+3
أبو الحسنين صالح عبدو
**طير الرماد الحر**
المعتصمة بالمولــى
7 مشترك
سؤال للشيخ ابو الحسنين
زائر- زائر
- مساهمة رقم 1
سؤال للشيخ ابو الحسنين
كنت في مجلس مع بعض النسوة من أقاربي وذكرت إحداهنّ قصّة عن النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم مفادها أنّ النّبي كان غاضباً ومنزعجاً من
أحدهم فجاء هذا الشخص إلى النبي ومد له يده فأشاح النبي بنظره وأعرض عنه وتكرر الموقف عدة مرّات ثم شعر النبي بالإحراج فمد يده للرجل وهو كاره
وبعد أن انصرف الرجل قال النبي لأصحابه ليتكم قتلتموه
بصراحة لم أصدق أن فعلاً كهذا يصدر عن نبيّنا محمّد
أرجو منكم التوضيح
ولكم جزيل الشكر
زائر- زائر
- مساهمة رقم 2
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
لا مابظنو بيفعلا الرسول
عالعموم عند أبو الحسنين الخبر اليقين
عالعموم عند أبو الحسنين الخبر اليقين
المعتصمة بالمولــى- سفيرة النوايا الحسنة .. الجزائر .. معارضة
- عدد الرسائل : 988
العمر : 31
الموقع : حيث تجدودنني ببساطة كلما احتجتم الي
العمل/الترفيه : تفوق بامتياز و القران مسك الختام
المزاج : ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 3
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
الرسول صلى الله عليه و سلم نعمة الاسوة الحسنة
ضرب لنا املة جبارة خاصة في العفو و التسمح
كموقعة فتح مكة اين قال اذهبوا فانت الطلقاء لقوم اهانوه اشدما اهانة
لم اسمع بهذا الموقف ابدا و لو سمعت به مسبقا لما اقتنعت و لراودني شك عظيم
على كل خالة ام العيال سألت هنها شيخي بالقيدوم محمد فقال
ان هذا الاثر لم يرد بمنشورات صحيحة و ان جماعات النسوة قد
يفضي حديثهن للافتراء و الله اعلم
على كل معنا الامام الفاضل السيد ابو الحسنين و سينفعنا بفضل ربي
و يفيدنا بالاجابة
ضرب لنا املة جبارة خاصة في العفو و التسمح
كموقعة فتح مكة اين قال اذهبوا فانت الطلقاء لقوم اهانوه اشدما اهانة
لم اسمع بهذا الموقف ابدا و لو سمعت به مسبقا لما اقتنعت و لراودني شك عظيم
على كل خالة ام العيال سألت هنها شيخي بالقيدوم محمد فقال
ان هذا الاثر لم يرد بمنشورات صحيحة و ان جماعات النسوة قد
يفضي حديثهن للافتراء و الله اعلم
على كل معنا الامام الفاضل السيد ابو الحسنين و سينفعنا بفضل ربي
و يفيدنا بالاجابة
**طير الرماد الحر**- إبن البلد المميز
- عدد الرسائل : 878
العمر : 39
الموقع : حر في السماء
العمل/الترفيه : مخبري اسنان
المزاج : حسب مزاج الأشخاص اللي حولي
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 4
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
مشكورة اختي ع هذا الموضوع وانا ناطر رد شيخنا ع موضوعك
زائر- زائر
- مساهمة رقم 5
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
ما زلت بانتظار التوضيح من شيخنا
جزاه الله الخير سلفاً
أبو الحسنين صالح عبدو- مشرف الأديان السماوية .. الدين الإسلامي
- عدد الرسائل : 1162
الموقع : بين كتب الحديث
العمل/الترفيه : خادم السنة النبوية
المزاج : ممتااااااااااااز والحمد لله تعالى
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 6
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد :
بارك الله تعالى بك أختي الأم الطيبة { أم العيال } واعذريني لتأخري لأنني لم أرَ هذه المشاركة إلى اليوم
أولا : الحديث :
" عن سعد قال
: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح فذكر الحديث قال وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " فقالوا ما ندري يارسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين ""
ثانيا : الحديث رواه أبو داود في سننه والحديث قال فيه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات كما صححه غيره من العلماء
ثالثا : لماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعبد الله بن أبي السرح ؟!
الجواب :
أن عبد الله بن أبي السرح كان مسلما ثم ارتد كافرا وجعل يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم والمرتد يقتل شرعا كما تعرفون
ويقول الكشميري في عون المعبود بشرح سنن أبي داود : قال وعبد الله بن أبي السرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فارتد عن الدين فلذلك غلظ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما غلظ على غيره من المشركين انتهى."
والدليل على ردته ما رواه أبو داود في سننه
" عن ابن عباس قال
: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله صلى الله عليه و سلم ."
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دم أربعة يوم فتح مكة ومنهم عبد الله بن أبي السرح
فلما كان يوم الفتح جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم
" ولم يكن ذلك سلاما بل مبايعة "
رابعا : الخلاصة
فالحديث فيه منقبة ومحمدة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس طعنا بأخلاقه -حاشاه -
فعبد الله بن أبي السرح كان محكوما عليه بالقتل " بالإعدام " لارتداده عن الدين
فعفا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه وسامحه وبايعه على الإسلام رغم كل ما فعله به
" من ردة عن الدين وطعن بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين "
وبعدها أسلم الرجل وحسن إسلامه
والله أعلم
أرجو أن أكون قد أوضحت المُشكل عليكم إخواني وأخواتي الأفاضل والفضليات
وبعد :
بارك الله تعالى بك أختي الأم الطيبة { أم العيال } واعذريني لتأخري لأنني لم أرَ هذه المشاركة إلى اليوم
أولا : الحديث :
" عن سعد قال
: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح فذكر الحديث قال وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " فقالوا ما ندري يارسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين ""
ثانيا : الحديث رواه أبو داود في سننه والحديث قال فيه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات كما صححه غيره من العلماء
ثالثا : لماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعبد الله بن أبي السرح ؟!
