أختي الكريمة أوجه هذه الكلمات إليك أنت يا من ستكونين أماً يوماً ما ,يا من ستكونين راعية في بيتك و ستسألين عن رعيتك أمام ربك أحفظتها أم ضيعتها .قال رسول الله صلى الله عليه و سلم{{كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته :الإمام راع ومسؤول عن رعيته ,والرجل راع في أهله و مسؤول عن رعيته, والمرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها,والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته, وكلكم راع ومسؤول عن رعيته}}.
نعم أنت أيتها الأخت الفاضلة يا من برقيها يرقى المجتمع و يتقدم و يزدهر وبانهيارها ينهار .فكوني على ثقة تامة أختي الغالية أنه وراء كل جيل عظيم امرأة عظيمة ووراء كل حضارة راقية امرأة واعية تعرف كيف تربي أطفالها ,كيف تزرع في قلوبهم النقية حب الله سبحانه و تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب الدين .فيكون القرآن الكريم هو الدستور في حياتهم فلا يضيعوا ولا يزلوا .
ازرعي في قلوبهم الحب بجميع أشكاله (حب الناس,حب الخير,حب العلم .........).كوني معهم في جميع الأوقات فإن جاؤوك يشتكون استمعي لشكواهم ,لا تؤجلي حديثك معهم و الاستفسار عن شكواهم حتى تنهي عملك ,فهم أهم من كل شيء من الطعام ومن الشراب ومن أي شيء آخر .
فإن انشغالك عنهم سيولد داخلهم أول حاجز بينك وبينهم ,فعقولهم التي لم تنضج بالشكل الكامل بعد سوف تفسر صدودك وانشغالك بطريقة سلبية ولم يقدروا لك تعبك وانشغالك بالأعمال المنزلية .
وإن قلت لهم أنك تتعبين و ترهقين نفسك لأجلهم فمع مرور الوقت سوف تبحثين عنهم فلا تجديهم و ستشعرين بانشغال فكرهم و ستكونين على ثقة تامة أن مشكلة ما تواجههم ولكن أحداً منهم سوف لن يريح قلبك ويصرف شبح الخوف عنك لأنك لم تعوديهم الإصغاء منذ البداية وسيحرق قلبك تعلقهم الشديد بأحد الأقارب أو أحد الأصدقاء ومعرفتك أن هؤلاء الذين لم يعانوا ما عانيت ولا يملكون الحب لأطفالك كالذي في قلبك اتجاههم ,استطاعوا أن يحصلوا على ثقتهم التي لم تقدري أنت الحصول عليها بسبب انشغالك عنهم عندما كانوا صغاراً.
هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى وهي الأهم في نظري فهم بناتك أيتها الأم فهم الذين سيحملون اللواء من بعدك وهم الذين سيسيرون على نهجك وسيكملون المهمة من بعدك مهمة بناء المجتمع ((عفواً أنا هنا لا أقصد أبداً أن تهتم الأم فقط بالبنات وتنسى الصبية فالآخرون ايضاً بحاجة لرعايتها ولكن الأب قد يفهمهم بشكل أفضل و يستطيع توجيههم بحزم فتأثير الوالد على ابنه أقوى بكثير من تأثير الأم)).
فالأم قادرة على استيعاب تفكير بناتها و إن كانت أم واعية فهي تستطيع توجيه ابنتها بالشكل الصحيح الذي يكفل إمداد المجتمع بأجيال واعية تسعى للتطوير و الارتقاء .أختي العزيزة لا تكوني فقط أماً لبناتك فلتكوني الأم و الأخت و كل شيء في حياتها .
ازرعي الثقة في قلبها افسحي لها المجال لتخبرك بكل ما يحصل معها ,فعندما تكون طفلة امنحيها قدر ما تستطيعي من وقتك امنحيها الحب العطف والحنان ,حتى بعد أن تغدو شابة فهي بحاجة لقدر أكبر من الرعاية والاهتمام والحنان .
لا تخدعي نفسك و تخدعيها بادعائك أنك قدمت لها ما تحتاجه من حب و رعاية عندما كانت صغيرة وهي الآن لم تعد بحاجة لأن أحضنها كما لو كانت صغيرة أو أن أنام بجانبها و أحادثها و تحادثني وأستمع لقصصها الغريبة .لا تصديها إن حضنتك و أخبرتك أنها مشتاقة أن تنامي بجانبها .عوديها أن تخبرك بجميع ما يحصل معها و أن ترى فيكي الملجأ المليء بالحنان إذا ما شعرت بخوف أو تعرضت لمشكلة ما .
فإن كنت لها كما أخبرتك فستكسبينها وتكسبي راحة نفسية كبيرة وشعور دائم بالراحة و الاطمئنان.أما إن تجاهلتي حاجتها إليك و اهتممت بأمور أخرى بعيدة عن اهتمامك بها فمع مرور الأيام ستبحثين عنها و ستجدينها هي أيضاً تبحث ولكن ليس عنك وإنما عن الحنان وعن المكان الذي يعطيها عطفاً واهتماماً ورعاية.
نصيحتي إليك أختاه أن تكوني مع ابنتك دائماً وأن تعرفي طريقة تفكيرها واحتياجاتها فلا تفسحي مجالاً لأي كان أن يلعب دورك ويحل مكانك فهي سوف لن تجد قلباً كقلبك يعطي بلا مقابل كالوردة الفواحة التي تنشر عبيرها فتنعش الأنفس ولا تتلقى أي أجر .ولن تجد أذناً تصغي لها كما انت تصغين .
ولا فكراً يعي تفكيرها كما تفعلين .فابنتك هي الزهرة التي تنمو في بستان حبك و عطفك واهتمامك فلا تبخلي على تلك الزهرة بالرعاية والإهتمام وإلا فإنها ستذوي وتذبل وتضيع من يدك وربما إلى الأبد. {{ أرجو أن تتقبلوا وجهة نظري و أن تخبروني بما تجدونه مناسباً للموضوع }}.