سنوات طويلة من عمرك تنتظره، تستعد لمجيئه، ترتب أفكارك وجسدك كما تتخيل أنه يحب، تقتني كل الأشياء التي تظن أنها تسعده، تكنس الشارع أمام بيتك، تغير لون غرفة الاستقبال، تضع كل احتمالات الاستقبال المرتقب، تشتري الورود، تلاحق إعلانات البن لتحصل على أفخرها، تخصص له فنجان قهوة ولا تدع أحدا يشرب به..
هو الأول في حياتك وهو الأخير.. هو الذي يجعلك في حالة استعداد دائم. لاتمل، ولاتيأس ولاتكتئب من الانتظار.. إنه الانتظار الأكثر قربا إلى قلبك.. الانتظار الذي يمنحك الأمل، ويعطيك الثقة بنفسك، بمن حولك ، بالعالم. الانتظار الذي يولد معك ويكبر معك ويتوحد فيك.. لا يغادرك مهما طال ومهما امتد بك العمر، لا يتخلى عنك ولا تتخلى عنه، لا تشتكي منه ولا يشتكي منك.. تجدده في كل مناسبة، تنفض عنه الغبار عند كل بارقة أمل.. لا تعطيه لأحد، ولا تعيره لأحد، لأنه على مقاسك أنت، ولا يصلح لأحد سوى أنت، مفصل لك وحدك، وجاهز لك وحدك.. وسواء كنت فقيرا أم كنت غنيا، أميا أم متعلما، في أي مكان أنت، وفي أي حال كنت.. سترضى به ويرضى بك، يخفف عنك، يشد من أزرك، يواسي أحزانك، ويطبب جروحك، معه تصبر على صعوبات الحياة، وبه تبرر كل أوجاعها، من أجله تتعب، ومن أجله تنام..تغسل وجهك في الصباح.. تنظف أسنانك، تقص أظفارك، وتهذب شعرك، وتشتري عطرك.تنتظر، وتنتظر.. ليأتي هو في الموعد نفسه، في اللحظة نفسها، في المكان نفسه.. لكنه، لم يكن أبدا هو الذي فعلت كل مافعلت من أجله!! فهو أيضا كان يفعل مثلك، ينتظر مثلك.. دون أن يعرف أنك أنت الذي سيلتقي معه.. ستلتقي أنت وهو، مع أنكما بقيتما طوال حياتكما تنتظران أحدا آخر..!!!
إطلالة:
وكنت وعدتني ياقلب أني إذا ماتبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى فمالك كلما ذكرت تذوب
إطلالة:
وكنت وعدتني ياقلب أني إذا ماتبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى فمالك كلما ذكرت تذوب
المجنون: قيس بن الملوح