تنوّعت المجتمعات وتنوّعت معها التقاليد, والأعراف, والأديان وتأثيرها على البشر وسلوكياتهم وأخلاقهم وتربيتهم, فظهرت التربية الدينية وتطوّرت عبر أجيال متعدّدة, وكانت زراعة خَصبة وغنيّة, عمقت إنسانيّة الإنسان, وجزّرت مبادئه وأخلاقيّاته وزادتها سموّاً ورفعة, وهذّبت حياته وسلوكياته وقوّمتها, فكانت نتيجة كل ذلك حضارات عريقة وعظيمة في الفترات الأولى من دخول الأديان لتلك المجتمعات ولقرون تعاقبت.
خلال تلك الفترة كانت عمليّات الزراعة والتّخصيب الدّيني في هذه المجتمعات تجري على قدم وساق للقضاء على الأمراض والعادات الجاهليّة السيّئة في هذه المجتمعات, عبر مراحل متعدّدة من الرّسالات السماويّة التي تعاقبت لتحقيق ذلك الهدف على المدى الطّويل, وكان من بين هذه العادات التي أسّس لها الدين منذ بداياته الأولى:
الرق, وأد البنات, شرب الخمر, الزنا, الربا, القمار, اضطهاد المرآة, الشذوذ, الوثنية وغيرها ..
بعض هذه الأمراض الاجتماعية لم يبدأ المراحل الأولى للقضاء عليه إلا مع خاتمة الرّسالات السّماوية كالرّق مثلاً, هذه الجريمة الاجتماعية التي كانت مقوننة لدى الكثير من المجتمعات وبقيت كذلك حتى فترة متأخرة من القرون الماضية على الرغم من ظهورها بأشكال جديدة وخفيّة في مجتمعات مختلفة.
وطبعاً بعد كل زراعة يأتي الحصاد, ويختلف موسم الحصاد من مجتمع لآخر ومن عالم لآخر, ومع اختلاف المواعيد والمواسم يختلف القائمون على هذا الحصاد, ويتربع على عرشهم في هذا الزمن الأكثر ذكاءً وحنكة بينهم, والأكثر مرونة وشعبيّة بينهم, ألا وهي "العلمانيّة".
هذا المصطلح العالمي الذي شغلنا جميعاً وحاربنا جميعاً واضطهدنا جميعاً, يقوم على حصادنا بعدّة طرق وأساليب معروفة وغير معروفة, مقبولة وغير مقبولة, معتادة وجديدة؛ فتراه يحصد العقول بحجّة إعمال العقل, وتراه يحصد الحقوق بحجّة ضمانها, وتراه يبحث عن حريتنا في سلبها.
"العلمانية" تحصد حتى الآن ما قدّمته الأديان والرّسالات السّماوية وما تبعها من تقاليد وأعراف سعت لتحسين السّلوك البشري عبر آلاف السّنين خلال عقود قليلة لم تتجاوز حتى القرن من الزّمن, ونحن لقصر نظرنا وسذاجتنا نعتقد أن ما يحدث الآن في الدول المتقدمة في ظلال "العلمانيّة" نتيجة لتطبيقها وليس نتاجاً لتراكم تاريخي من التربية والأخلاق والتهذيب الديني لهذه الشعوب التي بدأت تفقد تدريجياً مكتسباتها كنتيجة للعلمانيّة في العقود القليلة الماضية وبدأت تظهر عليها علائم المرض والخلل من مظاهر الشذوذ والتطيّر الفكري, وما يوازي ذلك على المستويات الاقتصاديّة, والعلميّة, والثقافيّة.
من السّذاجة بمكان أن نتوقّع انكشاف هذه الظّاهرة بكل بساطة, ولكن بلا شك أنّ الحصاد سينتهي وسيبدأ الجّميع بالبحث عن حقوقه الضّائعة في هذا الحصاد الجّائر, فلا منطق في الحياة يقبل أن يحصد القليل حقوق الجّميع بإسم العدالة والدّيمقراطيّة ونشر العلمانيّة والتّوزيع العادل للحقوق, ولا عدل في أن يحكم العقل والمال ويستعبد البشر بعد أن كانت قوّة السّيف وسطوة السّلطة تستعبدهُم في أزمنة سابقة, ويتبجّح العلمانيون بعدالتها الاجتماعية..
