السلام عليكم
************
حذرت الطبيبة كاثرينا لاريش، من جامعة لايبزغ، من التعب الدائم كحالة تدل على معاناة الإنسان من أمراض صامتة، ومن أمراض خطيرة في بعض الأحيان.
وكشفت دراسة جديدة أجراها اتحاد شركات التأمين الصحي في ألمانيا إن نصف العاملين والموظفين يعانون من حالات الإرهاق لنحو ثلاث مرات في الأسبوع، وهذا يشمل نحو 20 مليون ألماني. إلا أن عدد المعانين من حالة إرهاق يومية، حسب معطيات شركات التأمين، لا يقل عن 4 ملايين إنسان من الجنسين، وهو ما اضطر خبراء شركات التأمين إلى تسمية التعب اليومي بالمرض الشعبي الأول في ألمانيا، حسب ما ورد بصحيفة "الشرق الأوسط".
وذكر الباحث يورجن شوستر أن اضطراب النوم كان السبب الرئيسي وراء هذه الحالة في ألمانيا. وثبت ذلك علميا من خلال إخضاع آلاف المعانين من التعب الدائم إلى الفحوصات السريرية في مختبرات النوم. وعدا عن المشكلات العائلية وإجهاد العمل، فإن حالة انقطاع التنفس أثناء النوم كانت المسئول الأول عن الأرق، وهي حالة تنجم عند نوم الإنسان على ظهره، وبسبب ضعف عضلات الرقبة والحلقوم، وتتفاقم بسبب سقوط اللسان إلى الخلف. وينقطع نفس الإنسان عندها لأقل من دقيقة ثم يطلق الجسد إنذاراته الكفيلة بدفع النائم للاستيقاظ وهو يعاني من ضيق النفس. وطبيعي فإن الحالة تتفاقم لدى الأشخاص البدينين في المساء، خصوصا بعد تعاطي الكحول والطعام الدسم. كما تنتشر الحالة بين غير الرياضيين وبين المعانين من ضعف عضلات الرقبة.
وفي مختبرات النوم، ظهر أن ضعف عضلات الرقبة يؤدي إلى حالة انقطاع النفس أثناء النوم. وكشفت تخطيطات النوم التي أخذت للمعانين من حالة الإرهاق الدائم أن التنفس ينقطع عدة مرات يوميا، ويسبب ذلك حالة الشعور بالتعب صباحا. وثبت أيضا أن عازفي آلات النفخ الموسيقية هم أقل البشر معاناة من حالة انقطاع النفس مساء بسبب دور النفخ في تقوية عضلات رقابهم.
اضطرابات النوم
كذلك أن كثرة النوم لا تقل ضررا عن قلته من الناحية الصحية. وثبت أن من ينام كثيرا، حاله حال قليلي النوم، يعاني أكثر من غيره من الاكتئاب وأمراض القلب والدورة الدموية. والمعدل الصحي للنوم هو 8 ساعات يوميا بالنسبة للبالغين، وهو ما يحفظ لهم الصحة والوعي الكافيين. ويميل الباحث شوستر إلى تفسير أمراض كثيري النوم على أنها السبب المباشر للبقاء في ظلام غرف النوم وبالتالي تلقي أقل قدر من فيتامين (دي).
وفي مختبرات النوم، اتضح أن النوم ليوم واحد لفترة طويلة أكثر من 8 ساعات لا يكفي لتعويض المعانين من قلة النوم، ومن الإعياء، عن الطاقة التي يحتاجونها. فالقضية لا تتعلق بطول فترة النوم وإنما بعمقه، وينصح شوستر لذلك بتوفير أجواء نوم عميق لفترة 7 - 8 ساعات تكفي الإنسان لاستعادة قواه بعد فترة إرهاق طويلة نسبيا.
الطبيبة كاثرينا لاريش قالت إن اضطراب النوم ليس السبب الوحيد لحالة الإرهاق اليومي التي يعاني منها البعض. وأشارت إلى أنها قد تكون انعكاسا لأمراض صامتة لا يدري الفرد أنه يعاني منها، وربما هي تعبير عن مرض خطير. وتنصح من يعاني من التعب، رغم نومه الجيد، بأن يراجع الطبيب في الحال. وكمثال، فقد كان اضطراب الغدة الدرقية وانخفاض الضغط ونقص الحديد من أكثر أسباب التعب اليومي عند النساء، في حين كانت أمراض القلب والسكري والأمراض السرطانية المختلفة من أكثر أسباب حالة الإعياء النهارية التي يعاني منها الذكور.
