في وصيته أمر دي ساد بأن تترك جثته في الغرفة التي يموت فيها لمدة 48 ساعة دون أن تمس
كلنا
سمعنا بمصطلح السادية, والتي يمكن تعريفها ببساطة بأنها اللذة المتولدة لدى
البعض من إلحاق الألم والأذى الجسدي والنفسي بالآخرين، وغالبا ما ترتبط
بالعلاقات الجنسية, ويظن أغلبنا بأن هذا المصطلح عربي, لكنه ليس كذلك, فهو
مشتق من اسم ماركيز فرنسي كانت حياته حافلة بالمغامرات والفضائح التي
جعلته يقضي سنوات طويلة من عمره في السجن, ألف خلالها عدة روايات إباحية
تدور حول السادية والعنف المصاحب للجنس ونادت بالإلحاد ونبذ الأخلاق, لذلك
منعت كتبه في أغلب بلدان العالم. مستبد,
غاضب, متطرف في كل شيء مع خيال فاجر فاسق وإلحاد إلى حد التعصب, هكذا يصف
الماركيز دي ساد، نفسه في إحدى رسائله الأخيرة, وصف مختصر لحياة جامحة
وعاصفة تمردت على كل شيء فأصبحت لدى البعض رديفا للرذيلة والانحراف, ولدى
آخرين عنوانا للتحرر من القيود التي تكبل النفس البشرية. حياة كانت تجليا
للرغبات الجامحة والشاذة التي تعتمل في عقل وخيال أغلب الناس إلا أنها عادة
تكبح بسوط التقاليد والأخلاق والدين, أما الماركيز دي ساد وأمثاله فيطلقون
لها العنان لتفعل ما تشاء.
ولد
الفونس فرانسوا دي ساد في 2 يونيو/حزيران 1740 في أحد القصور الملكية
الفرنسية. كانت عائلته تعود في أصولها الى إحدى أعرق و أقدم العوائل
الارستقراطية الفرنسية. درس في طفولته على يد عمه آبي دي ساد, الذي كان
مثقفا ماجنا, ثم التحق بإحدى المدارس الخاصة بأبناء الطبقة النبيلة لإكمال
دراسته, وفي سن الخامسة عشرة التحق بالجيش في صنف الخيالة الملكية الخفيفة
وشارك في القتال أثناء حرب السنوات السبع التي نشبت بين القوى العظمى في
أوروبا آنذاك, وأثبت بسالته في ساحة الحرب فكان فارسا جريئا يقتحم صفوف
الأعداء بلا خوف. وتمت ترقيته إلى رتبة عقيد وهو في سن التاسعة عشرة من
العمر.
في عام 1763 ترك الماركيز دي ساد الجيش وعاد إلى باريس شابا وسيما يبحث
عن المتعة واللذة. وباريس آنذاك لم تكن المدينة الفاضلة بل كانت قصورها
تزخر بأخبار الحفلات الجنسية الماجنة وخيانة الأزواج والزوجات. وكان البلاط
نفسه مرتعا للفساد الأخلاقي إذ كان الملك ينتزع النساء الجميلات من أيدي
أزواجهن ليصبحن محظياته وخليلات فراشه وأشهرهن في هذا المجال هي مدام دي
بومبادور.
وكانت نساء البلاط يتخذن العشاق لإشباع نزواتهن حتى أصبح الصراع على
الرجال أشبه بالرهان والتحدي, ورغم أن عقوبة الشذوذ الجنسي كانت تصل حد
الإعدام إلا أن علاقات اللواط والسحاق كانت متفشية بين أفراد المجتمع
الراقي, وكانت المنشطات الجنسية وأدوات اللهو الجنسي معروفة ورائجة.
وكخلاصة فإن الدولة الفرنسية كانت منخورة بالفساد المالي والأخلاقي، والذي
طال حتى الكنيسة وكان سببا رئيسيا لتصاعد حقد الشعب على الطبقة
الارستقراطية، إذ بينما كان هؤلاء يلهون ويلعبون كان الناس يرزحون تحت وطأة
الجوع والفقر, ونتيجة لذلك تفشت الأفكار الثورية وعقائد الكفر والإلحاد
وانتشرت الحانات ومواخير الدعارة والانحلال الأخلاقي.
في هذا المجتمع عاش الماركيز دي ساد وكانت رواياته الماجنة والخليعة هي
انعكاس لنوع حياة وثقافة كانت رائجة في باريس, مزجها هو بالخيال وعبقها
برائحة الدم.
ولإبعاده عن حياة الليل وأحضان بغايا باريس فقد خططت عائلته لتزويجه من
رينيه دي مينتري وهي ابنة إحدى العوائل البرجوازية الغنية التي أعجبت
بالماركيز الشاب والوسيم فوافقت عليه في الحال. وسكن الزوجان في أحد القصور
بالقرب من باريس, إلا أن الزواج لم يغير شيئا من طباع الماركيز فسرعان ما
بدأت أخبار فضائحه الجنسية تنتشر وتصبح على كل لسان.
