أحمد تيناوي : رغم كلِّ شيء!!
المصدر : أحمد تيناوي
20/08/2010
ما أقسى ردود الأفعال في حياتنا.. ما أقساها عندما يأتي يوم تودُّ فيه أن تقول لأحد يظنُّ أنَّك لا تفهم.. تودُّ أن تقول له: «كلّ عام وأنت بخير»، لكنك لا تفعل، لا تقول له شيئاً، تُمسِك كلَّ أدوات الاتصال المتاحة لك وتُعطِّلها.. تُعطِّل الوردة، تُعطِّل الكلمة، تُعطِّل الروح والقلب.. وتصمت.. ردّ فعل، كلُّ ما تفعله ردّ فعل.. لأنك لم ترقَ إلى مشروعك الإنساني، ولا إلى أبجدية التواصل مع الآخر..
تعلَّمت أن لا تحقد، لكنك تعلَّمت أيضاً أن لا تكون صغيراً، تعلَّمت أن تسامح، لكنك تعلَّمت أيضاً أنَّ التسامح يجب ألا يجرح قلبك، وألا يهدر كرامتك.. فأنت لست نبيّاً، وأنت لست مبشّراً.. أنت بشر تتأذَّى من سوء فهم، وتدمع عيناك من وضيع السلوك.. ومثل آلة حاسبة تمتلك كلَّ وسائل الحساب.. لديك الجمع والطرح والتقسيم والضرب.. كلّ تصرّف وكلّ سلوك، كلّ ضحكة وكلّ ابتسامة، كلّ حقيقة وكّل كذبة وضعتها وصنَّفتها في خانة الأيام.. أيامك التي مرَّت معه، وأيامك التي لم تمرّ مع أحد.. حفظت درسك عن ظهر قلب.. قلت، لن أكون كما هم، كما يريدون مني أن أكون.. لن أتعامل معهم إلا بما تعلَّمت وبما حفظت.. لا ردود أفعال، لا تمسك بصغائر الأشياء، ولا حقد أو ضغينة.. لا.. لن تقول «كلّ عام وأنت بخير»، لن تهتمَّ ولن تبالي.. لكنك تعرف من كلِّ قلبك، أنك ستستيقظ يوماً وقد نسيت كلَّ ما تعلَّمت.. نسيت كلَّ ما حسبت.. نسيت أنك مصاب، مثل جميع البشر، بردّ فعل سخيف ومجاني ولا معنى له.. ومن كلِّ قلبك تمسك وردة، وتقبلها بعد أن.. بعد أن تنظر إلى السماء، وتطلب من الله أن يكون هذا اليوم وكلّ يوم.. أن يكون من أساء إليك، مَن جرحك، من أكَّد أنك لا تفهم.. أن يكون بألف خير..
المصدر : أحمد تيناوي
20/08/2010
ما أقسى ردود الأفعال في حياتنا.. ما أقساها عندما يأتي يوم تودُّ فيه أن تقول لأحد يظنُّ أنَّك لا تفهم.. تودُّ أن تقول له: «كلّ عام وأنت بخير»، لكنك لا تفعل، لا تقول له شيئاً، تُمسِك كلَّ أدوات الاتصال المتاحة لك وتُعطِّلها.. تُعطِّل الوردة، تُعطِّل الكلمة، تُعطِّل الروح والقلب.. وتصمت.. ردّ فعل، كلُّ ما تفعله ردّ فعل.. لأنك لم ترقَ إلى مشروعك الإنساني، ولا إلى أبجدية التواصل مع الآخر..
تعلَّمت أن لا تحقد، لكنك تعلَّمت أيضاً أن لا تكون صغيراً، تعلَّمت أن تسامح، لكنك تعلَّمت أيضاً أنَّ التسامح يجب ألا يجرح قلبك، وألا يهدر كرامتك.. فأنت لست نبيّاً، وأنت لست مبشّراً.. أنت بشر تتأذَّى من سوء فهم، وتدمع عيناك من وضيع السلوك.. ومثل آلة حاسبة تمتلك كلَّ وسائل الحساب.. لديك الجمع والطرح والتقسيم والضرب.. كلّ تصرّف وكلّ سلوك، كلّ ضحكة وكلّ ابتسامة، كلّ حقيقة وكّل كذبة وضعتها وصنَّفتها في خانة الأيام.. أيامك التي مرَّت معه، وأيامك التي لم تمرّ مع أحد.. حفظت درسك عن ظهر قلب.. قلت، لن أكون كما هم، كما يريدون مني أن أكون.. لن أتعامل معهم إلا بما تعلَّمت وبما حفظت.. لا ردود أفعال، لا تمسك بصغائر الأشياء، ولا حقد أو ضغينة.. لا.. لن تقول «كلّ عام وأنت بخير»، لن تهتمَّ ولن تبالي.. لكنك تعرف من كلِّ قلبك، أنك ستستيقظ يوماً وقد نسيت كلَّ ما تعلَّمت.. نسيت كلَّ ما حسبت.. نسيت أنك مصاب، مثل جميع البشر، بردّ فعل سخيف ومجاني ولا معنى له.. ومن كلِّ قلبك تمسك وردة، وتقبلها بعد أن.. بعد أن تنظر إلى السماء، وتطلب من الله أن يكون هذا اليوم وكلّ يوم.. أن يكون من أساء إليك، مَن جرحك، من أكَّد أنك لا تفهم.. أن يكون بألف خير..