منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

أهلاً بكم في منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

بتسجيلكم والدخول الى حساباتكم تصبحون قادرين على المشاركة وارسال المساهمات وتبادل المعلومات والرسائل الخاصة مع باقي الأعضاء ضمن حدود الإحترام..

نرجو منكم الالتزام بالأخلاقيات العامة واحترام الآخرين وارسال المساهمات ذات القيمة المضافة وذكر مصدر أي معلومة جديدة تضيفونها الى المنتدى في مشاركاتكم تحت طائلة العقوبة..

شكراً لإهتمامكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

أهلاً بكم في منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

بتسجيلكم والدخول الى حساباتكم تصبحون قادرين على المشاركة وارسال المساهمات وتبادل المعلومات والرسائل الخاصة مع باقي الأعضاء ضمن حدود الإحترام..

نرجو منكم الالتزام بالأخلاقيات العامة واحترام الآخرين وارسال المساهمات ذات القيمة المضافة وذكر مصدر أي معلومة جديدة تضيفونها الى المنتدى في مشاركاتكم تحت طائلة العقوبة..

شكراً لإهتمامكم

منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مبادىء التنشئة المسكونية (بعضها منقول) 1+2

    الحق الواجب النظام القوة
    الحق الواجب النظام القوة
    إبن البلد المميز
    إبن البلد المميز


    ذكر عدد الرسائل : 1777
    العمر : 48
    العمل/الترفيه : بصدق واخلاص نبني
    المزاج : عال العال
    تاريخ التسجيل : 08/07/2008

    فري زون
    ملاعب بانياس الساحل:

    مبادىء التنشئة المسكونية (بعضها منقول) 1+2 Empty مبادىء التنشئة المسكونية (بعضها منقول) 1+2

    مُساهمة من طرف الحق الواجب النظام القوة 29/7/2008, 19:15

    أولا : الاستماع للرأى الآخر
    [size=12][size=18][font=Times New Roman]مبادئ للتنشئة المسكونية
    نحن نريد أن نُكوّن نشء وجيل لديه استعداد لسماع الرأى الآخر، مهما كان مختلفاً. هناك فرق بين أن يكون لدى الإنسان وضوحاً فى الرؤيا فى مسائل خاصة بالعقيدة وبين أن يكون غير مستعد للاستماع لأى رأى مخالف لما يراه أو يفهمه لدرجة أنه قد لا يستطيع أن يحتمل الاستماع إلى آخر الفقرة من الكلام.
    وهناك تساؤل فى هذا المجال : إذا كان أى إنسان يتكلم وقاطعه آخر هل يعتبر هذا الأسلوب أسلوباً خاطئاً؟ للرد على ذلك نقول أنه يجوز أن يقاطعه فى الكلام على شرط أن يعطيه فرصة ليكمل كلامه مرة أخرى. بمعنى أن المقاطعة ليس هدفها منعه عن الكلام إنما قد تكون عرضاً لملاحظة اعتراضية. أى أنه إذا وجدت ملاحظة فى نصف الكلام يمكن أن تقال ولا تكون هذه هى الروح المرفوضة التى نود أن نبتعد عنها. لكن المرفوض هو إنه قد يوجد شخص لا يحتمل أن يستمع إلى نهاية الحديث. وكلمة لا يحتمل أى أنه يعترض على استكمال الحديث ويعترض على الاستماع. هذه الروح نسميها تعصب وهى عدم وجود استعداد لسماع الرأى الآخر وهذا ما نريد مقاومته فى النشء. نحن نريد أن نغرس فى أولادنا الاستعداد لسماع الرأى الآخر.
    وبالنسبة لمقاطعة الكلام قبل نهايته؛ هناك آية تقول "من يجيب عن أمر قبل أن يسمعه، فله حماقة وعار" (أم18: 13). اللياقة فى الحديث وفى التفاهم مع الآخرين تستوجب أن يستمع الإنسان لمحدثه حتى يعرض وجهة نظره كاملة ويساعده على شرح رأيه فى سهولة ويسر، مع عدم الإطالة والتكرار غير الضرورى.

