لم تتمكن تلك المرأة القادمة من إحدى المحافظات السورية من الصمود أكثر فما أن وجدت كرسي في إحدى غرف المؤسسة حتى جلست عليه تبكي
بصوت جمهر من حولها من موظفين فمن كان يشرب الشاي ومن يضع إبريق المته وبعض ممن كان يقلب أوراق بشكل روتيني لا معنى له فكأنما صوتها وبكائها كانا بمثابة جرس تنبيه أعاد العاملين من جديد ليذكرهم بما هم فيه ولتضغط على الجرح ليزداد نزيفه.
فقد أتت إلى المؤسسة من حمص إلى الشام لتقدم لابنتها المتخرجة من كلية الآداب طلبا للتوظيف لتحدثنا عن معاناتها الخاصة العامة جدا
قالت: أتيت لأقدم لابنتي طلب توظيف لأنها لن تتمكن من مقابلة الوزير فأنا أعرفه يعمل لديه أحد أقاربي وأستطيع مقابلته، وببكائها المؤلم تابعت تقول: ماذا أفعل؟ لقد درس أولادي في الجامعة كلهم يحملون شهادات وكلهم يجلس بالبيت، اثنين من أولادي يحملان شهادة في الهندسة يأخذا مني مصروفهما اليومي عشر ليرا ت تصوروا شاب طويل عريض يضطر لأن يطلب مني عشر ليرات، بحثوا كثيرا عن عمل لم يتمكنوا من العثور إلا على عمل بالفاعل، أحيانا أطلب منهم العمل ولو بالعتالة لأعود لأبكي على حظي وحظهم فيا ليتهم لم يتعلموا فالشهادات لا أهمية لها التوظيف عن طريق الشؤون الاجتماعية والعمل والمطلوب دون الشهادة الثانوية أما الأعلى فلا وظيفة لهم
أما أختاهما فالحال ليست أحسن فشهاداتهما الجامعية لم تجلب لهما إلا مزيدا من الهم الفرص عندنا في محافظتنا قليلة فان لم يعثروا على وظيفة حكومية فلا أمل لهم بالعمل المهم الآن أن تتوظف ابنتي لتساعدني بالمصروف فوالدهم توفي منذ زمن والمسؤولية علي وحدي لم أعد أتحمل أليس من حقهم أن يعملوا؟.
لم يستطع أحد إجابتها فها هم يعملون والألم يعتصر قلوبهم فتلك تحمل شهادة بالهندسة وهذه شهادة بالفنون وذاك شهادة بالحقوق والكل يعمل كأنه لا يعمل فالعمل روتيني لا معنى له يتمكن من انجازه أي شخص يعرف القراءة والكتابه
ليتساءلوا أهذا هو العمل الذي طالما حلمنا به أهذا هو المستقبل الذي تقنا إليه؟ أهذا هو الشباب الذي يتحسر عليه الكبار ويتسابق إليه الأطفال؟ ليكتشفوا أنهم هم أيضا عاطلون عن العمل فما هذا العمل سوى بطالة مقنعة رواتب زهيدة وأعمال لا معنى لها نزيف حقيقي للروح والعلم الذي جهدوا للوصول إليه.
هذه قصة معظم الشباب السوري الواقع بين البطاله المقنعة والمكشوفة لتبقى المشكلة متفاقمة فالسكان بازدياد والمطالب بازدياد وما زال الإقبال على القطاع العام أكبر فالمشاريع مازالت قليلة والإهمال واضح لباقي القطاعات، والمناهج الدراسية قاصرة عن تأهيل كوادر قادرة على العمل بمختلف الظروف انه سوء التخطيط وإهمال لفئات مهمة.
مسؤولية من؟ هذا هوا لسؤال الذي طالما بحثنا عن الإجابة عليه وطالما تهرب منه الجميع ؟
بقلم ........رهادة عبدوش
بصوت جمهر من حولها من موظفين فمن كان يشرب الشاي ومن يضع إبريق المته وبعض ممن كان يقلب أوراق بشكل روتيني لا معنى له فكأنما صوتها وبكائها كانا بمثابة جرس تنبيه أعاد العاملين من جديد ليذكرهم بما هم فيه ولتضغط على الجرح ليزداد نزيفه.
فقد أتت إلى المؤسسة من حمص إلى الشام لتقدم لابنتها المتخرجة من كلية الآداب طلبا للتوظيف لتحدثنا عن معاناتها الخاصة العامة جدا
قالت: أتيت لأقدم لابنتي طلب توظيف لأنها لن تتمكن من مقابلة الوزير فأنا أعرفه يعمل لديه أحد أقاربي وأستطيع مقابلته، وببكائها المؤلم تابعت تقول: ماذا أفعل؟ لقد درس أولادي في الجامعة كلهم يحملون شهادات وكلهم يجلس بالبيت، اثنين من أولادي يحملان شهادة في الهندسة يأخذا مني مصروفهما اليومي عشر ليرا ت تصوروا شاب طويل عريض يضطر لأن يطلب مني عشر ليرات، بحثوا كثيرا عن عمل لم يتمكنوا من العثور إلا على عمل بالفاعل، أحيانا أطلب منهم العمل ولو بالعتالة لأعود لأبكي على حظي وحظهم فيا ليتهم لم يتعلموا فالشهادات لا أهمية لها التوظيف عن طريق الشؤون الاجتماعية والعمل والمطلوب دون الشهادة الثانوية أما الأعلى فلا وظيفة لهم
أما أختاهما فالحال ليست أحسن فشهاداتهما الجامعية لم تجلب لهما إلا مزيدا من الهم الفرص عندنا في محافظتنا قليلة فان لم يعثروا على وظيفة حكومية فلا أمل لهم بالعمل المهم الآن أن تتوظف ابنتي لتساعدني بالمصروف فوالدهم توفي منذ زمن والمسؤولية علي وحدي لم أعد أتحمل أليس من حقهم أن يعملوا؟.
لم يستطع أحد إجابتها فها هم يعملون والألم يعتصر قلوبهم فتلك تحمل شهادة بالهندسة وهذه شهادة بالفنون وذاك شهادة بالحقوق والكل يعمل كأنه لا يعمل فالعمل روتيني لا معنى له يتمكن من انجازه أي شخص يعرف القراءة والكتابه
ليتساءلوا أهذا هو العمل الذي طالما حلمنا به أهذا هو المستقبل الذي تقنا إليه؟ أهذا هو الشباب الذي يتحسر عليه الكبار ويتسابق إليه الأطفال؟ ليكتشفوا أنهم هم أيضا عاطلون عن العمل فما هذا العمل سوى بطالة مقنعة رواتب زهيدة وأعمال لا معنى لها نزيف حقيقي للروح والعلم الذي جهدوا للوصول إليه.
هذه قصة معظم الشباب السوري الواقع بين البطاله المقنعة والمكشوفة لتبقى المشكلة متفاقمة فالسكان بازدياد والمطالب بازدياد وما زال الإقبال على القطاع العام أكبر فالمشاريع مازالت قليلة والإهمال واضح لباقي القطاعات، والمناهج الدراسية قاصرة عن تأهيل كوادر قادرة على العمل بمختلف الظروف انه سوء التخطيط وإهمال لفئات مهمة.
مسؤولية من؟ هذا هوا لسؤال الذي طالما بحثنا عن الإجابة عليه وطالما تهرب منه الجميع ؟
بقلم ........رهادة عبدوش