كان يقضي جل وقته في بيوت الدعارة, ولم تقتصر علاقاته الجنسية على
النساء بل شملت الرجال أيضا, واشتكت الكثير من المومسات من معاملته السيئة
لهن إذ كان يتمتع بإلحاق الأذى بهن وتعذيبهن، لذلك تعرض للاحتجاز والسجن
لفترات قصيرة، وحذرت الشرطة جميع بيوت الدعارة في باريس من خطر التعامل
معه.
في عام 1768 قام بدعوة فتاة فقيرة اسمها روز كيلر إلى قصره بحجة
مساعدتها, وهناك قام بحبسها وجلدها واغتصابها ثم سكب الشمع المصهور على
جسدها، وتمكنت الفتاة من التخلص من قبضة الماركيز بإلقاء نفسها من نافذة في
الطابق الثاني للقصر، وهربت مذعورة لتخبر الشرطة, ورغم أن دي ساد أقنعها
بواسطة المال لتتنازل عن دعواها ضده إلا أن الحكومة قررت إبعاد الماركيز عن
باريس وإقصائه ليعيش بعيدا في قلعته في دي لاكوست الواقعة جنوب فرنسا.
في القلعة عاش الماركيز مع زوجته التي كانت تحبه، لذلك كانت تحميه وتغطي
عليه رغم علمها بأفعاله. وفي عام 1771 حضرت شقيقة زوجته لزيارتهم, كانت
شابة وعذراء تعيش في الدير من أجل أن تصبح راهبة, وسرعان ما أوقعها دي ساد
في حبائله وأقام معها علاقة كان غرضه الأول منها هو إغضاب حماته التي كانت
علاقته بها سيئة.
واستمر دي ساد في مجونه وخلاعته وفي عام 1772 أقام حفلة جنسية صاخبة ضمت
أربعة بغايا بالإضافة الى خادمه لاتور الذي كان على علاقة جنسية شاذة به,
وقام الماركيز باستعمال بعض المساحيق القوية كمنشطات جنسية مما أدى إلى
تسمم إحدى الفتيات لذلك صدر عليه حكم بالإعدام بتهمة استعمال السم إضافة
إلى ممارسة اللواط, لكن الماركيز تمكن من الفرار إلى إيطاليا قبل إلقاء
القبض عليه واصطحب معه أخت زوجته وخادمه لاتور. وألقي القبض عليه في
إيطاليا بعد فترة وتم سجنه مع خادمه في أحد الحصون, أما شقيقة زوجته فقد
التجأت إلى أحد الأديرة وبقيت هناك لما تبقى من حياتها.
لم يمض الماركيز دي ساد فترة طويلة في سجنه إذ سرعان ما تمكن هو وخادمه
من الهرب من الحصن تاركا رسالة في زنزانته موجهة إلى سجانيه يشكرهم فيها
على معاملتهم الجيدة، ويتمنى ألا يعاقبوا بسبب فراره, و عاد إلى قلعته في
لاكوست ليعيش متخفيا وليستمر في حياته الماجنة بمساعدة زوجته التي كانت
تعشقه إلى درجة أنها مستعدة لتغفر له كل شيء, حتى علاقته الآثمة مع أختها,
وقامت بتوظيف عدد من الخدم الوسيمين والخادمات الحسناوات لتوفر اللذة التي
ينشدها زوجها والذي كان لا يمل ولا يكل من حفلات الجنس الجماعي الماجنة
والتي تشمل الفتيات والفتيان وتمارس خلالها كل أنواع الشذوذ الجنسي من لواط
وسحاق وجنس جماعي وسادية مصحوبة بضرب السياط ووضع اللجام على الأفواه
وتكبيل الأيدي والأقدام وغيرها من الطرق التي برع الماركيز فيها وكتب عنها
في قصصه ورواياته الإباحية.
وبسبب هذا المجون المصحوب بالجنون, كان أغلب من يوظفهم الماركيز وزوجته
يفرون سريعا بسبب التحرش بهم واغتصابهم أحيانا, وكانت بعض أفعال الماركيز
شنيعة إلى درجة أنه في عام 1777 أتى والد إحدى الفتيات اللواتي يعملن في
القلعة وحاول اغتيال الماركيز لكن لحسن حظ هذا الأخير فإن المسدس لم يطلق
النار.
في عام 1778 وصلت رسالة إلى القلعة تخبر الماركيز بأن والدته مريضة
وتحتضر وعندما ذهب لزيارتها في باريس اكتشف أنها ماتت، وألقي القبض عليه,
كان كمينا دبرته له حماته التي لم تغفر له أبدا إغواءه لابنتها الصغرى
واصطحابه إياها معه إلى إيطاليا. وسجن الماركيز في قلعة فينسن، واستطاع
الهرب منها لكنه سرعان ما قبض عليه مرة أخرى، وأعيد إلى سجنه ليقضي فيه عدة
سنوات أمضاها في تأليف رواياته الإباحية.
