قصيدة جديدة للشاعر الكبير أبو علي إمام يرثي بها المواطن حسان بياسي بسبب قيام البلدية بهدم البراكة العائدة لحسان. ومن الجدير بالذكر أن القصيدة هي أشبه بسيرة ذاتية لحسان ابتداء بعمل حسان في الحلاقة ومرورا بعمله في السفريات ومرورا بعمله كموظف وانتهاء بالبراكة على الكورنيش ولنستمع سوية :
قصيدة أبو علي إمام بعنوان *
(قَدْ فَلّّّ حَسّانُ)
هذا الفتى في العرف حسّان
خفيف الظلّ مشغوف وولهانُ
تجارت به الأيام وهي غادرة
إياه ويبقى في العيش حيرانُ
يعيش في الأمل من غير فائدة
يذري النهار وطول الليل سهرانُ
موظف كان والأحوال مقهقرة
إياه والجيب من دونه طفرانُ
موظف كان ويبغي الكل لامرته
وكأنه الشيف أو على العمال ربانُ
سجل الدوام على الحراس مهمة
نظروا السجل فإذا الغياب حسانُ
وصل السجل إلى المدير فكلما
قلب المدير صحيفة قال بهتانُ
ثم تساءل ثم تكشر غاضبا
ياللهراء هذا دائما فلتانٌ
ترك الوظيفة وصفر اليدين غدا
حتى اغرورقت بدمعها العينانُ
تعددت به الأسباب في عمل
تحار في تشغيله الصبيانُ
يجس النبض في كل معمعة
والناس توهم في نفسه الشيطانُ
من يجهل المرء فالجهل مظلمة
فلربما المرء في صنعه الإحسانُ
يبدو على الملأ في غير طالعه
بالصبح مروان وفي الليل صفوانُ
تشاءت به الأقدار في جل حاجته
حتى تغايرت بعينه الألوانُ
يدب النفس في كل ممهنة
فالآن حلاق وفي الصيف سمانُ
تعامل بالأسفار ولكل تذكرة
كان لها في البال عنات وأيمانُ
والباصات في عز توقيتها انحرفت
حتى تشاحن في غلها الركبانُ
وموظف التسفير لفي التظيم مهزلة
والكل يسأل أين قد فل حسانُ
وهذا الأخير لفي الفراش منخمد
والنوم عنده اشتاقت له الاجفانُ
ومكتب التوثيق دوامة بعفافه
و الكل ضاع لأن القد فتانُ
تناغمت في وصلها وهي عليمة
أين المعلم وأين يكون حسانُ
وفي المزاد رست عليه براكة
كان لها في البال أبعاد وحسبانُ
على الكورنيش فالخلائق كلها
والناس في عزها نسوة وشبانُ
ثم تفكر فكان الفكر نافذة
أطل بها على البحر كراج وبولمانُ
نشر الدعاية والإعلان راوده
حتى تخيل أن نده المهرانُ
وبين لحيظة والأخرى تلاحقها
حتى تبدد من سره الكتمانُ
ثم تقلب فكان الشغل منتزه
في الليل جرسون وفي النهار سرحانُ
وأول الصبيان حظ كان معن
مساعد في الجيش وفي الشغل فنانُ
وهذا قد راق لحسان نفسا
فكان في الشغل طنان ورنانُ
وظل على ذا الحال عقدا
حتى تراءى وبان في الوجه نكرانُ
فمد اليد عند حسان جنوحا
ونشل الغل إلحاد وبهتانُ
وذات يوم وليس في البال هم
وعلى الأثير قد قدم الفرمانُ
بلاغ من مجلس البلد يقول
أيا حسان قد آن الأوانُ
وراح ياكبداه يستجير عونا
فرأى المستجار في السعي يهانُ
فكان البلاغ كقنبلة تهاوت
وطار على أثر وقعتها المكانُ
وفي ليلة من ليالي البرد سرا
تهدمت المطارح وكأنه العدوانُ
وهم المصاب في جمع الشظايا
