قالتها بكلّ طلاقة لسان وبكلِّ إرتياح...
.
أنا راحلَه....
لقد نطقتها شفتاها بكلِّّ إنسيابيه....إنهَّاأحرف خمسة وخفّت من الكلام..
لكنّني رأيتُ شفتاها قوساًوتلك الحروفُ سهامًا...تخرِق جدران قلبي...
وتحمل في حدّها سُمّ الفراق.....
تغلغلت حتىَّ سالت الدِّماءُ من قلبي ...دماءٌ كانت ممزوجةٌ برحيقِ حبَّها....
كلُّ قطراتِ دمائي تجمَّعت في بركة...وجرت إليها كالوديان...
.
و لامستْ قدَماها...اللَّتان تريدانِ الرحيل......
كأنيِّ أرى الدِّماءَ تسترجِيها...
..
لا تذهبي...لاترحلي...
..
إلى أين تمَضين؟...من سيُمطرُ عليكِ الأَرض حباّ....
ويُسكنَكِ في قصورِ قلبهِ ...ويجعلْ خلاياهُ خدماً لكِ..
...
ويفرشُ لكِ بساطَ الملكاتْ...في الغدوِّ والعودة...
.
منْ دونه قولي من؟؟ سوف لن تجدي....
لكنّها إستدارتْ بظهرها..وقرّرتِ الرّحيل..
..
وجعلت يومي ذاك يوماً طويل....
.
بل هو يوم لاينتهي...سرمدي ..
لقد توقّفت ساعاتُ الزّمن...وسكنت الأرض عن الدوران...
..
حملتُني وفاجعتيِ وهمَمْتُ بالعودة...أمشي على الارض التّي كانت قبلاّ...
يافعةً خضراء.....
...
لم أراها الآن جرداء...
.
وأبصرتُ إلى السّماء فلا أراها زرقاء...
..
وأنظرُ من حولي فليس هناك أحياء...
.
وأصبحت جزيئات الهواء كالجبس ...فتحجّرت رئتاي..
.
وقُطِعت الأنفاس عنها....
..
وتلبَّدت السّماءُ بسحابة سوداء..
..
وأخذت تمطر علي ّ مطرا كأنه قطران...فساء.
وريحٌ تعصفُ من الجنوب ريحُ الوداع...أشعرتني ببرد الشِِّّتاء...
.
صواعق على قلبي ...تُنزّل لاتبقي ولاتَذر..ورعدٌ يهز الحجر والشَّجرْ...
.
أيا جِسر المعجزاتْ...
.
أُنقلني إلى هناك إلى الجهة الأخرى إلى حيث تكون إلى عالمها..
.
فإنّي لا أقوى هناُ على البقاءْ...
...
أيا بساطَ السَّاحراتْ...
.
إحملني إليها كمابرقٍ..واجعلها ليلةً لي كليلة الاسراء..
..
حرّر نفسي يا قدرْ من المتاهات...وأسلك بي نهجاً يوصلي إلى غايتي..
.
إنّي نذرتُ أن أكونَ لها أو لا أكونْ...
فلا تتركوني بين طعن الذِّكرياتْ...وألمِ الشَّوقِ المجنونْ..
.
وخذو قلبي ليقتفي آثارها..إنّكم سو ف تظِّلُُّون الطَّريق.
فهناك موطنه إنّه هنا غريب...
.
.............................
...