وفي عام 1784 تم نقله إلى سجن الباستيل الشهير, وهناك كتب دي سادي بعض
أشهر رواياته ومنها “120 يوما في سادوم أو مدرسة الفجور” و”جستين”
و”جوليت”.
ويقال إن الماركيز كان أحد الأسباب في انطلاق الشرارة الأولى للثورة
الفرنسية ضد الملكية عام 1789, إذ بينما كانت باريس تغلي بالغضب, صرخ دي
ساد من زنزانته للجموع الهادرة في الخارج قائلا “إنهم يقتلون السجناء
هنا!”, ولم تمض سوى أيام حتى قامت الثورة وسقط الباستيل.
أطلق سراح الماركيز دي ساد من السجن عام 1790, ليجد كل شيء حوله قد
تغيير. ابناه الاثنان وابنته أصبحوا شبابا يافعين بالكاد يعرفونه, وزوجته
طلبت الطلاق وحصلت عليه, فأصبح وحيدا لكنه لم يشعر بالحزن بل بالعكس أحس
بالراحة للتخلص من قيد العائلة. وتحول إلى ثوري حد العظم رغم خلفيته
الارستقراطية، فأطلق على نفسه اسم “المواطن ساد” وسكن في باريس لأن قلعته
في لاكوست دمرتها الجموع الغاضبة أثناء الثورة. والتقى بممثلة مغمورة اسمها
ماري كويستانس كيسنه, كان زوجها قد هجرها تاركا إياها مع طفل صغير في
السادسة من العمر, وعاش الاثنان معا ولم يفرقهما سوى الموت.
بدأ الماركيز يخوض الحياة السياسية وانضم إلى اللجان الثورية ثم انتخب
عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية, ورغم موقفه من الثورة وتأييده لها الا
أن الكثيرين كانوا ينظرون إليه على اعتبار أنه ارستقراطي سابق, وساء وضعه
مع التحاق ابنه بصفوف المعارضين للثورة.
وفي عام 1793 فصل من منصبه واتهم بمعاداة الثورة ليزج به في السجن أثناء
فترة الرعب التي أعدم خلالها الآلاف من الفرنسيين بجرة قلم من رئيس لجنة
السلامة العامة, السفاح ماكسميليان روبسبير, لكن يبدو أن عنق الماركيز نجت
من المقصلة بسبب خطأ حدث في السجلات.
وفي عام 1794 قتل روبسبير وانتهت فترة الرعب وأطلق سراح الماركيز الذي
بدأت أموره المادية تسوأ فأجبر عام 1796 على بيع أطلال قلعته وممتلكاته في
لاكوست بسعر زهيد, واستمر خلال السنوات التي تلت الثورة بتأليف رواياته
الإباحية إضافة إلى بعض الروايات السياسية، كما قدم عدة عروض لبعض
مسرحياته، ولاقى بعضها نجاحا وقبولا جيدا بين الجمهور الفرنسي.
في عام 1801 أمر نابليون بونابرت بإلقاء القبض على الشخص الذي ألف
روايتي “جوستين” و”جوليت” وإيداعه السجن أيا كان وبدون محاكمة, لذلك ألقي
القبض على الماركيز دي ساد وأودع احد السجون في باريس، لكنه سرعان ما نقل
إلى سجن آخر بسبب محاولته إغواء أحد المساجين الشباب.
في عام 1803 قامت عائلته بإعلانه مجنونا ودبرت لإخراجه من السجن وأودع
في إحدى المصحات العقلية وسمح لعشيقته ماري كيسنه أن تعيش معه حيث ادعت
أنها ابنته, وفي المصحة استمر الماركيز بتأليف رواياته وقدم بعض مسرحياته
كما أنه لم يتوقف أبدا من البحث عن اللذة الجنسية رغم بلوغه سن السبعين،
فأقام علاقة مع ابنة أحد الموظفين في المصحة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما،
واستمرت هذه العلاقة لأربع سنوات حتى وفاته عام 1814.
في وصيته أمر دي ساد بأن تترك جثته في الغرفة التي يموت فيها لمدة 48
ساعة دون أن تمس، ثم تنقل بعدها إلى إحدى ضياعه لتدفن فيها, ورغم إلحاده
ورفضه لأي مظهر ديني في جنازته إلا أن عائلته جلبت كاهنا ليصلي عليه، ووضعت
صليبا على قبره, وتم فتح القبر بعد عدة عقود وأخذت جمجمته من أجل دراستها
في علم قراءة الجماجم (نظرية قديمة يرفضها العلم الحديث بالكامل تقوم على
أساس أن شكل جمجمة الإنسان يؤثر في تصرفاته وسلوكه).