فإن لها في الأسواق قبانُ
وطار المكان وطار حسان
وغدا كظبي ليس له عنوانُ
* القصيدة من ديوان (أحلى الكلام فيما قال الإمام)
أبو علي إمام
قصيدة أبو علي إمام بعنوان *
(قَدْ فَلّّّ حَسّانُ)
هذا الفتى في العرف حسّان
خفيف الظلّ مشغوف وولهانُ
تجارت به الأيام وهي غادرة
إياه ويبقى في العيش حيرانُ
يعيش في الأمل من غير فائدة
يذري النهار وطول الليل سهرانُ
موظف كان والأحوال مقهقرة
إياه والجيب من دونه طفرانُ
موظف كان ويبغي الكل لامرته
وكأنه الشيف أو على العمال ربانُ
سجل الدوام على الحراس مهمة
نظروا السجل فإذا الغياب حسانُ
وصل السجل إلى المدير فكلما
قلب المدير صحيفة قال بهتانُ
ثم تساءل ثم تكشر غاضبا
ياللهراء هذا دائما فلتانٌ
ترك الوظيفة وصفر اليدين غدا
حتى اغرورقت بدمعها العينانُ
تعددت به الأسباب في عمل
تحار في تشغيله الصبيانُ
يجس النبض في كل معمعة
والناس توهم في نفسه الشيطانُ
من يجهل المرء فالجهل مظلمة
فلربما المرء في صنعه الإحسانُ
يبدو على الملأ في غير طالعه
بالصبح مروان وفي الليل صفوانُ
تشاءت به الأقدار في جل حاجته
حتى تغايرت بعينه الألوانُ
يدب النفس في كل ممهنة
فالآن حلاق وفي الصيف سمانُ
تعامل بالأسفار ولكل تذكرة
كان لها في البال عنات وأيمانُ
والباصات في عز توقيتها انحرفت
حتى تشاحن في غلها الركبانُ
وموظف التسفير لفي التظيم مهزلة
والكل يسأل أين قد فل حسانُ
وهذا الأخير لفي الفراش منخمد
والنوم عنده اشتاقت له الاجفانُ
ومكتب التوثيق دوامة بعفافه
و الكل ضاع لأن القد فتانُ
تناغمت في وصلها وهي عليمة
أين المعلم وأين يكون حسانُ
وفي المزاد رست عليه براكة
كان لها في البال أبعاد وحسبانُ
على الكورنيش فالخلائق كلها
والناس في عزها نسوة وشبانُ
ثم تفكر فكان الفكر نافذة
أطل بها على البحر كراج وبولمانُ
نشر الدعاية والإعلان راوده
حتى تخيل أن نده المهرانُ
وبين لحيظة والأخرى تلاحقها
حتى تبدد من سره الكتمانُ
ثم تقلب فكان الشغل منتزه
في الليل جرسون وفي النهار سرحانُ
وأول الصبيان حظ كان معن
مساعد في الجيش وفي الشغل فنانُ
وهذا قد راق لحسان نفسا
فكان في الشغل طنان ورنانُ
وظل على ذا الحال عقدا
حتى تراءى وبان في الوجه نكرانُ
فمد اليد عند حسان جنوحا
ونشل الغل إلحاد وبهتانُ
وذات يوم وليس في البال هم
وعلى الأثير قد قدم الفرمانُ
بلاغ من مجلس البلد يقول
أيا حسان قد آن الأوانُ
وراح ياكبداه يستجير عونا
فرأى المستجار في السعي يهانُ
فكان البلاغ كقنبلة تهاوت
وطار على أثر وقعتها المكانُ
وفي ليلة من ليالي البرد سرا
تهدمت المطارح وكأنه العدوانُ
وهم المصاب في جمع الشظايا
فإن لها في الأسواق قبانُ
وطار المكان وطار حسان
وغدا كظبي ليس له عنوانُ
* القصيدة من ديوان (أحلى الكلام فيما قال الإمام)
أبو علي إمام