    جيل الرأى الواحد يقاوم أى فكر جديد:
    إذا أنشأنا جيلاً لا يستطيع الاستماع إلا لما يعرفه ويقتنع به فقط. سيأتى يوم سيقاوموننا نحن أنفسنا إذا فُرض أن اتسعت مفاهيمنا أو رؤيتنا لقضية من القضايا. فقد تقرأ مثلا أقوالاً للقديس أثناسيوس، أو القديس كيرلس الكبير. وتتسع مفاهيمك لقضية من القضايا، فإذا عرضتها حينئذ على الشباب الذين تربّوا على مفاهيم معينة، فسوف يقاوموك أنت نفسك. وليست الكنائس أو الطوائف الأخرى فقط التى سوف يقاومونها، بل لأنهم لم يتعودوا أن يسمعوا إلا لما تعلموه من قبل فقط فسوف يقاومونك أنت أيضاً.

    ثانياً : التفرقة بين الاختلاف فى التعبير اللاهوتى والاختلاف فى الجوهر الإيمانى العقيدى
    فى أيام القديس أثناسيوس كان البعض يترجمون كلمة هيبوستاسيس (( اليونانية بمعنى جوهر، والبعض الآخر يترجمونها أقنوم. بعض الناس يقولون إن من يعتبر أن الثالوث ثلاثة هيبوستاسيس (( يؤمن بثلاثة جواهر فى الله أى تعدد آلهة ويتهمونهم بالهرطقة وانقسام الآلهة. وآخرين يعتبرون أن الذين يقولون عن الله أنه هيبوستاسيس (( واحد سابيليين يؤمنون بالأقنوم الواحد. نتج ذلك عن الاختلاف فى استخدام كلمة هيبوستاسيس  فالواحد يعتبر أنها تعنى جوهر والآخر يعتبر أنها تعنى أقنوم وأصبحت مشكلة بين مدرستين. فكان رد القديس أثناسيوس عليهم كالآتى : إن كان أحد يريد أن يعتبر هيبوستاسيس  تعنى أقنوم، إذاً سيكونوا ثلاثة هيبوستاسيس  وإذا أراد آخر اعتبارها جوهر فسيكون هيبوستاسيس  واحد. وقال إنه هو نفسه يمكنه أن يقولها فى نفس اليوم بالتعبيرين. وبهذا أعطانا درساً كبيراً جداً فى كيفية البحث عن الحقيقة اللاهوتية وليس عن اللفظ. فما أكثر ما حدث من قيام مشاجرات وانشقاق جماعات بسبب الاختلاف فى التعبير اللاهوتى وشرح interpretation of)) التعبيرات اللاهوتية.