وبعد وفاة الماركيز قام ابنه البكر بإحراق جميع أوراقه والتي احتوت على
الكثير من الروايات والمسرحيات التي لم تطبع, كما قامت العائلة بتغيير
لقبها, وإلى اليوم يتحاشى أغلب أحفاد دي ساد ذكر أي صلة لهم به.
رغم ضياع أغلب أعماله وكتاباته بعد وفاته إلا أن بعضها استطاعت البقاء وخصوصا تلك التي طبعت في حياة الماركيز ومن أشهرها:
- 120 يوما في السادوم أو مدرسة الفجور: وهي أعز رواية على قلب الماركيز
كتبها أثناء سجنه في الباستيل وأخفاها في قوائم أحد الأسرة خوفا من أن
يصادرها السجانون, وبعد الثورة اقتحمت الجماهير الغاضبة سجن الباستيل
ونهبته فحزن الماركيز بشدة لظنه بأن روايته قد ضاعت مع بقية أعماله التي
انتهبها الرعاع, لكن في سنة 1904 تم اكتشاف النسخة التي أخفاها الماركيز عن
طريق الصدفة وطبعت وحولت إلى فيلم أيضا.
وتدور قصتها حول أربعة رجال أغنياء يحبسون أنفسهم مع 42 فتى وفتاة في
قلعة معزولة فوق الجبال ويدعون إليها أربع قوادات ليقصصن ما صادفنه في
حياتهن من مغامرات جنسية وتصبح قصصهن ملهما للرجال الأربعة لإنزال شتى
أنواع العذاب والإيذاء الجنسي بالفتية والفتيات والتي تنتهي بقتلهم جميعا.
- جستين: وهي عن امرأة شابة ترتكب عدة جرائم فيحكم عليها بالموت وتقوم
برواية قصة حياتها إلى سيدة أخرى, تخبرها عن تعرضها للاغتصاب في سن الثالثة
عشرة، وعن سوء الحظ الذي رافقها طول حياتها فاغتصبت واعتدي عليها جنسيا
وجسديا أينما ذهبت وحلت, تروي كل ذلك بالتفصيل.
- الفلسفة في المخدع: تدور حول فتاة في الخامسة عشرة من العمر اسمها
يوجين أرسلها أهلها لتتعلم على يد ثلاثة مدرسين, امرأة وأخيها وخنثي, ويقوم
هؤلاء بإقناع الفتاة بأن الأخلاق والتقاليد مجرد أكاذيب ويعلموها شتى فنون
الجنس، ويقيمون حفلات ماجنة يشارك فيها الجميع وعندما تحضر أمها لتخليصها
من أيديهم يقومون باغتصاب الأم وتعذيبها وتشترك البنت في ذلك بحماسة وتتمنى
قتل أمها فيأتون بعبد مصاب بمرض الزهري ليغتصب الأم وينقل لها المرض ثم
يتركوها لتعود إلى بيتها تجر أذيال الخيبة والعار.
وهناك روايات ومسرحيات أخرى كثيرة للماركيز دي ساد تدور جميعها حول نبذ
الأخلاق والتقاليد والدين وترك الإنسان حرا يفعل ما يشاء بدون أي قيد كما
تتضمن جميعها شتى أشكال الإباحية المقرونة عادة بالعنف كالاغتصاب واللواط
والسحاق وزنا المحارم وكل ما يمكن أن يتخيله العقل في مجال الجنس, ورغم أن
بعض هذه الروايات نشرت وترجمت إلى لغات أخرى غير الفرنسية, إلا أنها في
غالبيتها ممنوعة من التداول في أغلب دول العالم لما تحويه من عنف وأفكار
سادية, وربما يكون المجال الوحيد الذي أمكن عرض روايات الماركيز فيه هو
الأفلام الإباحية حيث اقتبست أغلبها في هذا المجال.
يبقى أن نذكر أن الماركيز دي ساد, رغم ممارسته للعنف الجسدي واحتواء
أغلب قصصه ورواياته على القتل وإراقة الدماء إلا أن الرجل لم يعرف عنه بأنه
قتل إنسانا سوى ربما في ساحة المعركة. وكتب هو عن نفسه قائلا “لقد تخيلت
جميع أنواع المعاصي, لكني بالتأكيد لم اقترفها كلها ولن اقترفها”.
ملاحظة
هناك فرق بين السادية والمازوخية (نسبة إلى ليوبولد مازوخ كاتب
نمساوي), فالسادي يشعر باللذة و النشوة لإيقاع الألم على الغير، أما
المازوخي أو المازوكي فهو يشعر باللذة لوقوع الألم عليه. فالماركيز دي ساد
كان يتمتع بإيذاء من يمارس الجنس معه، أما مازوخ فكان يطلب من عشيقته أن
تعذبه وتغتصبه ويشعر بالنشوة لذلك.
