سامة الروماني : للنجاح فقط
المصدر : أسامة الروماني (بلدنا)
21/07/2008
يحكى أنَّ الضفادع قرَّرت مرة إجراء مسابقة لتسلُّق شجرة باسقة، بدأ المتسابقون بتسلق الشجرة، وبدأت على الفور مجموعة من المتفرجين في إطلاق صيحات وعبارات مثبطة للعزائم: لا تجهدوا أنفسكم، ستفشلون، لن تصلوا إلى قمة الشجرة، لا قدرة لكم على الاستمرار، عودوا وارتاحوا معنا فأنتم متعبون...
وبالفعل تسرَّب اليأس إلى بعض المتسابقين، فبدؤوا بالسقوط أو التراجع أو التوقف في منتصف الشجرة، باستثناء ضفدع واحد استمرَّ بالصعود حتى وصل القمة، وعندما تقدَّم لاستلام جائزته اكتشف الجميع أنه أصمٌّ لا يسمع! لقد كانت إعاقته حاجزاً منيعاً في وجه أعداء النجاح، كما اكتشفت الضفادع شيئاً آخر، وهو أنه ليس بالضرورة أن يكون الفرد أصمَّاً ليتفادى سماع عبارات الإحباط والتخاذل، بل يكفي أن يتمتَّع بالحكمة ليميِّز ما يسمعه، فيأخذ بالمفيد ويتجاهل الضار.
في سبيلنا لتحقيق النجاح، علينا أن نتوقَّع أنَّ النجاح سيكسبنا أصدقاء مزيَّفين وأعداء حقيقيِّين، هذه هي الحقيقة، لماذا؟.. لأنَّ النجاح يعني السعي وراء كلِّ جديد ونبذ كل قديم، وهذا كافٍ بحدِّ ذاته لكسب العديد من المغتاظين كأعداء، لأنهم ببساطة يميلون إلى المألوف، ويخشون رعشة التجربة وتنسم رائحة المغامرة..
التقليديُّون يعزِّزون قوانين الجمود، ويمجِّدون البديهة، ويركنون إلى حكمة الأولين، بينما يكسر الناجحون قوانين الجمود، ينتصرون للاجتهاد على البديهة، ويقدِّمون المعرفة على الحكمة، الفاشلون ينتظرون الفرص، يؤمنون بالحظ، ولا يأبهون لقيمة الوقت، أما الناجحون فهم يدركون أنَّ النجاح لا يأتي مصادفة ولا على بساط حرير، بل هو يتطلَّب العيش كلَّ دقيقة بكلِّ طاقاتهم، والنهوض باكراً واقتحام الحياة بابتسامة، وفي أمثالنا الشعبية: القاعد حجر والماشي طير!.
النجاح ليس الجلوس بكسل لمشاهدة مباراة رياضية، بل هو الإمساك بالوقت، التمتَّع به، استثماره، تذوُّقه، شمُّه وتحسُّسه حتى يسلِّمنا زمامه، فنُمْلأ عملا وحباً وإنجازاً ومشاركة مع الآخرين، كل الآخرين، الذين على شاكلتنا، وعلى الأخص أولئك الذين يخالفوننا.
النجاح لا يحبُّ الثرثرة، بل يحترم قليلي الكلام الذين يقرنون الحلم بالعزم، حتى لو أوجعهم هذا المسلك، وللنجاح قدمان يسابق بهما الريح.. الفهم والحب.. إنهما وقود مسيرة الناجح.. سُئل فيكتور هيغو مرة: ما الأهم في هذه الحياة ... الفهم أم الحب؟ فأجاب: في دراجة بعجلتين هل يمكن أن تحدِّدوا أياً من العجلتين هي الأهم؟
نصل إلى بيت القصيد.. أن ننجح يعني أنه علينا أن نفكِّر، أن نفهم، أن نتفاءل، أن نحب، أن نلتزم وأن نسعى للكمال لا لتسجيل المواقف والأهداف، بذلك يمكننا أن نبني جداراً شاهقاً وسميكاً يمنع عنَّا أصوات أعداء النجاح، ويجعلنا متحمِّسين دائماً لوضع أهدافنا أمامنا لا وراءنا، وهنا لابدَّ أن نتشبَّه بالأطفال، فهم لا يتكلَّمون عن الماضي, بل يحصرون تفكيرهم وأفكارهم في اليوم.. والغد.. وهذه هي وصفة النجاح...