    شرح التعبيرات اللاهوتية وعدم التمسك بالألفاظ:
    فى حوارنا - نحن عائلة الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية مع الروم الأرثوذكس البيزنطيين- توصلنا للاتفاق: لأن كل طرف قدّم شرحاً interpretation لاهوتياً للتعبيرات التى يستخدمها حتى نتفادى أى التباس فى الأذهان وحتى لا يتهم أحد الأطراف الطرف الآخر بالأوطاخية والآخر لا يتهمه بالنسطورية. لذلك كان شرح التعبيرات اللاهوتية مهماً.
    ففى أثناء الحوارات التى تجرى عن طبيعة السيد المسيح Christology قلنا أن الذين ينادون بطبيعتين غير منفصلتين للسيد المسيح يقصدون استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد، بينما الذين ينادون بطبيعة واحدة بغير امتزاج يقصدون عدم وجود هاتين الطبيعتين فى حالة متشرذمة أو منقسمة أو منفصلة. ويؤكدون أنه حينما تم الاتحاد فى لحظة التجسد لم تستمر الطبيعتان فى حالة انقسام من بعد الاتحاد. أى دخلوا فى حالة اتحاد طبيعى  أى اتحاد بحسب الطبيعة   فقد حدثت وحدة حقيقية. لذلك ينادون بطبيعة واحدة توجد فى داخلها طبيعتين بغير امتزاج. واستمرت الطبيعتان فى الوجود. وكل طبيعة احتفظت بخصائصها بغير امتزاج مع الطبيعة الأخرى لكن هاتين الطبيعتين كونتا مع بعضهما البعض اتحاداً حقيقياً. هذا الاتحاد يعبّر عنه بالطبيعة الخاصة بالتجسد أو طبيعة التجسد. فالذين يتكلمون عن طبيعتين غير منفصلتين بعد الاتحاد يتكلمون عن استمرار وجود الطبيعتين. وأما الذين يتكلمون عن طبيعة واحدة بغير امتزاج يتكلمون عن حالة وجود الطبيعتين لكن كلاهما يرفض التقسيم من بعد الاتحاد كما يرفض الامتزاج فى الاتحاد. بل أن هذين التعبيرين المتمايزين يمكنهما أن يزيدا روح الرؤيا إذا وضعا بجانب بعضهما البعض فيشرحا حقيقة الموقف بصورة أوضح. ففى تعبيرنا القبطى الأرثوذكسى نحن نقول طبيعة واحدة من طبيعتين فإذا قبل الطرف الآخر تعبيرنا، ويقول أنه يؤمن بطبيعتين بغير انفصال. نعرف أن تعبيره ليس فيه خطأ على الإطلاق طالما هو يقبل تعبيرى ويؤكده؛ وفى نفس الوقت يقصد بتعبيره أنه ليس هناك إلغاء لأى من الطبيعتين بل استمرتا فى الوجود من بعد الاتحاد. فالتعبيرات المختلفة تدعّم وتقوى بعضها البعض ولا تتصارع أو تتقاتل. هذا مَثل من أمثلة كثيرة فى كيفية التفريق بين الاختلاف فى التعبير اللاهوتى والاختلاف فى جوهر العقيدة والإيمان.
    والخلاصة من هذه النقطة إن ما يجب أن نغرسه ونعلمه للنشء هو ألا يتسرّع فى الحكم على من يختلف معه فى التعبير. يجب أن تنتظر حتى تعرف قصد المتكلم لأنه قد ينتهى إلى نفس الحقيقة التى تحيا فى داخلك لكنه يعبّر عنها بطريقة مختلفة. حاول أن تسمع وفكّر بهدوء بعقلية صافية ولا تتصيد الأخطاء.

    ثالثاً : المسكونية هى انفتاح وليست تنازلاً
    ليست المسكونية هى التنازل عن العقيدة إرضاءً للآخر أو مجاملةً إنما المسكونية هى الانفتاح لسماع الآخر والحوار معه ومحاولة إيجاد نقط تلاقى. ففى أثناء انعقاد الجمعية العمومية السابعة لمجلس الكنائس العالمى فى كامبرا بأستراليا فوجئنا بصدور بيانات أثناء انعقاد الجمعية وأثناء وجودنا هناك كأعضاء فى المجلس -وليس كمراقبين- فوجدنا البعض يتكلمون عن الضيافة الإفخاريستية Eucharistic Hospitality بحسب تعبيرهم أى كنائس مضيافة؛ بمعنى أنه إذا دخل أى شخص إليهم يناولونه. هذه رؤيتهم للأمر ونحن نحترمها، لكنهم يهاجمون أى كنيسة لا تعمل مثلما يعملون؛ فكيف يشتركون فى اجتماع مسكونى وهم يهاجمون الكنائس الأخرى؟ ومعنى هذا الهجوم هو أنهم يفرضون على الآخرين أن يعملوا مثلهم وإلا صرنا فى نظرهم متخلفين أو متعصبين.. ألخ. نحن نحب أن نعرف رأى الآخرين ونستمع لهم فى شرحهم لقضيتهم فى ورقة تعبّر عن وجهة نظر الآخر لكن ما فعله أصحاب مبدأ الضيافة الإفخاريستية هو أنهم نشروا رؤيتهم فى بيانات عامة وليست كرؤية خاصة وكإدانة من الغالبية للأقلية الموجودة. (فالأرثوذكس فى العالم يمثلون خمس وعشرون فى المائة من المجلس وتمثل الطوائف البروتستانتية فى مجموعها خمسة وسبعون فى المائة من المجلس أما الكاثوليك فلم يشتركوا ويحضرون كمراقبين فى كل الأقسام ماعدا قسم Faith and Order الذى يشتركون فيه بعضوية محدودة لا تمثل حقيقة عددهم فى العالم).
    المسكونية الحقيقية لا تطالب أى شخص بالتنازل عن عقيدته إرضاءً للآخر. لكن هى التفاهم فى القضايا المعروضة للوصول إلى حلول. لكن بيان الاحتجاج الذى أصدره أصحاب رأى الضيافة الإفخاريستية كأغلبية جعل الأقلية تشعر أنها تحت ضغط، وليست هذه هى المسكونية ولا هذا هو الانفتاح.