ميدل ايست اونلاين[size=9]المصدر..موقع جريدة الأوسط[/size]
سمعنا بمصطلح السادية, والتي يمكن تعريفها ببساطة بأنها اللذة المتولدة لدى
البعض من إلحاق الألم والأذى الجسدي والنفسي بالآخرين، وغالبا ما ترتبط
بالعلاقات الجنسية, ويظن أغلبنا بأن هذا المصطلح عربي, لكنه ليس كذلك, فهو
مشتق من اسم ماركيز فرنسي كانت حياته حافلة بالمغامرات والفضائح التي
جعلته يقضي سنوات طويلة من عمره في السجن, ألف خلالها عدة روايات إباحية
تدور حول السادية والعنف المصاحب للجنس ونادت بالإلحاد ونبذ الأخلاق, لذلك
منعت كتبه في أغلب بلدان العالم. مستبد,
غاضب, متطرف في كل شيء مع خيال فاجر فاسق وإلحاد إلى حد التعصب, هكذا يصف
الماركيز دي ساد، نفسه في إحدى رسائله الأخيرة, وصف مختصر لحياة جامحة
وعاصفة تمردت على كل شيء فأصبحت لدى البعض رديفا للرذيلة والانحراف, ولدى
آخرين عنوانا للتحرر من القيود التي تكبل النفس البشرية. حياة كانت تجليا
للرغبات الجامحة والشاذة التي تعتمل في عقل وخيال أغلب الناس إلا أنها عادة
تكبح بسوط التقاليد والأخلاق والدين, أما الماركيز دي ساد وأمثاله فيطلقون
لها العنان لتفعل ما تشاء.
ولد
الفونس فرانسوا دي ساد في 2 يونيو/حزيران 1740 في أحد القصور الملكية
الفرنسية. كانت عائلته تعود في أصولها الى إحدى أعرق و أقدم العوائل
الارستقراطية الفرنسية. درس في طفولته على يد عمه آبي دي ساد, الذي كان
مثقفا ماجنا, ثم التحق بإحدى المدارس الخاصة بأبناء الطبقة النبيلة لإكمال
دراسته, وفي سن الخامسة عشرة التحق بالجيش في صنف الخيالة الملكية الخفيفة
وشارك في القتال أثناء حرب السنوات السبع التي نشبت بين القوى العظمى في
أوروبا آنذاك, وأثبت بسالته في ساحة الحرب فكان فارسا جريئا يقتحم صفوف
الأعداء بلا خوف. وتمت ترقيته إلى رتبة عقيد وهو في سن التاسعة عشرة من
العمر.
في عام 1763 ترك الماركيز دي ساد الجيش وعاد إلى باريس شابا وسيما يبحث
عن المتعة واللذة. وباريس آنذاك لم تكن المدينة الفاضلة بل كانت قصورها
تزخر بأخبار الحفلات الجنسية الماجنة وخيانة الأزواج والزوجات. وكان البلاط
نفسه مرتعا للفساد الأخلاقي إذ كان الملك ينتزع النساء الجميلات من أيدي
أزواجهن ليصبحن محظياته وخليلات فراشه وأشهرهن في هذا المجال هي مدام دي
بومبادور.
وكانت نساء البلاط يتخذن العشاق لإشباع نزواتهن حتى أصبح الصراع على
الرجال أشبه بالرهان والتحدي, ورغم أن عقوبة الشذوذ الجنسي كانت تصل حد
الإعدام إلا أن علاقات اللواط والسحاق كانت متفشية بين أفراد المجتمع
الراقي, وكانت المنشطات الجنسية وأدوات اللهو الجنسي معروفة ورائجة.
وكخلاصة فإن الدولة الفرنسية كانت منخورة بالفساد المالي والأخلاقي، والذي
طال حتى الكنيسة وكان سببا رئيسيا لتصاعد حقد الشعب على الطبقة
الارستقراطية، إذ بينما كان هؤلاء يلهون ويلعبون كان الناس يرزحون تحت وطأة
الجوع والفقر, ونتيجة لذلك تفشت الأفكار الثورية وعقائد الكفر والإلحاد
وانتشرت الحانات ومواخير الدعارة والانحلال الأخلاقي.
في هذا المجتمع عاش الماركيز دي ساد وكانت رواياته الماجنة والخليعة هي
انعكاس لنوع حياة وثقافة كانت رائجة في باريس, مزجها هو بالخيال وعبقها
برائحة الدم.
ولإبعاده عن حياة الليل وأحضان بغايا باريس فقد خططت عائلته لتزويجه من
رينيه دي مينتري وهي ابنة إحدى العوائل البرجوازية الغنية التي أعجبت
بالماركيز الشاب والوسيم فوافقت عليه في الحال. وسكن الزوجان في أحد القصور
بالقرب من باريس, إلا أن الزواج لم يغير شيئا من طباع الماركيز فسرعان ما
بدأت أخبار فضائحه الجنسية تنتشر وتصبح على كل لسان.