الجواب :
أن عبد الله بن أبي السرح كان مسلما ثم ارتد كافرا وجعل يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم والمرتد يقتل شرعا كما تعرفون
ويقول الكشميري في عون المعبود بشرح سنن أبي داود : قال وعبد الله بن أبي السرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فارتد عن الدين فلذلك غلظ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما غلظ على غيره من المشركين انتهى."
والدليل على ردته ما رواه أبو داود في سننه
" عن ابن عباس قال
: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله صلى الله عليه و سلم ."
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دم أربعة يوم فتح مكة ومنهم عبد الله بن أبي السرح
فلما كان يوم الفتح جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم
" ولم يكن ذلك سلاما بل مبايعة "
رابعا : الخلاصة
فالحديث فيه منقبة ومحمدة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس طعنا بأخلاقه -حاشاه -
فعبد الله بن أبي السرح كان محكوما عليه بالقتل " بالإعدام " لارتداده عن الدين
فعفا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه وسامحه وبايعه على الإسلام رغم كل ما فعله به
" من ردة عن الدين وطعن بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين "
وبعدها أسلم الرجل وحسن إسلامه
والله أعلم
أرجو أن أكون قد أوضحت المُشكل عليكم إخواني وأخواتي الأفاضل والفضليات
أبو الحسنين صالح عبدو- مشرف الأديان السماوية .. الدين الإسلامي
- عدد الرسائل : 1162
الموقع : بين كتب الحديث
العمل/الترفيه : خادم السنة النبوية
المزاج : ممتااااااااااااز والحمد لله تعالى
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 9
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
الأخت الطيبة الفاضلة المعتمصة بالمولى قالت :
بل يقال في كتب الحديث أو كتب التخريج
ثم أرجو أن تخبري الشيخ الفاضل أن الحديث صحيح رواه أبو داود وتبيني له سبب فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما أوضحتُ أعلاه
ولو أن النساء كمن عرفن--- لفضلت النساء على الرجل
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب --- ولا التذكير فخر للهلال
أما الغفتراء فلا يكون إلا ممن لا يومن بالمولى عز وجل
والله تعالى يقول
"نما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون "
سواء أكن نساءً أم كانوا رجالا
والله أعلم
أرجو أن تكوني قد اقتنعتي بعد ان عرفتي السبب فإذا ظهر السبب بطل العجبلم اسمع بهذا الموقف ابدا و لو سمعت به مسبقا لما اقتنعت و لراودني شك عظيم
أختي الطيبة لا يوجد عندنا في علم الحديث شيئ يسمى منشوراتعلى كل خالة ام العيال سألت هنها شيخي بالقيدوم محمد فقال
ان هذا الاثر لم يرد بمنشورات صحيحة
بل يقال في كتب الحديث أو كتب التخريج
ثم أرجو أن تخبري الشيخ الفاضل أن الحديث صحيح رواه أبو داود وتبيني له سبب فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما أوضحتُ أعلاه
أختي الطيبة مجتمع النسوة الصالحات لا يفضي إلى الإفتراء بل يفضي إلى كل خير بإذن الله تعالىو ان جماعات النسوة قد
يفضي حديثهن للافتراء و الله اعلم
ولو أن النساء كمن عرفن--- لفضلت النساء على الرجل
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب --- ولا التذكير فخر للهلال
أما الغفتراء فلا يكون إلا ممن لا يومن بالمولى عز وجل
والله تعالى يقول
"نما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون "
سواء أكن نساءً أم كانوا رجالا
والله أعلم
أبو الحسنين صالح عبدو- مشرف الأديان السماوية .. الدين الإسلامي
- عدد الرسائل : 1162
الموقع : بين كتب الحديث
العمل/الترفيه : خادم السنة النبوية
المزاج : ممتااااااااااااز والحمد لله تعالى
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 10
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
قال الأخ الحبيب الطيب جهاد
يا ليت شعري هل نضعف الأحاديث على هوانا
والله ما تكلمت بهذا العلم إلا بعد دراسة عشر سنوات ما بين الثانوية الشرعية وكلية الشريعة
فتنبه رضي الله عنك
ولا تقع فيما لا يحمد عقباه
فهذا دين وليس بتين
من أين استندت على الحكم يا أخي عفا الله تعالى عنك ؟!!حديث ضعيف
يا ليت شعري هل نضعف الأحاديث على هوانا
والله ما تكلمت بهذا العلم إلا بعد دراسة عشر سنوات ما بين الثانوية الشرعية وكلية الشريعة
فتنبه رضي الله عنك
ولا تقع فيما لا يحمد عقباه
فهذا دين وليس بتين
زائر- زائر
- مساهمة رقم 11
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
بارك الله بك يا أخي أبو الحسنين ..بالفعل كان عندك الجواب الشافيأبو الحسنين كتب:قال الأخ الحبيب الطيب جهاد
من أين استندت على الحكم يا أخي عفا الله تعالى عنك ؟!!حديث ضعيف
يا ليت شعري هل نضعف الأحاديث على هوانا
والله ما تكلمت بهذا العلم إلا بعد دراسة عشر سنوات ما بين الثانوية الشرعية وكلية الشريعة
فتنبه رضي الله عنك
ولا تقع فيما لا يحمد عقباه
فهذا دين وليس بتين
زائر- زائر
- مساهمة رقم 13
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
ياخيي ابو حسن
اخلاق الرسول صلى الله عليه ... كانت قمة في الروووووووووعة حتى مع الأعداء
ف مستحيل يعمل هيك شي
اخلاق الرسول صلى الله عليه ... كانت قمة في الروووووووووعة حتى مع الأعداء
ف مستحيل يعمل هيك شي
أبو الحسنين صالح عبدو- مشرف الأديان السماوية .. الدين الإسلامي
- عدد الرسائل : 1162
الموقع : بين كتب الحديث
العمل/الترفيه : خادم السنة النبوية
المزاج : ممتااااااااااااز والحمد لله تعالى
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 14
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
أخي جهاد يا حبذا لو تقرأ جوابي على الإشكال
لزال عنك الإشكال بإذن الكبير المتعال
أخي قلتُ لحضرتكم أن الرجل كان محكوما عليه بالقتل وهو مهدور الدم
وكان مسلما ثم ارتد وطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم
بالبداية النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل أن يبايعه حتى شفع له عثمان ابن عفان " أخ عبد الله بن أبي السرح بالرضاعة "
فبعدها بايعه
وهذه منقبة للنبي صلى الله عليه وسلم
ويا حبذا لو تقرأ سورة " عبس "
عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يَّزكى ...
