منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

أهلاً بكم في منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

بتسجيلكم والدخول الى حساباتكم تصبحون قادرين على المشاركة وارسال المساهمات وتبادل المعلومات والرسائل الخاصة مع باقي الأعضاء ضمن حدود الإحترام..

نرجو منكم الالتزام بالأخلاقيات العامة واحترام الآخرين وارسال المساهمات ذات القيمة المضافة وذكر مصدر أي معلومة جديدة تضيفونها الى المنتدى في مشاركاتكم تحت طائلة العقوبة..

شكراً لإهتمامكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

أهلاً بكم في منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

بتسجيلكم والدخول الى حساباتكم تصبحون قادرين على المشاركة وارسال المساهمات وتبادل المعلومات والرسائل الخاصة مع باقي الأعضاء ضمن حدود الإحترام..

نرجو منكم الالتزام بالأخلاقيات العامة واحترام الآخرين وارسال المساهمات ذات القيمة المضافة وذكر مصدر أي معلومة جديدة تضيفونها الى المنتدى في مشاركاتكم تحت طائلة العقوبة..

شكراً لإهتمامكم

منتدى موقع بانياس والساحل الرئيسي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ذكريات مع الموت

    عبد الرحمن الجندي
    عبد الرحمن الجندي
    رئيس "هيئة الإشراف" .. نائب "الإدارة العامة"
    رئيس


    ذكر عدد الرسائل : 2205
    العمر : 45
    الموقع : www.baniascc.net
    العمل/الترفيه : مدير أعمال
    المزاج : متفائل دائماً
    تاريخ التسجيل : 06/10/2007

    ذكريات مع الموت Empty ذكريات مع الموت

    مُساهمة من طرف عبد الرحمن الجندي 28/8/2008, 16:34

    حدث ذلك في عصر يوم صيفي من أيام مدينتنا الجميلة (بانياس الساحلية) وكنت حينها في صيف الصف الأول الثانوي, والمفارقة العجيبة أنه لم يكن قد مضى على تعلمي السباحة وفي الأماكن العميقة أكثر من شهرين, وأنا ابن البحر ولم يفارق مشهد البحر يوماً شرف منزلي.

    لم يكن في حسابي أنا وإبن عمتي الوحيد مصطفى (في الصف السادس) بعد يوم جميل من السباحة على مدخل ميناء الصيادين وقرب مصب نهر بانياس الشهير أن رحلة العودة سترسم لنا ذكرى كادت أن تكون مأساوية – لأهالينا ولمدينتنا كلها - لولا مشيئة الله و لطفه بنا.

    في رحلة عودتنا من السباحة, أنا ومصطفى الذي لا يعرف السباحة بالمطلق, وبواسطة الدولاب "الكاوتشوكي" الشهير في تلك الأيام, وكنت قد قطعت المسافة نفسها تقريباً في رحلة الذهاب براحة تامة, وبمرافقة الشاب الصغير وسيم وهو من أفضل السباحين (أروادي).

    كنا قد قطعنا نفس المسافة تقريباً ونحن في غاية السعادة ولكن طول المسافة وشعوري بالارهاق بعد يوم طويل من السباحة جعلني أقفز بشكل مفاجئ من الدولاب – وهي عادتي – لأمارس بعض حركات الاسترخاء في الماء وأقاوم الشعور بالدوار نتيجة الإرهاق, وعند خروجي من الماء لأصعد الدولاب وجدت ابن عمتي الصغير يصارع للصعود إلى الدولاب وكان قد سقط منه نتيجة قفزي المفاجئ, وكانت هذه المرة الأولى وغير المقصودة.

    في المرة الثانية وبعد أن أكد لي (صافي) أنه قادر على التوازن والصمود بعد قفزي عن الدولاب, قفزت منه وأنا مطمئن وأمضيت وقتاً مضاعفاً من الاسترخاء الهادئ وعندما خرجت كانت الكارثة.