كان يقضي جل وقته في بيوت الدعارة, ولم تقتصر علاقاته الجنسية على
النساء بل شملت الرجال أيضا, واشتكت الكثير من المومسات من معاملته السيئة
لهن إذ كان يتمتع بإلحاق الأذى بهن وتعذيبهن، لذلك تعرض للاحتجاز والسجن
لفترات قصيرة، وحذرت الشرطة جميع بيوت الدعارة في باريس من خطر التعامل
معه.
في عام 1768 قام بدعوة فتاة فقيرة اسمها روز كيلر إلى قصره بحجة
مساعدتها, وهناك قام بحبسها وجلدها واغتصابها ثم سكب الشمع المصهور على
جسدها، وتمكنت الفتاة من التخلص من قبضة الماركيز بإلقاء نفسها من نافذة في
الطابق الثاني للقصر، وهربت مذعورة لتخبر الشرطة, ورغم أن دي ساد أقنعها
بواسطة المال لتتنازل عن دعواها ضده إلا أن الحكومة قررت إبعاد الماركيز عن
باريس وإقصائه ليعيش بعيدا في قلعته في دي لاكوست الواقعة جنوب فرنسا.
في القلعة عاش الماركيز مع زوجته التي كانت تحبه، لذلك كانت تحميه وتغطي
عليه رغم علمها بأفعاله. وفي عام 1771 حضرت شقيقة زوجته لزيارتهم, كانت
شابة وعذراء تعيش في الدير من أجل أن تصبح راهبة, وسرعان ما أوقعها دي ساد
في حبائله وأقام معها علاقة كان غرضه الأول منها هو إغضاب حماته التي كانت
علاقته بها سيئة.
واستمر دي ساد في مجونه وخلاعته وفي عام 1772 أقام حفلة جنسية صاخبة ضمت
أربعة بغايا بالإضافة الى خادمه لاتور الذي كان على علاقة جنسية شاذة به,
وقام الماركيز باستعمال بعض المساحيق القوية كمنشطات جنسية مما أدى إلى
تسمم إحدى الفتيات لذلك صدر عليه حكم بالإعدام بتهمة استعمال السم إضافة
إلى ممارسة اللواط, لكن الماركيز تمكن من الفرار إلى إيطاليا قبل إلقاء
القبض عليه واصطحب معه أخت زوجته وخادمه لاتور. وألقي القبض عليه في
إيطاليا بعد فترة وتم سجنه مع خادمه في أحد الحصون, أما شقيقة زوجته فقد
التجأت إلى أحد الأديرة وبقيت هناك لما تبقى من حياتها.
لم يمض الماركيز دي ساد فترة طويلة في سجنه إذ سرعان ما تمكن هو وخادمه
من الهرب من الحصن تاركا رسالة في زنزانته موجهة إلى سجانيه يشكرهم فيها
على معاملتهم الجيدة، ويتمنى ألا يعاقبوا بسبب فراره, و عاد إلى قلعته في
لاكوست ليعيش متخفيا وليستمر في حياته الماجنة بمساعدة زوجته التي كانت
تعشقه إلى درجة أنها مستعدة لتغفر له كل شيء, حتى علاقته الآثمة مع أختها,
وقامت بتوظيف عدد من الخدم الوسيمين والخادمات الحسناوات لتوفر اللذة التي
ينشدها زوجها والذي كان لا يمل ولا يكل من حفلات الجنس الجماعي الماجنة
والتي تشمل الفتيات والفتيان وتمارس خلالها كل أنواع الشذوذ الجنسي من لواط
وسحاق وجنس جماعي وسادية مصحوبة بضرب السياط ووضع اللجام على الأفواه
وتكبيل الأيدي والأقدام وغيرها من الطرق التي برع الماركيز فيها وكتب عنها
في قصصه ورواياته الإباحية.
وبسبب هذا المجون المصحوب بالجنون, كان أغلب من يوظفهم الماركيز وزوجته
يفرون سريعا بسبب التحرش بهم واغتصابهم أحيانا, وكانت بعض أفعال الماركيز
شنيعة إلى درجة أنه في عام 1777 أتى والد إحدى الفتيات اللواتي يعملن في
القلعة وحاول اغتيال الماركيز لكن لحسن حظ هذا الأخير فإن المسدس لم يطلق
النار.
في عام 1778 وصلت رسالة إلى القلعة تخبر الماركيز بأن والدته مريضة
وتحتضر وعندما ذهب لزيارتها في باريس اكتشف أنها ماتت، وألقي القبض عليه,
كان كمينا دبرته له حماته التي لم تغفر له أبدا إغواءه لابنتها الصغرى
واصطحابه إياها معه إلى إيطاليا. وسجن الماركيز في قلعة فينسن، واستطاع
الهرب منها لكنه سرعان ما قبض عليه مرة أخرى، وأعيد إلى سجنه ليقضي فيه عدة
سنوات أمضاها في تأليف رواياته الإباحية.
