الأديانُ .. والأعياد والآلهة إبداع شرقي.. انتقلت جميعها من الشّرقِ إلى الغرب ولم يأحذ الشّرقُ عن الغرب
منها شيئاً سوى عيدٍ واحد تسلل إلينا حديثاً هو ... عيدُ الحبّ ..وكأننا بحاجةٍ لأعياد أو أنّ الحب بحاجةٍ لعيد..
ماهو عيد الحب أو عيد الفالانتاين وكيف تسلَّل إلى ثقافتنا وفرض نفسه كطقس من الطُّقوس المقدَّسة.؟؟ عيد الحب
أو عيد القديس فالانتاين هو عيد روماني قديم كان له شأنٌ رفيعٌ عند الرومان يرتبط بأسطورة قديمة تحكي أنَّ
"روميلوس " الذي يعتقد الرّومان أنه بنى مدينة روما قد رضع من ذئبةٍ فاكتسب بذلك قوةً في البدن ورجاحةً في
العقل وعَزَت الأسطورة تلك الحادثة لمحبة الآلهة لروميلوس ودأب الرومان على الاحتفال قي تلك المناسبة في منتصف
شهر شباط/ فبراير حيثُ موسم تزاوج الطيور على أنه عيدٌ للحبّ الإلهي وكانت احتفالاتهم بذلك العيد تقوم على تقديم
القربان بذبح كلب وعنزة ويؤتى بشابين قويي البنية ويدهن جسديهما بدماء القربان ثمّ يطوفان المدينة يتبعهما الناس في
موكب مهيب وفي جو من الفرح والحبور وفي يدي كل منهما سوط جلدي يضرب به كل امرأة تصادفه في الطريق لأن
ذلك في زعمهم يمنحها الخصوبة ويمنع عنها العقم ثم يقومون بعد ذلك بغسل جسدي الشّابين باللبن(الحليب )وفي القرن
الثالث الميلادي زمنَ الامبراطور "كلاوديوس" أصدر هذا الامبراطور قانوناً منع فيه الجنود من الزواج خلال
خدمتهم في الجيش الروماني وحرَّم عليهم عقد زيجات شرعيّة فانبرى رجل من المسيحيين ( فالانتاين )يعقد قران
الجنود على حبيباتهم مخالفاً القرار الامبراطوري وراح فوق ذلك يساعدهم ويهيّء لهم فرصة اللقاء وتنامى خبر فالانتاين
إلى الامبراطور فأمر بسجنه ثم بقتله بعد أن أذاقه صنوف العذاب وتردد أنَّ فالنتاين نفسه قد وقع في حبِّ ابنةِ سجّانه وكان
يتطلع إليها مستغرقاً فيها بصمت وقبل أن يساق إلى الإعدام بعث إليها بقصاصة مهرها بكلمتي : (من عاشقكِ )
فصارت هاتان الكلمتان عرفاً وتقليداً في رسائل العشّاق واعتبر فالنتاين شهيداً للحب بعد اعتماد المسيحية ديناً رسمياً في
الامبراطورية الرومانية كانت الاحتفالات بعيد روميلوس لا تزال قائمة وفي محاولة من رجال الكنيسة لإضفاء مسحة
مسيحية على ذلك العيد الوثني وافقوا بينه وبين دفن فالانتاين ليستمر احتفال الرومان بعيدهم المحبب بطقوسه الوثنية وإنما
برسميةٍ دينية في القرون الوسطى تنوعت طقوس الاحتفال بعيد الحب فأصبحت الفتيات الراغبات بالزواج يكتبن أسماءهن
على قصاصات ورقية توضع في جرة عند امرأة عمدة البلدة ثم يأتي الشبان الراغبون في الزواج في يوم الحب ويتناول
كلّ منهم قصاصة فتكون صاحبة الاسم المدون فيها خطيبته وفي العيد التالي يتم عقد زفافهما إن تواءمت روحاهما وامتزجت
نفساهما وتوافقت طباعهما وإن لم يتحقق ذلك تعيد الفتاة وضع اسمها في الجرة من جديد وفي القرن الثامن عشرازداد
إقبال الناس على الاحتفال بيوم الفالانتاين وبات يحظى بشعبية عظيمة لدى الأوربيين عامّةً وحين تبناه الأمريكان حاول
الكهنة في أمريكا تسويق يوم الفالانتاين دينياً من جديد إذ راحوا يحضون الشبان إرفاق هداياهم للفتيات العازبات من ورود
حمراء وقطع من الشوكولا بقصاصات دونت عليها فقراتٍ من الكتاب المقدّس غير أنه
اتخذ لديهم فيما بعدُ طابعاً تجاريّاً وأنشئت منتصفَ القرن التاسع عشر أول شركة لتصميم وطباعة بطاقات المعايدة والهدايا
التي تتناول هذا اليوم ليصبح بعدها عيد الحب مناسبةً تجارية أكثر من كونه عيداً ونجحوا في تسويقه لجميع الأمم
هل الحب بحاجة إلى يوم يحتفل فيه بمعنى هل الحب منسيٌ في بقية الأيام وتخصيص يوم له هو بمثابة تذكيربما هو مفقود في
بقية أيّام العام أم أن الحب أصبح زائفاً ويجب التذكير بالحب الحقيقي في هذا اليوم... هل يمكن للحب أن يكون حباً إلا
إذا كان خالصاً.. صادقاً ..ودائماً..أم أن حب هذا الزمان يمكن اختزاله في يوم .. في .. وردة ..
في قصاصة
عدل سابقا من قبل الحارث في 13/2/2011, 22:01 عدل 1 مرات