هذا السيد عن الأنظار في قرية الزعفرانة حتى لا يخرج في تشييع جنازة المحافظ، فما كان من الفرنسيين إلا أن أرسلوا سيارة عسكرية خاصة لجلبه إلى حمص وإجباره على المشاركة لأنه من كبار وجوه حمص المشار إليهم بالبنان، رحمه الله. له ترجمة في تاريخ الجندي قريبه.
يتبع
تم تحريره من قبل باسل أحمد حبيب الأتاسي في 09-06-2003 عند07:12 AM
تابع أنساب وتراجم آل الجندي العباسيين
عزت بن محمد بن سليمان الجندي (1882-1915م): ولد في حمص وتلقى علومه بحمص ودمشق ودرس الطب بالأستانة، فطرد منها لمناصرته القضايا العربية فتابع دراسته في المعهد الطبي بدمشق. انضم إلى صفوف المناضلين من أجل استقلال البلاد العربية، وانتمى إلى حزب اللامركزية العربي المتأسس عام 1912م كعضو عامل، ثم ترأس لجنته التنفيذية السرية. أقام في مصر فترة معتبرة يتعاطى الطب والسياسة والنضال الوطني، وناصر في الثورة السنوسية على الإيطاليين. شكل نشاطه خطراً على السيادة التركية فنصب له جمال باشا شركاً في فندق دماسكس بالاس (قصر دمشق) واغتيل فيه، ولم يعرف مكان دفنه، فكان بذلك أول عربي دفع حياته ثمناً للقضية العربية.
أدهم بن محمد بن سليمان الجندي (و1902): مؤلف شهير. درس في حمص وانتقل إلى دمشق بعد اغتيال شقيقه عزة الحندي فدرس بدار المعلمين. ترك عدة مؤلفات أهمها أعلام الأدب والفن في جزئين، وتاريخ الثورات، وشهداء الحرب العالمية الكبرى.
أبو الخير بن محمد الجندي (1876-1939): شاعر ومؤلف وسياسي ونائب. ولد ونشأ وتعلم في حمص وعلى أعلامها، وانتسب للسلك الإداري إلى أن نفي مع أعضاء من أسرته لنشاطه المعارض للتريك. عاد إلى بلاد الشام بعد الحرب العالمية الأولى وعين متصرفاً لحوران (1920) حتى أقيل من منصبه بعد أن رماه الفرنسيون المنتدبون بالمسؤولية في قضية اغتيال علاء الدين بك الدروبي رئيس الحكومة. انتخب نائباً عن حمص في المجلس التأسيسي عام 1928م. عين متصرفاً لدير الزور والجزيرة (1929-1931). من مؤلفاته "تاريخ العترة النبوية"، و"تاريخ العباسيين"، ومصنفات بالتركية والفارسية، وله نظم وموشحات .
العلامة المفتي محمد تقي الدين بن محمد سليم الجندي: من العلماء. تولى إفتاء معرة النعمان.
محمد سليم بن محمد تقي الدين بن محمد سليم الجندي (1298-1375=1880-1955م): علامة بلاد الشام في اللغة العربية وآدابها. ولد في معرة النعمان، وفيها قرأ القرآن الكريم ودروس النحو والتجويد والأدب على علماء أسرته الكرام وكبار علماء بلدته. انتقل إلى دمشق مع والده عام 1319 (1901م) وتلقى العلم عن أعلم علمائها أمثال المحدث الأكبر بدر الدين الحسني، ومحمد شكري الأسطواني، ومفتي دمشق عطا الكسم. عين في ديوان الحاكم العسكري، ففي وزارة الداخلية كمميز، ثم ترأس القسم العربي في ديوان حاكم دمشق. تقلب في وظائف التدريس بادئاً بمدرسة التجهيز الأولى (1940م)، ثم عين أستاذاً للعربية في كلية الآداب، فناظراً للكلية الشرعية الثانوية بدمشق، فمديراً لها، كما انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق. نال وسام الإستحقاق (1941م) لخدماته في مجال اللغة العربية وتعليمها مدة عقود ثلاثة من حياته. له قصائد شعرية، ومؤلفات في اللغة منها "المنهل الصافي في العروض والقوافي"، "موفد المعلم ومرشد المتعلم"، "عدة الأديب"، "عمدة الأديب"، "الجامع في أخبار أبي العلاء وأخباره ودراسة شعره"، "تاريخ المعرة"، ورسائل ومصنفات أخرى. لما توفي نقلت الإذاعة السورية نعيه ورثاه الشعراء أمثال أحمد مظهر العظمة وأنور العطار، وأقامت له الجامعة السورية حفل تأبين دعي إليه الوزراء والعلماء والأعلام. ودفن في الدحداح.
السيد الوطني الكبير شكري بن محمد حافظ الجندي: من أعيان الحماصنة وكبار السياسيين والوطنيين السوريين. كان من المؤسسين لجمعية الإخاء العربي في الأستانة عام 1908م. رجع إلى بلاده فاشتغل بالمحاماة وانتخب نقيباً للمحامين، و قد كانت نقابة المحاماة أول نقابات سورية ظهوراً. شارك في النضال الوطني ضد تتريك الدولة فقبض عليه مع رهط من رجالات حمص ونفي إلى الأناضول بتهمة الانتماء للجمعية الإصلاحية المحظورة، ثم أجبر على الانخراط بالجندية في الأستانة كضابط احتياط، ولكنه استطاع الفرار والعودة إلى حمص. عين عضواً في حكومة حمص العربية المؤقتة التي أقامها وترأسها عمر بك الأتاسي في تشرين الثاني من عام 1918 بعد طرد الأتراك من المدينة، ثم ولي رئاسة محكمة البداية كحاكم منفرد عام 1919م. هجر وظيفته الرفيعة في القضاء وانضم إلى صفوف الثائرين الدنادشة في تلكلخ عام 1920م ضد الفرنسيين. اعتقل من قبل الفرنسيين ونفي إلى بيت الدين (1923م)، ثم أفرج عنه، فتولى رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية في حمص التي اتخذت من تربية الأيتام شعاراً و من دعم الثورة السورية نشاطاً سرياً. لما نفي أقطاب رجال الوطنية في البلاد السورية أمثال هاشم بك الأتاسي ومظهر أفندي الأتاسي ووصفي بك الأتاسي ومظهر بك رسلان وسعدالله الجابري وفارس الخوري إلى أرواد عام 1925م كان من عدادهم. انتمى إلى الكتلة الوطنية وانتخب نائباً عن حمص في المجلس التأسيسي النيابي عام 1928م الذي ترأسه هاشم بك الأتاسي، وكان أحد مقرري الدستور الجمهوري السوري (ثاني الدساتير السورية الحديثة). رمي في وطنيته على غير صحة واتهم بالتساهل مع شروط المحتل، فاعتزل السياسة، إلا أنه حصل على وثيقة موقعة من قبل زعماء الكتلة الوطنية كهاشم الأتاسي وفوزي الغزي وابراهيم هنانو تنفي التهمة وتؤكد إخلاص الجندي لوطنيته.
هذا وقد سبق أن نشرنا بعض وثائق نسب آل الجندي في حمص في معرض الوثائق بمنتدى المنهاج
منقول من موقع أسرة آل بَاوَزير العباسية الهاشمية
http://www.bawazir.com/al-abbas-in-alminhaj-forum.htm#al-jundi