رائحةٌ تشبه عبق شجر الريحان في قريتنا قرب المقبرة....
وأخرى كاللتي تفوح بها فناجين القهوة الصباحية في حديقة جارتنا التي أشمّها كل يوم قبل أن أبدأ نهاري..
سألت نفسي الآن وأنا أسير في دمشق القديمة..
لم أتنشّق رحيق تلك الروائح رغم بعدها وفي هذا الزمان والمكان.؟؟
تُرى لأن تلافيف مخّي تشبّعت بها..
أم لأن كلَّ شيءٍ يخصُّ جثّتي قد رُسِم فوق هويتي المجهولة هاهنا..؟؟
حارتنا..!!
تلك قصّةٌ أخرى يطول الكلام فيها..
تختلط في سطورها نسائم القرنفل الخَجِل على شرفة الجيران,,مع رائحة الخشب المعتّق في زوايا حديقتنا..
ضئيلةٌ هي المسافات التي تبعدني...
لكن ليس للروح شأن في الكيلومترات إن بعدت أو اقتربت..
تعاتبني بسمات أمي الصباحيّة المشتاقة لمعانقة أضلاعي..
قبلات أبي المسائية تدعوني للعشاء وتلف وجهي بالحنين المشرّب بالتضحية..
لا أدري..!
لم أسطع أن أواجه دمشق بخجلي من غربتي ,
إنه شُغل دمشق الشاغل أن تورّطنا في قصص حبٍّ معها لا تنتهي بسنواتِ دراسةٍ ولا تقاس بصفحات كتاب..
لحسن حظّي أن تلك الروائح تعتريني هناك ,,حيث أنني جسدٌ يمتلك هويةً مجهولة..
فدمشق رغم كلّ حميميّتها يا بانياس ليست وطني..!
بانياس..
أيتها الحبيبة القريبة البعيدة أنت مهدي ولحدي..وفضاؤك ترحال روحي في سمائي..
بانياس..
لكـــِ محبّتي..
حارة من حارات دمشق القديمة4/11/2010