من طرف زائر 26/3/2010, 10:51الرب يمشي على عكاز
أعرف أن العنوان صادم للقارئ ولكن ما سنناقشه في الأسطر القليلة من هذه المقال سيوضح الصورة في ضوء التوراة
أولا دعونا نضع تعريفا بسيطا لمصطلح الربوبية عند المسلمين في ضوء القرآن الكريم
لو سألت طفلا صغيرا وبدون مقدمات :من هو الله ؟
سيكون الجواب ببساطة من فم أي طفل هو كالتالي : الله عز وجل هو الخالق القوي اللذي يحي ويميت وهو القادر على كل شيئ
في الإسلام الرب هو الكلي القدرة والمطلق القوة ومصدر العدل والمعرفة ولا يشك أحد من المسلمين بقدرة الله عز وجل في معرفة ما كان وما سيكون وما لن يكون فهو كليُ المعرفة ولا يعجزه شيئ على الإطلاق وهو غنيٌ عن العالمين
ما سنطرحه هنا هو كيف ينظر اليهود الى الله من منطلق التوراة
سأورد هنا بعض المقتطفات من سفر التكوين وهي غير متسلسلة :
1- الرب يقوم بعمل الأشياء عملاً وليس خلقاً ويصنعها بيديه ( بمعنى اليد البشرية )
· وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل.فاستراح فياليوم السابع من جميع عمله الذي عمل
· وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.ونفخ في انفه نسمةحياة.فصار آدم نفسا حيّة. 8 وغرس الرب الالهجنّة في عدن شرقا.ووضع هناك آدم الذي جبله.
· وصنع الرب الاله لآدم وامرأته اقمصة من جلد والبسهما
إذا هاهو الرب قد جبل آدم جبلاً بيديه وليس خلقا بإرادته ثم إنه تعب من العمل كما يتعب الإنسان فاستراح وهذا حقه فقد أرهقه عمل 6 أيام متواصلة ويصنع الثياب صنعاً ويلبس الإنسان كما مصمم الأزياء ؟؟؟؟؟
2- الرب يكذب
· واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت
الرب هنا يخبر آدم بألا يأكل من شجرة ( المعرفة) لأنه سيموت إن أكل منها
ولكن للسخرية فالحية تعرف أن الرب كذب على آدم وحواء وتكشف لحواء الحقيقة المرَة التي غابت عنها:
· الحية تقول لحواء عندما تغريها بالأكل من الشجرة :بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخيروالشر
وبعد إغراء الحية لحواء تأكل منها وتطعم بعلها وينكشف المستور ويلبسا ورق التين إذا فلم يحسن الرب خلقه لآدم وحواء ولكن في القرآن يكذِب الله عز وجل يهود بافترائهم وتجرئهم على الذات الإلهية بأن ( وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم )؟؟؟؟؟
· 6 فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكلوانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضامعها فأكل. 7 فانفتحت اعينهما وعلما انهماعريانان.فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مآزر
لنرى الآن ماذا حدث بعد موقعة الأكل واقرأوا هذه السطور بتمعن :
· وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار.فاختبأ آدم وامرأته منوجه الرب الاله في وسط شجر الجنة. 9 فنادى الربالاله آدم وقال له اين انت. 10 فقال سمعت صوتكفي الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت. 11 فقال مناعلمك انك عريان.هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تأكل. 12 فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرةفأكلت
آدم يحمل الرب المسؤولية عن معصية الشجرة فهو المسؤول عن خلق المرأة ؟؟؟؟؟
الأهم هو أن آدم وحواء استطاعا سماع خطوات الرب والرب لم يستطع معرفة مكان الإثنين وناداهما ويفهم من السياق أنه بحث عنهما ومن ناحية ثانية الرب لم يعرف من أخبرهما بأنهما عريانان ولم يعرف أنهما أكلا من الشجرة ولكنه اكتشف ذلك من خلال كلام أدم ؟؟؟؟؟؟
