لا أنكر..والحمد لله أن بانياس حافظت حتى الآن على الحدود الدنيا من حالات الطلاق مقارنةً مع بقية المدن في سورية..فالطلاق في بانياس ليس بالظاهرة المنتشرة ولكن لايمكننا أيضاً أن ننكر أن المجتمع الشرقي عموماً والعربي خصوصاً يتعامل بقسوة وفظاظة مع المرأة المطلقة..الا في بعض الحالات الاستثنائية..هنا أحب أن أشير إلى عدة نقاط..في معرض الحديث عن الاسباب والتداعيات منها
أولاً ــ أننا ورغم دخولنا الألفية الثالثة لا زلنا نتباهى بأننا مجتمع ذكوري..بالتالي ففي حالة الطلاق تكون المرأة هي الحلقة الأضعف وينجو الطليق غالباً من المسؤولية الاجتناعية عن قراره
ثانياً ــالرجل في مجتمعنا لا يتقبل في الحالة العامة الارتباط بامرأة مطلقة..بالتالي يغدو الطلاق حكم اعدام غير قابل للطعن..بحق المرأة المطلقة بحيث ترتبط فرص زواجها مرة ثانية..برجل عجوز أو متزوج سابقاً
ثالثاً ــ وهو ما أعتقد أنه الأكثر خطورة وسوء..وهو كما يقال بالعامية\حكي الناس\وهو الطامة الكبرى في مجتمعنا ويكاد لايفلت من براثنه أحد..إذ تصبح المطلقة وليمة دسمة للثرثرة والاستغابة والنميمة والإشاعات الغريبة العجيبة وسواها من الامور التي لاتمت للدين أو الأخلاق بصلة
رابعاً ــ لاتزال طرق الزواج التقليدية شائعة بشكل كبير في مجتمعنا ــ وأنا هنا لا أعلن فشل هذه الطرق بالمطلق ــ ولكن لا نستطيع أن ننكر مقدار السلبيات التي تنتج عنها..وهنا بالذات لا بد لنا من العودة الى عقلية الرجل الشرقي..الذي بالمجمل يبحث عن فتاة ليتزوّج ويؤسس أسرة..معتقداً أن فترة الخطبة كافية ليتعرف جيدا على الطرف الآخر..حسناً لنفترض أن هذا الكلام صحيح..هل يتعامل مجتمعنا مع فترة الخطوبة بشكل سليم؟ هل يتعامل الخاطب والمخطوبة مع هذه المرحلة بشكل سليم؟هل هناك صراحة وصدق كافيين ليستمر مشوارهما بشكل واضح وجيّد..هل تخلو فترة الخطوبة من التمثيل والتجميل؟؟
بصراحة...الموضوع فضفاض وواسع ويتحمل الكثير من النقاش والجدل..ولكنني أعتقد في كل الأحوال أن هناك غبن في تعامل مجتمعنا مع المرأة المطلقة..وعدم اعتراف بأنها قد تكون ضحية في لحظة ما