فالنبي صلى الله عليه وسلم عبس بوجه رجل أعمى جاء إليه لأنه وجد ان هناك مصلحة للدين أعظم من التفاته إلى الرجل الاعمى
رغم ذلك عاتبه الله تعالى لانه فعل الصحيح وترك الاصح
وفعل الكمال وترك الاكمل
وهذا في القرآن الكريم
فيا أخي الحبيب انا واثق والله اعلم أنك لو قرأت ردي لاقتنعت ولزال الإشكال
" ولو أنت فيلسوف ما بك يا رجل بعرفك تلقطها على الطاير "
على كل سيدي الحبيب أعيد لك المشاركة لعلك تتكرم علينا وتقرأها
قلتُ أعلاه
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد :
بارك الله تعالى بك أختي الأم الطيبة { أم العيال } واعذريني لتأخري لأنني لم أرَ هذه المشاركة إلى اليوم
أولا : الحديث :
" عن سعد قال
: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح فذكر الحديث قال وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " فقالوا ما ندري يارسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين ""
ثانيا : الحديث رواه أبو داود في سننه والحديث قال فيه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات كما صححه غيره من العلماء
ثالثا : لماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعبد الله بن أبي السرح ؟!
الجواب :
أن عبد الله بن أبي السرح كان مسلما ثم ارتد كافرا وجعل يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم والمرتد يقتل شرعا كما تعرفون
ويقول الكشميري في عون المعبود بشرح سنن أبي داود : قال وعبد الله بن أبي السرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فارتد عن الدين فلذلك غلظ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما غلظ على غيره من المشركين انتهى."
والدليل على ردته ما رواه أبو داود في سننه
" عن ابن عباس قال
: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله صلى الله عليه و سلم ."
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دم أربعة يوم فتح مكة ومنهم عبد الله بن أبي السرح
فلما كان يوم الفتح جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم
" ولم يكن ذلك سلاما بل مبايعة "
رابعا : الخلاصة
فالحديث فيه منقبة ومحمدة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس طعنا بأخلاقه -حاشاه -
فعبد الله بن أبي السرح كان محكوما عليه بالقتل " بالإعدام " لارتداده عن الدين
فعفا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه وسامحه وبايعه على الإسلام رغم كل ما فعله به
" من ردة عن الدين وطعن بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين "وبعدها أسلم الرجل وحسن إسلامه
والله أعلم
أرجو أن أكون قد أوضحت المُشكل عليكم إخواني وأخواتي الأفاضل والفضليات
لزال عنك الإشكال بإذن الكبير المتعال
أخي قلتُ لحضرتكم أن الرجل كان محكوما عليه بالقتل وهو مهدور الدم
وكان مسلما ثم ارتد وطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم
بالبداية النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل أن يبايعه حتى شفع له عثمان ابن عفان " أخ عبد الله بن أبي السرح بالرضاعة "
فبعدها بايعه
وهذه منقبة للنبي صلى الله عليه وسلم
ويا حبذا لو تقرأ سورة " عبس "
عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يَّزكى ...
فالنبي صلى الله عليه وسلم عبس بوجه رجل أعمى جاء إليه لأنه وجد ان هناك مصلحة للدين أعظم من التفاته إلى الرجل الاعمى
رغم ذلك عاتبه الله تعالى لانه فعل الصحيح وترك الاصح
وفعل الكمال وترك الاكمل
وهذا في القرآن الكريم
فيا أخي الحبيب انا واثق والله اعلم أنك لو قرأت ردي لاقتنعت ولزال الإشكال
" ولو أنت فيلسوف ما بك يا رجل بعرفك تلقطها على الطاير "
على كل سيدي الحبيب أعيد لك المشاركة لعلك تتكرم علينا وتقرأها
قلتُ أعلاه
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد :
بارك الله تعالى بك أختي الأم الطيبة { أم العيال } واعذريني لتأخري لأنني لم أرَ هذه المشاركة إلى اليوم
أولا : الحديث :
" عن سعد قال
: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح فذكر الحديث قال وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال " أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " فقالوا ما ندري يارسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين ""
ثانيا : الحديث رواه أبو داود في سننه والحديث قال فيه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات كما صححه غيره من العلماء
ثالثا : لماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بعبد الله بن أبي السرح ؟!
الجواب :
أن عبد الله بن أبي السرح كان مسلما ثم ارتد كافرا وجعل يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم والمرتد يقتل شرعا كما تعرفون
ويقول الكشميري في عون المعبود بشرح سنن أبي داود : قال وعبد الله بن أبي السرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فارتد عن الدين فلذلك غلظ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما غلظ على غيره من المشركين انتهى."
والدليل على ردته ما رواه أبو داود في سننه
" عن ابن عباس قال
: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله صلى الله عليه و سلم ."