    وجدت ابن عمتي الصغير وهو لا يعرف حتى العوم في الماء, يصارع الغرق وقد بدا عليه اليأس وهو يغرق في مكانه دون تقدم, أما الدولاب الكاوتشوكي فقد كان مبتعداً قليلاً من مكاننا ولكنني كنت استطيع الوصول اليه سريعاً فيما لو تركت الفتى الصغير قليلاً, ولكن حالته لا تحتمل الانتظار ابداً وانا لا استطيع السيطرة على مشاعري وتركه ولو كان العقل يأمرني بالتوجه خلف الدولاب لأدركه والتيار يأخذه بعيداً.

    هذا ما حدث فعلاً فقد توجهت لإنقاذ (صافي) من الغرق وكان الثمن باهظاً جداً, فبعد إنقاذه وبينما نتحدث عما جرى لنا وكيف سقط من الدولاب وأنا اسأله إن كان قادراً على تحمل البقاء قليلاً ريثما أحضر "الدولاب", طبعاً لم يكن قادراً أبداً, أما الدولاب فقد أصبح بعيداً ويالها من مصيبة.

    لم ينل مني اليأس أبداً كما لم يسبق أن نال مني يوماً, واتخذت قراري فوراً بالسعي ورائه وابن عمتي الصغير متعلق برقبتي ولم يكن هناك مفر من ذلك, وهكذا بقيت قرابة الخمس دقائق أسعى خلف الدولاب وهو يبتعد بفعل التيار القوي - في المنطقة المقابلة لجامع البحر من الكورنيش الأوسط, ولكن دون جدوى وبدأ "الدولاب الكاوتشوكي" اللعين يذهب بعيداً, وأمالنا بالنجاة تتضاءل أكثر فأكثر.

    هنا أيضاً لم استسلم ويمت وجهي قبلة الشاطئ البعيد أملاً في الوصول أو أن يرانا أحد ولكنني وصلت لمرحلة عرفت فيها أن الوصول وأنا أحمل الصغير على كتفي حتى أنني كنت تحت مستوى المياه وكلما أردت التنفس أبعده عن رقبتي قليلاً لأصعد وأتنفس ثم أعود للأسفل وهو فوقي من جديد, وفي كل مرة اصعد بها للتنفس يشك بأنني سأتركه واذهب لأنجو بنفسي ويهمس لي بكلمات لا أنساها أبداً "ستتركني وتذهب, أليس كذلك؟"

    لم أعدم وسيلة لإنقاذنا أبداً حتى أنني طلبت منه التعلق فيني دون الاتكاء على كي يساعدني ويتسنى لي أن أتحرك باتجاه الشاطئ, وتارة أتركه وابتعد قليلاً عنه لأجبره على السباحة باتجاهي لكن هذا لم يغير من الأمر كثيراً - وكأنه فقد حينها كل الطاقات البشرية التي تولد النجاح في لحظات الخطر - والتيارات قوية بما يكفي لإجهاض مساعينا, وهنا كان علي اتخاذ قرار نهائي بين أمرين من أصعب الأمور التي يخير بها الإنسان في حياته على الإطلاق, بل أصعبها على الإطلاق:

    · أترك ابن عمتي وأخي الصغير والوحيد لأبويه لمصيره وأنجو بنفسي.

    · أبقى معه للنهاية وأحكم على نفسي بالموت غرقاً معه مع سابق العلم.

    كان قراراً لا أنفك أتساءل في نفسي عنه حتى اليوم, ولا أتمنى لأحد أن يقع في وضع كهذا أبداً, فليس من السهل على أحد أن يقرر مصيره بنفسه, وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بحياة الآخرين, فكيف إذا كان هذا الآخر شخصاً عزيزاً عليه.

    طبعا كان قراري الموت غرقاً معه على أن اتركه وأنجو بنفسي, وهنا حدثت معي أمور لا تخطر في بال إنسان, شريط من الذكريات بدأ يتكرر أمامي بطريقة دراماتيكية مميزة ومؤثرات إخراجية غاية في الإبداع, هناك ما يحاول إشغالي عن الإحساس بالضعف واليأس والاستسلام, هناك ما يجعل الدماء في جسدي رغم الإنهاك والتعب تستهلك القليل من الأوكسجين المتوفر لدي لتحفظ لي حياتي وتعينني على الموت, ولكن بين حين وآخر وكما يحدث في الدراما التلفزيونية يأتيك "الفاصل الإعلاني", أما هنا فقد كان الفاصل مشهداً أرى به نفسي وأنا أنزل في الماء بهدوء لأرسو في قاع البحر – وهو مشهد كنت قد تابعته في فلم أمريكي قبل أيام من الحادثة - ثم تتتابع المشاهد الدراماتيكية من جديد لتنقذني من هذا الشعور .