الخبر السار، حسب لاريش، هو أن الإرهاق اليومي قد يكون إيجابيا، بمعنى أنه ناجم عن إشارات يطلقها الجسد محذرا صاحبه من أن عظامه بحاجة إلى شيء من الراحة. وهذا يحصل مع الموظفين النشطين، والعمال المناوبين، الذي يؤدون أعمالا جسدية، كما يحصل مع الكتاب والفنانين الذي تجرفهم خيالاتهم طوال الوقت وتتسبب في تعب أدمغتهم. وحالة الإرهاق تتفاقم بالطبع في فصل الشتاء حيث يقل النور ويذهب الإنسان إلى العمل في جو مظلم ومن ثم يعود إلى البيت، بعد انتهاء العمل، في جو مظلم أيضا.
الداء الغامض
وكانت دراسة بريطانية قد أشارت إلى حالة من الخمول والإجهاد المستمر قد تصيب المرء، مسبّبةً له زيادةً في الوزن نتيجة قيام الجسم بتخزين الطاقة على شكل دهون.
وكشفت نتائجها عن وجود نوع من العدوى الفيروسية المزمنة بالمعدة لدى 60 % من المصابين، يُعتقد أنها شكل من فيروس التهاب النخاع السنجابي، يهاجم المخ مسبّباً الشعور بالإجهاد والتعب المزمن. وقد أطلق الباحثون تسمية "الداء الغامض" على هذه الحالة التي لوحظ أن 90 % من المصابين بها يعانون من أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا الحادّة بشكل دائم.
وفي هذا الإطار، يؤكّد الخبراء على دور التغذية الصحية السليمة في التصدّي لهذه الحالة، من خلال تعزيز جهاز المناعة والمساعدة في بناء الخلايا وتجديد الأنسجة. وعدّد الباحثون أبرز العادات الغذائية الخاطئة التي تؤدّي إلى الإصابة، وهي:
- تناول الأطعمة غير العضوية التي تتم زراعتها في أرض مخصّبة صناعياً وإنباتها من بذور مهجّنة وتعرّضها للرش بالمبيدات الكيميائية الضارّة، حسب ما ورد بمجلة "سيدتي".
- إنضاج الطعام النباتي وتخزينه بطريقة التجميد، ما يفقده قيمته الغذائية والعناصر الأساسية فيه كالألياف والفيتامينات والمعادن.
- الإكثار من شرب الماء أثناء تناول الطعام، ما يؤدّي إلى نقص قيمته الغذائية وزيادة الشعور بالانتفاخ والإعياء.
- إدمان تناول المنبّهات (مشروبات الكافيين) أو المواد السكرية أو الأطعمة غير الصحيّة، ما يرهق الكبد ويضعف قدرته في التخلّص من السموم.
- السرعة في تناول الطعام وعدم أخذ الوقت الكافي لإنهاء الوجبة بالكامل بسبب الانشغال في العمل أو الانهماك في التفكير.
- الإفراط في تناول الوجبات السريعة لافتقارها إلى العناصر الغذائية الهامة واحتوائها على طاقة عالية يصعب
التخلّص منها، ما يؤدّي إلى قيام الجسم بتخزينها على شكل دهون ضارّة.
- تناول الأطعمة المسبّبة للحساسية والمحتوية على "الغلوتين"، وهذه الأخيرة هي المادة الثانية في ترتيب المواد المسبّبة للحساسية بعد منتجات الألبان، يحملها الدقيق الأبيض خصوصاً.
خطوات غذائية
إتباع نظام غذائي صحّي يشكّل الخطوة الأولى في علاج حالة التعب المزمنة، وذلك بإتباع الآتي:
- يجب أن يحتوي النظام الغذائي على 50 % من سعراته الحرارية على الكربوهيدرات المركّبة المتوافرة في الخضر والفاكهة بأنواعها وحبوب القمح والذرة البيضاء والشعير، والأرز البني.
- ينبغي ألا يتجاوز معدّل الدهون أو الزيوت 25 % من السعرات الحرارية اليومية. كما يُنصح باستعمال الدهون غير المشبعة في الطهو، كزيوت الزيتون ودوار الشمس والذرة.
- يجب أن يمثّل عنصر البروتين 25 % من عدد السعرات الحرارية المتناولة يومياً، ويتوافر في الدواجن واللحوم الحمراء والأسماك والمكسرات.
- ينصح الباحثون بالإكثار من تناول الذرة البيضاء، فهي غذاء قلوي يخفّض نسبة الحموضة في الجسم. كما يُوصى بتناول الشوفان الذي يساعد في استقرار معدّل السكر في الدم.
- يحبذ تناول الأرز البني والذرة الشامية والحنطة السوداء كبدائل عن منتجات القمح لخلوّها من مادة «الغلوتين». فرغم أن الدقيق يعدّ مرتفعاً في قيمته الغذائية، إلا أنه من الأطعمة الحمضية التي لا يُنصح بها لحالات الإرهاق المزمنة.
