الشهيد :سعال بوزيد
كثيرون هم أولئك الذين نلتقي بهم في غمرة أحداث الحياة و قلة منهم تستطيع أن تجد لها المكانة المحترمة في الذاكرة الفردية للإنسان و الجماعية للمجتمع فلا تزول مآثرهم ولا تنمحي من المخيلة صورهم-وان لم نعرفهم-ليس إلا لعظيم تضحياتهم وجسيم أعمالهم تجاه شعوبهم و أوطانهم ومن هؤلاء شهيد الثامن ماي الأول البطل:سعال بوزيد.
ولد الشهيد ذات جانفي 1919 ببلدية الاوريسيا ولاية سطيف من عائلة متواضعة تمتهن الفلاحة تعلم القران صغيرا واشتغل صغيرا لمساعدة والدته بعد وفاة والده.
انخرط الشهيد في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية بسطيف <فوج الحياة> فكان نعم الفتى تربية و أخلاقا و تواضعا وشجاعة وقلة كلام.يدخل المنزل في الساعات المتأخرة من الليل و بعد تناوله وجبة العشاء يصلي ويختلي بنفسه في إحدى زوايا البيت و في الصباح يستيقظ مبكرا يصلي الصبح في المسجد و لا يعود إلى البيت إلا في ساعة متأخرة و عندما تستفسر أمه عن سر تأخره يقبل رأسها ويقول:<لا تقلقي و إن سقطت شهيدا فزغردي علي>.
وفي 07 ماي علق<سعال بوزيد>العلم الوطني في أعالي <صفالو>و في اليوم الموالي <08/05/1945> نهض مبكرا كعادته وصلى فريضته و ارتدى لباسا نظيفا و حلق شعره ثم توجه مباشرة نحو مسجد المحطة <أبى ذر الغفاري>حاليا للمشاركة في مسيرة الفرحة بانتصار الحلفاء على النازية وحلول موعد تنفيذ فرنسا وعدها بمنح الجزائر استقلالها حيث رفعت فيها الشعارات :< الجزائر حرة> أطلقوا سراح المساجين:...وكان البطل <سعال بوزيد> حاملا العلم الوطني وسط فوج من الكشافة يردد الأناشيد الوطنية.
وعندما تدخلت الشرطة و أمر مفتشها <بوزيد>برمي العلم الوطني و هو الأمر الذي لم يكن أمام البطل إلا رفضه فاخرج المفتش الفرنسي مسدسه و أطلق عليه النار على مرأى من الحشود المتظاهرة و ما إن سقط الشهيد حتى ارتفعت زغاريد النسوة عاليا و أسرع إليه الأصدقاء لنقله إلى المستشفى لكن يشاء القدر أن يستشهد –عليه رحمة الله-أمام مقهى فرنسا آنذاك<نقطة بيع منتوجات bcr حاليا> واستمرت المسيرة وازدادت معها وحشية مجازر العدو لتمس جل الولاية