    دور الطرف الآخر :
    ما هو دور الطرف الآخر إذاً؟ هنا تأتى أهمية التنشئة المسكونية. التنشئة المسكونية ليست كما انتشر فى أذهان البعض فى الزمن الحاضر، إنها هى التنازل عن العقيدة إرضاءً للآخر لأن هذا لا يوصل إلى وحدة حقيقية. فهم يقولون أنت مسكونى حينما لا تتمسك بأى فكر وهذا تعريف جديد للمسكونية قد تتقبله قطاعات كبيرة، لكن لا يقبله الكثيرون أيضاً، ممن يريدون الوصول إلى الوحدة عن طريق الحوار الذى يؤدى إلى التفاهم ووحدانية الفكر.

    رابعاً : غرس فكرة الوحدة فى نفوس النشء
    إن غرس فكرة الوحدة فى نفوس النشء هى مطلب أساسى للحياة المسيحية. بعض الكنائس أو الكهنة والرعاة يغرسون فكر التمزق فى الناس. فكيف نعلِّم الطفل إذاً من صغره فى الكنيسة أن يسعى من أجل وحدة الكنيسة؟ هل بموافقتنا بأن يتناول من الأسرار فى كنيسة أخرى؟ لا، ليس هذا هو المقصود. إنما المقصود هو أن ينشأ الطفل ولديه الاستعداد ليصادق الأطفال من الطوائف الأخرى ويتفاهم معهم فى حوار هـادئ، بروح الصداقة والمودة بقدر مفاهيمهم الصغيرة.
    لا مانع أن يكون للطفل صداقة بريئة مع أى طفل آخر من الطوائف الأخرى، فلا ينظر له كخِصم أو عدو. يجب علينا أن نغرس هذه الروح ولو كبذرة صغيرة. ويجب أن يؤمن الطفل بقضية الوحدة الكنسية ( وسوف نشرح فى البند السابع ما هو أساس قيام الوحدة فى الكنيسة).
    الحق الواجب النظام القوة
    الحق الواجب النظام القوة
    إبن البلد المميز
    إبن البلد المميز


    ذكر عدد الرسائل : 1777
    العمر : 48
    العمل/الترفيه : بصدق واخلاص نبني
    المزاج : عال العال
    تاريخ التسجيل : 08/07/2008

    فري زون
    ملاعب بانياس الساحل:

    مبادىء التنشئة المسكونية (بعضها منقول) 1+2 Empty مبادىء التنشئة المسكونية 2

    مُساهمة من طرف الحق الواجب النظام القوة 29/7/2008, 19:17

    خامساً : مفهوم جامعية الكنيسة ومفهوم مجمعية الكنيسة
    يجب أن يكون مفهوم جامعية الكنيسة Catholicity واضحاً فى نفوس الشباب. كذلك أيضا مفهوم مجمعية الكنيسة Conciliarity.


    جامعية الكنيسة:
    جامعية الكنيسة هى أن تكون الكنيسة فى شركة ووحدانية إيمان فى كل مكان فى العالم عن طريق Holy Communion Eucharistic أى شركة الأسرار المقدسة. ما دمنا نشترك فى القلب والفكر والأسرار فهذه هى الكنيسة الجامعة.