الرب يخاف من آدم وحواء أن يأكلا من شجرة الحياة فيصبحا مثله ولا يقدر عليهما :
· 22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخيروالشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد
إذا الرب يفكر في نفسه ويتوقع الأسواء كما الإنسان ولكن هذا التوقع الإلهي يبدوا أنه بدائي وساذج
ولكني للأسف لم أفهم ماذا تعني كلمة ( منا ) قد يخيل للقارئ أن الرب ليس واحد ولكنه مجموعة إذا أخذنا بالإعتبار أن التوراة كتب بالعبرية ومصطلح الجمع هنا ليس للتفخيم فالمتحدث يتحدث من منطلق الخوف وليس القوة ؟؟؟؟؟
- الرب يحزن لخلقه البشر لأنه لم يعرف طبائعهم وليس عالما بخبايا نفوسهم :
· فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتأسف في قلبه. 7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.الانسان مع بهائمودبابات وطيور السماء.لاني حزنت اني عملتهم
الرب لايعرف أين يذهب بنوه ( نعم لاتستغربوا فالرب يلد ويولد ) ومن أبنائه الشيطان :
· وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاءالشيطان ايضا في وسطهم. 7 فقال الرب للشيطان مناين جئت.فاجاب الشيطان الرب وقال من الجولان في الارض ومن التمشي فيها. 8 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبديايوب.لانه ليس مثله في الارض.رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر. 9 فاجاب الشيطان الرب وقال هل مجانا يتقي ايوبالله. 10 أليس انك سيّجت حوله وحول بيته وحولكل ما له من كل ناحية.باركت اعمال يديه فانتشرت مواشيه في الارض. 11 ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له فانه في وجهك يجدفعليك. 12 فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له فييدك.وانما اليه لا تمد يدك.ثم خرج الشيطان من امام وجه الرب
الشيطان واللذي هو من ( بني الرب ) يتحدى الرب أبوه ويخرج من حضرته دون إذن بل ويخرج مغضبا متحديا
والرب يتناقش مع الشيطان مناقشة ديمقراطية بعيدا عن العنف الأبوي ودون أن يستخدم سلطاته الإلهية والأبوية
وهذا الأب المثالي لايعرف أين يذهب ابنه المتحدي
كيف بكم لو أن الشيطان كذب ولم يقل له الحقيقة ترى كيف سيعرف أين كان الشيطان ؟؟؟؟؟
ألا ترون معي أن هناك نوع من ضعف الأب ونوع آخر من التواطؤ بين الإثنين
- الرب يعقد صفقة مع بني اسرائيل ولكنه ينسى غير أنه ترك قوس قزح كعلامة تذكره بالميثاق اللذي بينه وبين شعبه المختار :
· 23 وحدث في تلك الايام الكثيرة ان ملك مصر مات.وتنهّد بنواسرائيل من العبودية وصرخوا.فصعد صراخهم الى الله من اجل العبودية. 24 فسمع الله انينهم فتذّكر الله ميثاقه مع ابراهيم واسحقويعقوب
اليكم هذه النبذة التي أتمنى أن تستفيدوا منها لتعرفوا عدونا بماذا يؤمن وماهي معتقداته
إن كانوا لايؤمنون بنزاهة ووحدانية الرب فكيف يؤمنوا بحرمة إنسان وحق شعب وإن كان إلههم ضعيف يمشي على عكاز ( طبعا يهود يؤمنون بأن الرب سيتنازل عن عرشه لولده عزرا – عزير في القرآن – لأنه سيتقدم به العمر ويشيخ ) ولذلك ومن خلال قرائتي للتوراة والأناجيل بحكم دراستي للغة الإنكليزية وفضولي للتعرف على معتقدات البشر
رأيت بأني أقرأ عن ربٍ يمشي على عكاز
المصادر :
1- القرآن الكريم
2- التوراة
3- فهمي وتصوري الخاص لما قرأت
عدل سابقا من قبل الـعـراب في 11/8/2010, 09:14 عدل 2 مرات