وفي عام 1784 تم نقله إلى سجن الباستيل الشهير, وهناك كتب دي سادي بعض
أشهر رواياته ومنها “120 يوما في سادوم أو مدرسة الفجور” و”جستين”
و”جوليت”.
ويقال إن الماركيز كان أحد الأسباب في انطلاق الشرارة الأولى للثورة
الفرنسية ضد الملكية عام 1789, إذ بينما كانت باريس تغلي بالغضب, صرخ دي
ساد من زنزانته للجموع الهادرة في الخارج قائلا “إنهم يقتلون السجناء
هنا!”, ولم تمض سوى أيام حتى قامت الثورة وسقط الباستيل.
أطلق سراح الماركيز دي ساد من السجن عام 1790, ليجد كل شيء حوله قد
تغيير. ابناه الاثنان وابنته أصبحوا شبابا يافعين بالكاد يعرفونه, وزوجته
طلبت الطلاق وحصلت عليه, فأصبح وحيدا لكنه لم يشعر بالحزن بل بالعكس أحس
بالراحة للتخلص من قيد العائلة. وتحول إلى ثوري حد العظم رغم خلفيته
الارستقراطية، فأطلق على نفسه اسم “المواطن ساد” وسكن في باريس لأن قلعته
في لاكوست دمرتها الجموع الغاضبة أثناء الثورة. والتقى بممثلة مغمورة اسمها
ماري كويستانس كيسنه, كان زوجها قد هجرها تاركا إياها مع طفل صغير في
السادسة من العمر, وعاش الاثنان معا ولم يفرقهما سوى الموت.
بدأ الماركيز يخوض الحياة السياسية وانضم إلى اللجان الثورية ثم انتخب
عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية, ورغم موقفه من الثورة وتأييده لها الا
أن الكثيرين كانوا ينظرون إليه على اعتبار أنه ارستقراطي سابق, وساء وضعه
مع التحاق ابنه بصفوف المعارضين للثورة.
وفي عام 1793 فصل من منصبه واتهم بمعاداة الثورة ليزج به في السجن أثناء
فترة الرعب التي أعدم خلالها الآلاف من الفرنسيين بجرة قلم من رئيس لجنة
السلامة العامة, السفاح ماكسميليان روبسبير, لكن يبدو أن عنق الماركيز نجت
من المقصلة بسبب خطأ حدث في السجلات.
وفي عام 1794 قتل روبسبير وانتهت فترة الرعب وأطلق سراح الماركيز الذي
بدأت أموره المادية تسوأ فأجبر عام 1796 على بيع أطلال قلعته وممتلكاته في
لاكوست بسعر زهيد, واستمر خلال السنوات التي تلت الثورة بتأليف رواياته
الإباحية إضافة إلى بعض الروايات السياسية، كما قدم عدة عروض لبعض
مسرحياته، ولاقى بعضها نجاحا وقبولا جيدا بين الجمهور الفرنسي.
في عام 1801 أمر نابليون بونابرت بإلقاء القبض على الشخص الذي ألف
روايتي “جوستين” و”جوليت” وإيداعه السجن أيا كان وبدون محاكمة, لذلك ألقي
القبض على الماركيز دي ساد وأودع احد السجون في باريس، لكنه سرعان ما نقل
إلى سجن آخر بسبب محاولته إغواء أحد المساجين الشباب.
في عام 1803 قامت عائلته بإعلانه مجنونا ودبرت لإخراجه من السجن وأودع
في إحدى المصحات العقلية وسمح لعشيقته ماري كيسنه أن تعيش معه حيث ادعت
أنها ابنته, وفي المصحة استمر الماركيز بتأليف رواياته وقدم بعض مسرحياته
كما أنه لم يتوقف أبدا من البحث عن اللذة الجنسية رغم بلوغه سن السبعين،
فأقام علاقة مع ابنة أحد الموظفين في المصحة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما،
واستمرت هذه العلاقة لأربع سنوات حتى وفاته عام 1814.
في وصيته أمر دي ساد بأن تترك جثته في الغرفة التي يموت فيها لمدة 48
ساعة دون أن تمس، ثم تنقل بعدها إلى إحدى ضياعه لتدفن فيها, ورغم إلحاده
ورفضه لأي مظهر ديني في جنازته إلا أن عائلته جلبت كاهنا ليصلي عليه، ووضعت
صليبا على قبره, وتم فتح القبر بعد عدة عقود وأخذت جمجمته من أجل دراستها
في علم قراءة الجماجم (نظرية قديمة يرفضها العلم الحديث بالكامل تقوم على
أساس أن شكل جمجمة الإنسان يؤثر في تصرفاته وسلوكه).