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دم أربعة يوم فتح مكة ومنهم عبد الله بن أبي السرح
فلما كان يوم الفتح جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم
" ولم يكن ذلك سلاما بل مبايعة "
رابعا : الخلاصة
فالحديث فيه منقبة ومحمدة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس طعنا بأخلاقه -حاشاه -
فعبد الله بن أبي السرح كان محكوما عليه بالقتل " بالإعدام " لارتداده عن الدين
فعفا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه وسامحه وبايعه على الإسلام رغم كل ما فعله به
" من ردة عن الدين وطعن بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين "وبعدها أسلم الرجل وحسن إسلامه
والله أعلم
أرجو أن أكون قد أوضحت المُشكل عليكم إخواني وأخواتي الأفاضل والفضليات
soldier- إبن البلد المميز
- عدد الرسائل : 184
العمر : 40
الموقع : بهل دنيا
العمل/الترفيه : نص مهندس
المزاج : ضايعة الطاسة
تاريخ التسجيل : 04/12/2009
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 15
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
جزاك الله خيرا
لصبرك وحكمتك وكلامك الجميل.
لصبرك وحكمتك وكلامك الجميل.
زائر- زائر
- مساهمة رقم 16
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
طيب سؤال عفوي
والي يُسمى ب الاستحسان
مابعرف يمكن !؟
الحديث الي يقول لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعة يدها
لما بنت سرقة ع زمن الرسول ... ومابعرف مين حاول يتوسط إلها للرسول صلى الله عليه وسلم
بس لم يقبل الوساطة وقطع يدها
بينما هيدا كان حكمو القتل
( أنا بعرف انو الإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة هي بعد زمن الرسول )
طيب ليش ماتم قتل هالاخ لانو رتد ... وعفى عنه الرسول صلى الله عليه
وليش تم قطع يد الفتاة الي سرقت
طبعاً مجرد سؤال ؟
ولو انو السؤال فايت بالحيط شوي !؟
والي يُسمى ب الاستحسان
مابعرف يمكن !؟
الحديث الي يقول لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعة يدها
لما بنت سرقة ع زمن الرسول ... ومابعرف مين حاول يتوسط إلها للرسول صلى الله عليه وسلم
بس لم يقبل الوساطة وقطع يدها
بينما هيدا كان حكمو القتل
( أنا بعرف انو الإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة هي بعد زمن الرسول )
طيب ليش ماتم قتل هالاخ لانو رتد ... وعفى عنه الرسول صلى الله عليه
وليش تم قطع يد الفتاة الي سرقت
طبعاً مجرد سؤال ؟
ولو انو السؤال فايت بالحيط شوي !؟
زائر- زائر
- مساهمة رقم 17
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
جهاد كتب:طيب سؤال عفوي
والي يُسمى ب الاستحسان
مابعرف يمكن !؟
الحديث الي يقول لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعة يدها
لما بنت سرقة ع زمن الرسول ... ومابعرف مين حاول يتوسط إلها للرسول صلى الله عليه وسلم
بس لم يقبل الوساطة وقطع يدها
بينما هيدا كان حكمو القتل
( أنا بعرف انو الإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة هي بعد زمن الرسول )
طيب ليش ماتم قتل هالاخ لانو رتد ... وعفى عنه الرسول صلى الله عليه
وليش تم قطع يد الفتاة الي سرقت
طبعاً مجرد سؤال ؟
ولو انو السؤال فايت بالحيط شوي !؟
سؤالك بمنتى الذكاء
ذكرني بواحد كان معنا ب الباكالوريا
ذكرني بواحد كان معنا ب الباكالوريا
soldier- إبن البلد المميز
- عدد الرسائل : 184
العمر : 40
الموقع : بهل دنيا
العمل/الترفيه : نص مهندس
المزاج : ضايعة الطاسة
تاريخ التسجيل : 04/12/2009
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 18
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
هلئ اخ جهاد حضرتك لشو بدك توصل
ممكن تفهمنا لو سمحت
وممكن كمان تبعد عن الحيطان شوي
ممكن تفهمنا لو سمحت
وممكن كمان تبعد عن الحيطان شوي
زائر- زائر
- مساهمة رقم 19
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
لكن بعد الله يخليكsoldier كتب:
وممكن كمان تبعد عن الحيطان شوي
زائر- زائر
- مساهمة رقم 20
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
من المسائل المهمة التي ناقشها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول؛ هي هل تقبل توبة ساب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسقط عنه الحد بتوبته تلك أو إسلامه، ومما رجحه شيخ الإسلام أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا يسقط عنه الحد بتوبته، وإن كانت توبته تنفعه في الآخرة، والأدلة في هذه المسألة ترجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله، وهو مذهب جماعة من أهل العلم ذكرهم شيخ الإسلام رحمه الله.
قصة ابن أبي سرح وابن خطل:
من الأدلة الجلية على أن توبة ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا تسقط عنه الحد قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقصة عبد الله بن خطل، والقصتان وقعتا عند فتح مكة؛ روى أبو داود في سننه عن مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ؛ قَالَ: وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ فَقَالُوا مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ قَالَ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ".
أما جريمة ابن أبي سرح، فقد كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى فأزله الشيطان فارتد وزعم للمشركين أنه كان يزيد ما يشاء فيما يمليه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة.
وفي قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح دلالة واضحة على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا تسقط توبته حد القتل عنه، وإن عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن أبي سرح فإن العفو لا يملكه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ويتضح من هذه القصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن راغبًا في العفو عن ابن أبي سرح، بل إنه وبغ الصحابة لأنه لم يقم منهم أحد بقتل ابن أبي سرح وقد أعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه أكثر من مرة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفي ذلك دليل على أن جرم الطاعن على الرسول صلى الله عليه وسلم الساب له أعظم من جرم المرتد.
ثم إن إباحة النبي صلى الله عليه وسلم دمه بعد مجيئه تائباً مسلماً وقوله: "هَلاَّ قَتَلْتُمُوه" ثم عَفْوه عنه بعد ذلك دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتله وأن يعفو عنه ويعصم دمه، وهو دليل على أن له صلى الله عليه وسلم أن يقتل من سبه وإن تاب وعاد إلى الإسلام.
