تقع
قلعة حمص في الطرف الجنوبي الغربي للمدينة القديمة على تل شكله مخروط ناقص
يرجح أن أسفله طبيعي صخري و أعلاه صناعي و جوانبه مبلطة بصفائح من الحجر
الأسود, ترتفع عن مستوى الطريق العام نحو 32 م و عن سطح البحر نحو 495 م و
كان يحيط بها خندق دفاعي و سور المدينة الذي كان يمتد من باب التركمان
غربا و حتى باب السباع جنوبا و بقيت معالم غير واضحة من آثار هذا السور
حتى تمت إزالتها من أجل توسيع الطريق حول القلعة و ردم الخندق و تم تحويله
مؤخرا الى حديقة عامة,
و
تاريخ هذه القلعة قديم جدا يعود الى الحثيين و الآراميين و أثبتت الدراسات
التي أجريت على اللقى الأثرية أن الموقع كان مأهولا منذ النصف الثاني من
الألف الثالثة قبل الميلاد, و اكتشف في القلعة صهريج بعمق 27 مترا يعود
الى العهد الأيوبي مكون من بضع طوابق لها أدراج طول ضلع مربعه 5 أمتار.
[b]
أما
عن أهمية القلعة بعد الفتح الإسلامي فيقول القلقشندى: "اكتسبت قلعة حمص
أهمية عظيمة بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام حيث كانت مدينة حمص الجند
الرابع من الأجناد الخمسة."
ووصفها الرحالة ابن جبير في القرن السادس
الهجري: "و بقبلي المدينة قلعة حصينة منيعة, عاصية غير مطيعة, قد تميزت و
انحازت بموضعها عنها"
و يقول المقدسي: "حمص ليس بالشام أكبر منها و فيها قلعة متعالية عن البلد"
و
أظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتين تقوم واحدة (الأيوبية) فوق
الأخرى (الحمدانية) و قد نسبت الى أسامة بن منقذ و الحقيقة أن القلعة
الحمدانية لم يبنها أسامة بل إن أباه نصر بن علي بن منقذ (صاحب شيزر)
أخذها من خلف بن ملاعب عام 497 هجري و يبدو أن القلعة الحمدانية انهارت
نتيجة زلزال ضرب المنطقة عام 565 هجري و يذكر ابن الأثير أن نور الدين
الشهيد قد جدد ما تهدم من أسوارها و قلعتها بعد الزلزال ثم جددها و زاد في
تحصينها الملك المجاهد شيركوه بن محمد شيركوه الذي حفر خندق القلعة و عمقه
ووسعه لأنه من الثغور الإسلامية المندوب اليه حصانته و ساق الى حمص المياه
و "أطاعه في ذلك العاصي الذي لم يطع قبله لغيره من الملوك" و نقش ذلك على
الحجر سنة 594-599 هجرية و الكتابة الأولى موجودة في أعلى البرج الشمالي و
هي "أمر بعمارته شيركوه بن محمد في سنة أربعة و تسعين و خمسمائة" و
الكتابة الثانية "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذا البرج الملك
المجاهد شيركوه بن أسد الدين محمد بن شيركوه ناصر أمير المؤمنين أعزه الله
أنصاره تولى عبده موافق سنة تسع و تسعين و خمسمائة"
و
عند قدوم الظاهر بيبرس الى مدينة حمص سنة 664 هجرية قام بترميم ما تصدع من
سفح القلعة بعدما رأى أن الخراب آخذ بالتسرب إليها و أعاد إليها متانتها
ليعتصم بها الجند وقت الحاجة, و بقيت القلعة شامخة حتى دانت المدينة و
قلعتها العاصية لإبراهيم باشا المصري بعد انتصاره على العثمانيين في حملته
على بلاد الشام سنة 1248 هجرية و بقي فيها ثماني سنوات و قد رأى من أهلها
تشبثهم بالدولة العثمانية فتشدد في معاملتهم و دمر القلعة تدميرا كاملا و
أخذ حجارتها الضخمة و أعمدتها و بنى بها مقرا و مستودعات لجيشه خارج أسوار
المدينة و سميت "الدبويا" و هي مقر دار الحكومة حاليا و لما عاد الحكم
العثماني للمدينة هجرت هذه القلعة و صارت تفتك فيها و في جامعها و
بلاطاتها معاول النقض و سرقت أحجارها حتى احتلت من قبل الفرنسيين الذين
شادوا فيها بعض الأبنية و حصنوا أطرافها بالأسلاك الشائكة و بقيت القلعة
على حالها حتى يومنا هذا.