- أكّد الخبراء على أن جميع الأطعمة الطبيعية تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم بالمعدّلات المطلوبة لصحة الإنسان، وبالتالي تشكّل إضافة كميّات زائدة من الملح ضرراً بالغاً على توازن الجسم. وفي هذا الإطار، يُنصح باستبدال الملح العادي بالأعشاب الطبيعية والتوابل الصحيّة أو ملح البحر الغني بالمعادن الضرورية.
- يجب أن يحتوي النظام الغذائي على نسبة كبيرة من الألياف التي تخلّص الجسم من السموم وتحافظ على نسبة السكر في الدم. ويُنصح بتناول من 8 إلى 10 أكواب من الماء المقطّر يومياً، كما حصتين إلى 3 حصص من الفاكهة الطازجة ومن 3 إلى 5 حصص من الخضر العضوية يومياً.
- ينبغي للمصابين بالتعب المزمن الحصول على الأنزيمات الهاضمة عبر المواظبة على تناول المكمّلات الغذائية التي تعمل على تحسين كفاءة الجهاز الهضمي.
- يُنصح بالابتعاد عن استهلاك كميّات كبيرة من السكر المكرّر والملح العادي والدهون المشبعة.
- توصّلت الأبحاث إلى أن آلية العطش تتم في الجسم ببطء أكبر من آلية الجوع، ما يؤدّي إلى صعوبة التمييز بين الشعور بالجوع والعطش. لذا، ينصح الخبراء بتناول الماء أو أي مشروب عند البدء في الشعور بالجوع، مع حاجة الجسم إلى السوائل كبديل عن تناول الطعام.
الإجهاد الجسدي والعاطفي
الإجهاد الجسدي والفكري والعاطفي، يجعلنا نفرز كميات زائدة من معدلات هورمون الكورتيزول الذي بدوره يزيد حالة الشعور بالانزعاج والرعب المرهق والقلق والاكتئاب وصولاً الى اضطرابات في حركة القلب. ارتفاع كمية هذا الهورمون هو السبب في كل ما يصيبنا من إرهاق واكتئاب وأمراض جانبية أخرى.
الدكتور الأمريكي ريتشارد وانستين الخبير بهذه الحالات، يقدم برنامجاً سهلاً لمنع زيادة الكورتيزول، ويؤتي هذا البرنامج نتيجته خلال 24 ساعة حتى مع استمرار حالات أسباب التوتر والإرهاق الخارجية. إتباع البرنامج يشعرنا بالهدوء والراحة والسعادة مع إعادة حالتنا الصحية إلى طبيعتها خلال أسبوعين.
1- التقليل من تناول الأطعمة الضارة:
من هذه المواد والأطعمة الضارة التي يتوجب علينا الابتعاد عنها هي على سبيل المثال: الغازات (مشروبات الصودا الغازية)، الأطعمة المقلية، البسكويتات بأنواعها والنشويات.
استبدال هذه المواد بما هو مفيد. مثلاً: البروتينات الناعمة، الفواكه، الخضر والبقول.
هذه المواد تمنع ارتفاع هورمون الكورتيزول المؤذي بنسبة 85 % فنشعر بالفائدة صحياً وفكرياً ونفسياً منذ اليوم الأول.
2- تناول بعض المعادن المفيدة:
إن تناول الكالسيوم والماغنيزيوم والزنك كفيل بتنشيط غدد الأدرينال التي تقاوم ارتفاع كمية نسبة الكورتيزول المؤذي. كما أن هذه المعادن تخفف من توتر العضلات وتخفف من حالات القلق أثناء النوم، إضافة إلى فائدتها في معالجة ارتفاع ضغط الدم.
يقول الخبير الطبي إن 80 % من الناس تنقصهم هذه المعادن في أجسامهم.
3- الاستعانة بالثلج:
89 % منا يعانون من آلام العضلات والمفاصل. والخطأ أنهم يلجأون عادة لتناول الأدوية والحبوب القاتلة للألم بكميات كبيرة.
الوسيلة الأفضل للقضاء على مثل هذه الآلام هي اللجوء الى الثلج. بوضع أكياس ثلج فوق المناطق المؤلمة مرتين يومياً 20 دقيقة كل مرة ليزول الألم فوراً. ولا مانع من تناول بعض الحبوب المهدئة للألم والمساعدة مثل تيلانول الذي لا يسبب التهاباً معوياً كباقي الأدوية الأخرى.
4- تكلمي مع صديقاتك:
إن التكتم على مثل هذه الحالات في داخلنا، يزيد هذه الحالات سوءاً، إذ أن الصمت يرفع معدل كمية الكورتيزول السيئ. لذلك اختاري صديقة تثقين بها وترتاحين إليها وحدّثيها عما تشعرين به.
مجرد إخراج مشاعرنا من الداخل والبوح بها للآخرين يخفف من كمية الكورتيزول في داخلنا بنسبة 400 % عن حالة صمتنا وعدم البوح بها لسوانا.
*****************
منقووووووووووووووووووول للفائدة