هذه القصة ليست من الخيال أو من الرؤى الحالمة.. بل واقع نساء العراق يخيّل للقارئ أنها ليست واقعية.. فلكنّ الله يا نساء العراق.
يعيش أبو ياسر وزوجته وطفليهما ياسر ومريم في أحد أحياء بغداد الشعبية، يعمل أبو ياسر سائق أجرة (تكسي) في سيارة تعود لابن عمه الذي لقي حتفه عند دخول القوات الأمريكية بغداد وبذلك يعيل أبو ياسر عائلته وعائلة ابن عمه من عمله كسائق أجرة وفي يوم كان يسلك أبو ياسر طريق مطار بغداد الدولي فإذا بنقطة تفتيش أمريكية تستوقفه فلم يخالف لهم أمرا لأنه يعلم أن المخالفات المرورية في العراق عقوبتها الرصاص فدماء العراقيين مستباحة بحسب توصيات العم سام، لم يكن يعرف أبو ياسر من الانكليزية سوى yes or no)) ليجيب الجنود عن استفساراتهم فاثر الجنود أخذه معهم ساعات وساعات وأم ياسر تنتظر قدوم الزوج بقوت طفليها لكن بلا جدوى لم تكن هناك تهمه محددة سوى "أن الكلب المرافق للدورية الأمريكية قد شم رائحة بارود والأمريكان في العراق يثقون بكلابهم كثيرا. ". !
الكلام هنا لأم ياسر عن المحامي الذي وضعته لمتابعة قضية زوجها تروي تفاصيل الحادث بعبارات تحمل رنة البكاء بين كلماتها.
وتكمل أم ياسر بعد أن جففت دمعها وعبثا حاول المحامي أن يشرح للضابط الأمريكي أن السيارة كانت في أحد ألمراب التي شهدت عدة انفجارات قبل يوم من إلقاء القبض على أبو ياسر ولان الداخل إلى أبو غريب لابد له أن يخضع لإجراءات تحقيقيه مطولة فمرت الأيام والشهور وأبو ياسر خلف القضبان الأمريكية وأم ياسر خلف قضبان العوز والحاجة.
ليس للبيت حاجة
المدة التي قضاها أبو ياسر في سجن أبو غريب أتت على أخر قطعة أثاث في منزل الزوجية المتواضع وأخر فلس من المدخرات البسيطة التي كنا نحتفظ بها للزمن وتقلباته لسد نفقات المعيشة ولدفع الرشاوى لإدخال الحاجات الضرورية إلى داخل السجن ولدفع بعض أتعاب المحامي الذي تخلى عن القضية لصعوبة التواصل مع المحققين داخل السجن أو ربما لأنه أيقن أن القانون في العراق تحت وصاية البندقية وهنا أصبحت الخيارات أمام أم ياسر قليلة أو تكاد معدومة هل تنتظر أم تحاول أن تفعل شيء للرجل الذي ارتبطت به على سنة الله ورسوله والذي لا ذنب له سوى أن كلب شم رائحة بارود داخل سيارته؟؟ فقررت أن تطرق أبواب السجن بنفسها لعل أحدا يرشدها إلى الطريقة التي تخرج فيها راعي الدار من محنته التي هو فيها تسكت برهة لترضع الطفلة مريم التي استيقظت على صوت بكاء أمها.
رشوة لمن!