يوضح ذلك أشياء :
منها: أنه قد روي عن عكرمة أن ابن أبي سرح رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة، وكذلك ذكر آخرون أن ابن أبي سرح رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي صلى الله عليه وسلم بها، وقد روى أنه قال لعثمان قبل أن يقدم به على النبي صلى الله عليه وسلم: "إن جرمي اعظم الجرم، وقد جئت تائباً"، وتوبة المرتد إسلامه.
ثم إنَّه جاء إلى النبي eبعد الفتح وهدوء الناس، وبعد ما تاب، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يقتلوه حينئذٍ، وتربص زماناً ينتظر فيه قتله، ويظن أن بعضهم سيقتله، وهذا أوضح دليل على جواز قتله بعد إسلامه.
وكذلك لما قال له عثمان: إنه يفر منك كلما رآك، قال: "ألَمْ أُبَايِعْهُ و أُؤمِنْهُ؟" قال: بلى، ولكنه يتذكر عظيم جرمه في الإسلام، فقال: "الإِسْلاَمُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ" فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن خوف القتل سقط بالبيعة والأمان، وأن الإثم زال بالإسلام؛ فعلم أن الساب إذا عاد إلى الإسلام جبّ الإسلام إثم السب، وبقي قتله جائزاً حتى يوجد إسقاط القتل ممن يملكه إن كان ممكناً".
وقال في موضع آخر: ".. فإن عبدالله بن سعد بن أبي سرح لما طعن عليه وافترى افتراءً عابه به بعد أن أسلم أهدر دمه وامتنع عن مبايعته .. وكان قد جاءه مسلماً تائباً قد أسلم قبل أن يجيء إليه كما رويناه عن غير واحدٍ، وقد جاء يريد الإسلام، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد جاء يريد الإسلام ثم كفَّ عنه انتظار أن يقوم إليه رجلٌ فيقتله.
وهذا نصٌّ أن مثل هذا المرتد الطاعن لا يجب قبول توبته بل يجوز قتله وإن جاء تائباً وإن تاب، .. وأن الذي عصم دمه عفو رسول الله ص عنه لا مجرد إسلامه وأن بالإسلام والتوبة امتحى الإثم، وبعفوِ النبي صلى الله عليه وسلم احتقن الدم، والعفو بطل بموته صلى الله عليه وسلم إذ ليس للأمة أن يعفوا عن حقه، وامتناعه من بيعته حتى يقوم إليه بعض القوم فيقتله نصٌ في جواز قتله وإن جاء تائباً.
وأما عصمة دمه بعد ذلك فليس دليلاً لنا على أن نعصم دم من سب وتاب بعد أن قدرنا عليه، لأنا قد بيّنا من غير وجهٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعفو عمن سبه ممن لا خلاف بين الأمة في وجوب قتله إذا فعل ذلك، وتعذر عفو النبي صلى الله عليه وسلم".
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل:
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوهُ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكان "جرمه أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على الصدقة، وأصحبه رجلاً يخدمه، فغضب على رفيقه لكونه لم يصنع له طعاماً أمره بصنعه، فقتله، فخاف ثَمَّ أن يُقتل، فارتد و استاق إبل الصدقة، وأنه كان يقول الشعر يهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأمر جاريتيه أن تغنيا به، فهذا له ثلاث جرائم مبيحة للدم: قتل النفس، والردة، و الهجاء.
فمن احتج بقصته يقول: لم يُقتل لقتل النفس؛ لأن أكثر ما يجب على من قتل ثم ارتد أن يقتل قوداً، والمقتول من خزاعة له أولياء، فكان حكمه لو قتل قوداً أن يُسَلّم إلى أولياء المقتول، فإما أن يقتلوا أو يعفوا أو يأخذوا الدية، ولم يقتل لمجرد الردة؛ لأن المرتد يستتاب، و إذا اسْتَنْظَرَ أُنْظِرَ، وهذا ابن خطل قد فرَّ إلى البيت، عائذاً به، طالباً للأمان، تاركاً للقتال، ملقياً للسلاح، حتى يُنْظَر في أمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد علمه بذلك كله أن يُقتل، وليس هذا سنة من يقتل لمجرد الردة، فثبت أن هذا التغليظ في قتله إنما كان لأجل السب والهجاء، وأن الساب وإن ارتد، فليس بمنزلة المرتد المحض يقتل قبل الاستتابة، ولا يؤخر قتله، وذلك دليل على جواز قتله بعد التوبة.
وقد استدل بقصة ابن خطل طائفةٌ من الفقهاء على أن من سب النبي eمن المسلمين يقتل وإن أسلم حداً.
واعترض عليهم بأن ابن خطل كان حربياً فقتل لذلك.
وجوابه: أنه كان مرتداً بلا خلاف بين أهل العلم بالسير، وحتم قتله بدون استتابة مع كونه مستسلماً منقاداً قد ألقى السَّلَم كالأسير، فعلم أن من ارتد وسب يقتل بلا استتابة، بخلاف من ارتد فقط.
يؤيده أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَّن عام الفتح جميع المحاربين إلا ذوي جرائم مخصوصة، وكان ممن أهدر دمه دون غيره، فعلم أنه لم يقتل لمجرد الكفر والحراب".
لماذا يقتل التائب عن سب النبي صلى الله عليه وسلم؟:
قد يخطر ببال الكثيرين هذا السؤال، لماذا يقتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم وإن تاب، وهل لا تنفعه توبته تلك؟، وقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا السؤال في كتابه الماتع "الصارم المسلول"، فقال: "ثم الجاني إن تاب توبةً نصوحاً فذلك نافعه فيما بينه وبينَ الله، يغفر له ما أسلف، ويكون الحدُّ تطهيراً له وتكفيراً لسيئته، وهو من تمام التوبة، كما قال ماعز بن مالك للنبي صلى الله عليه وسلم: "طَهِّرْنِي" وقد جاء تائباً، وقال تعالى لما ذكر كفارة قتل الخطأ: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيْماً حَكِيماً)، وقال تعالى في كفارةِ الظهارِ: (ذَلِكُمْ تُوْعَظُوْنَ بِهِ).
