من طرف زائر 7/6/2008, 00:34انتصف الليلُ وملءُ الظُلمةِ أمطارُ
وسكونٌ رطبٌ يصرخُ فيه الإعصارُ
الشارعُ مهجورٌ تُعْوِلُ فيه الريحُ
تتوجعُ أعمدةٌ وتنوحُ مصابيحُ
في منتصف الشارع في ركن مقرورِ
حرستْ ظُلمتُه شرفةَ بيتٍ مهجورِ
كأن البرقَ يمرّ ويكشفُ جسمَ صبيّه
رقدت يلسعُها سوطُ الريحِ الشتويّه
الإحدى عشرةَ ناطقةٌ في خديها
في رقة هيكلها وبراءة عينيها
رقدتْ فوق رخام الأرصفةِ الثلجيه
تُعولُ حول كراها ريحٌ تشرينيه
ضمتْ كفيها في جزع , في إعياءِ
وتوسدتِ الأرضَ الرطبةَ دون غطاءِ
ظمأى , ظمأى للنوم ولكن لا نوما
ماذا تنسى ؟ البردَ ؟ الجوعَ ؟ أم الحمّى ؟
نار الحمى تُلهمها صورا وحشيه
أشباح تركضُ , صيحاتٌ شيطانيه
عبثا تخفي عينيها وسُدى لا تنظرُ
الظلمةُ لا تدري , والحمى لا تشعرُ
وتظل الطفلةُ راعشةً حتى الفجرِ
حتى يخبو الإعصارُ ولا أحد يدري
أيامُ طفولتها مرتْ في الأحزانِ
ولمن تشكو ؟ لا أحد يُنصتُ أو يُعنى
البشريةُ لفظٌ لا يسكنه معنى
والناس قناعٌ مصطنعُ اللونِ كذوبُ
خلف وداعته اختبأ الحقدُ المشبوبُ
ونيامٌ في الشارعِ يبقون بلا مأوى
لا حمى تشفعُ عند الناسِ ولا شكوى
هذا ظلمُ المتوحش باسم المدنيه
باسم الإحساس , فواخجلَ الإنسانيه
نازك الملائكة
وسكونٌ رطبٌ يصرخُ فيه الإعصارُ
الشارعُ مهجورٌ تُعْوِلُ فيه الريحُ
تتوجعُ أعمدةٌ وتنوحُ مصابيحُ
في منتصف الشارع في ركن مقرورِ
حرستْ ظُلمتُه شرفةَ بيتٍ مهجورِ
كأن البرقَ يمرّ ويكشفُ جسمَ صبيّه
رقدت يلسعُها سوطُ الريحِ الشتويّه
الإحدى عشرةَ ناطقةٌ في خديها
في رقة هيكلها وبراءة عينيها
رقدتْ فوق رخام الأرصفةِ الثلجيه
تُعولُ حول كراها ريحٌ تشرينيه
ضمتْ كفيها في جزع , في إعياءِ
وتوسدتِ الأرضَ الرطبةَ دون غطاءِ
ظمأى , ظمأى للنوم ولكن لا نوما
ماذا تنسى ؟ البردَ ؟ الجوعَ ؟ أم الحمّى ؟
نار الحمى تُلهمها صورا وحشيه
أشباح تركضُ , صيحاتٌ شيطانيه
عبثا تخفي عينيها وسُدى لا تنظرُ
الظلمةُ لا تدري , والحمى لا تشعرُ
وتظل الطفلةُ راعشةً حتى الفجرِ
حتى يخبو الإعصارُ ولا أحد يدري
أيامُ طفولتها مرتْ في الأحزانِ
ولمن تشكو ؟ لا أحد يُنصتُ أو يُعنى
البشريةُ لفظٌ لا يسكنه معنى
والناس قناعٌ مصطنعُ اللونِ كذوبُ
خلف وداعته اختبأ الحقدُ المشبوبُ
ونيامٌ في الشارعِ يبقون بلا مأوى
لا حمى تشفعُ عند الناسِ ولا شكوى
هذا ظلمُ المتوحش باسم المدنيه
باسم الإحساس , فواخجلَ الإنسانيه
نازك الملائكة