أصبحت أم ياسر تقضي جل وقتها مفترشة الأرض أمام السجن عل فرجا قريبا يجلس إلى جوارها يوما يأكل يوم والنقود التي استدانتها بدأت تنفذ وربما لا تستطيع أن تجد من يقرضها مجددا وفي أحد الأيام صرخ بها أحد المترجمين مستفسرا عن سبب تواجدها شبه اليومي أمام السجن فشرحت له القصة فاخبرها أن تذهب وتأتي بعد يومين بعد أن أخذ منها الاسم الكامل لزوجها ويوم اعتقاله تقول أم ياسر كم كنت سعيدة وأنا أخبره باسم زوجي الذي دونه في دفتر صغير كان يحمله شعرت أن الأيام التي عشتها لم تكن إلا كابوس آن الأوان أن أستفيق منه وبعد يومين ذهبت إلى السجن وبعد ثلاث ساعات من الانتظار والعطش والترقب جاءني المترجم وكان يرتدي ملابس عسكرية أمريكية وأخبرها أن زوجها قيد التحقيق وأنه تكلم مع ضابط التحقيق الذي تربطه به صداقة قوية زان موقف زوجها سيء للغاية!! ــ ماذا فعل يا ترى ــ لأنهم يشكون فيه لكن إلحاحي الشديد عليه والكلام للمترجم جعله يوافق أن يطلق سراحه مقابل 10000 $ صعقت أم ياسر من حجم المبلغ الذي لم تكن تحلم أن تمتلك عشره وعبثا حاولت أن تشرح له براءة زوجها وأنهم عائلة تكاد تكون معدمه ووو...
لكن لا حياة لمن تنادي ولكي يصعب الأمر عليها أخبرها أنهم يوشكون على ترحيل زوجها لمعتقل كوبا في البصرة خلال خمسة أيام رجعت أم ياسر تطرق أبواب من تعرفه لتدبير المبلغ لاسيما وأن أبو ياسر رجل وحداني ومقطوع من شجرة.
الثمن الغالي!!
تسترسل أم ياسر والدمع يملئ مقلتيها غير مهتمة بمريم التي تنظر إلى وجهها في سرد تفاصيل قصتها كل أهل الحي عرفوا بقصتي لكنهم أناس بسطاء يتكفلون بقوت يومهم بصعوبة وقبل نهاية المهلة بيومين جاءت لي جارتي (ن) وبعد عبارات المواساة طرحت علي فكرة بيع مريم أو ياسر إلى امرأة غنية عاقر تعرفها على وشك السفر إلى دولة مصر هربا من تدهور الأحوال في العراق, فقمت بطردها على الفور خارج بيتي وبدون تفكير وما أن شرقت شمس اليوم الأخير للمهلة حتى وجدت نفسي أقف على باب جارتي (ن) وأنأ أحمل طفلي أضعهما بين يديها تختار من تشاء منهم فقامت بأخذ ياسر لأن ثمنه يكفي لشراء حرية أبيه (لم تدفع نون سوى 6000$ لشراء مريم) وهي تردد على مسامعي ما زلت صغيره وغدا يخرج زوجك وتنجبي بدل الولد عشرة.
لم تغب سوى دقائق لتعطيني عشرة ألاف دولار أمسكت النقود كالمجنونة وشيء في داخلي يخبرني أنه إذا خرج زوجي فإنه سيسترد ولدي ذهبت إلى السجن في الموعد المحدد ولأول مرة كان المترجم يقف خارج السجن أخذ النقود مني وأخبرني أن أنتظر قدوم زوجي بعد ثلاثة أيام وحاولت أن أشرح له أني بعت ياسر ألا أنه توارى عن ناظري عدت للبيت أنتظر قدري تبكي وتقول كم كان الوقت يمر ثقيلا وسط التكهنات السوداوية والأسئلة المخيفة، هل كان المترجم صادق معي، ولماذا وثقت به بسهوله أنا حتى لم أكن أعرف سوى أن اسمه الأول (حامد)، هل ياسر بخير الآن، ماذا سيقول زوجي عندما يعرف بما جرى، هل تقنع الأم الجديدة بمبرراتنا وتعيد لنا ياسر؟؟؟
بعد يومين عاد زوجي منهكا متعبا شكرت الله - عز وجل - إلا أن لساني قد أصابه الخرس عندما سألني أين ياسر؟؟ سكتت فترة ليست بالقصيرة قبل أن انفجرت باكية بين يديه وروت ما حدث على عجل لم يتكلم سوى أنه ذهب يركض إلى دار الجارة (ن) ليجدها قد سافرت هي الأخرى خارج العراق!!.