    وقد كتب القديس أغناطيوس الثيئوفوروس فى رسالته إلى أهل سميرنا:
    [See that ye all follow the bishop, even as Jesus Christ does the Father, and the presbytery as ye would the apostles; and reverence the deacons, as being the institution of God. Let no man do anything connected with the Church without the bishop. Let that be deemed a proper Eucharist, which is (administered) either by the bishop, or by one to whom he has entrusted it. Wherever the bishop shall appear, there let the multitude (of the people) also be : even as, wherever Jesus Christ is, there is the Catholic Church.]
    ترجمة النص بالعربية :
    {انظروا أنكم جميعاً تتبعون الأسقف، كما يتبع المسيح يسوع أيضاً الآب، وتتبعون جماعة القسوس كالرسل، وتوقرون الشمامسة كمؤسسة الله. ليس من المسموح لأى إنسان أن يصنع شيئاً متعلقاً بالكنيسة بدون الأسقف. ولتحسب هذه افخارستيا صحيحة التى يديرها الأسقف أو من يعهد هو إليه بذلك. وحيثما يحضر الأسقف فليحضر هناك أيضاً جماعة الشعب، كما أنه أيضاً حيثما يوجد المسيح يسوع فهناك الكنيسة الجامعة}.
    هذا النص يعطينا فكرة أن رأس الكنيسة المحلية هو الأسقف، أما رأس الكنيسة الجامعة فهو السيد المسيح له المجد.

