كانت تجلس في حضن أمها ترمقني بعينين..كالجمان في منتصف الليل..بعد غياب سنتين
تتساءل من تلك العابرة بين حروف أحاديثنا دوماً..؟؟!!
تضحك في وجهي بشفاهٍ كما حمرة التوت في منتصف حزيران..إنها سنا..
سنا القلب..سنا الوجدان..تشطب بابتسامتها كل خربشات الدهر التي طبعتها أنامل العذاب فوق وجوه الدراويش..
تخربش على جبيني وشوشات الدمى للصناديق..وتحكي لي قصة الشكولاه الممزوجة برحيق ريقها..
إنها سنا..
كانت صغيرةً يوم تركتها ورحلت..
حملتها بين يدي طريقاً طويلاً..كانت ريحانةً تلوّح لي من بعيد ..وتنشر عبقها فوق قطرات الندى المشغوفة بحبات المطر..
قدماها الصغيرتان تبعثر عالمي بشوقٍ ولهفة..ويداها النقيتان تلملمني من بين أشلاء الوجود..
أحبك سنا.أحبك جداً...!!
النور المنساب من كواليس البراءة قد وجد في مقلتيك الملاذ..والشمس المختفية خلف غيوم المساء..وجدت في عينيك الوطن...
!!سنا..يا سنا..اجيبي العجوز المشتاقة..
جدائلك الصغيرة..ملأت حقول الجياع والمساكين بحبات القمح الندية..وأطعمتني سلوى الجنان فانتشى قلبي وغرّد في محراب سريرك..
دعيني يا سنا دعيني..أترجم للقارئين حبك..دعيني أكتب هويتي فوق دفتر الرسم المزركش..وأشتم عطرك من سماء الحنين..
أمك كانت تحتويني في بردي ..تمسح على رأسي بيدٍ ملؤها عسل الجبال التي تسلقناها سوياً..
سنا..دعيني أنضم إلى دمى العلبة..وارسميني لوحةً على فستانك الأبيض ..دعيني اخترق شعاع الأزل..
علّي..أصل إليك..
اذهبي يا سنا..والعبي ..وافرحي..وخذي شِعري معك..اصنعي منه غطاءً للسرير الذي أشتهي قربه..
~~~احبك~~~أيتها الطفله..!!