آفة "التوتا أبسليوتا".. وعلاج صديق للبيئة

آفة "التوتا أبسليوتا".. وعلاج صديق للبيئة
المؤلف : حسن محمد
الأربعاء 29 كانون الأول 2010



فراشة "توتا أبسليوتا" هي الآفة التي ضربت المزروعات الحقلية من نوع "العائلة الباذنجانية" وخاصة نبات "البندورة" في بداية صيف 2010، وأدت إلى خسائر كبيرة للمزارعين، والآن وفي نهاية العام نفسه توصل الباحثون إلى علاج يحاكي الطبيعة للتخلص من هذه الآفة.





وللتعرف على العلاج الجديد لآفة "توتا أبسليوتا" ومدى مصادقته للبيئة التقى "eSyria" بتاريخ 15/12/2010 المزارع "جوزيف يعقوب" والذي تحدث عن العلاج الجديد بالقول: «تخوفنا في بداية هذا الموسم الزراعي من انتشار فراشة "توتا أبسليوتا" والتي تحتاج لأسبوع واحد لتقضي نهائيا على موسم "البندورة"، وقد استخدمنا لها مبيدات عديدة للتخفيف ما أمكن منها دون القضاء عليها إلى أن تم استيراد علاج جديد كان مفاجئاً بطريقته لعلاج هذه الآفة والذي يبتعد عن المواد الكيماوية في طريقة عمله، ويسمى العلاج الجديد "فورمونات" وهي عبارة عن أطباق تملأ بالماء وفي وسطها مكان لوضع الكبسولة التي تحتوي على جاذب للحشرة والتي تقع بالماء وتموت بمجرد الاقتراب منه ويسمى "الجاذب الذكري".

وقد أحدث هذا العلاج نقلة نوعية بالنسبة لنا نحن المزارعين رغم حداثة استخدامه وذلك من بداية شهر "كانون الأول" وانتشر بين المزارعين بسرعة كبيرة لأن الجميع ينتظر أي علاج لهذه الآفة منذ إصابة مزروعاتنا بها، كذلك فإن سعر هذه "الفورمونات" مناسب جدا مقارنة بالمبيدات التي قمنا برشها سابقا والتي أثرت سلبيا على إعطاء "عنقود الزهر" وعلى سلامة الثمرة وإمكانية استهلاكها كغذاء».

للتعرف أكثر على المرض

المزارع جوزيف يعقوب

وأسلوب علاجه الجديد يقول المهندس الزراعي "مازن طعمة": «ظهرت آفة حافرة أوراق البندورة "توتا أبسليوتا" وهي فراشة صغيرة الحجم من "أمريكا اللاتينية"، ثم انتقلت إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وتأتي خطورتها من كونها سريعة التكاثر وقصيرة العمر لكل جيل يظهر منها، وهي تصيب أوراق "البندورة" وثمارها، ولهذه الفراشة مقاومة كبيرة لكثير من أنواع المبيدات الحشرية.

لذلك وفي محاولة للحد من انتشارها ومكافحتها فقد توصل باحثون في شركة "روسيل البريطانية" إلى علاج طبيعي يحد من انتشار الفراشة، ويعتمد العلاج على مادة تسمى "فورمونات" وهي كبسولة صغيرة تحمل رائحة أنثى فراشة "توتا أبسليوتا" بحيث تنجذب ذكور الفراشة إلى الرائحة، ويتم تثبيت الفرمون الطبيعي المصنع في مصيدة مناسبة بحيث تقع الذكور المصطادة في حوض الماء المحيط "بالفورمون" والذي تخلط فيه عدة قطرات من "سائل الجلي أو الصابون أو الزيت الصيفي" لقتل الفراشة فورا ومنعها من الطيران ثانية، بالتالي فإن إناث الفراشة تضع بيوض عقيمة بسبب صيد الذكور، وهذه المادة علاج طبيعي دون رش مبيدات سامة وبالتالي الحصول على منتج نظيف وصحي».

وعن الشروط الواجب اتخاذها للأخذ بالعلاج الجديد يقول الأستاذ "مازن": «يحتاج استخدام

المهندس مازن طعمة

"الفورمونات" إلى الإجراءات المكملة أهمها وضع "الناموسيات" الخاصة "بالتوتا أبسليوتا" طيلة العام على جميع منافذ البيت البلاستيكي لمنع دخول الفراشة، إضافة لتوزيع المصائد ضمن "البيت البلاستيكي" بانتظام حيث توضع 1 إلى 2 مصيدة في البيت البلاستيكي الواحد، وأي خلل في هذا التوزيع كالزيادة مثلا يؤدي الى التشويش على الفراشة، علماً أن "الناموسيات" الخاصة "بالتوتا" تسمح بإدخال كمية أكبر من الهواء من "ناموسيات الذبابة البيضاء" إلى داخل البيت البلاستيكي الذي يحتاج إلى تهوية كافية لا تؤمنها "الناموسيات" العادية».

كما أن هناك ثلاثة أنواع "للفرمونات" يقول عنها المهندس "مازن طعمة": «أولاً "توتا أبسليوتا 500" ويبلغ تركيزها 500 ميكرو غرام / الكبسولة ويتراوح عمرها الفني بين 45 و60 يوما بحسب الظروف الجوية كدرجة الحرارة، ويوضع كل فيرمون في المصيدة الواحدة.

ثانياً "توتا أبسليوتا 100ن" تركيزها هو 2000 ميكرو غرام/الكبسولة وعمرها الفني 100 يوم.

ثالثاً "توتا ابسليوتا أوبتيما" بتركيز 800 ميكرو غرام/الكبسولة، تستخدم في الحقول المكشوفة لمدة تتراوح بين 45 و60 يوما».

هناك علاجات أخرى كيماوية مكملة للمصائد الفورمونية، مثل المبيدات المناسبة والأعداء الحيوية».

ولمعرفة مدى استخدام هذه الطريقة الجديدة التقينا مع السيد

السيد غاندي داغر

"غاندي داغر" الذي يعمل في صيدلية زراعية والذي قال لنا: «من الطبيعي أن تجد الإقبال على "مصائد الفورمونات" كبير جداً بسبب الخسائر التي سببتها هذه الفراشة، وبكل الأحوال فإن الطريقة مازالت جديدة منذ بداية شهر كانون الأول 2010 فقط، علماً أن النتائج الأولية ممتازة حيث جذب "الفورمون" ذكور الفراشة والتي سقطت في الماء وماتت، لكن مع قدوم الشتاء ضعف تأثير الفراشة عموماً والكل بانتظار فصل الربيع».