    مجمعية الكنيسة:
    حينما نشأت الكنيسة الرسولية كانت توجد فيها بعض الخلافات لذلك لم يكن أحد يتصرف من نفسه فى أى أمر من الأمور مطلقاً. فحينما ذهب القديس بطرس الرسول ليعمد بيت كرنيليوس لم تقبله الكنيسة. فأشار عليهم القديس بطرس الرسول بسماع القصة أولا قبل أن يحكموا فى الأمر. ولأن روح الاستعداد لسماع الرأى الآخر كانت موجودة عندهم قبلوا أن يسمعوا منه فشرح لهم القديس بطرس القصة وكيف أن الله قبل الأمم فى الإيمان وأعطاهم الروح القدس وأنه هو نفسه قال "أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضاً" (أع10: 47). فقد كان فكر القديس بطرس مثل باقى التلاميذ لكن الله أراه وأعلن له، وتمت خطوات فعلية لا يمكن مقاومتها. لكن القديس بطرس فى البداية كان مستعداً للتنازل والاعتذار إذا كان رأى الرسل أن مـا عمله كان خـطأً فتدخل الروح القـدس وقال للأحـد عشر يجب أن تنسجموا مع ما عملته من خلال القديس بطرس الرسول وبالفعل قبلوا ما تم بإرشاد من الروح القدس. فالروح القدس هو واحد فيهم جميعاً كما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى1: 14) لم يقل "الساكن فيك" هذا هو الإيمان بأن الروح القدس يعمل فى الجماعة وليس فى الفرد.
    فى مرة أخرى رأى القديس بولس الرسول أن القديس بطرس الرسول يرائى الإخوة الذين جاءوا من اليهودية ويرفض الأكل مع الأمميين الذين اعتمدوا وصاروا مسيحيين، فقال له "إن كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهودياً فلماذا تُلزم الأمم أن يتهودوا" (غل2: 14). أيضاً قال القديس بولس الرسول عن القديس بطرس الرسول "قاومته مواجهةً لأنه كان ملوماً" (غل2 :11).
    وهنا نلاحظ أنه فى إحدى المرات كان القديس بطرس على حق والأحد عشر لم يكونوا قد استقبلوا نفس الإعلان من الروح القدس بعد. ولكنهم قبلوه من خلال مجمعية اللقاء. وأما فى المرة الثانية فلم يكن القديس بطرس على حق وأتاه من أخبره بذلك والذى أخبره هو القديس بولس الرسول الذى قال فى اتضاع رسولى "صعدت أيضاً إلى أورشليم.. بموجب إعلان وعَرضتْ عليهم الإنجيل الذى أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على.. المعتبرين أنهم أعمدة" (غل2: 1، 2) وكان بطرس ويعقوب ويوحنا هناك وقال بعدها: "لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً " (غل2: 2) فهو يعرض إنجيله على الكنيسة بعد أربعة عشر سنة من بداية خدمته، ليطمئن أن عمله ليس ذاتياً ولما أعطوه يمين الشركة للأمم وباركوا عمله، استمر فى الكرازة بالإنجيل.
    لابد أن نعلّم أولادنا ما معنى وحدة الكنيسة. ليست وحدة الكنيسة هى أن أجمع مجموعة من الناس داخل مبنى الكنيسة. وحدة الكنيسة ليست فى الـProselytism وليست فى عمل تكتلات وزيادة الأعداد إنما وحدة الكنيسة هى إعطاء فرصة للروح القدس للعمل فىّ وفى الآخرين لنتفق على قلب واحد وفكر واحد. فبدلاً من أن يكون كل كفاحى هو أن أستّل مجموعات من شعب الكنائس الأخرى يصبح هدفى هو كسب الجميع ليس ليخضعوا لسلطتى الكنسية بل ليصيروا فى انسجام ويُكَوّنوا معاً الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية.
    مجمعية الكنيسة هى ألا يستقل أحد بالرأى بل يعيش من خلال المجمع وفكر الآباء. المجمعية هى ألا يظن أحد أنه يُسيّر الكنيسة بذاته (مثلما يدّعى الكاثوليك للبابا الرومانى) بل يجب أن يعرف أن الآخر هو المرآة التى تكشف له الحق. فقد ذهب القديس بطرس الرسول لينظر فى مرآة الأحد عشر فقالوا له: "إذاً أعطى الله الأمم أيضاً توبة للحياة" (أع11: 18) كما قال أيضاً بولس الرسول "أن الأمم شركاء فى الميراث والجسد ونوال موعده فى المسيح بالإنجيل" (أف3: 6) ليس وهم وثنيين إنما بالإيمان. لذلك فى إحدى الترجمات تُقال "أعطى الله الوثنيين أيضاً توبة للحياة". المقصود بكلمة الأمم هنا الذين ليسوا من الجنس اليهودى وليس المقصود هو دينهم أو أنهم شركاء فى الميراث وهم من دين آخر.
    نأخذ مثال آخر لمجمعية الكنيسة: موضوع أسفار العهد الجديد التى قبلتها الكنيسة. فقد كُتِبَتْ كثير من الأناجيل والرسائل. لكن ما قُبل منها كأسفار مُقدسة موحى بها من الله، هو ما قبلته الكنيسة الجامعة فقط. فالأسفار لا تعتبر مقدسة إلا إذا قبلتها الكنيسة الجامعة، وذلك أمر يعلمه كل دارسى الكتاب المقدس وكل اللاهوتيين. فهل كل ما قاله بطرس الرسول شفوياً أو تصرف به فى خدمته، يُعتبر وحى من الروح القدس؟ لا؛ بدليل ما قاله عنه بولس الرسول فى (غل2: 11) "قاومته مواجهةً لأنه كان ملوماً" أما ما كتبه وقبِلته الكنيسة الجامعة فهذا هو ما نعتبره وحى إلهى. إذاً ليست المسألة هى مجرد تصرف ذاتى بل أن الروح القدس هو الذى يقود جماعة المؤمنين ويقود الكنيسة ويعلن الحق فى وسطها.
    فى كتابات معلمنا بطرس الرسول نجد شهادة واضحة لكتابات معلمنا بولس الرسول مثل قو له "كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المُعطاة له. كما فى الرسائل كلها أيضاً متكلماً فيها عن هذه الأمور . التى فيها أشياء عسرة الفهم يُحرِّفها غير العلماء وغير الثابتين كباقى الكتب أيضاً لهلاك أنفسهم" (2بط3: 15، 16). إذاً شهد القديس بطرس الرسول للقديس بولس الرسول أن جميع رسائله هى كباقى الكتب المقدسة، والذى يحرفها يهلك. فهى إذاً أسفار مقدسة وهذه هى شهادة الكنيسة الجامعة. ونلاحظ فى شهادة بطرس الرسول أنه قال الرسائل كلها ثم الحكمة المُعطاة له ثم من يحرفها يهلك كمن يحرف باقى الكتب أيضاً. فلا فرق بين من يحرف فى سفر الخروج أو فى إنجيل متى أو فى رسائل بولس الرسول. لأن كل الكتاب هو موحى به من الله. إذن قُبلت هذه الأسفار بفعل الروح القدس فى الكنيسة وهذه هى الكنيسة الجامعة عندما تعيش بروح المجمعية. فجامعية الكنيسة تتحقق بمجمعيتها
    The Catholicity of the church can be fulfiled by the conciliarity of the church.
    هذه هى المفاهيم التى يجب أن تصل لأولادنا بصورة أو بأخرى.

