من طرف بدأت الرسم منذ الصف الابتدائي فكان يقال لي دائما أن رسمي و خطي جميل مما كان يشجعني , و عندما انتقلت إلى إعدادية الحكمة تولى أستاذ المادة الفنية ( أسعد المدرس ) الإشراف علي وكان ذلك عام 1970 فأقام لي معرضاً و سجلني في متحف ( فتحي محمد ) للفنون التشكيلية حصلت بعدها على هوية طالب فنان تشكيلي و من يومها أقيم معرضا كل عام " أصغر لوحة مائية في العالم ..لحد الآن بالرغم من مرور 52 سنة على ذلك فقد استمر كوسا على حد قوله بمتابعة نفس المسيرة ، حتى عندما انتقل إلى فرنسا ليكمل تعليمه بكل جرأة و اندفاع و بالرغم من إمكانياته المادية المحدودة أقام معرضا في باريس ضم مجموعة من اللوحات المائية و الزيتية ذات الحجم الصغير( بحجم الكف و أصغر ) كمحاولة للعودة لمدرسة المنمنمات التي اختفت في القرن السابع عشر و كان من بينها اللوحة التي حطم من خلالها الرقم القياسي و دخل موسوعة غينيس لأول مرة عام 1988 كأول عربي يرسم أصغر لوحة مائية في العالم لا تتجاوز أبعادها 1 ملم تحت المجهر. و عن قصتها و مدى ارتباط هذا الفن بعمله قال د.ناهد " إنني كرجل علمي معظم عملي تحت المجهر , و في إحدى الجلسات العملية للميكروبيولوجيا رسمت رسمة صغيرة أبعادها أقل من 1 ملم و كانت هواية فقط وليس الهدف منها دخول موسوعة غينيس و لم أكن حتى أعلم أني أول سوري أو عربي يدخلها بهذه اللوحة " و تابع بقوله " و عندما قمت بعرض هذه اللوحة المجهرية مع مجموعة من المنمنات في معرض أسميته المنياتير في المركز الثقافي السوري في باريس أكد لي العديد من الصحفيين وجوب دخولها الموسوعة لأنها لا بد أصغر لوحة في العالم , و قد عملوا على هذا الموضوع و كان ذلك , ولا تزال حتى الآن أصغر لوحة " وعن نشوء فكرة الكتابة على حبة الرز التي دخل بها للمرة الثانية الموسوعة عام 1999 قال د. كوسا " كنت أحضر لمعرض للخطوط العربية عندما بدأت بقراءة المخطوطات و الكتب القديمة , فوجدت في أحدها قصة مثيرة في يوميات أستاذ عربي ( نعوم الفخاش ) كيف كتب سورة الفاتحة على حبة رز عام 1830 لكنها مرت علي مرور الكرام " لكن سرعان ما أخذ كوسا الأمر على محمل الجد عندما قرأ أن مبعوثا من إمبراطور النمسا حضر ليشاهد الحبة و غيره ليأخذها فقال " بدأت أجرب مرحلة مرحلة حتى تمكنت من كتابة السورة ( 29 كلمة ) و هي موجودة في المسجد الكبير بحلب " الدخول الثاني للموسوعة مع الأبيات الأولى من النشيد السوري  وعن حبة الرز التي حطم بها رقما قياسيا قال " مع التقنيات الحديثة تمكنت من كتابة الأبيات الأولى من النشيد العربي السوري ( 38 كلمة ) بألوان العلم و دخلت بها موسوعة غينيس للمرة الثانية و هي موجودة في القصر الجمهوري بعدما ما أهديتها للرئيس الراحل حافظ الأسد "و عن تقنية الكتابة على الرز " أستخدم قلم الرسم الهندسي 0.1ملم و الحبر الصيني الملون , حبة رز صغيرة مدورة مساحتها الإجمالية تتسع لكتابة كلمات أكثر من الحبة الطويلة , و يجب أن يتم ذلك في جو من الهدوء لما يتطلبه من تركيز عصبي و تحضير النفسي , لا بد أن تكون الكتابة بسرعة كبيرة بحيث بالكاد تلامس الحبة التي أقلبها برفق بعد كتابة كل سطر " و ذكر د. ناهد أنه لا يكتب إلا بحضور شهود حيث يتم تصوير العملية , بعد أن يخرج من معه من الغرفة لعدم تمكنه من العمل في الضوضاء , ولفت الانتباه إلى أن عملية تحضير الأدوات قد تستغرق أكثر من نصف ساعة " و يخبئ لكل سنة شيء