أنقطع كُل ما بيني وبين النهار ..
حتي أنستُ الظلام وبِتُ أسير الليل وعتمتهِ ..
بل حتى أصبح شعاع الشمس النهار تخدشُ مقلتي ..
فلم يبقى لي سوى القلم والسطور !!
ألجأ إليها كلما ضاقت بي الدنيا .. وغمرني العذاب ..
أيتها الدنيا !!
دعيني أعزف على أوتار عودي " لحن الضياع "
فأنا أُغني من الألم .. أفلا تسمعيني أُغني ؟؟
أنا أبتسم .. للمرارة .. وللوعة .. والشقاء ..
أفلا ترين الأبتسامة على شفتي ؟؟
فلقد أجبرني هذا الظلام عتمته على الغناء ..
فأصبحتُ أنسج لحناً من وحي الدموع ..
إيقاعهُ نبض قلبي ..
أجدُ فيهِ .. همسات الوجد .. وعبرات الشكوى .. وإطراقة الأسى
أيتها الدنيا !!
إعتاة على وحشة الظلام روحي ..
وكأنها ترى في نسمتهِ الرقيقة سجانها ؟؟
وكأنها طير سُجنَ في قفص حديدي ..
طير يتطلع إلى الأفق ينشدُ الأمل البعيد ..
ينطلق في الفضاء بحرية ..
ثم تشدهُ خيوط من حرير هي أشدُ وطأةً عليه من سلاسل الحديد ..
فيُغرد باكياً وفي كيانهِ قلب ذبيح ..
بل يجبرُ على التغريد ..
حتى يغرد بـ لحنٍ جنائزي حزين
أيتها الدنيا !!
لقد غامت عيناي خلف سحابة من الدموع ..
فما تلك الدموع ياترى ؟؟
أهيَ دموع الأستسلام المؤلم لماضٍ .. أنطوت صفحاته ..
أم هيَ دموع رهبة الغيب لمستقبل .. لم تُفتح صفحاته بعد ..
فلقد سئمتُ هذا الظلام .. وسئمتُ هذهِ الدموع ..
سئمتُ الأمل الضائع .. واليأس الذي أحيا فيهِ ..
فلتمسحي بأناملك الشفافة على جبين المستقبل ..
ولتبعثي في قلبي الأمل .. والسعادة .. من جديد ..
تحياتي لكم....
منقول