من طرف د. شادي عمار 22/7/2010, 14:35أشرعتُ نافذتي وحيداً
رغم العصف، والثلج يعمر النار
في مقلتي
رضيتُ أن تبللني الدموع
وتأخذني الآهات إلى
بحر الغرقى واللاناجين
كرمى آيةِ الصفاء
في عينيك
هدّمتُ قلاعي مرات
وأعدت بناءها مراتٍ
تجاهلتُ
(أن أكون أو لاأكون)
وقلتُ أكون، وأخشى
في نفس الوقت
ألا تكوني...
أنا الرجل لم أعبأ بتفاحة الخطيئة
ولم أهن في حب عبلة وليلى
رغم الهزء من سوادي
ورغم الطعن في عقلي
لم أهن... لم أقل
"انتهى قدري"
انتهى حبي
وضاعت على صفحة الرمل
إثر زوبعةٍ
خطوطي
في كل مرّةٍ
أقطع السباسب إليكِ
وأحارب قطاع الطرق
وجوع الوحشِ
وكارثة الوحدة والضجر
أراكِ مصمتةً لاتذرفين
دمعاً
دماً
حروفاً على يديّ الجريحتين
أراكِ
لاتتلونين حمرة شوق
أو صفرة غياب
هو لونك واحدٌ
وصمتك يتماهى مع ليل الكون السرمدي
كأنك الملاك
يرقب عن كثب
كلوم الأنبياء
أو ساعي البريد يرمي
خبر الوفاة في وجه أصحابه
ويمضي يمضغ الهواء
وهل لي إذاً
أن أحلم بوصل الملاك!!؟
بشرٌ تكويني الاحتمالات
والمستقبل الغامض
والمرض والجوع
والروح التي لاتهدأ قد تفرّ
من الجسد
الخوفُ مني ومن...
الرضا البعيد المنال
وأنتِ ساهمة
صفحةُ ماءٍ رائقة
رغم حجارتي وصخوري
التي ما إن تسقط عن كاهلي
حتى أحملها مجددا
آنَ يا سيدتي أن أفكّ أغلالي
أن ينتهي حكم الانتداب
أنا في مملكة الحبّ
لستُ مواطناً في دولةٍ من العالم الثالث
يتأكّلها مليكٌ مستبدّ ومواطنون جبناء
أنا حرٌّ أن أخلع مليكتي
عندما يظهر فساد دخيلةٍ
أو تقتّر عليّ بالمشاعر رغبة اقتصاد
أنا الشعبُ (إذا أراد يوماً الحياة)
سيدتي...
لاتقفي في محطتي طويلاً
إن كنت لاتطيقين العذاب
كما طقته أنا وكُويته أنا
فقطاري لايعترف بمواعيد ولا أزمنة
وأنت الرتيبة كالزمان
دقّةً دقّةً لاتتوقفين ثانية
وتتهميني بالتغير
نعم بشرٌ أنا
تعتريني الرغبة والحنين
ولي فصولٌ
ربيعٌ وصيفٌ وخريف
وشتائي قارسٌ لكنه
يهب الريَّ بعد نقعٍ
ويشفي الغليل
كوني مثلي أنا أولا تكوني
لن انتهي وكذا
لن ينتهي التغيير...