وبعد وفاة الماركيز قام ابنه البكر بإحراق جميع أوراقه والتي احتوت على
الكثير من الروايات والمسرحيات التي لم تطبع, كما قامت العائلة بتغيير
لقبها, وإلى اليوم يتحاشى أغلب أحفاد دي ساد ذكر أي صلة لهم به.
رغم ضياع أغلب أعماله وكتاباته بعد وفاته إلا أن بعضها استطاعت البقاء وخصوصا تلك التي طبعت في حياة الماركيز ومن أشهرها:
- 120 يوما في السادوم أو مدرسة الفجور: وهي أعز رواية على قلب الماركيز
كتبها أثناء سجنه في الباستيل وأخفاها في قوائم أحد الأسرة خوفا من أن
يصادرها السجانون, وبعد الثورة اقتحمت الجماهير الغاضبة سجن الباستيل
ونهبته فحزن الماركيز بشدة لظنه بأن روايته قد ضاعت مع بقية أعماله التي
انتهبها الرعاع, لكن في سنة 1904 تم اكتشاف النسخة التي أخفاها الماركيز عن
طريق الصدفة وطبعت وحولت إلى فيلم أيضا.
وتدور قصتها حول أربعة رجال أغنياء يحبسون أنفسهم مع 42 فتى وفتاة في
قلعة معزولة فوق الجبال ويدعون إليها أربع قوادات ليقصصن ما صادفنه في
حياتهن من مغامرات جنسية وتصبح قصصهن ملهما للرجال الأربعة لإنزال شتى
أنواع العذاب والإيذاء الجنسي بالفتية والفتيات والتي تنتهي بقتلهم جميعا.
- جستين: وهي عن امرأة شابة ترتكب عدة جرائم فيحكم عليها بالموت وتقوم
برواية قصة حياتها إلى سيدة أخرى, تخبرها عن تعرضها للاغتصاب في سن الثالثة
عشرة، وعن سوء الحظ الذي رافقها طول حياتها فاغتصبت واعتدي عليها جنسيا
وجسديا أينما ذهبت وحلت, تروي كل ذلك بالتفصيل.
- الفلسفة في المخدع: تدور حول فتاة في الخامسة عشرة من العمر اسمها
يوجين أرسلها أهلها لتتعلم على يد ثلاثة مدرسين, امرأة وأخيها وخنثي, ويقوم
هؤلاء بإقناع الفتاة بأن الأخلاق والتقاليد مجرد أكاذيب ويعلموها شتى فنون
الجنس، ويقيمون حفلات ماجنة يشارك فيها الجميع وعندما تحضر أمها لتخليصها
من أيديهم يقومون باغتصاب الأم وتعذيبها وتشترك البنت في ذلك بحماسة وتتمنى
قتل أمها فيأتون بعبد مصاب بمرض الزهري ليغتصب الأم وينقل لها المرض ثم
يتركوها لتعود إلى بيتها تجر أذيال الخيبة والعار.
وهناك روايات ومسرحيات أخرى كثيرة للماركيز دي ساد تدور جميعها حول نبذ
الأخلاق والتقاليد والدين وترك الإنسان حرا يفعل ما يشاء بدون أي قيد كما
تتضمن جميعها شتى أشكال الإباحية المقرونة عادة بالعنف كالاغتصاب واللواط
والسحاق وزنا المحارم وكل ما يمكن أن يتخيله العقل في مجال الجنس, ورغم أن
بعض هذه الروايات نشرت وترجمت إلى لغات أخرى غير الفرنسية, إلا أنها في
غالبيتها ممنوعة من التداول في أغلب دول العالم لما تحويه من عنف وأفكار
سادية, وربما يكون المجال الوحيد الذي أمكن عرض روايات الماركيز فيه هو
الأفلام الإباحية حيث اقتبست أغلبها في هذا المجال.
يبقى أن نذكر أن الماركيز دي ساد, رغم ممارسته للعنف الجسدي واحتواء
أغلب قصصه ورواياته على القتل وإراقة الدماء إلا أن الرجل لم يعرف عنه بأنه
قتل إنسانا سوى ربما في ساحة المعركة. وكتب هو عن نفسه قائلا “لقد تخيلت
جميع أنواع المعاصي, لكني بالتأكيد لم اقترفها كلها ولن اقترفها”.
ملاحظة
هناك فرق بين السادية والمازوخية (نسبة إلى ليوبولد مازوخ كاتب
نمساوي), فالسادي يشعر باللذة و النشوة لإيقاع الألم على الغير، أما
المازوخي أو المازوكي فهو يشعر باللذة لوقوع الألم عليه. فالماركيز دي ساد
كان يتمتع بإيذاء من يمارس الجنس معه، أما مازوخ فكان يطلب من عشيقته أن
تعذبه وتغتصبه ويشعر بالنشوة لذلك.
ميدل ايست اونلاين[size=9]المصدر..موقع جريدة الأوسط[/size]