مميز وبحلول العام 2000 كان قد أنجز د. كوسا أحد الأناجيل التي كتبت على الأرض السورية , باللغتين العربية و الآرامية , وذلك بطريقة المخطوطات الإسلامية القديمة المزخرفة , مذهب الأطراف و له شرابه ذهبية , قام بتقديمه كهدية للبابا عند زيارته لسوريا عام 2001 في دمشق ضمن احتفال أقيم في ملعب العباسيين . و قد حطم هذا الإنجيل الرقم القياسي كأصغر إنجيل منمنم في العالم و هو الآن في متحف روما في الفاتيكان . وردا على التساؤل عما تعنيه موسوعة غينيس له قال كوسا " حطمت الرقم القياسي و مع ذلك لا تعنيني الموسوعة بقدر ما هي توثيق للأجيال القادمة فإذا جاءني من يقول لي أستطيع كتابة ألف كلمة أقول له ممتاز و أشجعه ,فأنا لا أسعى لمنافسة أحد بل مستعد للمساعدة , وما يعنيني في النهاية اسم بلدي .. أن يقال سوري حقق ذلك هو هدفي في كل أعمالي ." و رأى كوسا أنه من غير المعقول أن لا يكون من بين السبعة مليارات الموجودة على الأرض من يستطيع الكتابة مثله و أن الأمر برمته يتعلق بالإرادة و الاجتهاد الذي يشكل 99% من العمل " كل شخص فينا فنان و يمتلك موهبة يجب عليه أن يبحث في داخله عنها و يفكر ماذا يمكن أن يصنع و يقرر فيستطيع ذلك , فلماذا لا نبذل أقصى جهدنا لنصل للأفضل و المهم التجربة و المبادرة الغرب ليس بأفضل منا نحن نعمل بغوغائية و فوضى و هم يعملون بدقة و تنظيم ووقتهم ثمين جدا " و الكتابة القادمة ستكون على شعرة و عن جديده قال كوسا لسيريانيوز " ذكرت في برنامج لبناني في كندا كتابة الأحرف الأبجدية على شعرة بيضاء حقيقية وسيكون ذلك قريبا , و هي منتقاة و موجودة , و التقنيات موجودة لكنني بحاجة للدعم المادي لاستئجار المجهر اللازم للكتابة . و في السؤال عن سبب الزيارة لسورية أكد كوسا أن الزيارة عائلية و كذلك لاستثمار الوقت بما أن سورية أعادت الحركة الكشفية منذ سنتين لذلك كان لابد من دخولها المفوضية الدولية في الوقت الذي لم تعط فيه هذه الأخيرة رأيها بسورية لحد الآن " و عن نشاطه الكشفي في كندا قال" أشرف على 19 فريق كشاف , أسست للكشاف العربي و كشاف بلا حدود و من مؤسسي النادي السوري الكندي في مونتريال و البرنامج الإذاعي ليالي يا مال الشام الذي يجمعنا في أسرة واحدة تضم مجموعة من المثقفين و المثقفات الذين يتكلمون عدة لغات يعبرون بشكل جيد على كافة المستويات ليعطون أفضل صورة عن سورية " . و في المحور العلمي يعمل د. ناهد كوسا على موسوعة خير الدين الأسدي في الأدب المقارن وقد خصص حلقة من كل أسبوع في ليالي يامال الشام للحديث عن أصل كلمة من الكلمات الشعبية المتداولة إضافة إلى نشر أعماله على الانترنت " الأستاذ خير الدين الأسدي ..هذا الرجل العظيم حظيت بشرف أن أكون تلميذه في الأول و الثاني الإعدادي في مدرسة الحكمة .. وهو أول علامة في العالم العربي في كتابة أكبر موسوعة للأدب المقارن , و نحن أبناء بلده لا نعرفه ؟؟ " و قد عبر كوسا عن حزنه العميق و خيبته بان الكثيرين وهم أغلبية لا يعرفون بيته حتى ( الكائن في حي الشيخ طه ) . وردا على السؤال عن المشروع الذي يرغب بإقامته في سورية قال " لو أن لدي الإمكانات المادية لكنت وثقت كل بناء و كل مسجد و كل حجر قديم قبل أن يفنى كل شيء و يتغير " |
موسوعة غينيس؟
aspazia- شاعرة المنتدى 2008-2009 - قصيدة عشق
عدد الرسائل : 438
العمر : 40
العمل/الترفيه : translation
المزاج : رايق
تاريخ التسجيل : 02/05/2008