فيشتمل الحد مع التوبة على مصلحتين عظيمتين:
مصلحة زجر النفوس عن مثل تلك الجريمة، وهي أهم المصلحتين، فإن الدنيا في الحقيقة ليست دار كمال الجزاء، وإنما كمال الجزاء في الآخرة، وإنما الغالب في العقوبات الشرعية الزجر و النكال، وإن كان فيها مقاصد أُخر، كما أن غالب مقصود العدة براءة الرحم، وإن كان فيها مقاصدُ أُخر، ولهذا كانت هذه المصلحة مقصودةً في كلِّ عقوبةٍ مشروعةٍ.
والمصلحة الثانية: تطهير الجاني، وتكفير خطيئته، إن كان له عند الله خيرٌ أو عقوبتهُ، والانتقام منه إن لم يكن كذلك، وقد يكون زيادةً في ثوابه ورفعةً في درجاته.
ونظير ذلك المصائب المقدرة في النفس والأهل والمال، فإنها تارةً تكون كفارةً وطهوراً، وتارةً تكونُ زيادةً في الثواب وعلواً في الدرجاتِ، وتارةً تكون عقاباً وانتقاماً.
لكن إذا أساء الإنسانُ سراً فإن الله يقبل توبته سراً، ويغفر له من غير إحواج له إلى أن يظهر ذنبه حتى يقام حدهُ عليه، أما إذا أعلن الفساد بحيث يراه الناس ويسمعونه حتى شهدوا به عند السلطان، أو اعترف هو به عند السلطان، فإنه لا يطهره ـ مع التوبة بعد القدرة ـ إلا إقامته عليه .. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "تَعَافَوُا الحُدُودَ فِيْما بَيْنَكُمْ، فِمَا بَلَغَنِيْ مِنْ حدٍّ فَقَدْ وَجَبَ" وقال صلى الله عليه وسلم لما شُفع إليه في السارقة: "تَطَهَّرْ خَيْرٌ لَهَا"، وقال: "مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِن حُدُودِ اللهِ فَقَدْ ضَادَّ اللهَ فِي أَمْرِهِ"، وقال: "مَنِ ابْتُلِيْ مِنْ هَذِهِ القَاذُورَاتِ بِشَيءٍ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كَتَابَ اللهِ".
إذا تبين ذلك فنقول: هذا الذي أظهر سب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسلمٍ أو معاهدٍ قد أتى بهذه المفسدة التي تضمنت ـ مع الكفر ونقض العهد ـ أذى الله ورسوله، وانتهاك تلك الحرمة التي هي أفضل حرمة المخلوقين، والوقيعة في عِرْضٍ لا يساوي غيرَه من الأعْرَاض، والطعن في صفات الله وأفعاله وفي دين الله وكتابه وجميع أنبياءه والمؤمنين من عباده، فإن الطعن في واحدٍ من الأنبياء طعنٌ في جميع الأنبياء كما قال سبحانه وتعالى: (أُوْلَئِكَ هُمُ الكُافِرُوْنَ حَقّاً)، وطعنٌ في كل من آمن بنبينا من الأنبياء والمؤمنين المتقدمين والمتأخرين".
1- سنن أبي داود كتاب الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، وصححه الشيخ الألباني.
1- الصارم المسلول 109 بتصرف.
2- البخاري في صحيحه كتاب الحج باب دخول الحرم ومكة بدون إحرام، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب جواز دخول مكة بدون إحرام.
1- الصارم المسلول 123-124 بتصرف.
قصة ابن أبي سرح وابن خطل:
من الأدلة الجلية على أن توبة ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا تسقط عنه الحد قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقصة عبد الله بن خطل، والقصتان وقعتا عند فتح مكة؛ روى أبو داود في سننه عن مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ؛ قَالَ: وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ فَقَالُوا مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ قَالَ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ".
أما جريمة ابن أبي سرح، فقد كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى فأزله الشيطان فارتد وزعم للمشركين أنه كان يزيد ما يشاء فيما يمليه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة.
وفي قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح دلالة واضحة على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم لا تسقط توبته حد القتل عنه، وإن عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن أبي سرح فإن العفو لا يملكه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ويتضح من هذه القصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن راغبًا في العفو عن ابن أبي سرح، بل إنه وبغ الصحابة لأنه لم يقم منهم أحد بقتل ابن أبي سرح وقد أعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه أكثر من مرة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفي ذلك دليل على أن جرم الطاعن على الرسول صلى الله عليه وسلم الساب له أعظم من جرم المرتد.
ثم إن إباحة النبي صلى الله عليه وسلم دمه بعد مجيئه تائباً مسلماً وقوله: "هَلاَّ قَتَلْتُمُوه" ثم عَفْوه عنه بعد ذلك دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتله وأن يعفو عنه ويعصم دمه، وهو دليل على أن له صلى الله عليه وسلم أن يقتل من سبه وإن تاب وعاد إلى الإسلام.
يوضح ذلك أشياء :
منها: أنه قد روي عن عكرمة أن ابن أبي سرح رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة، وكذلك ذكر آخرون أن ابن أبي سرح رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي صلى الله عليه وسلم بها، وقد روى أنه قال لعثمان قبل أن يقدم به على النبي صلى الله عليه وسلم: "إن جرمي اعظم الجرم، وقد جئت تائباً"، وتوبة المرتد إسلامه.
ثم إنَّه جاء إلى النبي eبعد الفتح وهدوء الناس، وبعد ما تاب، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يقتلوه حينئذٍ، وتربص زماناً ينتظر فيه قتله، ويظن أن بعضهم سيقتله، وهذا أوضح دليل على جواز قتله بعد إسلامه.