يعيش أبو ياسر وزوجته وطفليهما ياسر ومريم في أحد أحياء بغداد الشعبية، يعمل أبو ياسر سائق أجرة (تكسي) في سيارة تعود لابن عمه الذي لقي حتفه عند دخول القوات الأمريكية بغداد وبذلك يعيل أبو ياسر عائلته وعائلة ابن عمه من عمله كسائق أجرة وفي يوم كان يسلك أبو ياسر طريق مطار بغداد الدولي فإذا بنقطة تفتيش أمريكية تستوقفه فلم يخالف لهم أمرا لأنه يعلم أن المخالفات المرورية في العراق عقوبتها الرصاص فدماء العراقيين مستباحة بحسب توصيات العم سام، لم يكن يعرف أبو ياسر من الانكليزية سوى yes or no)) ليجيب الجنود عن استفساراتهم فاثر الجنود أخذه معهم ساعات وساعات وأم ياسر تنتظر قدوم الزوج بقوت طفليها لكن بلا جدوى لم تكن هناك تهمه محددة سوى "أن الكلب المرافق للدورية الأمريكية قد شم رائحة بارود والأمريكان في العراق يثقون بكلابهم كثيرا. ". !
الكلام هنا لأم ياسر عن المحامي الذي وضعته لمتابعة قضية زوجها تروي تفاصيل الحادث بعبارات تحمل رنة البكاء بين كلماتها.
وتكمل أم ياسر بعد أن جففت دمعها وعبثا حاول المحامي أن يشرح للضابط الأمريكي أن السيارة كانت في أحد ألمراب التي شهدت عدة انفجارات قبل يوم من إلقاء القبض على أبو ياسر ولان الداخل إلى أبو غريب لابد له أن يخضع لإجراءات تحقيقيه مطولة فمرت الأيام والشهور وأبو ياسر خلف القضبان الأمريكية وأم ياسر خلف قضبان العوز والحاجة.
ليس للبيت حاجة
المدة التي قضاها أبو ياسر في سجن أبو غريب أتت على أخر قطعة أثاث في منزل الزوجية المتواضع وأخر فلس من المدخرات البسيطة التي كنا نحتفظ بها للزمن وتقلباته لسد نفقات المعيشة ولدفع الرشاوى لإدخال الحاجات الضرورية إلى داخل السجن ولدفع بعض أتعاب المحامي الذي تخلى عن القضية لصعوبة التواصل مع المحققين داخل السجن أو ربما لأنه أيقن أن القانون في العراق تحت وصاية البندقية وهنا أصبحت الخيارات أمام أم ياسر قليلة أو تكاد معدومة هل تنتظر أم تحاول أن تفعل شيء للرجل الذي ارتبطت به على سنة الله ورسوله والذي لا ذنب له سوى أن كلب شم رائحة بارود داخل سيارته؟؟ فقررت أن تطرق أبواب السجن بنفسها لعل أحدا يرشدها إلى الطريقة التي تخرج فيها راعي الدار من محنته التي هو فيها تسكت برهة لترضع الطفلة مريم التي استيقظت على صوت بكاء أمها.
رشوة لمن!
