لعب الأطباء دورا هاما في حياة البشرية فبحثوا في تحليل ومعالجة أمراض عديدة منها الأمراض العقلية والعصبية والنفسية ، فأفادوا واستفادوا
كان العرب أول من عالج الأمراض العقلية بطريقة إنسانية ففي كل مستشفى كبير كان يوجد قسم خاص لهذه الأمراض وكان الحكام يهتمون بأمورهم ، ويزورونهم أحياناً .
وقد كتب أطباء العرب مجلدات عديدة عن الأمراض العقلية والعصبية . لكن لسوء الحظ لم يصلنا منها إلا القليل . فاسحاق بن عمران كتب عن المالينخوليا وكتب ابن الهيثم عن تأثير الموسيقى في النفوس الحيوانية ، وكان من اهتمام الأطباء العرب بالعلاج النفسي أنهم وجدوا ضرورة دراسة الأحوال العائلية للمريض فضلا عن الأوضاع الاجتماعية والمادية . وقد تحدث الرازي في كتابه " الحاوي " بإسهاب عن العلاج النفسي
بعض الظواهر والحالات النفسية وطرق معالجتها :
- معالجة العشق
صنف ابن سينا العشق في باب الأمراض العصبية والعقلية مع الهوس والاكتئاب والأرق والخمول حيث اعتبره نوعاً من الوساوس التي تتسلط على ذهن الإنسان . فتسبب له الأرق والقلق وتستبد به فلا يستطيع التخلص منها أو طردها عن ذهنه . فيقول في كتابه القانون ، في الفصل الخاص بالعشق : هذا مرض وسواسي شبيه بالمالينخوليا . يكون الإنسان قد جلبه إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور . والشمائل التي له ثم أعانته على ذلك شهوته ، أو لم تعن ، وعلامته غور العين ويبسها وعدم الدمع إلا عند البكاء ، وحركة متصلة للجفن ضحاكة كأنه ينظر إلى شيء لديه ، أو يسمع خبراً ساراً ، ويكون نفسه كثير الانقطاع والاسترداد ، فيكون كثير الصعداء ، ويتغير حاله إلى فرح وضحك ، أو إلى غم وبكاء ، عند سماع الغزل ولا سيما عند ذكر الهجر والنوى ، وتكون جميع أعضائه ذابلة ، ويكون نبضه مختلفاً ، بلا نظام البتة ، كنبض أصحاب الهموم ويتغير نبضه وحاله عند ذكر المعشوق خاصة عند لقائه بغتة . ينصح ابن سينا في علاج العشق بالنوم والاهتمام بتناول الأغذية المناسبة ، فيقول : وتنويمهم وتغذيتهم بالمحمودات . ثم إلهاء المريض عن موضوع عشقه أو شغله بأمور واهتمامات أخرى . وهذا ما يعرف اليوم باسم العلاج السلوكي وتغيير العادات السلوكية عن طريق تكوين عادات أخرى بديلة ونافعة لتحل محل العادات السلبية .
العلاج بالموسيقى
لم يجهل العرب فائدة الموسيقى في الشفاء من بعض الأمراض النفسية والعصبية والعقلية ، فالرازي كان في ابتداء أمره موسيقياً وضارباً ممتازاً على العود ثم ترك ذلك وأقبل على دراسة كتب الطب والكيمياء ..فنبغ فيها جميعاً . ويبدو أن ذلك لم يمنعه من استخدام الموسيقى في أغراض العلاج فقد وردت إشارات في بعض المراجع لم يشر أصحابها إلى مصدرها ، إلا أنه يغلب على الظن أن الرازي درس فائدة الموسيقى في شفاء الأمراض وتسكين الآلام ، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد تجارب كثيرة قام بها . حيث كان يتردد على صديق له يشتغل صيدلانياً في مستشفى بمدينة الري ، وكان من عادته حينما يجتمع بصديقه هذا أن يعاوده الحنين إلى الموسيقى ، فكان يعزف عنده بعض الوقت داخل المستشفى بقصد التسلية والطرب ، ولشد ما كان يدهشه عندما يرى المرضى وهم يعانون آلاما قاسية يتركون أسرتهم ويلتفون حوله ، حيث كان يشملهم السرور والبهجة عندما يسمعون هذه الألحان الشجية وينسون آلامهم المبرحة . فأدرك أثر الموسيقى في تخفيف الآلام وفي شفاء بعض الأمراض . ولكنه لم يقتنع بهذه النتيجة من المرة الأولى وأخذ يدرس بدقة تأثير الموسيقى في شفاء الأمراض ، وبعد تجارب كثيرة أخذ يعتمد عليها بوصفها أسلوباً من أساليب العلاج الطبي .