وكذلك لما قال له عثمان: إنه يفر منك كلما رآك، قال: "ألَمْ أُبَايِعْهُ و أُؤمِنْهُ؟" قال: بلى، ولكنه يتذكر عظيم جرمه في الإسلام، فقال: "الإِسْلاَمُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ" فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن خوف القتل سقط بالبيعة والأمان، وأن الإثم زال بالإسلام؛ فعلم أن الساب إذا عاد إلى الإسلام جبّ الإسلام إثم السب، وبقي قتله جائزاً حتى يوجد إسقاط القتل ممن يملكه إن كان ممكناً".
وقال في موضع آخر: ".. فإن عبدالله بن سعد بن أبي سرح لما طعن عليه وافترى افتراءً عابه به بعد أن أسلم أهدر دمه وامتنع عن مبايعته .. وكان قد جاءه مسلماً تائباً قد أسلم قبل أن يجيء إليه كما رويناه عن غير واحدٍ، وقد جاء يريد الإسلام، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد جاء يريد الإسلام ثم كفَّ عنه انتظار أن يقوم إليه رجلٌ فيقتله.
وهذا نصٌّ أن مثل هذا المرتد الطاعن لا يجب قبول توبته بل يجوز قتله وإن جاء تائباً وإن تاب، .. وأن الذي عصم دمه عفو رسول الله ص عنه لا مجرد إسلامه وأن بالإسلام والتوبة امتحى الإثم، وبعفوِ النبي صلى الله عليه وسلم احتقن الدم، والعفو بطل بموته صلى الله عليه وسلم إذ ليس للأمة أن يعفوا عن حقه، وامتناعه من بيعته حتى يقوم إليه بعض القوم فيقتله نصٌ في جواز قتله وإن جاء تائباً.
وأما عصمة دمه بعد ذلك فليس دليلاً لنا على أن نعصم دم من سب وتاب بعد أن قدرنا عليه، لأنا قد بيّنا من غير وجهٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعفو عمن سبه ممن لا خلاف بين الأمة في وجوب قتله إذا فعل ذلك، وتعذر عفو النبي صلى الله عليه وسلم".
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل:
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوهُ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكان "جرمه أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على الصدقة، وأصحبه رجلاً يخدمه، فغضب على رفيقه لكونه لم يصنع له طعاماً أمره بصنعه، فقتله، فخاف ثَمَّ أن يُقتل، فارتد و استاق إبل الصدقة، وأنه كان يقول الشعر يهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأمر جاريتيه أن تغنيا به، فهذا له ثلاث جرائم مبيحة للدم: قتل النفس، والردة، و الهجاء.
فمن احتج بقصته يقول: لم يُقتل لقتل النفس؛ لأن أكثر ما يجب على من قتل ثم ارتد أن يقتل قوداً، والمقتول من خزاعة له أولياء، فكان حكمه لو قتل قوداً أن يُسَلّم إلى أولياء المقتول، فإما أن يقتلوا أو يعفوا أو يأخذوا الدية، ولم يقتل لمجرد الردة؛ لأن المرتد يستتاب، و إذا اسْتَنْظَرَ أُنْظِرَ، وهذا ابن خطل قد فرَّ إلى البيت، عائذاً به، طالباً للأمان، تاركاً للقتال، ملقياً للسلاح، حتى يُنْظَر في أمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد علمه بذلك كله أن يُقتل، وليس هذا سنة من يقتل لمجرد الردة، فثبت أن هذا التغليظ في قتله إنما كان لأجل السب والهجاء، وأن الساب وإن ارتد، فليس بمنزلة المرتد المحض يقتل قبل الاستتابة، ولا يؤخر قتله، وذلك دليل على جواز قتله بعد التوبة.
وقد استدل بقصة ابن خطل طائفةٌ من الفقهاء على أن من سب النبي eمن المسلمين يقتل وإن أسلم حداً.
واعترض عليهم بأن ابن خطل كان حربياً فقتل لذلك.
وجوابه: أنه كان مرتداً بلا خلاف بين أهل العلم بالسير، وحتم قتله بدون استتابة مع كونه مستسلماً منقاداً قد ألقى السَّلَم كالأسير، فعلم أن من ارتد وسب يقتل بلا استتابة، بخلاف من ارتد فقط.
يؤيده أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَّن عام الفتح جميع المحاربين إلا ذوي جرائم مخصوصة، وكان ممن أهدر دمه دون غيره، فعلم أنه لم يقتل لمجرد الكفر والحراب".
لماذا يقتل التائب عن سب النبي صلى الله عليه وسلم؟:
قد يخطر ببال الكثيرين هذا السؤال، لماذا يقتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم وإن تاب، وهل لا تنفعه توبته تلك؟، وقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا السؤال في كتابه الماتع "الصارم المسلول"، فقال: "ثم الجاني إن تاب توبةً نصوحاً فذلك نافعه فيما بينه وبينَ الله، يغفر له ما أسلف، ويكون الحدُّ تطهيراً له وتكفيراً لسيئته، وهو من تمام التوبة، كما قال ماعز بن مالك للنبي صلى الله عليه وسلم: "طَهِّرْنِي" وقد جاء تائباً، وقال تعالى لما ذكر كفارة قتل الخطأ: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيْماً حَكِيماً)، وقال تعالى في كفارةِ الظهارِ: (ذَلِكُمْ تُوْعَظُوْنَ بِهِ).
فيشتمل الحد مع التوبة على مصلحتين عظيمتين:
مصلحة زجر النفوس عن مثل تلك الجريمة، وهي أهم المصلحتين، فإن الدنيا في الحقيقة ليست دار كمال الجزاء، وإنما كمال الجزاء في الآخرة، وإنما الغالب في العقوبات الشرعية الزجر و النكال، وإن كان فيها مقاصد أُخر، كما أن غالب مقصود العدة براءة الرحم، وإن كان فيها مقاصدُ أُخر، ولهذا كانت هذه المصلحة مقصودةً في كلِّ عقوبةٍ مشروعةٍ.
