"نضال خرفان" يتمنى قراءة التاريخ باللغة المسمارية

الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009

بانياس "بلوزة"




حنين إلى الماضي البعيد ورغبة بالغوص في غياهب حياة الإنسان القديم أفكار حملها السيد"نضال خرفان" من أهالي قرية "بلوزة" التي تبعد"7" كيلو متر عن مدينة "بانياس" لتثمر فكراً خلاقاً أنتج منه عملاً فريداً.





بحث في التاريخ وقراءات كثيرة أغنت فكره وشكلت لديه فكرة لانجاز عمل يجسد الماضي هذا ماأخبرنا عنه خلال لقائنا به في منزله بتاريخ "5/10/2009" :«تجاوزت جميع النصوص التي وصلت من التاريخ المكتوب وعدت إلى التاريخ المدون إلى أقدم النصوص التي وصلت لمعرفة أصول النص واشتقاقه من دافع إيماني بأنه لاشيء يأتي من فراغ ولا فكرة تنشأ من العدم وإنما هي تطوير لفكرة سبقتها أو إعادة صياغتها بأسلوب جديد ».

ويتابع:«نتيجة هذه القراءات اتضحت لدي الصورة واختمرت الفكرة حتى أصبحت قادراً على معالجة أي نص ومعرفة نقاط التشويه فيه والتزوير إما لإخفاء الحقيقة أو نتيجة لضعف الترجمة ،الأمر الذي أعتبره جزء من الغليان الداخلي الذي أعاني منه واندفع بركانه إلى السطح وتمكنت من ترجمته بتلك الطريقة التي توحي بالعودة إلى زمن البدء زمن الحقيقة الساطعة التي لم تتمكن جميع غزوات البرابرة غزاة الفكر والأرض من محوها أو طمس معالمها».

و من هنا جاءت فكرة بناء المغارة التي

مدخل المغارة

حاول الاستفادة منها لتأمين فرصة عمل له و يوضح ذلك :«حاولت من خلال بناء المغارة العودة إلى الماضي بأحاسيسه الصادقة والفريدة وكان لي ما أتمنى وكانت لحظة نشوءها لحظة مخاض لدي استطعت تجاوزها بسلام ،واستفدت من هذا الانجاز بتحويله إلى مطعم أسميته "ريحة الطيون" ».

بحث عن المعرفة بأنواعها دفعه إليها إحساسه الدائم بالتوتر والترقب والبحث عن المجهول وهنا يقول:«بدأت البحث المعرفي الخاص عام "1987" وكان في العلوم الدينية المكتبية من بيئتي المحلية ورغم توسعي في ذلك البحث لم يعطني إجابات شافية لإرضاء تساؤلاتي واستفساراتي وتوسع بحثي في نفس المجال بدراسة الفلسفة وبالتحديد الفلسفة اليونانية مدرسة الثالوث "أرسطو" و"أفلاطون" و"سقراط" فكانت ترضي غروري ووسعت مداركي وأغنت منطقي تجاه الأشياء».

ويضيف:«أنا قارئ جيد في مجال الأدب والرواية أقرأ بشغف وأتمتع بقراءة ما بين السطور لدرجة أنه مهما كبر حجم الكتاب فلابد من قراءته حتى لو تطلب الأمر القراءة لمدة ثلاثة أيام متواصلة كي لا تنقطع سلسلة أفكاري».

صورة الحياة بلا حدود بنظره

قراءات أخرى متنوعة يقول عنها:« قراءتي الأدب الروسي الذي صور حقبة القياصرة وبعدها صور نشوء التجربة الاشتراكية وزمن الحرب العالمية الثانية وكنت مغرماً به وكذلك الأدب الأوربي الذي أسس لفكر النهضة الأوربية والثورة الصناعية وتأثرت به وفي الأدب العربي الذي ساهم بتأسيس فكرة القومية العربية» .

سمات مميزة لطفولة عاشها السيد "نضال" يشرح ذلك:«طفولتي مليئة بالمشاكسات والمغامرات واللامبالاة والاستهتار وبنفس الوقت بالجدية والتفكير والتأمل بماهية الأشياء والأحداث ،حيث كنت أرى آلة تعمل فيدفعني فضولي الغريب لمعرفة كيف تعمل».

«بداخلي كره شديد للروتين وبسلوكي خرق دائم للأعراف والعادات السائدة والثورية سمة مميزة لشخصيتي والتمرد الدائم حتى أجد نفسي دائماً في الجهة المواجهة أو عكس التيار ».

تفوق بطريقة مختلفة يوضحها :«تجاوزت مراحل الدراسة حتى الثانوية بلامبالاتي المعهودة وبتفوق، ساعات دراستي الطويلة كانت في الطبيعة أو عندما يجن الليل على عكس أقراني حيث اهتمام الأهل وأجواء الدراسة المثالية والدورات الخاصة ».

حلم آخر يتمنى تحقيقه :«أحلم بتعلم فك

السيد :نضال"

الرقم المسمارية لأتمكن من قراءة تاريخنا دون أي تشويه أو تزوير مقصود من باحث أجنبي مأجور».

يشار إلى أن السيد "نضال" مواليد خريف"1969" وقوة الخريف تكمن في إعلان الموت الذي يتجلى بألوانه النارية وعاش طفولة بائسة ومشردة شأنها شأن طفولة الكثير من أبناء مجتمعات الجهل حيث الغياب الكامل للأهل في جميع النواحي الروحية و يقتصر حضورهم على الترهيب والتخويف.