وللفارابي دور هام في العلاج بالموسيقى ، فقد وصل في علم صناعة الموسيقى وعملها إلى غاياتها وأتقنها إتقاناً لا مزيد عليه وكان يصنع ألحاناً بديعة يحرك بها الانفعالات . ويقال أن الآلة المعروفة بالقانون من وضعه . ولعله أخذها عن الفرس ووسعها وزادها إتقاناً فنسبها الناس إليه . عزف عليها مرة فأضحك الحاضرين ، وعزف ثانية فأبكاهم ثم عزف ثالثة فأنامهم .
كما أن ابن سينا ترسم خطا الفارابي في نظرياته الموسيقية حيث برع فيها نظرياً وعلمياً ، وعالجها في عدة كتب لم يبق منها إلا ثلاثة اثنتان باللغة العربية ، والثالث بالفارسية ، فكتابه " الشفاء " هو خلاصة ما جاء في موسيقى الشفاء ، ويذكر بن أبي أصيبعة أن لابن سينا أيضاً كتاب آخر في الموسيقى ، يدعى " المدخل إلى علم صناعة الموسيقى " . وأن موضوعه يختلف عما جاء في كتاب النجاة وقد عولج المجانين (؟) أيضاً عن طريق الموسيقى وعن طريق زراعة أنواع مختلفة من الأزهار تدخل البهجة إلى قلوبهم وتمتع أنظارهم بمرآها .
كان العرب أول من عالج الأمراض العقلية بطريقة إنسانية ففي كل مستشفى كبير كان يوجد قسم خاص لهذه الأمراض وكان الحكام يهتمون بأمورهم ، ويزورونهم أحياناً .
وقد كتب أطباء العرب مجلدات عديدة عن الأمراض العقلية والعصبية . لكن لسوء الحظ لم يصلنا منها إلا القليل . فاسحاق بن عمران كتب عن المالينخوليا وكتب ابن الهيثم عن تأثير الموسيقى في النفوس الحيوانية ، وكان من اهتمام الأطباء العرب بالعلاج النفسي أنهم وجدوا ضرورة دراسة الأحوال العائلية للمريض فضلا عن الأوضاع الاجتماعية والمادية . وقد تحدث الرازي في كتابه " الحاوي " بإسهاب عن العلاج النفسي
بعض الظواهر والحالات النفسية وطرق معالجتها :
- معالجة العشق
صنف ابن سينا العشق في باب الأمراض العصبية والعقلية مع الهوس والاكتئاب والأرق والخمول حيث اعتبره نوعاً من الوساوس التي تتسلط على ذهن الإنسان . فتسبب له الأرق والقلق وتستبد به فلا يستطيع التخلص منها أو طردها عن ذهنه . فيقول في كتابه القانون ، في الفصل الخاص بالعشق : هذا مرض وسواسي شبيه بالمالينخوليا . يكون الإنسان قد جلبه إلى نفسه بتسليط فكرته على استحسان بعض الصور . والشمائل التي له ثم أعانته على ذلك شهوته ، أو لم تعن ، وعلامته غور العين ويبسها وعدم الدمع إلا عند البكاء ، وحركة متصلة للجفن ضحاكة كأنه ينظر إلى شيء لديه ، أو يسمع خبراً ساراً ، ويكون نفسه كثير الانقطاع والاسترداد ، فيكون كثير الصعداء ، ويتغير حاله إلى فرح وضحك ، أو إلى غم وبكاء ، عند سماع الغزل ولا سيما عند ذكر الهجر والنوى ، وتكون جميع أعضائه ذابلة ، ويكون نبضه مختلفاً ، بلا نظام البتة ، كنبض أصحاب الهموم ويتغير نبضه وحاله عند ذكر المعشوق خاصة عند لقائه بغتة . ينصح ابن سينا في علاج العشق بالنوم والاهتمام بتناول الأغذية المناسبة ، فيقول : وتنويمهم وتغذيتهم بالمحمودات . ثم إلهاء المريض عن موضوع عشقه أو شغله بأمور واهتمامات أخرى . وهذا ما يعرف اليوم باسم العلاج السلوكي وتغيير العادات السلوكية عن طريق تكوين عادات أخرى بديلة ونافعة لتحل محل العادات السلبية .