    سادساً : القدوة فى تعليم النشء
    حينما يجتمع الكاهن بمجلس الكنيسة، هل فى اجتماعهم هذا نجد الروح المجمعية؟ أم أن الكاهن هو حاكم بأمره فى الكنيسة؟ هذه صورة سوف يتعلم الأولاد منها. وأيضاً فى خدمة التربية الكنسية هل المدرس يعطى فرصة للأولاد وقت إلقاء الدرس أن يتشاركوا معه ويدخل معهم فى حوار أم هو مجرد تلقين فقط؟ فإن كان الله نفسه يدخل فى حوار مع عبيده فكم بالأولى البشر. لكن يوجد بشر للأسف يعتبرون أنفسهم أكثر قدرة من الله فى هذه النقطة. فلنراجع أنفسنا إذاً هل نحن مستعدون أن نعلّم النشء روح الحوار والمشاركة أم نحن نعلمهم السيادة والتلقين للآخر بدون إعطائه فرصة للاشتراك.

    سابعاً : أساس قيام الوحدة هو الوحدة فى الإيمان
    الوحدة ينبغى أن تقوم على الوحدة فى الإيمان كما قال بولس الرسول "رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة " (أف4: 5). فإن كان الرب واحد فلابد أن يكون الإيمان واحد. هذه هى الوسيلة الفعّالة لوحدة المعمودية. لذلك يجب على من يتحمس لوحدة الكنيسة أن يضع يده بيدنا لنصل إلى وحدة الإيمان ولا يتمسك بأشياء جانبية مثل: لماذا لا نتناول معاً؟ لأن الأكثر خطورة من ذلك هو أننا لا نفكر فكراً واحداً بقلب واحد. لذلك ينبغى أن نبنى الوحدة على الأساس السليم.
    يوجد رأى يقول أن الزيجات المختلطة هى وسيلة فعّالة لتحقيق الوحدة الكنسية على أساس أن البيت الواحد سيجمع طرفين من كنيستين. وبذلك تتحقق فى ذلك البيت الوحدة الفعّالة بين الكنيستين، حتى لو لم يتحد رؤساء الكنائس. هذه مجرد نظرية ونحن لا نهاجم الآراء ولكن رؤيتنا قد تختلف فى هذا الأمر. فهل نحن نقيم الوحدة الكنسية على أساس الحب البشرى أم الحب الروحى؟ هل ملكوت الله يُحققه الحب البشرى بين رجل وامرأة، ولا تحققه وحدة روحية يقودها الروح القدس نفسه داخل الكنيسة؟

    ثامناً : البحث عن الحق
    المسيحى الحقيقى لا يتعصب لفكرة معينة ولكنه يبحث دائماً عن الحق بروح الصلاة والتواضع، ويتحقق فيه قول السيد المسيح "كل من هو من الحق يسمع صوتى" (يو18: 37).[/font]
    [/size][/size]


    عدل سابقا من قبل إدارة في 29/7/2008, 21:38 عدل 1 مرات (السبب : تصحيح فني)

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/11/2024, 10:21