والمصلحة الثانية: تطهير الجاني، وتكفير خطيئته، إن كان له عند الله خيرٌ أو عقوبتهُ، والانتقام منه إن لم يكن كذلك، وقد يكون زيادةً في ثوابه ورفعةً في درجاته.
ونظير ذلك المصائب المقدرة في النفس والأهل والمال، فإنها تارةً تكون كفارةً وطهوراً، وتارةً تكونُ زيادةً في الثواب وعلواً في الدرجاتِ، وتارةً تكون عقاباً وانتقاماً.
لكن إذا أساء الإنسانُ سراً فإن الله يقبل توبته سراً، ويغفر له من غير إحواج له إلى أن يظهر ذنبه حتى يقام حدهُ عليه، أما إذا أعلن الفساد بحيث يراه الناس ويسمعونه حتى شهدوا به عند السلطان، أو اعترف هو به عند السلطان، فإنه لا يطهره ـ مع التوبة بعد القدرة ـ إلا إقامته عليه .. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "تَعَافَوُا الحُدُودَ فِيْما بَيْنَكُمْ، فِمَا بَلَغَنِيْ مِنْ حدٍّ فَقَدْ وَجَبَ" وقال صلى الله عليه وسلم لما شُفع إليه في السارقة: "تَطَهَّرْ خَيْرٌ لَهَا"، وقال: "مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِن حُدُودِ اللهِ فَقَدْ ضَادَّ اللهَ فِي أَمْرِهِ"، وقال: "مَنِ ابْتُلِيْ مِنْ هَذِهِ القَاذُورَاتِ بِشَيءٍ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كَتَابَ اللهِ".
إذا تبين ذلك فنقول: هذا الذي أظهر سب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسلمٍ أو معاهدٍ قد أتى بهذه المفسدة التي تضمنت ـ مع الكفر ونقض العهد ـ أذى الله ورسوله، وانتهاك تلك الحرمة التي هي أفضل حرمة المخلوقين، والوقيعة في عِرْضٍ لا يساوي غيرَه من الأعْرَاض، والطعن في صفات الله وأفعاله وفي دين الله وكتابه وجميع أنبياءه والمؤمنين من عباده، فإن الطعن في واحدٍ من الأنبياء طعنٌ في جميع الأنبياء كما قال سبحانه وتعالى: (أُوْلَئِكَ هُمُ الكُافِرُوْنَ حَقّاً)، وطعنٌ في كل من آمن بنبينا من الأنبياء والمؤمنين المتقدمين والمتأخرين".
1- سنن أبي داود كتاب الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، وصححه الشيخ الألباني.
1- الصارم المسلول 109 بتصرف.
2- البخاري في صحيحه كتاب الحج باب دخول الحرم ومكة بدون إحرام، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب جواز دخول مكة بدون إحرام.
1- الصارم المسلول 123-124 بتصرف.
soldier- إبن البلد المميز
- عدد الرسائل : 184
العمر : 40
الموقع : بهل دنيا
العمل/الترفيه : نص مهندس
المزاج : ضايعة الطاسة
تاريخ التسجيل : 04/12/2009
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 21
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
نسخ
لصق
لصق
مطر ..- عضو أكاديمي ..
- عدد الرسائل : 643
العمر : 112
الموقع : _
العمل/الترفيه : _
المزاج : _
تاريخ التسجيل : 14/03/2008
فري زون
ملاعب بانياس الساحل: غرباء, هكذا الأحرار في دنيا العبيد!!
- مساهمة رقم 22
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
هلق أنا ما قريت الموضوع ولا بعرف شو في .. بس تعليقاً على كلمة الأخ Soldier
ولأنّ هذه الكلمة تتكرر أمامي .. وبتعقيب بسيط :
قال الامام المنذري :
وناسخ العلم النافع :
له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
وناسخ ما فيه إثم :
عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .
(لذلك إن شاء الله يكون نسخ الشباب من النافع المفيد)
ولأنّ هذه الكلمة تتكرر أمامي .. وبتعقيب بسيط :
قال الامام المنذري :
وناسخ العلم النافع :
له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
وناسخ ما فيه إثم :
عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .
(لذلك إن شاء الله يكون نسخ الشباب من النافع المفيد)
المعتصمة بالمولــى- سفيرة النوايا الحسنة .. الجزائر .. معارضة
- عدد الرسائل : 988
العمر : 31
الموقع : حيث تجدودنني ببساطة كلما احتجتم الي
العمل/الترفيه : تفوق بامتياز و القران مسك الختام
المزاج : ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
تاريخ التسجيل : 09/09/2009
فري زون
ملاعب بانياس الساحل:
- مساهمة رقم 23
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
ادام الله البركة بنساء المومنين و بحواراتهم المثمرة
شكرا جزيا للتوضيح استفدنا كثيرا
شكرا جزيا للتوضيح استفدنا كثيرا
زائر- زائر
- مساهمة رقم 24
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
ههههههههههsoldier كتب:نسخ
لصق
وتخيل يكون هالحكي من عندي !؟
بعد الله يخليك ....
ياسمينة- مشرفة "ألبوم صور بانياس الساحل"
- عدد الرسائل : 2505
العمر : 36
الموقع : ..
العمل/الترفيه : باحثة عن الحرية
المزاج : يوم ليك ويوم عليك
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
فري زون
ملاعب بانياس الساحل: لن أجعل مشاعري أرض يداس عليها بل سماء يصعب الوصول إليها
- مساهمة رقم 25
رد: سؤال للشيخ ابو الحسنين
جهاد معلش كلمة
اذا ممكن تبعد انت حجبت الضووووووووو
اذا ممكن تبعد انت حجبت الضووووووووو