العلاج بالموسيقى
لم يجهل العرب فائدة الموسيقى في الشفاء من بعض الأمراض النفسية والعصبية والعقلية ، فالرازي كان في ابتداء أمره موسيقياً وضارباً ممتازاً على العود ثم ترك ذلك وأقبل على دراسة كتب الطب والكيمياء ..فنبغ فيها جميعاً . ويبدو أن ذلك لم يمنعه من استخدام الموسيقى في أغراض العلاج فقد وردت إشارات في بعض المراجع لم يشر أصحابها إلى مصدرها ، إلا أنه يغلب على الظن أن الرازي درس فائدة الموسيقى في شفاء الأمراض وتسكين الآلام ، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد تجارب كثيرة قام بها . حيث كان يتردد على صديق له يشتغل صيدلانياً في مستشفى بمدينة الري ، وكان من عادته حينما يجتمع بصديقه هذا أن يعاوده الحنين إلى الموسيقى ، فكان يعزف عنده بعض الوقت داخل المستشفى بقصد التسلية والطرب ، ولشد ما كان يدهشه عندما يرى المرضى وهم يعانون آلاما قاسية يتركون أسرتهم ويلتفون حوله ، حيث كان يشملهم السرور والبهجة عندما يسمعون هذه الألحان الشجية وينسون آلامهم المبرحة . فأدرك أثر الموسيقى في تخفيف الآلام وفي شفاء بعض الأمراض . ولكنه لم يقتنع بهذه النتيجة من المرة الأولى وأخذ يدرس بدقة تأثير الموسيقى في شفاء الأمراض ، وبعد تجارب كثيرة أخذ يعتمد عليها بوصفها أسلوباً من أساليب العلاج الطبي .
وللفارابي دور هام في العلاج بالموسيقى ، فقد وصل في علم صناعة الموسيقى وعملها إلى غاياتها وأتقنها إتقاناً لا مزيد عليه وكان يصنع ألحاناً بديعة يحرك بها الانفعالات . ويقال أن الآلة المعروفة بالقانون من وضعه . ولعله أخذها عن الفرس ووسعها وزادها إتقاناً فنسبها الناس إليه . عزف عليها مرة فأضحك الحاضرين ، وعزف ثانية فأبكاهم ثم عزف ثالثة فأنامهم .
كما أن ابن سينا ترسم خطا الفارابي في نظرياته الموسيقية حيث برع فيها نظرياً وعلمياً ، وعالجها في عدة كتب لم يبق منها إلا ثلاثة اثنتان باللغة العربية ، والثالث بالفارسية ، فكتابه " الشفاء " هو خلاصة ما جاء في موسيقى الشفاء ، ويذكر بن أبي أصيبعة أن لابن سينا أيضاً كتاب آخر في الموسيقى ، يدعى " المدخل إلى علم صناعة الموسيقى " . وأن موضوعه يختلف عما جاء في كتاب النجاة وقد عولج المجانين (؟) أيضاً عن طريق الموسيقى وعن طريق زراعة أنواع مختلفة من الأزهار تدخل البهجة إلى قلوبهم وتمتع أنظارهم بمرآها .