صرخة امرأة .. وسَط جعجعة المُجتمَع .. بقلم لجين محمد خير أكبازلي | مقالات واراء |
على الرغم من حداثة العصر و الجميع يتشدّقون بعصر الحرية والإنفتاح في سوريا , و تقلّد المرأة منصب الوزيرة , لا تزال هنالك فئات كبيرة تعبث بحرية المرأة وحقوقها التي نص عليها الشارع , و تحاول تشويه صورة المرأة في الإسلام فيُظهروها و كأنّها مسلوبة الحقوق مكسورة الجناح . فيتذرع البعض بمفهوم القوامة باعتبار الرجال قوامون على النساء ، ولكن يعتمد هؤلاء الرجال عندنا على الظلم والاستبداد وسلب الحقوق بينما هي في الحقيقة مبدأ قائم على الرحمة وعلى المودة و الحماية من الخوف والجوع .. ليس هذا فحسب , فلا زالت هنالك فئات تكره إنجاب الإناث , و لا ترى في الفتاة سوى أنّها عارٌ يؤثر على مكانة العائلة ونخوتها العريقة وشرفها المتجذر , ولا تستحق أن تكون إلاّ خادمة لرعيتها وزوجها . وعلى بساط الواقع غالبا ما تكون المرأة هي الشمعة التي تحترق من أجل أن تضئ للآخرين , لكنها أيضا حرقت أحلامها وسعادتها وربيع عمرها .. فحين تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج حصلت على لقب ( عانس ) .. وبعد زواجها بسنين قضتها دون أن تنجب أطفالا ألحقوا بها لقب ( عاقر ) .. وبعد علاج طويل شاءت الأقدار أن تُرْزَق بـ ( بنات ) فلقبت بأم البنات .. وأخيراً وبعد انفصالها عن زوجها نالت لقب ( مطلقة ) .. وبذلك تكون قدْ قضتْ أجمل أيام العمر صراعاً مع الألقاب العبثية .. لذلك أسأل نفسي أحيانا !! .. هل كُتِبَ على المرأة أنْ تعيشَ مسلسلاً يومياً يبدأ بالصبر وينتهي بالقهر ؟؟!! .. هل كُتِبَ عليها أنْ تُقهَرْ وتُسْلب بالعادات والتقاليد البالية ؟؟!! .. فالآباء العرب في السابق دفنوا الإناث في عمرٍ لا يتناهزْ الثلاث .. فهل يعتبرها اليوم أحداً عاداتٍ وتقاليد !! .. ونحن اليوم ندفنها طوال العمر بين جدران بيوت القبلية .. فالعادات والتقاليد ماهي إلا بدع نبتدِعُها ونُحَملُها على ظهر المرأة حتى ينكسر ظهرها , فتبقى بذلك الصورة الوهمية الجميلة للمجتمع , وتبقى الروح المقهورة تحتضرُ الموت لتنقضي مرارة الحياة .. وتُغادِرُها بأحلام مذبوحة , ومعاني مجروحة . لماذا أنتم أنانيون ؟؟!! ..لماذا تنظرون دائما للمرأة نظرة ظالمة ؟؟ وتوزّعون الألقاب بكامل القسوة والجبروت فهذه عانس , وتلك مطلقة وكأنها ارتكبت خطيئة .. هل تخيـّل أيّ شخص شهمْ كيف لو أنّه عاش حياته على هذا المنوال .. هل كان سيحتمل ؟؟!! وهل حرية المرأة هي أنْ تضربَ عرض الحائط بالدين وما يحمي عزتها ووقارها .. وأن الحرية منحصرة فقط في الممنوعات ؟! . أسألُ نفسي أحيانا .. ما شعورنا نحن النساء أمام هذه النظرة المريضة ؟؟ .. كيف سنحترم أنفُسنا ونُعَلم أولادنا احترام أنفسهم ونحن محتقرات لهذه الدرجة ؟؟!! .. و أجيبُ نفسي دائما " لهذا السبب الشعب العربي لا يُقدّر نفسه" , لأن من يُعَلمه الإحترام مُحتقر أصلا بعُرْف الجميع . يا مَنْ تجعجعون في أكواب فارغة عن المرأة , امسحوا الغبار عن ورقات التاريخ .. حيث أنّ ظفائر الحرّات أوقعت الأعداء تحت السيوف .. وتمعّنوا في عائشة و أسماء – رضي الله عنهم - فالتاريخ العربيّ العريض خيرُ برهان على تضحية المرأة وشرفها وعزتها . وحتى أكون منصفة , هناك عادات وتقاليد قد تركها الناس وهي بالأحق أن تبقى ككرم حاتم الطائي , وحتى وإن كان جاهلي , والكثير من العادات والتقاليد التي لا يسعني الآن ذكرها . كُنتُ أريد أن أكتبَ بطريقة حضارية , أيْ أنْ أمتدِحَ التمدُّن , وأسخط في العادات والتقاليد , لكن مع علمي أنَّ في بعض الأنفس جاهليٌّ صغير لم يَمُتْ مع موت أبو جهل , وأنّ التمدُّن ليس كل أمره جيد فهناك أشياء لا تطاق فيه . وخلاصة القول , صَرْختي هذه دعوة لوسط الأمور , وليستْ دعوة للسفور . فلبناتنا علينا حق فهنّ باقة من مشاعر , ولكن من يُقدّر تلك المشاعر ؟! . | |
2010-10-04 20:21:38 |
المصدر: سيريا نيوز