وعلى الاختلاف في الرأي، نلتقي ونرتقي
شكرا
المصدر : أسامة الروماني (بلدنا)
21/07/2008
يحكى أنَّ الضفادع قرَّرت مرة إجراء مسابقة لتسلُّق شجرة باسقة، بدأ المتسابقون بتسلق الشجرة، وبدأت على الفور مجموعة من المتفرجين في إطلاق صيحات وعبارات مثبطة للعزائم: لا تجهدوا أنفسكم، ستفشلون، لن تصلوا إلى قمة الشجرة، لا قدرة لكم على الاستمرار، عودوا وارتاحوا معنا فأنتم متعبون...
وبالفعل تسرَّب اليأس إلى بعض المتسابقين، فبدؤوا بالسقوط أو التراجع أو التوقف في منتصف الشجرة، باستثناء ضفدع واحد استمرَّ بالصعود حتى وصل القمة، وعندما تقدَّم لاستلام جائزته اكتشف الجميع أنه أصمٌّ لا يسمع! لقد كانت إعاقته حاجزاً منيعاً في وجه أعداء النجاح، كما اكتشفت الضفادع شيئاً آخر، وهو أنه ليس بالضرورة أن يكون الفرد أصمَّاً ليتفادى سماع عبارات الإحباط والتخاذل، بل يكفي أن يتمتَّع بالحكمة ليميِّز ما يسمعه، فيأخذ بالمفيد ويتجاهل الضار.
في سبيلنا لتحقيق النجاح، علينا أن نتوقَّع أنَّ النجاح سيكسبنا أصدقاء مزيَّفين وأعداء حقيقيِّين، هذه هي الحقيقة، لماذا؟.. لأنَّ النجاح يعني السعي وراء كلِّ جديد ونبذ كل قديم، وهذا كافٍ بحدِّ ذاته لكسب العديد من المغتاظين كأعداء، لأنهم ببساطة يميلون إلى المألوف، ويخشون رعشة التجربة وتنسم رائحة المغامرة..
التقليديُّون يعزِّزون قوانين الجمود، ويمجِّدون البديهة، ويركنون إلى حكمة الأولين، بينما يكسر الناجحون قوانين الجمود، ينتصرون للاجتهاد على البديهة، ويقدِّمون المعرفة على الحكمة، الفاشلون ينتظرون الفرص، يؤمنون بالحظ، ولا يأبهون لقيمة الوقت، أما الناجحون فهم يدركون أنَّ النجاح لا يأتي مصادفة ولا على بساط حرير، بل هو يتطلَّب العيش كلَّ دقيقة بكلِّ طاقاتهم، والنهوض باكراً واقتحام الحياة بابتسامة، وفي أمثالنا الشعبية: القاعد حجر والماشي طير!.
النجاح ليس الجلوس بكسل لمشاهدة مباراة رياضية، بل هو الإمساك بالوقت، التمتَّع به، استثماره، تذوُّقه، شمُّه وتحسُّسه حتى يسلِّمنا زمامه، فنُمْلأ عملا وحباً وإنجازاً ومشاركة مع الآخرين، كل الآخرين، الذين على شاكلتنا، وعلى الأخص أولئك الذين يخالفوننا.
النجاح لا يحبُّ الثرثرة، بل يحترم قليلي الكلام الذين يقرنون الحلم بالعزم، حتى لو أوجعهم هذا المسلك، وللنجاح قدمان يسابق بهما الريح.. الفهم والحب.. إنهما وقود مسيرة الناجح.. سُئل فيكتور هيغو مرة: ما الأهم في هذه الحياة ... الفهم أم الحب؟ فأجاب: في دراجة بعجلتين هل يمكن أن تحدِّدوا أياً من العجلتين هي الأهم؟
نصل إلى بيت القصيد.. أن ننجح يعني أنه علينا أن نفكِّر، أن نفهم، أن نتفاءل، أن نحب، أن نلتزم وأن نسعى للكمال لا لتسجيل المواقف والأهداف، بذلك يمكننا أن نبني جداراً شاهقاً وسميكاً يمنع عنَّا أصوات أعداء النجاح، ويجعلنا متحمِّسين دائماً لوضع أهدافنا أمامنا لا وراءنا، وهنا لابدَّ أن نتشبَّه بالأطفال، فهم لا يتكلَّمون عن الماضي, بل يحصرون تفكيرهم وأفكارهم في اليوم.. والغد.. وهذه هي وصفة النجاح...
وعلى الاختلاف في الرأي، نلتقي ونرتقي
شكرا