    بقيت على هذه الحال عائماً على بعد مئات الأمتار من الشاطئ قبالة جامع البحر, وبقي هو فوقي متمسكاً بي لا يتركني إلا عندما اجبره لأصعد وأتنفس قليلاً ثم أعود إلى مسرح الذاكرة وأحلام المستقبل التي كنت قد رسمت لها منذ سنين وكنت قد تحدثت عنها بكثير من الشرح في موضوع التعبير في امتحان الشهادة الإعدادية, وأكثر ما أتذكره في ذلك الوقت كيف كنت لا أتقبل كيف أني سأموت ولم أصل بعد إلى الشهادة الثانوية, ولم أدخل الجامعة, رغم قلة ما كنت أعرف عنها في تلك الأيام, وفجأة وفيما أنا سارح في تهيؤاتي واستمع أحياناً لهذيان "صافي" الجاثم فوقي وهو يتسائل "هل سنموت" و"هل ستتركني وحيداً ؟"... وفجأة بدأ يتلفظ بكلام مختلف, كلام يحمل بين طياته أملاً بالنجاة وهو يقول:
    أرى "قارب صيد" على الشاطئ يأتي باتجاهنا وكأنه أتٍ لانقاذنا


    يا الهي!!؟

    أبعدته عن قمة راسي وخرجت لأتنفس وأرى ما يجري؟؟ حقاً هناك "قارب صيد" على الشاطئ بدأ لتوه بالتحرك, وقد يرانا في طريقه- إنه الأمل - ولكن كيف عرف " صافي" أنه قادم باتجاهنا؟

    هنا لم أتمالك نفسي ولم أعد أعرف ما أقول وكأنها طاقة هائلة تدفقت في جسدي وبدأت أشير وأصرخ بكل اللغات "ساعدوني" "HELP ME" "النجدة" وكلمات كثيرة لا أعرف ما هي, المهم أنني انفجرت بشكل رهيب حتى أنني بدأت أسبح باتجاه القارب ولم أعد أطيق الانتظار, أما "صافي" فبقي متمسكاً بي بقوة ولم يتركني حتى صعدت به ظهر ذلك القارب وأصبحنا في أمان حقيقي.

    عندما صعدت ذلك القارب لم أبدي ضعفاً أمام الموجودين على سطحه بل قاومت تعبي لدرجة كبيرة وبقيت واقفاً وأنا منهك وأشعر بالدوار وبدأت حديثاً بسيطاً على ما أذكر.

    الشكر كل الشكر للذين أنقذونا ولو أنهم شاهدونا صدفة في طريقهم للوصول إلى "الدولاب الكاوتشوكي" وهو يبتعد في البحر (هذا ما سمعته)

    أعتقد بأن أكثر ما ساعدنا على النجاة في النهاية - وطبعا بعد العناية الإلهية ودعاء أهلي – القرار الذي اتخذته بعدم الاستمرار في المحاولة ضد التيار القوي والحفاظ على الطاقة لأتمكن من الاستمرار فترة أطول من الزمن على قيد الحياة, هذا بالإضافة الى شريط الذكريات الجميل الذي رافقني طيلة فترة الانتظار.
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ذكريات مع الموت Empty رد: ذكريات مع الموت

    مُساهمة من طرف زائر 28/8/2008, 17:19

    الحمد لله والشكر لكل من ساعد في عملية الانقاذ
    قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا
    Anonymous
    زائر
    زائر


    ذكريات مع الموت Empty رد: ذكريات مع الموت

    مُساهمة من طرف زائر 28/8/2008, 17:33

    الحمد لله على سلامتك يا عبد الرحمن أنت وقريبك
    والله وأنا عم أقرأ هالتجربة ما بتقول إلا وكأني شايف فلم أمامي وعم اقرأ وكأني معك خطوة خطوة
    ومتل ما قلك القرصان ..قل لن يصيبنا إل اما كتب الله لنا

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 22:53