يتراءى للجميع في هذه اللحظة أنني أقصد بحرية القلم..الإباحية في طرح ما أريد ..!! أو أن أكون معارضة لشيءٍ ما..!!
لا يا أعزائي ما أعنيه هنا..هو أن هذا القلم خشب..رأسه من رصاص..يصرّ على تلك الوريقات ليرسم شيئاً ما يختلج أرواحنا..
القلم..لا تحكمه تأويلات الغير ولا حساباتهم..ولا أفكارهم.. ولا حتى قواعدهم ..!إنه نبضٌ يضخُّ الخضاب في شرايين الورق..لتنبض الحياة في الذاكرة..
لا تسألوا عن زمرته..لا تسألوا عن هويته..لا تسألوا عن دافعه ولا إذا كان واقعيّاً أم خياليّاً..!!
فقط أعطوه حريّته..أعطوه رذاذ حبره..وانطلقوا في خيالكم فلن تجدو سوى صريرٍ مكتوبٍ بشغف على وريقاتٍ مرهقة من اللهفة..
تتهاوى الأنفس في تفسير معنى صريره..لكنها تسقط في هوّة الرتابة والتكرير الدراماتيكي الذي يحكم مدينتنا..
لا تحاسبوا قلماً على خطيئةٍ في بكارة الورق..ولا تحاكموا ثَمِلاً في حانة الشعر..
أرخوا لجامه في مضمار الخيال..واكبحوا جماح فضولكم في معرفة مركز انطلاقه..فقط استشفوا منه العبرة ولا تسألوا الكاتب لماذا كتب..
فبعض الكتّاب يكتبون ليجاور الأحياء الأموات..وبعضهم يكتبون ليسخروا من المقابر..وآخرون يكتبون ليضربوا موعداً..
إذاً مامن تفسير يحتاج منا الركض خلفه لنعرف أحداث الكتابة ومعانيها..فاللكتّاب أجواءٌ سرمديّة جهنميّة على أنفسهم,,فإنهم يتعبون عندما يكتبون..!!
وكأن قصة الكتاب..حبل مشنقةٍ في رحم تناسل الكلمات..
فلنترك القلم مع ورقته يرسم ما يشاء من قباحة أو جمال.يرسم ما يشاء من ألمٍ أو فرح..فاللنفس غصةٌ عند الكتابة لا تعتري كلّ من يقرأ..
ولنا أن نتّعظ..ونشعر..لا أن ننبش في مقبرة الكلمات..
دمشق..23/9/2010
مع حبي..
هـــدرة..
عدل سابقا من قبل هدرة الحناجر في 26/9/2010, 00:37 عدل 1 مرات