المصدرhttp://www.homslife.com
قلعة حمص في الطرف الجنوبي الغربي للمدينة القديمة على تل شكله مخروط ناقص
يرجح أن أسفله طبيعي صخري و أعلاه صناعي و جوانبه مبلطة بصفائح من الحجر
الأسود, ترتفع عن مستوى الطريق العام نحو 32 م و عن سطح البحر نحو 495 م و
كان يحيط بها خندق دفاعي و سور المدينة الذي كان يمتد من باب التركمان
غربا و حتى باب السباع جنوبا و بقيت معالم غير واضحة من آثار هذا السور
حتى تمت إزالتها من أجل توسيع الطريق حول القلعة و ردم الخندق و تم تحويله
مؤخرا الى حديقة عامة,
و
تاريخ هذه القلعة قديم جدا يعود الى الحثيين و الآراميين و أثبتت الدراسات
التي أجريت على اللقى الأثرية أن الموقع كان مأهولا منذ النصف الثاني من
الألف الثالثة قبل الميلاد, و اكتشف في القلعة صهريج بعمق 27 مترا يعود
الى العهد الأيوبي مكون من بضع طوابق لها أدراج طول ضلع مربعه 5 أمتار.
[b]
أما
عن أهمية القلعة بعد الفتح الإسلامي فيقول القلقشندى: "اكتسبت قلعة حمص
أهمية عظيمة بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام حيث كانت مدينة حمص الجند
الرابع من الأجناد الخمسة."
ووصفها الرحالة ابن جبير في القرن السادس
الهجري: "و بقبلي المدينة قلعة حصينة منيعة, عاصية غير مطيعة, قد تميزت و
انحازت بموضعها عنها"
و يقول المقدسي: "حمص ليس بالشام أكبر منها و فيها قلعة متعالية عن البلد"
و
أظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتين تقوم واحدة (الأيوبية) فوق
الأخرى (الحمدانية) و قد نسبت الى أسامة بن منقذ و الحقيقة أن القلعة
الحمدانية لم يبنها أسامة بل إن أباه نصر بن علي بن منقذ (صاحب شيزر)
أخذها من خلف بن ملاعب عام 497 هجري و يبدو أن القلعة الحمدانية انهارت
نتيجة زلزال ضرب المنطقة عام 565 هجري و يذكر ابن الأثير أن نور الدين
الشهيد قد جدد ما تهدم من أسوارها و قلعتها بعد الزلزال ثم جددها و زاد في
تحصينها الملك المجاهد شيركوه بن محمد شيركوه الذي حفر خندق القلعة و عمقه
ووسعه لأنه من الثغور الإسلامية المندوب اليه حصانته و ساق الى حمص المياه
و "أطاعه في ذلك العاصي الذي لم يطع قبله لغيره من الملوك" و نقش ذلك على
الحجر سنة 594-599 هجرية و الكتابة الأولى موجودة في أعلى البرج الشمالي و
هي "أمر بعمارته شيركوه بن محمد في سنة أربعة و تسعين و خمسمائة" و
الكتابة الثانية "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذا البرج الملك
المجاهد شيركوه بن أسد الدين محمد بن شيركوه ناصر أمير المؤمنين أعزه الله
أنصاره تولى عبده موافق سنة تسع و تسعين و خمسمائة"
و
عند قدوم الظاهر بيبرس الى مدينة حمص سنة 664 هجرية قام بترميم ما تصدع من
سفح القلعة بعدما رأى أن الخراب آخذ بالتسرب إليها و أعاد إليها متانتها
ليعتصم بها الجند وقت الحاجة, و بقيت القلعة شامخة حتى دانت المدينة و
قلعتها العاصية لإبراهيم باشا المصري بعد انتصاره على العثمانيين في حملته
على بلاد الشام سنة 1248 هجرية و بقي فيها ثماني سنوات و قد رأى من أهلها
تشبثهم بالدولة العثمانية فتشدد في معاملتهم و دمر القلعة تدميرا كاملا و
أخذ حجارتها الضخمة و أعمدتها و بنى بها مقرا و مستودعات لجيشه خارج أسوار
المدينة و سميت "الدبويا" و هي مقر دار الحكومة حاليا و لما عاد الحكم
العثماني للمدينة هجرت هذه القلعة و صارت تفتك فيها و في جامعها و
بلاطاتها معاول النقض و سرقت أحجارها حتى احتلت من قبل الفرنسيين الذين
شادوا فيها بعض الأبنية و حصنوا أطرافها بالأسلاك الشائكة و بقيت القلعة
على حالها حتى يومنا هذا.
المصدرhttp://www.homslife.com