فما رأيكم جلّ شأنكم؟
بقلمي (معاد التصنيع)
خلال تلك الفترة كانت عمليّات الزراعة والتّخصيب الدّيني في هذه المجتمعات تجري على قدم وساق للقضاء على الأمراض والعادات الجاهليّة السيّئة في هذه المجتمعات, عبر مراحل متعدّدة من الرّسالات السماويّة التي تعاقبت لتحقيق ذلك الهدف على المدى الطّويل, وكان من بين هذه العادات التي أسّس لها الدين منذ بداياته الأولى:
الرق, وأد البنات, شرب الخمر, الزنا, الربا, القمار, اضطهاد المرآة, الشذوذ, الوثنية وغيرها ..
بعض هذه الأمراض الاجتماعية لم يبدأ المراحل الأولى للقضاء عليه إلا مع خاتمة الرّسالات السّماوية كالرّق مثلاً, هذه الجريمة الاجتماعية التي كانت مقوننة لدى الكثير من المجتمعات وبقيت كذلك حتى فترة متأخرة من القرون الماضية على الرغم من ظهورها بأشكال جديدة وخفيّة في مجتمعات مختلفة.
وطبعاً بعد كل زراعة يأتي الحصاد, ويختلف موسم الحصاد من مجتمع لآخر ومن عالم لآخر, ومع اختلاف المواعيد والمواسم يختلف القائمون على هذا الحصاد, ويتربع على عرشهم في هذا الزمن الأكثر ذكاءً وحنكة بينهم, والأكثر مرونة وشعبيّة بينهم, ألا وهي "العلمانيّة".
هذا المصطلح العالمي الذي شغلنا جميعاً وحاربنا جميعاً واضطهدنا جميعاً, يقوم على حصادنا بعدّة طرق وأساليب معروفة وغير معروفة, مقبولة وغير مقبولة, معتادة وجديدة؛ فتراه يحصد العقول بحجّة إعمال العقل, وتراه يحصد الحقوق بحجّة ضمانها, وتراه يبحث عن حريتنا في سلبها.
"العلمانية" تحصد حتى الآن ما قدّمته الأديان والرّسالات السّماوية وما تبعها من تقاليد وأعراف سعت لتحسين السّلوك البشري عبر آلاف السّنين خلال عقود قليلة لم تتجاوز حتى القرن من الزّمن, ونحن لقصر نظرنا وسذاجتنا نعتقد أن ما يحدث الآن في الدول المتقدمة في ظلال "العلمانيّة" نتيجة لتطبيقها وليس نتاجاً لتراكم تاريخي من التربية والأخلاق والتهذيب الديني لهذه الشعوب التي بدأت تفقد تدريجياً مكتسباتها كنتيجة للعلمانيّة في العقود القليلة الماضية وبدأت تظهر عليها علائم المرض والخلل من مظاهر الشذوذ والتطيّر الفكري, وما يوازي ذلك على المستويات الاقتصاديّة, والعلميّة, والثقافيّة.
من السّذاجة بمكان أن نتوقّع انكشاف هذه الظّاهرة بكل بساطة, ولكن بلا شك أنّ الحصاد سينتهي وسيبدأ الجّميع بالبحث عن حقوقه الضّائعة في هذا الحصاد الجّائر, فلا منطق في الحياة يقبل أن يحصد القليل حقوق الجّميع بإسم العدالة والدّيمقراطيّة ونشر العلمانيّة والتّوزيع العادل للحقوق, ولا عدل في أن يحكم العقل والمال ويستعبد البشر بعد أن كانت قوّة السّيف وسطوة السّلطة تستعبدهُم في أزمنة سابقة, ويتبجّح العلمانيون بعدالتها الاجتماعية..
فما رأيكم جلّ شأنكم؟
بقلمي (معاد التصنيع)