أصبحت أم ياسر تقضي جل وقتها مفترشة الأرض أمام السجن عل فرجا قريبا يجلس إلى جوارها يوما يأكل يوم والنقود التي استدانتها بدأت تنفذ وربما لا تستطيع أن تجد من يقرضها مجددا وفي أحد الأيام صرخ بها أحد المترجمين مستفسرا عن سبب تواجدها شبه اليومي أمام السجن فشرحت له القصة فاخبرها أن تذهب وتأتي بعد يومين بعد أن أخذ منها الاسم الكامل لزوجها ويوم اعتقاله تقول أم ياسر كم كنت سعيدة وأنا أخبره باسم زوجي الذي دونه في دفتر صغير كان يحمله شعرت أن الأيام التي عشتها لم تكن إلا كابوس آن الأوان أن أستفيق منه وبعد يومين ذهبت إلى السجن وبعد ثلاث ساعات من الانتظار والعطش والترقب جاءني المترجم وكان يرتدي ملابس عسكرية أمريكية وأخبرها أن زوجها قيد التحقيق وأنه تكلم مع ضابط التحقيق الذي تربطه به صداقة قوية زان موقف زوجها سيء للغاية!! ــ ماذا فعل يا ترى ــ لأنهم يشكون فيه لكن إلحاحي الشديد عليه والكلام للمترجم جعله يوافق أن يطلق سراحه مقابل 10000 $ صعقت أم ياسر من حجم المبلغ الذي لم تكن تحلم أن تمتلك عشره وعبثا حاولت أن تشرح له براءة زوجها وأنهم عائلة تكاد تكون معدمه ووو...
لكن لا حياة لمن تنادي ولكي يصعب الأمر عليها أخبرها أنهم يوشكون على ترحيل زوجها لمعتقل كوبا في البصرة خلال خمسة أيام رجعت أم ياسر تطرق أبواب من تعرفه لتدبير المبلغ لاسيما وأن أبو ياسر رجل وحداني ومقطوع من شجرة.
الثمن الغالي!!
تسترسل أم ياسر والدمع يملئ مقلتيها غير مهتمة بمريم التي تنظر إلى وجهها في سرد تفاصيل قصتها كل أهل الحي عرفوا بقصتي لكنهم أناس بسطاء يتكفلون بقوت يومهم بصعوبة وقبل نهاية المهلة بيومين جاءت لي جارتي (ن) وبعد عبارات المواساة طرحت علي فكرة بيع مريم أو ياسر إلى امرأة غنية عاقر تعرفها على وشك السفر إلى دولة مصر هربا من تدهور الأحوال في العراق, فقمت بطردها على الفور خارج بيتي وبدون تفكير وما أن شرقت شمس اليوم الأخير للمهلة حتى وجدت نفسي أقف على باب جارتي (ن) وأنأ أحمل طفلي أضعهما بين يديها تختار من تشاء منهم فقامت بأخذ ياسر لأن ثمنه يكفي لشراء حرية أبيه (لم تدفع نون سوى 6000$ لشراء مريم) وهي تردد على مسامعي ما زلت صغيره وغدا يخرج زوجك وتنجبي بدل الولد عشرة.
لم تغب سوى دقائق لتعطيني عشرة ألاف دولار أمسكت النقود كالمجنونة وشيء في داخلي يخبرني أنه إذا خرج زوجي فإنه سيسترد ولدي ذهبت إلى السجن في الموعد المحدد ولأول مرة كان المترجم يقف خارج السجن أخذ النقود مني وأخبرني أن أنتظر قدوم زوجي بعد ثلاثة أيام وحاولت أن أشرح له أني بعت ياسر ألا أنه توارى عن ناظري عدت للبيت أنتظر قدري تبكي وتقول كم كان الوقت يمر ثقيلا وسط التكهنات السوداوية والأسئلة المخيفة، هل كان المترجم صادق معي، ولماذا وثقت به بسهوله أنا حتى لم أكن أعرف سوى أن اسمه الأول (حامد)، هل ياسر بخير الآن، ماذا سيقول زوجي عندما يعرف بما جرى، هل تقنع الأم الجديدة بمبرراتنا وتعيد لنا ياسر؟؟؟
بعد يومين عاد زوجي منهكا متعبا شكرت الله - عز وجل - إلا أن لساني قد أصابه الخرس عندما سألني أين ياسر؟؟ سكتت فترة ليست بالقصيرة قبل أن انفجرت باكية بين يديه وروت ما حدث على عجل لم يتكلم سوى أنه ذهب يركض إلى دار الجارة (ن) ليجدها قد سافرت هي الأخرى خارج العراق!!.